5 سنوات في حب السينما .. في استبيان مجلة الفيلم

أماني صالح 10 مايو 2022 السينما التشكيلية..سحر الصورة

الكاتب : أماني صالح
في كل عدد خاص مع كل فكرة لامعة تخطر لأسرة التحرير و كل جهد مخلص في ملاحقتها بالبحث والتأمل والكتابة ..مع كل نور ينطفيء داخل القاعات ليضىء داخل أرواح المشاهدين جمالا ينبع من الشاشة الكبيرة ويصب فيها..مع كل صورة تنطق بالجمال و تقدر الإنسانية..أخذت مجلة الفيلم عهدا أن تهتم بثقافة السينما وفن الصورة وبدأت رحلة مع القاريء في ١٦ عددا ..


بين يديك –عزيزي القارىء - الآن العدد السابع عشر والأول في عام جديد لذا طلبنا من القاريء أن يكون الحكم والمرشد..في استبيان يستطلع أفكاره واقتراحاته حول المجلة ليساعدها على الاستمرار والتطور..
في هذه المساحة ننشر نتائج الاستبيان الذي أجاب عليه ٤٤ من القراء ..نتمنى أن تجد- قارئنا العزيز- رأيك في سطوره وأن تتأكد أن الوصول إليك وإرضائك هو سبب استمرار المجلة الصادرة عن جمعية النهضة العلمية والثقافية -جيزويت طوال هذه السنوات ..

تيجي نبتدي الحكاية ؟

بطاقة تعارف :

بدأت الحكاية من ٥ سنوات بمطبوعة تهتم بثقافة السينما وفن الصورة تختلف عن الإصدارات الأخري بطابع رصين يصل للقاريء الجاد ويجد فيه المهتمون بالسينما وجبة شاملة..ليست على طريقة التيك أواي وأخبار النميمة بل بجهد حقيقي وهدف صادق في الإرتقاء بالثقافة السينمائية ..هكذا بدأنا ونتمنى الاستمرار.لذلك جاء الاستبيان بوصلة توضح الاتجاه لأسرة المجلة ..
في ٢٠ سؤالا توجهنا للجمهور - أون لاين وفي مكتبات وسط البلد - نسألهم عن تقييمهم لمجلة الفيلم تحريريا وإخراجيا ولم ننسى كتيبة المحررين الذين تعرفوا على المجلة كقراء قبل الانضمام إلى أسرة التحرير..

مثلت الإجابات الأولية بطاقة تعارف بين المجلة والمشاركين في الاستبيان :فكانت الملاحظة الأولى وفقا للعينة أن أغلب قرائنا من الذكور ٦٥،١٪ و من الإناث ٣٤،٩ ٪ ورغم الأغلبية الذكورية جاءت مطالبات منهم للاهتمام بالدور الرائد الذي لعبته المرأة في السينما المصرية لتتأكد قناعتنا أن محبة السينما لا تفرق بين ذكر وأنثى ..أنما تعترف بكل من أحب وأضاف فترك بصمة ..
ولأن الفئة العمرية مؤشر هام لمعرفة قرائنا ..لاحظنا وسعدنا أن القطاع الأكبر من المهتمين بالمجلة من الشباب تحت الأربعين وبلغت نسبتهم ٧٨،٧ ٪
ونهتم بقراء تحت العشرين دارسين للسينما أو محبين لها وهذا يفسر تناول المجلة تدريس السينما في أحد أعدادها الخاصة لتتيح لهؤلاء التعرف على الاتجاهات الجديدة وتساعدهم في رسم طريق الدراسة أو على الأقل تضيء معالمه كما نطمح..
وكان تواجد جيل الرواد في القراء سببا لاعتزازنا فلدينا ١٥،٢٪ قراء فوق الأربعين لديهم شغف بالسينما ..العمر بالنسبة لهم مجرد رقم ..لذا عكست اهتماماتهم ومن بعدها اقتراحاتهم اهتماما باتجاهات السينما الحديثة في حين ذكّرنا الشباب بضرورة البحث في أرشيف السينما المصرية وهكذا تحتوي السينما التي نحبها كل الأجيال ..
وفيما يخص مهن القراء وعلاقتها بالسينما كان التنوع حاضرا بين حملة مؤهلات الحقوق والتجارة والصيدلة والهندسة والإعلام والعلوم..
منهم أصحاب الاهتمامات الفنية بدراسة المسرح أو السينما أو الفن التشكيلي ..وجدنا الممثل والناقد والسيناريست والمخرج والمونتير ..
بالنسبة لمحبي السينما من غير محترفيها أو دارسيها تمثل المجلة- وفقا لهم - نافذة تطل على الفن السابع وفنون الصورة وبالنسبة لمن يدرسون أو يعملون في مجال الفنون اعتبروا المجلة جسرا ومرجعا للتعرف علي الاتجاهات والأراءلذلك لم يكن من الغريب أن تدور اقتراحاتهم للأعداد المقبلة حول مزيد من التعمق في مجالاتهم السيناريو والصوت والمونتاج والإخراج والفن التشكيلي .

أول لقاء

متي وكيف تعرفت على مجلة الفيلم كان سؤالنا الأول لرصد اللقاء الأول مع القاريء ..محظوظون بقاريء يتابعنا منذ البداية وسعداء بقارىء انضم حديثا و أشار الاستبيان عن العلاقة التكاملية بين مجلة الفيلم ونادي سينما الجيزويت الذي ينعقد كل سبت بمقر الجيزويت بالفجالة ليختار أسبوعيا فيلما من الروائع والتحف الفنية يتشارك الحضور المشاهدة ثم المناقشة والنتيجة جرعة سينمائية مركزة تحاول المجلة البناء عليها و الإضافة إليها..لذلك تعرف كثير من القراء على المجلة من نادي السينما والبعض تعرف عبر الأصدقاء أو الفيس بوك و يعتبر العدد الخامس عشر للمجلة عن يوسف شاهين دفعة نحو معرفة المزيد من القراء للمجلة خصوصا بعد تواجد العدد في سينما زاوية في إطار الاحتفالية بيوسف شاهين.
وكشف الاستبيان عن نوعين من القراء بنسب متقاربة : قاريء منتظم للمجلة يقتنيها في إطار ولعه بالسينما ٥٦،١٪ وقاريء بالقصد يتابعها حسب الموضوع الذي يهمه ٤٣،٩ ٪ وبالنسبة للموضوعات ذات الأهمية : تاريخ السينما ٫ تعليم السينما :الفوتوغرافيا: السينما المستقلة٬ الفيلم التسجيلي ٬ المقالات النقدية لأعمال المخرجين العرب والأجانب ٬ مراحل الانتاج السينمائي ٬ الأعداد الإحتفالية بشخصيات أثرت السينما
وسواء كان قارئنا منتظما أو متقطعا مقصده الأول للحصول على العدد هو الجيزويت (٦١٪) ثم المكتبات (٣١،٧٪) وذكر بعض القراء أسماء مكتبات عمر ستورز وسنابل بوسط البلد.

في محبة الصورة

أهم من اللقاء الأول ..استمرار علاقتنا مع القاريء لذا سألنا عن الإتاحة فأجاب ٦٧،٤ ٪ أنهم يجدون المجلة بسهولة بينما شكا ٣٢،٦٪ من صعوبة الحصول على العدد واتفق الفريقان أن قلة الدعاية هي أهم الأسباب يليها محدودية أماكن التوزيع ونوه القراء بارتفاع سعر العدد مؤخرا مطالبين بالتوصل للمعادلة الصعبة بين المحتوى الجيد والسعر المناسب.
ولأن المجلة تهتم بالصورة مع السينما كان السؤال عن مدي التوازن بين فنون الصورة من جهة والسينما من جهة أخرى و جاءت إجابات القراء تؤيد التزامنا من خلال ٧٤،٤ ٪ أكدوا هذا التوازن في مقابل ٢٥،٦ ٪ طالبوا بالمزيد من الجهد لإنصاف فنون الصورة المظلومة ..
وعندما سألنا عن صورة المجلة في عين القراء وكيف تختلف عن المجلات الفنية الأخرى ،أشاروا إلى العمق والتخصص والاهتمام بفنون الصورة عموما وليس فقط السينما كما لفتوا أن المجلة تختلف عن المجلات التي تهتم بأخبار الفنانين لأنها معنية بالسينما وتفاصيل العملية الفنية وتحرص في موضوعاتها على جدة التناول والمعالجة المتفردة في شكل أقرب للملفات وهي صحافة فنية بحثية مقالاتها أقرب إلي الدراسات من المراجعات الفيلمية السريعة وتضع في اعتبارها البعد التعليمي لذلك تستكتب المتخصصين وتراعي التوازن بين الأجيال ولا يفوتنا ما نوه به أحد القراء أن جدية المجلة قد تجعلها أقرب للجمهور المثقف وهو يحفزنا على بذل المزيد من الجهد للاقتراب من القاريء العادي.
واستكملنا التعرف على انطباعات القراء بالتعرف على الاستفادة التي تحققها لهم المجلة بين الإرتقاء بالثقافة السينمائية وفهم الصورة والتوازن بين الرؤية التقدية والعمل الصحفي وتقديم مناهج بحثية بالتعرف على إتجاهات ورواد ومدارس سينمائية (يستخدمها القراء كمراجع في موضوع العدد ) وضرب لنا أحد دارسي السينما مثلا بعدد تدريس السينما الذي ساعده بشكل شخصي في التعرف على دراسة السينما في الدول المختلفة أو على حد قوله “عرفت أين أقف في المستوى الأكاديمي”


التنوع والتفرد

مع كل عدد نشعر بالحيرة هل نقدم للقاريء عددا شاملا ووافيا قدر الإمكان عن موضوع بعينه أم نراعي التنوع في العدد الواحد..
وحسم هذه الحيرة في يد القاريء لذلك كان السؤال عن تفضيله للعدد الخاص أم العدد المتنوع واختار ٦٢،٥٪ العدد الخاص بينما حبذ ٣٧،٥٪ التنوع والبعض ترك لنا الاختيار حسب الموضوع نفسه و وبالسؤال عن تفضيلات القراء في الأعداد الخاصة اختار ٨٣،٣٪ الموضوعات والاتجاهات الفنية في مقابل تفضيل ١٦،٧٪ الأعداد عن شخصيات فنية ..

وليشاركنا القاريء التفكير عن القادم من الأعداد وضعنا أمامه بيانا كاملا بالأعداد الصادرة (قبل هذا العدد )
العدد الأول عن إطلالة على سينما أمريكا اللاتينية ـ -
العدد الثاني عدد خاص عن جماليات الجوع عند جلوبير روشا المخرج البرازيلي ـ -
- العدد الثالث عدد خاص عن السينما المستقلة قضايا وهموم
ـ العدد الرابع عدد خاص عن السينما البديلة صناع الجمال
ـ العدد الخامس عن العنف الإجتماعي في السينما
ـ العدد السادس عن العنف السياسي في السينما
ـ العدد السابع الثورة والشعوب في ذاكرة السينما
ـ العدد الثامن السينما الإيرانية ـ نظرة عن قرب
- العدد التاسع الفوتوغرافيا في مصر ـ تاريخ وحكايات
ـ العدد العاشر السينما والأدب ، إعادة إنتاج الحياة
ـ العدد الحادي عشر :السينما المصرية وقفة قبل المنحدر ـ
-العدد الثاني عشر : السينما التسجيلية - الحقيقة والجمال ـ
-العدد الثالث عشر تعليم السينما- تجديد الذهن ـ
-العدد الرابع عشر عدد خاص عن السينما الرومانية- جماليات الموجة الجديدة ـ
- العدد الخامس عشر يوسف شاهين .. زيارة جديدة
- العدد السادس عشر الفوتوغرافيا .. كاميرا الحياة

وجاءت إجابات القراء حافلة بالاقتراحات القيمة التي نعدكم بوضعها في الاعتبار مثل :
-السينما الافريقية
-السينما الأسيوية
-كيف يري العالم سينمانا
-الزمن والسينما
-النظريات السينمائية
-الواقعية الايطالية
-السينما الأمريكية غير التجارية
-السينما النسوية
-رائدات السينما المصرية
-مخرجون منسيون
-سينما التسعينات
-تراث السينما المصرية
-المهرجانات السينمائية
-الفيلم القصير ومشروعات الطلبة
-سينما التحريك
-كيف نقرأ الفيام
-فنون السينما مثل المونتاج- هندسة الصوت-السيناريو - مدارس الإخراج
واقترح القراء شخصيات سينمائية تستحق أن تكون موضوعا لعدد بأكمله على غرار عدد يوسف شاهين مثل محمد بيومي- صلاح أبو سيف- عاطف الطيب- شادي عبد السلام - رأفت الميهي-محمد خان-أسامة فوزي
ومن الممثلين الكبار محمود المليجي ونور الشريف وأحمد زكي
وتحمس القراء لشخصيات سينمائية عالمية مثل المخرجين أورسون ويلز وألفريد هيتشكوك وتشارلي شابلن ومارتن سكورسيزي وفرانسيس فورد كوبولا ودايفيد لينش وتيرانس مالك وليني رامسي وويس أندرسون وكوينتن تارانتينو
ومن الممثلات العالميات أنجريد برجمان وميريل ستريب
ونلاحظ التنوع في الاقتراحات ما بين ما هو شديد المحلية وما هو عالمي وهذا الارتباط الموجود بينهما في أذهان القراء بحيث لا ينغلقون داخل السينما المصرية بمعزل عن تطور السينما العالمية ولا ينبهرون بالسينما التجارية السائدة ويتحمسون للمتمردين والمجددين في السينما العالمية
وفي بعض الاقتراحات ما يعكس ثقة القراء في دعم المجلة للأصوات الجديدة في السينما وتسليط الضوء على المنسيين من محبي السينما …
وتوجهنا أفكار القراء لمزيد من البحث في أرشيف السينما المصرية واستمرار الدأب في تناول نظريات السينما وفنونها ومدارسها مع الحفاظ والتوازن بين دور المجلة التثقيفي والتعليمي .
واللافت أن البعض اقترح موضوعات سبق أن تناولتها المجلة مثل السينما المستقلة والاقتباس والصورة التشكيلية في السينما وربما يعني ذلك شعور القراء أن هناك المزيد من النقاش والجديد في الطرح وهو ما نضعه في اعتبارنا فسبق أن خصصت المجلة عددين للفوتوغرافيا ولا مانع من تكرار التجربة بشرط تحقيق فائدتي الإضافة في العمل الصحفي والمتعة للقاريء
ومن جديد تأكد لنا إعجاب القراء بعدد يوسف شاهين ومن الأعداد الأخرى التي نالت الإشادات : السينما المصرية وقفة قبل المنحدر- السينما المستقلة- تعليم السينما -السينما والعنف الاجتماعي
ومن الأعداد الأقل تفضيلا السينما الرومانية وهو ما فسره البعض بعدم إهتمامه بالموضوع .
وقد يحدث أن ينال نفس العدد إشادة أو انتقاد القاريء مثل عدد السينما والأدب- السينما التسجيلية - الفوتوغرافيا ونستقبل هذا الاختلاف باعتباره ظاهرة صحية تؤكد تنوع الآراء وجدلية الموضوعات التي تثيرها المجلة.

معك ولك:

حاولنا خلال الاستبيان رصد انطباعات القاريء حول موضوعات المجلة وأسلوبها بدءا من مدى تناولها لقضايا ووواقع السينما المصرية مقارنة بإتجاهات السينما العالمية فجاء رأى القارىء أن المجلة تعبر عن السينما المصرية بشكل كاف ٍ (٥٢،٩٪) في حين اعتبر ٤٧،١٪ أن المجلة تحتاج إلى المزيد من الالتفات لمشاكل السينما وهذا التقارب بين النسبتين نتمني أن يحفزنا لانحياز لا ننكره لسينمانا الرائدة والتي نتمناها أن تعود قوية ومتجددة.
وعن موضوعات المجلة جاءت تفضيلات القراء بالترتيب للأشكال الصحفية الآتية :
المقالات أولا (بنسبة ٧٢،٥٪) ثم الدراسات (67,5٪) ثم الحوارات ٥٠٪ والتحقيقات ٤٢،٥٪ وأخيرا المتابعات ٢٧،٥٪
ونتفق مع نبض القاريء لأن المقالات والدراسات تمثل نموذج الصحافة النقدية التي نحاول تقديمها تجمع بين رؤية الكاتب والاستناد إلى مراجع وقراءات ومشاهدات تثري الكتابة وتغري بالقراءة.
وفي الوقت نفسه نرى أن الحوار والتحقيق أشبه بشريط الصوت في الفيلم..قادر على إحداث حيوية وزخما نحتاجه في صحافتنا المتخصصة..
وأخيرا المتابعات هي حق القاريء في التعرف على ما يحدث من فعاليات سينمائية مختلفة نقدمها باعتذار مسبق عن عدم القدرة على اللحاق بها جميعها نظرا لدورية النشر ونهتم بشكل خاص بفعاليات الجيزويت كدعوة متجددة للقاريء للانضمام إلينا مشاركا وليس مشاهدا.
وفي ميزان القراء اعتبروا لغة الموضوعات مناسبة بنسبة ٦١،١٪ ثم سلسة بنسبة ٣٦،١٪ في حين رأى ٢،٨٪ أنها صعبة .
أما فيما يتعلق بالإخراج الفني للمجلة وصفه ٥٥٪ بالجيد و٤٠٪ بالمناسب و٥ ٪ بالسيء ونتفهم رغبة قرائنا في مزيد من الألوان والصور في مجلة الفيلم.

كلمة أخيرة

كما قدمنا الشكر لكل قاريء أجاب علي الاستبيان بصبر ومحبة نكرر الشكر لكل قاريء يقرأ الاستبيان على صفحات المجلة ونؤكد له أن ملاحظاته محل تقدير واقتراحاته محل دراسة ونسعى بجدية لتوفير الأعداد القديمة علي الموقع الالكتروني للمجلة ونكافح للانتظام في الصدور وتوفير العدد بسعر يناسب ارتفاع التكلفة ومشقة الجهد ..وتظل كلمة "استمروا" التي وجهها لنا أحد القراء ككلمة أخيرة في الاستبيان عهدا ووعدا نسأل الله أن يعيننا على تنفيذه لنكون دوما عند حسن ظن الأصدقاء القراء..


التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات