الكاتب : حسناء رجب فوتوغرافيا
هالة القوصى ـ "فوتومصر"
لفنان صاحب رؤية قبل أن يكون
الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين كانتا الحقبتين اللذان زاد فيهما انتشار نوادي وجمعيات السينما، وذلك بجهود عدد كبير من المهتمين بهذا الفن صناعًا ونقادًا، وهذه التجمعات المتخصصة هي ما أتاحت لهم تنظيم جهودهم جميعًا للوصول إلى أفضل النتائج لنشر الثقافة السينمائية في مصر، وأن يقدموا إلى الجمهور أفلامًا مغايرة للأفلام التجارية الموجودة في دور العرض مصرية كانت أو أمريكية، وهو ما رفع من فعالية الانفتاح على فن السينما في العالم،
بعد عامين من تأسيس جمعية نقاد السينما المصريين، أنضم الناقد والمترجم الراحل حسين بيومي إلى مؤسسى الجمعية وأعضائها مشاركًا بشكل فاعل في نشاطاتها محافظًا على أهدافها التي تتوافق مع أهدافه ورؤيته لمهنة النقد السينمائى وما يجب أن يكون عليه الناقد، وكذلك الحال في نشر الثقافة السينمائية التي ستؤدي بالتأكيد إلى زيادة الوعي بفن السينما وتذوقه وهو ما سيقود في النهاية إلى تطور السينما، حيث كانت له رؤية خاصة عن السينما المصرية، هذه الرؤية شديدة الانتقائية فيما يتعلق بمن يراهم فنانين حقيقيين يسهمون فى رفعة الفن السينمائى
في البدء كان الشغف السينمائي، هو الدافع نحو القراءة، وهنا تنطلق شرارة المعرفة، بحثًا عن المزيد طلبًا للارتواء، مقالات من هنا وهناك في الصحف اليومية المتناثرة، أقرأ أسماء "سمير فريد" أو "كمال رمزي" وأحيانًا "يوسف شريف رزق الله"، وغيرهم، تُرى ما الذي يجمع بينهم غير حب السينما؟
لازمت كلمة "أزمة" النقد السينمائي طوال تاريخه. ففي 1909، سخرت مجلة "موفنج بكتشر وورلد" الأمريكية من النقاد بسبب "غباءهم الفاضح" وأفتقارهم للمعرفة السينمائية. وانطلقت دعوات في أوروبا عام 1919، لوضع تشريعات تمنع إصدارل المجلات السينمائية بجملتها (Frey 2015, 37). ونشرت مجلة "فارايتي" الهوليودية انتقادات لاذعة بشكل منتظم، مثل هل مازالت هناك حاجة حقًا للنقاد السينمائيين، أم إنها حرفة عفا عليها الزمن؟ ثم حوصر المحيط العالمي للنقد السينمائي" من كل الجهات لأكثر من سبب. فقد استغنت الصحف عن عدد غير قليل من العاملين بها، وإنهار سوق المجلات المطبوعة المتخصصة، وتكاثرت مواقع الهواه على الإنترنت".