عامأ 50 ..المطبوعات شاهد علي جمعية نقاد السينما المصريين

رامي المتولي 31 مارس 2023 جمعية نقاد السنيما المصريين

الكاتب : رامي المتولي
الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين كانتا الحقبتين اللذان زاد فيهما انتشار نوادي وجمعيات السينما، وذلك بجهود عدد كبير من المهتمين بهذا الفن صناعًا ونقادًا، وهذه التجمعات المتخصصة هي ما أتاحت لهم تنظيم جهودهم جميعًا للوصول إلى أفضل النتائج لنشر الثقافة السينمائية في مصر، وأن يقدموا إلى الجمهور أفلامًا مغايرة للأفلام التجارية الموجودة في دور العرض مصرية كانت أو أمريكية، وهو ما رفع من فعالية الانفتاح على فن السينما في العالم،


الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين كانتا الحقبتين اللذان زاد فيهما انتشار نوادي
وجمعيات السينما، وذلك بجهود عدد كبير من المهتمين بهذا الفن صناعًا ونقادًا، وهذه
التجمعات المتخصصة هي ما أتاحت لهم تنظيم جهودهم جميعًا للوصول إلى أفضل النتائج
لنشر الثقافة السينمائية في مصر، وأن يقدموا إلى الجمهور أفلامًا مغايرة للأفلام التجارية
الموجودة في دور العرض مصرية كانت أو أمريكية، وهو ما رفع من فعالية الانفتاح على فن
السينما في العالم، فهذه النوادي سمحت لأعضائها والجمهور بحضور عروض أفلام لم تكن
لتعرض أو يشاهدها الجمهور والمهتمين من الأساس، ولم تكتفي بذلك بل برمجت عروض
متخصصة للتعريف بأنواع معينة من السينما، أو التعريف بالسينما في بلاد أخري ولا تجد
أفلامها ذات الصبغة الفنية فرصه للتواجد على خريطة التوزيع في العالم بنفس الكثافة والقوة
التي تحظيان بهما خريطة التوزيع للأفلام ذات الصبغة التجارية، وليزيد التأثير ربط مؤسسي
وناشطى الجمعيات السينمائية بين العروض ومناقشات ما بعد الأفلام، وأصبح هذا بمثابة
القانون الذى يسير عليه معظمهم على اختلاف مواقعهم، حيث حرصوا جميعًا على ذلك في
عروضهم أن الأسبوعية بأن يتبع عروض الأفلام مناقشات عن الفيلم، حتى الناقد الراحل
يوسف شريف رزق الله حرص على نفس التقليد في برنامج "نادي السينما" الذى كان يقوم
بإعداده في التليفزيون المصري والذى كان يعرض في سهرة السبت من كل أسبوع على القناة
الأولى، حيث كان يبدأ البرنامج بتقديم للفيلم وتعريف عنه وبعد عرضه تناقش مقدمة البرنامج
درية شرف الدين ضيفها في عناصره الفنية.
من واقع محاضر الجمعية العمومية..اهتمام بالنشر منذ بداية التأسيس
عروض الأفلام والنقاشات بعدها وقبلها أسهموا لحد كبير في انتشار ثقافة مشاهدة الأفلام ذات
الصبغة الفنية سواء كانت مصرية أو أجنبية وتحولها إلى ذوق وسلعة مطلوبة إلى جانب
نظيرتها التجارية، لكن هذه الدائرة لم تكن لتكتمل إلا بالتدوين والتوثيق المكتوب، وهو الأمر
الذى لجاءت إليه الجمعيات السينمائية ومن ضمنها جمعية نقاد السينما المصريين، والتي
تطورت مطبوعاتها لتتخطى حدود النشرات الدورية التي كانت تصدرها الجمعيات الأخرى،
وهذا الحرص كان واضحًا من بداية تأسيسها حيث شهد الاجتماع الأول التوصية بإعداد مائدة
مستديرة سنويًا، على أن يكون موضوع الأولى "السينما الصهيونية" مع التوصية بأن تتم
طباعة أبحاث هذه المائدة في كتاب بالاشتراك مع "المركز الفني للصور المرئية" بعد أن وافق
على ذلك رئيسه الناقد الكبير الراحل أحمد الحضري والذى كان أيضًا من اعضاء الجمعية
المؤسسين.
يظهر بوضوح أن اختيار موضوع المائدة المستديرة الاولى يرجع إلى الظرف الذي تعيشه
مصر في ذلك الوقت حيث اجتمع المؤسسين في يناير عام 1973 أي قبل حرب تحرير سيناء
بتسعة أشهر، حيث كان الاحتقان على أشده والرغبة في حسم معركة تحرير سيناء قد وصل
للذروة، لذلك لم يكن غريبًا أن يلتفت اعضاء الجمعية بحسهم الاجتماعي إلى أهمية الالتفات

إلى السينما التي ينتجها العدو، ويقومون بتحليلها ومعرفه ركائزها الأساسية من منطلق التعرف
على كل جوانب حياه هذا العدو، وكذلك الاهتمام بتوثيق ذلك وطباعته في كتاب.
في 24 أبريل 1977 جاء قرار الجمعية العمومية بالإجماع على ضرورة اصدار مجلة
سينمائية تنطق بأسم الجمعية، وأيضًا إصدار كتابات نظرية لتأصيل أتجاه سينمائي نقدي يؤكد
على دور الناقد السينمائي في نشر الثقافة السينمائية، ومن خلال هذا القرار وبعد مرور أربعة
أعوام على التأسيس، نجد أن الجمعية العمومية ما زالت ملتفته بشكل قوي إلى أهميه التوثيق
المكتوب، والاعتماد عليه بشكل رئيسي لتحقيق أهدافها والوصول إلى الجمهور من خلال عدة
قنوات منها المجلة السينمائية، كما يدعم طباعة الكتب التي تحتوي على تأطير وتنظير لمهنة
النقد، وهو ما سيقوم بدورا مهمًا في تقريب العلاقة والمصطلحات ما بين الناقد والجمهور. في
14مايو 1978 تجددت المطالبة بإصدار مجله باسم الجمعية، وأيضًا الحث على انتظام
صدور النشرة الشهرية للجمعية والتغلب على العقبات المالية، وذلك من واقع محضر اجتماع
الجمعية العمومية والذي ذُكر فيه أن الجمعية في هذا العام أصدرت 6 نشرات.
وفي خطوه عملية للتغلب على العقبات المالية التي تحد من انتظام طباعه نشرات الجمعية،
شهد اجتماع الجمعية العمومية السادسة في 24 يونيو 1979 تكوين لجنه مكونه من خمس
أعضاء تشرف على النشاط ومن ضمن الأنشطة التي سعت لتنفيذها على أرض الواقع هو
اصدار نشرة دورية وصفها تقرير الاجتماع بانها من القطع "الفلوسكاب" مكونه من خمس
ورقات وعشر صفحات تطبع بواقع 50 نسخة، وتوزع في الأحد الأول من كل شهر،
وتتضمن جدول عروض الشهر وفعاليات البرنامج وأيضًا عرض لبرنامج الشهر السابق
وأخبار الجمعية وما يمكن أضافته إلى النشرة.
وبالطبع واجهت الجمعية بمواردها المالية المحدودة تعثر آخر في انتظام صدور النشرات
الشهرية، بعد ان كانت أسبوعية واحيانًا يومية في حال تواجد فعاليات تقتضى التغطية يوميًا،
ولم يحدث أي جديد فيه مسألة المجلة المتخصصة التي تصدر عن الجمعية، حيث تجدد الطلب
لإصدار المجلة في اجتماع الجمعية العمومية 30 يونيو 1990، ونفس الشيء في اجتماع 24
مايو 1992، حيث ناقش الأعضاء البحث عن موارد لإصدار المجلة النقدية حيث أن التمويل
هو العنصر الأساسي الذى يمنع المجلة من الصدور خاصة مع موارد الجمعية المحدودة، وفي
اجتماع أبريل 1993 تمت الموافقة على إصدار مطبوعة تضم مجموعه من المقالات التي
نشرت عن الافلام الفائزة بجوائز الجمعية السنوية وذلك بمناسبه مرور 20 عاما على تقليد
منح الجوائز، وضمت أيضًا توثيق لنشاطات الجمعية خلال فترة عملها، وبعض المقالات التي
نشرت في مطبوعاتها السابقة، وفى نهاية المجلة/الكتاب التذكاري الذى حمل عنوان "النقد
السينمائى" تم توجيه كلمة شكر لصندوق التنمية الثقافية وامنيات بأن تستمر المجلة في
الصدور.
واستمرت محاولات وجهود مجلس إدارة الجمعية لإصدار المجلة المتخصصة فنجد أنه في
26 ابريل 1998 وافقت الجمعية العمومية على قرار بتعيين عدلي الدهيبي مديرًا لتحرير
مجله النقد السينمائي اعتبارًا من عددها الثاني، حيث كان عددها الأول تذكاريًا وكان مجلس
تحريره يضم حسين بيومي، ماجدة موريس، محسن ويفي، ووصفت المطبوعة بانها كتاب غير

دوري ستصدره الجمعية، إلى جانب أهتمام الجمعية بالنشرات والمطبوعات المتخصصة
كالمجلة والدوريات، كان هناك إهتمام بنشر الكتب النقدية، منها على سبيل المثال “أضواء على
السينما البرازيلية" والذى صدر بالتزامن مع فعالية أسبوع السينما البرازيلية الذى نظمته
الجمعية في أواخر السبعينيات، لكن هذه الجهود على مدار كل هذه السنوات، أسفرت عن
صدور عدد قليل من الكتب والمجلات عبر تاريخ الجمعية الممتد، وحتى الان تعاني الجمعية
من ضعف مواردها، وهو ما يمنع انتظام اصدار مجلة متخصصة على الرغم من اقتراحات
الاعضاء المستمرة ومحاولات البحث عن سبل لتحقيق هذه الاقتراحات على أرض الواقع،
وفي محاولة للتغلب على هذه العقبات لجأ مجلس إدارة الجمعية في السنوات الأخيرة إلى
الاعتماد على التكنولوجيا والانترنت سواء في التواصل أو السعي لإطلاق موقع إلكتروني
للجمعية، وكذلك الاعتماد على النسخ الإلكترونية في إصدار النشرات وذلك بجهود ذاتيه من
المجلس.
النشرات المتخصصة.. وسيلة الجمعية الثابتة في التواصل
في عام 1975 نظمت جمعيه نقاد السينما المصريين اسبوعًا للفيلم البرازيلي، وهو الأمر الذي
تحول للممكن مع انتظام وسير العمل في الجمعية بعد عامين من بداية عملها، وعلى الرغم من
كونه حدثًا كبيرا وقتها وشهد تعاونًا دوليا بين النقاد والسينمائيين من مصر والبرازيل وهو
الأول من نوعه أن تنظم سلسلة عروض لسينما هامة من أمريكا اللاتينية، لكن تأتي أهميه هذا
الاسبوع بالنسبة لموضوعنا من واقع أن أرشيف الجمعية يضم نسخًا من النشرات الخاصة بهذا
الأسبوع، والتي تكشف إلى حد كبير طريقة عمل مجلس إدارة الجمعية وأعضائها في هذا
العمل التطوعي، رغبه منهم في التعريف بالسينما البرازيلية والتي وصلت إلى حد التنسيق مع
السفارة البرازيلية واستضافه وفد من الفنانين البرازيليين ليكون هناك نقاش مفتوح مع النقاد
والصحافيين والجمهور المصري، يظهر هذا بوضوح من خلال اهتمام مجلس إدارة الجمعية
بطباعة خاصة للنشرات الأسبوعية والتي تركز على فعاليات الأسبوع بدأت من 9 مارس
1975، ومن خلالها دونت كافه التفاصيل الخاصة بالبرنامج والذى امتدت فعالياته من 7 إلى
13 ابريل 1975، حيث ضمت النشرة الرابعة والصادرة في 7 أبريل 1975 النص الكامل
للمؤتمر الصحفي الذي عقدته الجمعية للكشف عن تفاصيل الأسبوع، بحضور سيرجو تابا
جوزي سكرتير أول السفارة البرازيلية، وقدم المؤتمر الناقد سمير فريد والذي كشف عن
تفاصيل البرنامج في أسبوعه الأول والبرنامج الإضافي المقرر عقده بعد انتهاء عرض أفلام
الأسبوع، كما كشف عن أعضاء لجنة اختيار أفلام الأسبوع، وعدد المشتركين في تحضيرات
هذه الفعالية، وأعلن عن اصدار كتاب عن السينما البرازيلية يقع في 100 صفحة، بالإضافة
إلى إصدار نشرة يومية مفتوحة لجمهور الأسبوع، حيث يمكنهم الكتابة عن الأفلام التي
شاهدوها، وهو ما يعتبر ركيزة أساسية في عمل جمعيات الثقافة السينمائية، كما ذكرت
تفاصيل الاتفاق بين الجمعية والمعهد القومي للسينما في البرازيل ووساطة السفارة البرازيلية
في القاهرة، كما كشف عن السبب وراء عدم حضور المخرج البرازيلي ليون هيرزمان على
الرغم من تأكيد حضوره، وهو أنه يهودي الديانة وأعتقد بالخطأ بعد ما استعد للسفر أن مصر

تمنع دخول اليهود، وأرسل استفسارًا إلى السفارة البرازيلية بالقاهرة حول هذه المسألة، ليأتيه
ردها بأنه برازيلى الجنسية ولا دخل لدياناته في دخول مصر من عدمه، لكنه لم يستطع
الحضور في النهاية، كما فُتح النقاش بين الجمهور من الحضور و سيرجيو تابا جوسي حيث
وجه الأسئلة إليه عددًا من الحضور للتعرف اكثر عن السينما البرازيلية ومنهم خيرية
البشلاوي والفاروق عبد العزيز ومصطفى درويش وأحمد عبد العال.
العدد الخامس من النشرات الأسبوعية الخاصة بفاعلية الفيلم البرازيلي والصادر في 21 أبريل
1975ضمت نتائج إستفتاء راي الجمهور في الاسبوع الأول، حيث نُشرت عدد الاصوات
الممنوحة لكل فيلم من الأفلام التي عرضت خلال هذا الاسبوع، كما ضمت النشرة عدد من
المقالات الأصلية والمترجمة عن الافلام التي عرضت في الأسبوع الثانى من الفاعلية نذكر
منها: "ليلة خيال المأته" لكاتبها دكتور رفيق الصبان، و"جوليانا الحب البائس" وهي من
ترجمه المخرج رأفت الميهي، كما كتب الناقد الراحل فوزي سليمان مقالا عن فيلم "المبارزة"
وترجم الناقد فتحي فرج مقالا عن فيلم "بيندنو راما".
إلى جانب النشرات الأسبوعية المتعلقة بتفاصيل الأسبوع، أصدر مجلس إدارة الجمعية نشرة
يوميه خلال فعالية الأسبوع بدأت من 7 ابريل وانتهت في 13 ابريل ضمت تفاصيل يومية
وسريعة، تساعد حضور الأسبوع على معرفه معلومات وتفاصيل عن الفيلم الذي يشاهدون،
سواء كانت عن الفيلم نفسه أو المخرج أو قصه الفيلم، حيث ضمت النشرة الاولى معلومات
عن فيلم الإفتتاح "الملعون" بينما ضم العدد الثاني تفاصيل مختصرة عن حفل الافتتاح الذي
قدمه يوسف شريف رزق الله، وبدأ بكلمة رئيس الجمعية أحمد كامل مرسي، كما ضم تقريرًا
مختصرًا عن المؤتمر الصحفي الخاص بالأسبوع، ومقالاً للناقد الفاروق عبد العزيز، وتوالى
صدور النشرة اليومية حتى عددها السابع والاخير والذي ضم بيانًا من لجنة أسبوع الفيلم
البرازيلي والذي كشف عن الإقبال الشديد على أفلام البرنامج، لدرجه أن اللجنة استعانت
بقوات الشرطة، ومنعت الدخول لغير حاملي الدعوات ابتداء من اليوم الثالث، وذلك بعد تزايد
الزحام في اليوم الثاني بالشكل الذي هدد بإيقاف العرض، وضمت أيضًا مقالات عن الافلام
المعروضة وكشف حساب بالأرقام عن الأسبوع تحت عنوان "حقائق وأرقام حول الأسبوع"
تصدرها انه لم يخلو مقعدًا واحدًا طوال أيام الأسبوع، وبذلك يكون قد شاهد الأفلام أكثر من
2500 متفرج، كما عرض فيلم "الملعون" 6 مرات في القاهرة والإسكندرية، وطبع أكثر من
1,000 عدد من النشرات اليومية، والتي بلغ مجموع صفحاتها نحو 50 صفحه، كما أظهر
هذا التقرير التعاون الوثيق بين جمعية نقاد السينما المصريين وجمعيه الفيلم التي أنفردت
بعرض فيلمين من أفلام الأسبوع وذلك قبل عرضهما الرسمي خلاله، ويختتم العدد بالأخبار
والتي كشفت بدورها عن الصلة الوثيقة بين جمعية نقاد السينما المصريين ومعهد السينما حيث
طلب الأخير من اللجنة اختيار ثلاثة أفلام لعرضها في المعهد لطلبته.
من واقع هذه الصفحات التي قد تبدو قليلة، ورديئة الطباعة، يتكشف لنا بشكل كبير اهتمام
اعضاء الجمعية سواء كانوا من مجلس الإدارة او من أعضاء الجمعية العمومية الكبير بإنجاح
الأسبوع، وجهدهم الواضح من خلال تكرار أسمائهم في النشاطات المختلفة كتابة وتنظيمًا
واختيارا للأفلام، كل هذا من واقع قراءة هذه النشرات التي كان يتعامل معها أعضاء الجمعية

باهتمام شديد كونها أداة التواصل المتاحة واستمرار صدورها في ذلك الوقت يؤكد على
أهميتها بالنسبة للجمعية، كما يكشف سعي الاعضاء جميعًا إلى تذليل العقبات والتعاون مع كل
الجهات، والهدف فقط هو نشر ثقافه مشاهدة الأفلام وعدم الاعتماد على الافلام التجارية،
ونجح مسعاهم بالفعل في فتح مجالاً جديدًا للسينما ذات الصبغة الفنية سواء لطلبه معهد السينما
او الجمهور او المهتمين بالفن السينمائي عموما.
المجلات المتخصصة.. الهدف بعيد المنال
من عام 2002 وعلى مدار خمس سنوات حدثت انفراجة في مسألة إصدار مجلات نقدية
متخصصة عن الجمعية، بدات بـ "السينما الجديدة" والتي وصفت على الغلاف بأنها غير دورية
ترأس تحريرها أمير العمري رئيس مجلس إدارة الجمعية في ذلك الوقت، ومدير التحرير محمد
عبد الفتاح، ومستشارو التحرير كلاً من صبحي شفيق، حسين بيومي، ناجي فوزي، وكانت ذات
قطعًا مستطيلا بشكل طولى وتطبع بالأبيض والأسود، وصدر منها 10 أعداد آخرهم في فبراير
2003، انتظم صدورها الشهرى حتى يونيو 2002، وصدر عددها الخامس عن شهري يوليو
وأغسطس 2002، وحدث نفس الشيء في عددها السابع والذى صدر عن شهرى أكتوبر
ونوفمبر من نفس السنة، وعددها العاشر والأخير كان في فبراير 2003، والذى ظل يترأس
تحريره أمير العمري، ومدير التحرير أحمد عبد العال، ومستشارو التحرير كانوا هاشم
النحاس، حسين بيومى، ناجي فوزي.
مجلة "السينما الجديدة" كانت تعمل كأي مجلة إحترافية، تضم موادًا خفيفة تقدم معلومات سريعة
وموضوعات وحوارات ومقالات نقدية، وتغطيات للمهرجانات، داخل وخارج مصر، وكان
الاهتمام بإخراجها الفني واضحًا، وكذلك الاهتمام بتنوع الموضوعات لتغطي العديد من
المجالات النقدية، وتطرح قضايا وإشكاليات، وكان من كتابها عدد كبير من الأسماء منهم
صلاح هاشم، محمود عبد الشكور، حسين بيومي، صلاح سرميني، أحمد رشوان وغيرهم، كما
ضمت أيضًا بعض المقالات باللغة الأنجليزية وترويسة مكتوبة باللغتان العربية والأنجليزية.
جمعت هذه المجلة بين خصائص النشرة الأسبوعية/ الشهرية التي كانت تصدرها الجمعية بشكل
دائم، وذلك من خلال قطعها المميز الذى يوفر تحكم جيد فيها أثناء القراءة ويقربها شكلا من
النشرة، وفى الوقت ذاته هناك أهتمام بجودة الصورة وحجم الخط ونقاء الطباعة، لذلك تبدو
حتى مع صدورها بالابيض والأسود عام 2002 أنيقة وتضم موادًا تناسب طبيعة الجمعية
واعضائها.
لكن كالعادة لم تستمر المجلة في الصدور، وتوقفت أيضًا كالعادة بسبب المعوقات وضعف
الموارد، لتبدأ تجربة أخري في مارس 2006 تحت عنوان "عالم السينما" ورئاسة صبحي
شفيق، ومجلس تحريرها كان مكونًا من أحمد عبد العال، احمد يوسف، صفاء الليثي، عصام

زكريا، ووصفت على الغلاف بأنها فصلية، واستمرت لخمسة أعداد حتى خريف وشتاء 2007،
برئاسة صبحي شفيق وتحرير أحمد يوسف وصفاء الليثي ومستشار التحرير سهام عبد السلام.
أختلفت "عالم السينما" عن "السينما الجديدة" في الشكل فقط، حيث ضمت الأولى بعض
الصفحات الملونة داخل العدد مع غلاف ملون، لكن السياسة التحريرية لكلتاهما ظلتا على نفس
المنوال تقريبًا، وهو الانفتاح على السينمات الأخرى في العالم، ومناقشة وطرح الإشكاليات
النقدية، والمقالات النقدية، وأن ظهر أهتمام كبير بالترجمة وذلك بالطبع لوجود الناقد والمترجم
الكبير أحمد يوسف ضمن هيئة تحريرها.
في المجمل يمكن القول، أن الجمعية إلى حد كبير في ظل المتاح نجحت في تحدي الكثير من
العوائق لطرح إصدارات مختلفة تدعم هدفها بنشر الثقافة السينمائية وتكريس ثقافة مشاهدة
الأفلام وتذوقها، وفتح قناة اتصال بين الجمهور والنقاد، لكن ضعف الموارد دائما ما يكون
عائق، بدليل الإصدارات والنشاطات المتنوعة التي تحدثنا عنها في السطور السابقة –وأن كان
هناك إصدارات أكثر ما بين النشرات والكتب- والمحاولات المستمر لانتظام صدورها، وتمثل
هذه الإصدارات وثيقة حية على كفاح الجمعية لنشر الثقافة السينمائية طيلة هذه السنوات، وما
زال هذا الكفاح مستمرًا وسيستمر بأعضائها الحاليين واستمرار التوثيق والعمل على تحقيق
اهداف الجمعية.

 
 
 

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات