«رمسيس مرزوق» المخرجون والمنتجون.. السبب فى انهيار السينما المصرية

حسن شعراوي وعزة إبراهيم 11 مايو 2022 السينما التشكيلية..سحر الصورة

الكاتب : حسن شعراوي وعزة إبراهيم
بدأ فارس الصورة السينمائية «رمسيس مرزوق» حياته بحلم أن يصبح عالما نوويا ويعيش فى الصحراء عاكفا على أبحاثه ،لكن الكاميرا وحبه للتصوير فتحا عينيه على فضاء آخر وجده رحبا وملائما لروحه الوثابه ،فبدأت حكايته مع التصوير بحلم دراسة السينما الأمريكية ،فظل يرفض إتجاه بعثة معهد السينما التى رشحوه لها إلى روسيا لمدة أربع سنوات على التوالى ،وفى السنة الخامسة سافر إلى إيطاليا .وعاش متنقلا ما بين معهد ومدينة السينما وصور خمسة أفلام هناك ،ثم سافر لينهل من السينما الفرنسية ،ويعرض لوحاته فى «اللوفر» .وعاد لمصر ليضع توقيعه على أهم أفلامها .فى حواره مع مجلة «الفيلم» يحكى بطريقة الفلاش باك عن أهم محطات حياته.


الصورة الآن
في البداية ما رأيك في شكل الصورة في السينما المصرية الأن ؟
الآن أعتقد الوضع سيئ ،وفى رأيى أن المنتجين والمخرجين هم الذين ساهموا في إنهيار السينما المصرية مثلما إنحدر كل شيىء في البلد ،نحن الذين أفسدناها ،النهاردة تجد الطفل في الشارع يشتم ويتلفظ بألفاظ نابية لم نكن نسمعها زمان ،فمدارس زمان كان فيها طابور الصباح والنشيد الوطني والسلام الجمهوري قبل ما ندخل الفصل ، لكن النهاردة المدرسة أصبح فيها عشر آلاف طالب وأصبح الفصل الواحد الذى لم يكن يزيد عن ٢٠ أو ٣٠ طالب نحو ٢٠٠ طالب قاعدين فوق بعض فكيف تريد أن تنتج فنا فى هذة الأجواء؟ الهوايات النهاردة في المدارس لغوها فكيف ومن أين سيكون عندنا فنانين؟ إذا كانت حتى الهواية لا تجد فرصة لممارستها وأنت صغير .وكيف سيتم الكشف عن هواياتك فى ظل هذا الجو؟ ما أصاب كل شيىء وأفسده أفسد الفن أيضا.
هل هذا بسبب إنهيار التعليم من الأساس ؟
طبعا ،أنا لما كنت طفل كان فيه عندى حصة للألعاب نلبس فيها الشورت والفانلة ولابد ألعب بهم ،ولابد من طابور الصباح والسلام الجمهوري قبل أن ندخل الفصل الصبح. لكن طبعا النهاردة لا يوجد هذا الكلام ولا فى حصة للألعاب التي هي أبسط شيء. البعض قد يقولون أنها ليست كمياء ،ولهؤلاء أقول إنها مهمة وأهم من الكمياء ومن الطبيعة أيضا لأنها تكوٍّن البني آدم ،وهي التي تخلق فيه الروح الحلوة وإهتمامة بصحته وبجسمه وبنفسه ،والخلاصة إذا لم يكن هناك حصة ألعاب ولا رسم تقدر تقول لي يطلع فنان إزاى؟
عشت سنوات فى مدينة السينما الفرنسية وعرضت لوحاتى فى اللوفر
منحتنى فرنسا وسام «الفارس» ولم يحضر الوزير «النمنم» ليلبسنى الوسام
“ثروت عكاشة» افتتح معرضى الأول و»النمنم» أوقف مجلة «كاميرا”
ممكن تحدد لنا بداية هذا الإنهيار في المجتمع و السينما في مصر ؟
بدايته بالظبط لا أستطيع تحديدها لكن زيادة التعداد ممكن تكون سبب وكذلك عدم كفاية موازنة الدولة لزيادة التعداد ،بمعني لو قرية كان مثلا تعدادها ١٠٠ ألف نسمة وفيها مدرستين أو تلاتة ،لما أصبحت نصف مليون مواطن ولاتزال هي هي الثلات مدارس فكيف ستسير الأمور؟ التعليم أساس كل شيىء وهو الذي يربينا إذا لم نتربى فى بيوت آبائنا وأمهاتنا فالمدرسة تربى أيضا ،فنحن نعيش فيها أكتر مما نعيش مع إخوتنا و أهالينا في البيت .

تعليم السينما
وما رأيك في تعليم السينما في مصر ؟
أنا بإمكانى الحديث عن السينما نفسها إنما التعليم السينمائي أنا لا علاقة لى به لأنى لست أستاذا فيه ،فأنا تركت معهد السينما من زمان ،لكن أستطيع أن أقول إن تدهور السينما هو نتيجة لتدهور كل شئ في مصر لأن السينما هي المعبرة عن الدولة في أي يلد في العالم فالسينما هي مجموعة الفنون فأنت تجد فيها فن الموسيقي ،والغناء والتمثيل والإخراج ،وكذلك فن القصة والسيناريو ،وأيضا المونتاج كل هذا تجده داخل فن السينما فإذا كانت هذه الفنون تدهورت فلابد أن يؤدي هذا لتدهور السينما ،لأن السينما هي الأساس وهي المعبرة ،وأي بلد يتم تقيمها من خلال فنونها .أنا أعتبر أن البلد التى يكون الفن فيها متدهورا لا تتقدم ،فمثلا ما الذى جعل فرنسا هكذا غير إهتمامها بالفنون وإهتمامها بالفنانين ،هذا الإهتمام الذى جعلها ترسل لى منذ ثلاث سنوات وسام فارس حتي أننى قُلت للسفير :كيف يكون ذلك وأنا لم أقدم شيئا لفرنسا ،فقال أن هذا عن حياتك بصفتك فارس فى الفنون والآداب وهو وسام يمنح مرة كل عام لشخص وهذا كان شيئا عظيما بالنسبة لى .لكن للأسف في مصر عندما أقامت السفارة الفرنسية حفلة للتنصيب ودُعي لها الفنانين ووزير الثقافة السابق «حلمي النمنم» لم يحضر ،وأنا إندهشت لأن هذا الوسام قبل أن يكون لرمسيس مرزوق فهو لمصر وكان المفروض إنه كوزير ثقافة مصري إن هو الذى يلبسني الوسام مع السفير.

بؤس الثقافة يوقف مجلة «كاميرا”
ما هو سبب توقف مجلة «كاميرا» عن الإصدار ؟
السبب هو إلغاء وزير الثقافة «حلمي النمنم» للدعم الذى كانت تدفعه الوزارة قبل مجيئه وزيرا.
و لماذا ألغي الدعم إذن ؟
توفيرًا للميزانية التى هى عشرة آلاف جنيه كل ثلاثة أشهر .رأى أنه يوقف صدور المجلة وقال أن هذا المبلغ سبب لهم أزمة وأنه لا توجد ميزانية فأية ثقافة هذة إذن ؟ٍ
أتصور إن هذا الكلام كان ممكن يكون مقبولا إذا كانت المجلة تافهة وبلا قيمة لكن الحمد لله المجلة كان لها بصمة و تم تقييمها من قبل الجمهور والنقاد فى مصر والبلاد العربية أيضا ،وما توقعناه من الوزير أن يزيد الدعم المالى المقدم للمجلة وأن يزيد عدد صفحاتها فإذ به يلغيها نهائيا .أيضا هى لم تكن مثل أى مجلة أخرى فكل العاملين فيها متطوعين وكنا نتوقع أن يلمس الوزير قيمة المجلة ودورها ويعطى أجور للعاملين فيها كى تستمر لا أن يوقف صدورها.

البدايات
بالرجوع للخلف ما هي علاقة رمسيس مرزوق بالسينما ،وما سبب دخولك مجال السينما وتحديدا التصوير ؟
هي قصة غريبة جدا ،أنا لم أكن أريد أن أكون مصورا أو فنانا حينما كنت فى الثانوية العامة ،بل كان هدفي أن أعيش في الصحراء وأعمل فى البحث النووي و أدرس العلوم وأبحث فيها ،وغالبا كانت غايتي في النهاية الشهرة كما أتصور وأحلل الموضوع الآن .عندما كنت في ثانوية عامة حصلت على مجموع ٧٥% وهذا كان مجموع كبير وقتها يدخلني أي كلية ،لكن كنت راسب فى الإنجليزي والفرنساوي فطبعا لم تقبلنى أي جامعة وقررت وقتها إني أعيد السنة وكان عمري ١٦ سنة وكنت مع مجموعة من أصحابي وكانوا ذاهبين ليقدموا أوراقهم في «الفنون التطبيقية» وذهبت وقدمت معهم وأنا عارف إنهم لن يقبلونى ،ودخلت إمتحان فنون تطبيقية و كانت مفاجأة إني نجحت لكن قلت ولو سأعيد السنة.
وكان الدكتور «عثمان أمين» أستاذ الفلسفة في كلية الآداب جامعة القاهرة صديقا لوالدي ،قال لي :لا يهم الكلية المهم إنك تحب ما تريد عمله ،وحكى لى أنه درس الفلسفة فى كلية الآداب وهو يعلم أن مستقبلها لن يزيد عن أنه سيصبح مدرسا في إحدي المدارس في صعيد مصر إنما لأنه أحب الفلسفة سافر بعثة لفرنسا وحصل على الدكتوراة في الفلسفة و عاد ليصبح «عثمان أمين» ،قال لى أن على أن أحب المهنة التى أريد تعلمها فدخلت قسم التصوير ووقتها كان بالنسبة لى مثل أى شيىء أخر لكن بطريقته إستطاع أن يقنعني إنه ممكن أوصل لما أريده ،وأحببت التصوير لدرجة إني لما كنت في سنة أولي في كلية الفنون التطبيقية عملوا مسابقة للفنانين التشكيليين عن مكافحة المخدرات ،نظمتها وزارة الداخلية فساعدت أساتذتي وقتها وفي الآخر عملت صورة واشتركت بها وكانت عبارة عن صورة «جوزة وجمجمة» وحصلت على الجائزة الأولي عن الفنانين التشكيليين ووضعت الصورة علي غلاف كتالوج المسابقة فكانت مفاجأة وتشجيع كبير لي وقتها .واستمريت فى الدراسة حتى السنة الثالثة ،ووقتها كان إفتتاح معهد السينما وكنت قد أحببت التصوير وقررت أن اتقدم للدراسة فى المعهد لأن هذة الدفعة كانت مميزة بالطبع بإعتبارها أول دفعة لكن كان لا يزال أمامى سنة عل التخرج ووالدي غير موافق فزورت إمضاؤه وقدمت في معهد السينما و قبلت وكان هذا عام ١٩٥٩ .وكنت أخرج فى الصباح من البيت على أساس ذاهب للكلية وراجع من الكلية .وبعد ستة أشهر أرسلت لى الكلية جواب فصل .وكانت حاجة غريبة لأهلى الذين تساءلوا :أين كنت تذهب كل يوم طوال هذة المدة؟ فأخبرتهم أنى حولت أوراقى إلى معهد السينما.
وكيف كان رد فعل الأهل على هذة الخطوة الجريئة؟
اندهشوا جدا وقالوا لى إنه باقى لى سنة على التخرج كان ممكن بعدها أعمل ما أريد .وكانت النتيجة طردى من البيت لولا تدخل الوالدة التى قالت لأبى :اكتف بمنع المصروف عنه لكن لا ينفع أن تطرده .خرجت من البيت ووجدت ستوديو تصوير كان صاحبه يعرضه للبيع ,فطلبت منه تأجيره لى ووافق ،وكنت أخرج يوميا من المعهد إلى الإستوديو وأشتغل للساعة الواحدة ليلا ،كنت أصور صور للبطاقات وجوازات وأرجع علي البيت .وهكذا إلي أن حصلت على إمتياز في سنة أولي بالمعهد ومكافأة تفوق ١٣ جنيه ،وساعتها وقفت عمل الإستوديو وحافظت على الإمتياز طوال سنوات الدراسة الأربع .أيضا حصلت على شهادة من الرئيس «جمال عبد الناصر» نظرا لتفوقي .

حلم دراسة السينما الأمريكية
من كان معك في الدفعة ؟
مجموعة كبيرة أذكر منهم محسن نصر ورفعت راغب ،وتعلمت في المعهد وأصبحت معيدأ في قسم التصوير إلى أن أتت لى بعثة لدراسة التصوير في روسيا لكني رفضت أسافر.
لماذا ؟
كنت أحلم بأمريكا والسينما الأمريكية والأوروبية .ولأني عنيد ظللت أربع سنوات أرفض البعثة بسبب إنها إلي روسيا ،إلى أن رشحونى فى السنة الخامسة للسفر إلى إيطاليا .وسافرت لتحضير الدكتوراة وهناك كنت أدرس الكاميرا الأبيض والأسود ،وفي الجهة المقابلة لمعهد السينما الإيطالي كانت توجد مدينة السينما التى يصورون الأفلام فيها ووجدت صناعة سينما حقيقية ،فتوجهت لإدارة البعثات الإيطالية وطلبت منهم تغيير بعثتى لأنى أردت أن أرى السينما الإيطالية والتعرف على ما تفعله وكيف ،وبالفعل منحنونى بعثة تدريبية ،وإشتغلت في خمس أفلام إيطالية كتدريب في التليفزيون الإيطالي .
تدهور السينما المصرية نتيجة طبيعية لتدهور كل شيىء
المكياج يكون حاجزا بين الوجة والكاميرا لذا أرفضه فى أفلامى
وفي أخر البعثة عملت معرض فوتوغرافيا في وزارة الخارجية في إيطاليا ،ونجح نجاحا كبير ،وكتبت عنه الصحافة الإيطالية وقتها .وكنت قبل ذلك عملت معرضين في مصر في متحف الفن الحديث ،الأول وأنا في سنة أولي معهد سينما وإفتتحه «ثروت عكاشة» بنفسه ،والثانى في السنة الثالثة بالمعهد فى متحف الفن الحديث الذى كان فى قصر «هدي شعراوي» وإفتتحه «عبد القادر حاتم». وكان هذا وقتها تشجيعا كبيرا جدا لي .
وقبل أن تنتهى بعثتى في إيطاليا حدثت مشاكل لى مع المستشار الثقافي المصري «صلاح كامل» فألغي بعثتى .كان سبب ذلك أني طلبت منه عمل معرض لى في وزارة الخارجية لكنه رفض ،فذهبت إلي وزارة الخارجية أقدم طلبي بنفسي ووافقوا علي الطلب. لكني فكرت أنه ضرورى أن يفتتح المعرض السفير المصري ،فعرضت عليه الأمر لكنه قال أن لابد أن «صلاح كامل» هو الذي يقدم لي الطلب وهو الذى يفتتح المعرض بنفسه ،فأبلغت المسؤولين في الخارجية بالأمر. وتساءل وكيل الوزارة الإيطالي : لماذا يجب أن يفتتح صلاح كامل المعرض ؟! لو السفير أه لكن «صلاح كامل» لأ ،وأوضحت له أن الذى يفتتح المعرض لابد يكون مصري .وبالفعل طبعت الدعاوي بإسم «صلاح كامل» .وحضروا عدد كبير ضم كل علاقاتي السينمائية و التليفزيونية والثقافية وحينما جاء وقت الإفتتاح لم يحضر «صلاح كامل» فقمت بقص الشريط بنفسي .طبعا إعتبروا هذا خطأ دبلوماسي .وفى اليوم التالى توجهت لمكتب السفير المصري فمنعونى من الدخول ،ففتحت الباب و دخلت ورميت له الباسبور علي المكتب وسألته :أنا أريد أن أعرف هل هذا الباسبور مصري ولا إسرائيلي ؟! لو كان مصري فأنا من حقي أتكلم و لو غير مصري خذوه لا أريده .قام بتهدئتي و مشيت إلي المعرض وجدت «صلاح كامل» أرسل لى رسالة مع شخص يطلب فيها أن أذهب لمكتبه ،فقلت للرجل أن يبلغه إنى موجود في المعرض من الساعة كذا للساعة كذا لو أراد أن يأتى وأني لا أريد رؤية وجهه. وطبعا كان نتيجة هذا الموقف أن الغوا بعثتي وكان باقي فيها سنة وتنتهي .

معرض فى متحف السينما باللوفر
ماذا فعلت بعد هذا الموقف الصعب ؟
وجدت واحد صاحبي رايح فرنسا بالعربية إستأذنته يأخذني معه ،وذهبت لفرنسا وهناك عرفنى علي واحد سينمائي وقدمني له ،فساعدنى فى دخول معهد السينما في فرنسا. ثم تقدمت للدراسة بناءً علي رغبة مدير المعهد وتم قبولى بالفعل ،واتعينت بعد أسبوع من وصولي لهناك ،وأجرت حجرة فوق السطوح لأعيش فيها .كانت الدراسة فى المعهد تنتهى فى الرابعة ،أذهب بعدها لتعلم الفرنسية فى معهد اللغات لمدة ساعة ثم أذهب إلى السينمات لمشاهدة الأفلام .وكانت التذكرة وقتها بفرانك واحد ،وعندما لاحظ مدير السينما أنى أتردد كل يوم تعرف على وأعطانى تصريح للدخول مجانا .ثم بعد فترة قال لى إنه سيعرض شغلي علي متحف اللوفر ليوافق على عمل معرض لى فى متحف السينما الذى كان تابعا له.
ولم أتخيل أن «اللوفر» يوافق و يمنحني ١٥ يوم أعرض فيهم شغلي في المتحف وعرضت فعلا والمعرض نجح نجاح كبير ،وتعرفت فيه علي ثلاثة شباب فرنسيين واتفقنا وقتها إننا نعمل فيلم .وبالفعل عثرنا على فكرة وكان كل واحد فينا وقتها معه ١٠٠٠ فرانك وعملنا أول فيلم لنا وتم بيعه. وإنتقلت من حجرة السطوح إلى شقة فخمة ومكتب فى شارع «كاتر سبتمبر» ،تاريخ عجيب عشته في فرنسا .
كم كانت مدة إقامتك في فرنسا ؟
عشت هناك خمس سنوات تعلمت فيهم الكثير ،وعملت ٣ معارض ،واشتغلت في السينما وقام «لانجلينا» بعرض أعمالي كلها في معرض إستمر أسبوع كامل تحت عنوان « أستاذ الصورة « وهو من أطلق علي هذا اللقب ،وكان كاتب لي وقتها كلمة رائعة قال فيها : «إن شغل رمسيس لا يحتاج لغة بالعكس أي واحد في العالم يقدر يفهمه” .

العودة للقاهرة
ومتي عدت إلي القاهرة ؟
عدت إلي القاهرة بناءً علي رغبة صديقي «يوسف فرنسيس» و لم أكن أستطيع أن أرفض له طلب .ورغم أنى كنت نجحت وأصبح لي إسم في السينما الفرنسية ،ولكنني لم أكن حاسس بالمكان ،لا أحس إن أنا فرنساوي ،وكنت عايش منفصل عن المجتمع و طبعا لا يمكن مهما نجحت ووصلت تفقد جذورك، أه بيحترموك و يقدروك هناك لكن إحساسك الداخلي إنك لست واحد منهم ،وهذا ما جعلنى أرجع إلى مصر مع أن السينما الفرنسية كانت واخواني و كان إيلي براميل عاوزين أصورله فيلم بتاعه و كان هو اللي أشرف علي رسالتى للدكتوراة وهو بالطبع سينمائي عظيم جدا .
كنت وقتها محتار في إختيار موضوع الرسالة قام «إيلي» قاللي ليه هتحيرني إحنا عادة نجعل الطالب يبحث عن فنان ويناقش أعمله في الرسالة ،نحن سنعمل رسالتك عن «رمسيس مرزوق» ، وهذة كانت أول مرة من نوعها علي الإطلاق يحدث فيها هذا الأمر .
ماذا فعلت بعد العودة إلى مصر ؟
لما رجعت مصر صورت أول فيلم ليوسف فرنسيس وهو «زهور برية» ثم صورت «زائر الفجر» مع ممدوح شكري .
ذكريات مع أهل الفن
إحك لنا عن ممدوح شكري و عملك معه؟.
رحمه الله ،كان من أبدع المخرجين المصريين ،ولو كان عايش حتى الآن كان صنع تاريخا سينمائيا مصريا مهما ،فهو كان مُلم بكل صغيرة و كبيرة في السينما .
من هم أفضل المخرجين الذين تعاونت معهم ؟
كل الذين عملت معهم رائعين .
ومن من مديري التصوير تحب شغله أكثر ؟
محسن نصر ،ومحسن أحمد ،وعبد العزيز فهمي أستاذًا ،وأحمد خورشيد أيضا رحمه الله .
و ماذا عن عملك مع الفنانات ؟
انا صورت كل الفنانات تقريبا لكن سعاد حسني هي التي تركت العمل معها بعد ٣ ايام لأنها كانت بتحكم من غير ما تشوف وتعطيني أوامر عن كيف أوجه الكاميرا.
وفي إحدى المرات سمعت «نبيلة عبيد» في فيلم بتحكي إني نورت الأباجورة أكتر من وجهها ،فقلت لها: نبيلة هذة آخر مرة تقفي أمام كاميرتي ،وإذا عرضوا عليك فيلم و قالوا لك «رمسيس مرزوق» معانا قولي لهم غيروا هذا الراجل لأني لن أقبل العمل غير بطريقتى ومن وقتها لم أعمل معها .
و ماذا عن فاتن حمامة ؟
فاتن كانت إنسانة ،كانت تأتى قبل الكل وتجدها وضعت الإكسسوار واللبس قبل أن يأتى أحد وقبل أي ممثل أو مخرج .
هل توجد وجوه معينة كنت تحبها ؟
كله كان بالنسبة لي واحد ،أهم شئ عندي هو التعبير الدرامي ،لا يفرق معى الحلاوة أو الوحاشة المهم هل تعرف تعبر ولا لا تعرف حتى لو كانت ملكة جمال .
و من أكثر فنانة إستطاعت أن تُعبر عن وجهة نظرك إذن ؟
فاتن حمامة بالطبع.
وما دور الإضاءة في إبراز جماليات الصورة كما فى فيلم «زائر الفجر» مثلا ؟
الموضوع ليس حلاوة بل هو قدرة على التعبير فالإضاءة تسجل حالة درامية
وما قصة منعك لإستخدام الفنانات الماكياج في بعض أفلام ؟
بالفعل حصل هذا في فيلم زائر الفجر ،وبعض الفنانات كن يرفض في الأول ولكن بعد ذلك يخضعن لرغبتي فأنا أحب أن يكون الوجه طبيعيا ، وأحس أن المكياج بيعمل حاجز ما بين الوجه والكاميرا ،ولما يضعوا مكياج ثقيل بيأثر علي تعبيرات الوجة بالكامل ويبدأوا يمثلوا بضعف .
ما هي نوعية الخبرات التي أضافت لك مع كل فيلم تقوم بتصويره ؟
ولا فيلم عملته وجدت فيه إضافة ،كل فيلم بعد ما ينتهى أجد فيه عيوب.
حتي «زائر الفجر» الذي يعتبر تحفة فنية ؟
حتي مع «زائر الفجر» ، شاهدته مؤخرا وجدت فيه أخطاء كثيرة و قلت كان لابد أعمل كذا وكذا .
هل هذا تواضع منك ؟
أبدا هذه حقيقة .
وما الفرق بين الصورة بخام ٣٥ ملي وبين الصورة الديجيتال ؟
لا يوجد فرق ،الصورة إذا كانت ٣٥ أو ديجيتال في كل الحالات تقديم تعبير درامي و الدراما لا تختلف من الديجيتال للخام وكذلك التمثيل والإخراج والإضاءة .
كيف تري عينك المشاهد قبل التصوير ؟
لابد أن أعرف المطلوب بالضبط من المشهد ومن الدراما
هل إختلفت مع مخرج حول بعض التفصيلات من قبل ؟
الإختلافات بتكون في المناقشات الأولي ،وأكبر خلاف أتذكره كان مع «صلاح أبو سيف» في فيلم من بطولة «محمود بس» و «نبيلة عبيد» ففي أحد المشاهد كنت أرى أن الإضاءة لابد تكون خفيفة وناعمة لكنه أصر إنه يعملها بطريقته ولم يكن أمامى وقتها إلا إنى أنفذ رغبته.

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات