هالة القوصى ــ "فوتومصر" بانوراما تاريخية للفوتوغرافيا في مصر

إسلام انور 10 مايو 2022 كمال الشيخ الهارب من ظلة

الكاتب : إسلام انور
هالة القوصى ـ "فوتومصر" بانوراما تاريخية للفوتوغرافيا في مصر .. وهو مشروع فني لنشر الوعي حول قيمة الصورة ــ الفنان صاحب رؤية قبل أن يكون صاحب وسيط



في عام 2014 بدأت الفنانة البصرية والمخرجة هالة القوصي العمل على مشروع بعنوان "فوتومصر" بهدف تعريف الجمهور بتاريخ الفوتوغرافيا في مصر ونشاط الاستوديوهات والمحترفين والهواة من المصورين وتقديم قراءة تاريخية للصورة في سياقها الاجتماعي عبر مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية من أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
المشروع الذي بدأته القوصي بمجموعة من الصور والمقتنيات الشخصية، امتد على مدار الخمس سنوات الماضية ليشمل آلاف الصور من مجموعة فوتومصر والأرشيفات العالمية ومساهمات مئات الأشخاص من محبي الفوتوغرافيا، كما صدر ألبومان يضمان مختارات من الصور بعنوان "صور الأفراح"، و"على البحر".

عن "فوتومصر" ورحلتها مع التصوير الفوتوغرافي وفنون الصورة حاورنا هالة القوصي..


- كيف بدأت فكرة "فوتومصر"؟

بدأت بنشر صور من مجموعتي الشخصية على صفحتي الفيس بوك. كنت أرى في ذلك وسيلة لتبادل المعرفة ومشاركة الأصدقاء بشغفي بالصور وطرح أسئلة عما يغمض عليَّ علّ أحدهم يستطيع أن يفيدني. واتضح من هذه التجربة شعور الكثيرين بنفس الشغف حتى طلب بعضهم مني أن أؤسس صفحة منفصلة للصور، وقد كان وولدت "فوتومصر" في الفضاء الافتراضي في مارس ٢٠١٤. وبالإضافة لمجموعتي الخاصة، فأنا دائمة البحث في مختلف المصادر الرقمية وأشارك بها على فوتومصر؛ ليستدل المهتمون على أهم المصادر العالمية للصور الفوتوغرافية عن مصر، وربما أجمل ما ينشر على الصفحة هي مشاركات الأصدقاء الكريمة بصور عائلاتهم وتواريخهم الشخصية.

- كثير من الصور المعروضة لا تخص عائلتك وذكرياتك الشخصية ولكن تتضمن مجموعة متنوعة من مقتنياتك من الصور، متي بدأت رحلتك مع اقتناء الصور الفوتوغرافية؟

المقتنون أنواع؛ هناك المقتني المغرم بكل ما هو قديم وهناك المتخصص الذي لا يجمع إلا أشياء بعينها: صور، طوابع، كتب، مستندات، أعمال فنية، تحف، قطع موبيليا، سجاجيد … هناك من يقتني ليتاجر، ومن يقتني ليبحث ومن يقتني للمتعة … دائرة اهتمامي بالقديم مهنية في المقام الأول‪،‬ أبقيها محصورة في الصور الفوتوغرافية حتى لا تتحور إلى هوس بالتملك لا طائل لي به.

بدايتي مع الاقتناء كانت وليدة مصادفة غير مباشرة لعملي كفنانة بصرية، في ٢٠٠٩، كنت أبحث عن براويز قديمة لأستخدمها في عمل فني مركب وبالفعل اشتريت عددا كبيرا منها، وأفرغتها ورممتها وأعدت توظيفها في عمل مركب وتبقت معي محتوياتها الأصلية، من مفارش كانفاه وأدعية دينية وأعمال فنية متواضعة القيمة وبعض الصور الفوتوغرافية القديمة.

أثارت الصور اهتمامي المهني بتاريخ التصوير في مصر، وأضحت نواة لمجموعة تنمو مع الأيام أستخدمها كمفاتيح بصرية للبحث والتنقيب في تاريخ هذا النوع من التصوير منذ بدايات الفوتوغرافيا في مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأستدل منها على التطور في التقنيات العلمية والاعتبارات الجمالية في تنسيق الصورة وأساليب المصورين والتغير في طبيعة العلاقة بين المصور وموضوع الصورة الماثل أمامه والمناسبات المختلفة للتصوير، وأستمد منها دلالات على التغير في الأنماط الاجتماعية المختلفة مثل تكوين العائلات والعلاقة بين الجنسين في محافظات مصر المختلفة عبر تاريخ وسيلة الفوتوغرافيا.

- على مدار أكثر من قرن ما الذي اختلف في الصور الفوتوغرافية على مستوى التكوين والصناعة وعلى المستوى الفني والسياق الاجتماعي؟

هذا سؤال لمجموعة من المجلدات لا أعتقد أنه يصلح أن أحاول أن أختصره في بضع كلمات غير أن أقول لك كل شيء تغير على كل هذه المستويات.
يمتد تاريخ التصوير الفوتوغرافي في مصر إلى بدايات الفوتوغرافيا في العالم في منتصف القرن التاسع عشر. فقد توافد إلى مصر في تلك الفترة مصورون من جميع أنحاء العالم واستقر بعضهم فيها، وأنشأوا استوديوهات تخصصت في تصوير المعالم الأثرية وأوجه الحياة المختلفة للمصريين؛ لتلبية الطلب على هذا النوع من الصور من الشغوفين بالشرق في أوربا. وقد كان المصورون أمثال ليكيجيان وزانجاكي وفيوريللو وسباه يوردون صورا لا تختلف كثيرا عن اللوحات الاستشراقية الغرائبية الرائجة في تلك الفترة.
ومع ازدهار المدن المصرية، تزامنًا مع رواج صناعة القطن في أواخر القرن التاسع عشر بدأت الاستوديوهات تستقبل زوارا من البورجوازية الجديدة: مصريون وأجانب يرتادون استوديوهات المصورين.. في القاهرة والإسكندرية والمنصورة وطنطا والزقازيق والمنيا والسويس وبورسعيد، وإن بقي التصوير في تلك الفترة مهنة قاصرة على الأجانب.
ومع التطور في تكنولوجيا التصوير، والتي نتج عنها كاميرات أصغر حجما، وتبسيط في عمليات التحميض والطباعة تفرعت من ممارسة الاستوديوهات ممارسات أخرى، كالتصوير الجماعي في المدارس والمصالح العامة والتصوير الجوال (كان المصوريلتقط الصور للمارة خارج أماكن التلهي العامة من سينمات ومقاهي، والتصوير على الشواطىء في الصيف والتصوير الفوتوغرافي في بلاتوهات السينما للدعاية عن الأفلام، والتصوير الصحفي. وامتهن الكثير من المصريين التصوير، ومع منتصف القرن العشرين انتشرت هواية التصوير بين القادرين، وقد كان بعضهم على مستوى عال من القدرة التقنية، كما تشهد بذلك بعض المجموعات التي خلفوها وراءهم، والتي سجلوا فيها لحظاتهم السعيدة.

- صدر عن "فوتومصر" اثنان من الألبومات المصورة وهما " صور الأفراح"، و"على البحر" لماذا اخترتِ هذه الطقوس الاجتماعية تحديدًا وهل هناك ألبومات أخرى سوف تصدر عن " فوتومصر"؟

الألبومات هي وعاء تنظيمي جامع، وإن كان غير شامل وغير مغلق على نفسه، فهو يحتمل الزيادة بشكل لا نهائي. الغرض الأول منه هو إبراز قيمة الصورة التاريخية والاجتماعية والفنية والجمالية للمتخصصين وغير المتخصصين على وجه سواء.

هذه السلسلة من الألبومات عند اكتمالها ستضم ١٢ ألبوما. كل ألبوم به مجموعة من الصور حول موضوع معين مستَهَل بتقديم عن الموضوع يضعه في سياقه الأكبر، ويبرز دلالاته بشكل منظم.

الزفاف ربما من أكثر المناسبات العائلية التي تم تسجيلها بالصور في القرن العشرين على اختلاف الطبقات الاجتماعية، وإن كانت عادة الذهاب لاستوديو المصور أو استجلابه للمنزل أو الفندق؛ لالتقاط صور للعروسين كانت أكثر انتشارا بين الطبقات المتوسطة والعليا المتيسرة اقتصاديا.

بالنسبة لمجموعة على البحر فهي تنقسم إلى نوعين من الصور صور هواة وصور محترفين أو مصورين جوالين وأهمية المجموعة ترجع إلى كونها تؤرخ إلى نشاط اجتماعي تغير مع الزمن ولمعالم لم تعد موجودة مثل الكباين الخشبية على شواطيء بورسعيد مثلا ولنوعية من التصوير انقرضت ولعلاقة مختلفة مع الكاميرا.


- فوتومصر" تجمع بين صور عائلية خاصة وصور عامة متنوعة كيف ترين العلاقة بين الخاص والعام الفرد والمجتمع من خلال الصورة؟

فوتومصر- كما أفردت في كتاباتي عنها- هي مشروع فني لنشر الوعي حول قيمة الصورة وأهميتها كسجل تاريخي، كوعاء اجتماعي، ولذلك فهي تبقى عامة غير متخصصة في نوع بعينه وذلك لجذب نوعيات مختلفة من المتلقين خارج إطار المتخصصين لأن توسيع القاعدة المعنية بمصير الصورة الأرشيفية هو هدف فوتومصر الأول.

- على أي أساس يتم اختيار الصور، وهل هناك معاير فنية أو جودة محددة يتم اختيار الصور على أساسها؟

الاقتناء يختلف عن العرض، يعني أحيانا أجد صورا ملقاة في الشارع وهذه ليست مبالغة، هل أتركها في الشارع؟ لا، أمسحها رقميا وأصنفها وأجد لها مكانا وسط صور المجموعة، هل بالضرورة أشارك بها على الصفحة؟ لا، هناك صور في المجموعة لم تخرج للناس بعد، بالطبع حين أشتري صورا فأنا أعمل معاييري الفنية الخاصة وهناك معايير أخرى غير فنية وهي ندرة الصورة أو طرافتها أو الإحساس الذي تورده.

- يهدف مشروع "فوتو مصر" لتعريف الجمهور بتاريخ الفوتوغرافيا في مصر ونشاط الاستوديوهات والمحترفين والهواة من المصورين ما أبرز التحديات التي واجهتك؟

كلمة تحديات كلمة كبيرة على ما سأفرده هنا وبدون ترتيب فأنا لم أفكر في "التحديات" من قبل.
أولا مقاومة الحنين: فوتومصر ليس مشروعا لاحتضان الحنين، والحنين شعور طبيعي في وقت فقد فيه الناس الإحساس بأن لهم مستقبلًا يستطيعون أن يحددوا ملامحه، وربما مقاومة أن تتحول فوتو مصر لهذا النوع من العرض هو ما جعل انتشارها لا يقارن بصفحات أخرى وقودها الحنين.
ثانيا: توسيع المفردات العربية للتعبير عن التصوير وكل ماهو متعلق به، ربما أنا أول من كتب في مصر بشكل ممتد عن التصوير (مقالات جريدة القاهرة ٢٠١٤-٢٠١٥، وفي البداية لم تكن تحضرني مضاهيات باللغة العربية للمصطلحات الأجنبية ووجب علي تدريجيا أن أحاول أن أجدها وأعود عليها القاريء.

ثالثا: الحالة التي عليها الأرشيفات العامة هي ما دفع فوتومصر للوجود أساسا. لو كانت الدولة تلعب الدور المنوط بها لما أصابني القلق على مستقبل التاريخ المصور لهذا البلد. منذ البداية فوتومصر مشروع توعوي وليس مشروعًا أرشيفيًّا لأنه ببساطة.. المشروع الأرشيفي يتطلب موارد لا طائل بها لفرد. إبقاء الحماس متقدًا بالرغم من الإدراك الكامل لمحدودية تأثيره هذا ربما هو التحدي الأساسي.

- سؤال الخصوصية واحد من الأسئلة المطروحة دومًا حول إرثنا العائلي من صور ومقتنيات ومفكرات شخصية كيف تتعاملي مع هذا السؤال في عملك؟

أعتقد أن مفهوم الخصوصية هو مفهوم تغير بشكل جذري بسبب التواصل الاجتماعي. ولو أردت أن أحدد السؤال في علاقته بفوتومصر، صور فوتومصر أتبناها بعد أن فقدت أصحابها الأصليين. وأعني بذلك أن مجرد عرضها للبيع يجعلها دون صاحب، كون ملكيتها المادية انتقلت إليّ، أنا لا أراها خاصة لأن الغرض من تملكها هو الحفاظ عليها والمشاركة بها وليس أن تكون حكرا عليّ.

باختصار أنا أرى أن الصور هي جسر نمده إلى ماضينا والجسر بطبعه شيء عام ومد الجسور شيء إيجابي، وسأذكر لك مثالا، في مرة بعثت لي شابة بصورة لجدتها ومعها أمها وأخوالها في ستوديو مصور، وكانت الجدة رقيقة الحال لدرجة أنها كانت حافية القدمين، الصورة جميلة جدا ولكني رفضت أن أنشرها ووضحت أسبابي لصاحبة الصورة: أصحاب الصورة على قيد الحياة ومعروفون وربما يضيرهم أن يراهم أحدٌ على هذا الحال ولذلك لا يمكني أن أنشرها إلا بموافقة أصحابها جميعا، هذه حالة خاصة جدا، معظم الناس تشارك بصورها على فوتومصر تحديدا للتواصل مع الآخرين من خلال ماضيهم ولا يشعرون بسبب التغير في مفهوم الخصوصية بأي حرج من ذلك.

- بعض الصور يرافقها نصوص مكتوبة في أعمالك كيف ترين العلاقة بين النص والصورة؟

لديّ الكثير من الأعمال المصورة لا يصاحبها أي نصوص إلا النص التقديمي للمعرض الذي عرضت فيه وهذه الأعمال مجمعة في موقع باسمي، في ٢٠١٢ بدأت في العمل على مشروع مصور وقبل أن أنتهي منه، وجدتني أكتب، لا عن الصور ولكن عن التجربة ذاتها. تجربة التصوير وعما يستدعيه الوجود في المدينة في تلك اللحظة التاريخية من أفكار عن دور الصورة وعلاقتي بها وذكريات مرتبطة بجغرافيا المدينة، نشرت هذه المجموعة مع النصوص في كتاب اسمه دائرة سين في ٢٠١٣.
هذا الجمع بين الصورة والنص بالنسبة لي نوع آخر من التعبير، الجمع بين النصوص والصور بدأ في السبعينيات في تجارب أجراها فنانون محاولة منهم لمقاومة تأويل الصور خارج إطار ما يضعوه هم، هناك افتراض أن خيال المتلقي لا ينطلق إلا بصورة غير معرفة ولو كان هذا هو الحال لما كانت السينما منذ بداياتها أهم وسيلة تواصل فنية بين فنان ومتلقِّ.

-دور المصور يختلف عن دور المؤرخ أو المنسق الفني أو المقتني أو الكاتب في عملك تجمعين بين أكثر من شخصية كيف ترين التقطاعات بينهم وأيهما أقرب لك؟

أنا أرى الأدوار كلها وجوها مختلفة لنفس الشخص، أنا مؤمنة أن الفكرة هي التي تملي على الفنان الوسيط الأكثر ملائمة للتعبير عنها. فالفنان في رأيي هو صاحب رؤية قبل أن يكون صاحب وسيط، ولذلك فالأدوار غير منفصلة لأتكلم عن تقاطعاتها، هي كلها تتغذى من نفس المصدر ولصيقة ببعضها لا يمكن فصلها.
الدور الأقرب إليّ، ربما وجب أن أعيد الصياغة، الدور الأقدم هو التصوير ولذا بحكم العشرة الطويلة فهو الدور الذي أمارسه بشكل أقرب ما يكون إلى الأكل والشرب والنوم.

- في أعمالك هناك حالة من الخوف من الفقد والخسارة وسعي لترميم شروخ عديدة على المستوى الخاص والعام إلى أي مدى تتعاملين مع الفن كمساحة للبحث عن الذات والتصالح مع الحياة؟

الحقيقة هي أن الفن في رأيي هو مجموع البحث عن الذات والتصالح مع الحياة أو مع الفناء لأكون أكثر دقة، أنا لا أرى الفن منفصلا عن الذات فهو ليس وظيفة وليس عملا للتكسب، هذا ليس مقامه. وأجادل أن تحول الفن إلى وسيلة لكسب العيش غيّر من جوهر الفن، أنا أرى الفن كفعل تلقائي، معياره الأول الصدق مع الذات ودافعه الأول الرغبة في الحوار مع الذات في المقام الأول ومع الآخر في المقام الثاني.

- عقب ثورة 25 يناير 2011 حدث حالة من رواج وانتشار التصوير الفوتوغرافي وخرج جيل جديد من المصورين كيف ترين هذه العلاقة بين الثورة والفوتوغرافيا ؟

في رأيي الثورة في التصوير مرتبطة بالكاميرات المحمولة وذيوع وسائل التواصل الاجتماعي والتي جعلت من التصوير فعلًا بسيطًا واعتياديًّا وغير مكلف ولكل الأفراد وليس في يد متخصصين فقط وجعلت المشاركة بالصور وسيلة للتواصل بين الأفراد ووسيلة للنقد والتطوير.

فإن أردنا أن نتكلم عن ثورة فلنقل أن رواج التصوير مرتبط بالثورة الرقمية. وإن أردنا أن نحدد حالة الشارع المصري في السنين الأخيرة فيمكن أيضا أن أقول إن المناخ الذي يعمل فيه المصور أصعب بكثير عن الفترة التي بدأت فيها التصوير، فلا يمكن مثلا أن يتجول شاب بكاميرا تصوير ومعدات في الشوارع بنفس اليسر الذي كنت أجول به في التسعينات. المناخ العام عدائي تجاه المصورين لكن الكاميرات المحمولة خففت من هذا الوضع لكون معظم الصور تلتقط سريعا دون أن ينتبه أحد لفعل التصوير. وهذا بالطبع كان له تأثير على نوعية الصور التي تنتج. لكن هذا ليس موضع السؤال.

- سؤال الزمن حاضر بقوة في أعمالك.. إلى أي مدى يمثل لكِ الزمن مصدر خوف أو مساحة للتأمل؟

في رأيي الوقت هو الشيء الوحيد الذي يمتلكه الإنسان ولا يستطيع أن يستزيد منه، على عكس المال أو العلم مثلا هو في تناقص منذ نقطة البداية مع الميلاد، هذا في حد ذاته مُربِك، أنا لا أخاف من انتهاء الوقت ولكن طبيعته العابرة تصيبني بالشجن.
القاهرة مدينة لا تحترم الوقت على كل المستويات بالرغم من مواقيت الصلاة الخمس التي من المفترض أنها تنظم اليوم وعلاقة الإنسان بمرور الوقت، هي فقط لا تحترمه على المستوى اليومي لكنها أيضا لا تحترم الأثر الذي يتركه الزمن على معالمها، فهي دائمة التجديد والتغيير وهناك حالة لا تنتهي من الإحلال والتبديل غير منفصلة عن حالة من الإهمال والتبديد لكل ماهو قديم.
هذه الحالة من السيولة لا نجدها في مدن أخرى بعراقة القاهرة وهي نفس الحالة التي أستلهم منها، ربما باختصار يمكن أن أقول إن مجمل أعمالي معني بمحاولة لتسجيل هذه التغيرات قبل أن تعقبها تغيرات أخرى، محاولة لترك أثر أكثر دوامَا من الأصل الذي ورده.





 
 
 

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات