الكاتب : بسنت الخطيب
تعتبر المعالجة السينمائية للفنون الأخرى ناجحة عندما لا تحاول خلق معادل سينمائي مماثل ومطابق للنموذج الأصلي فتكون مجرد نقل، فعملية تحويل وسيط فني إلى وسيط فني آخر تؤدي إلى خلق عمل فني جديد ومستقل تماما، خاصة عندما يترك الفنان المساحة لخياله وإبداعه ليصنع عالمه الخاص من خلال تجاربه ورؤيته مولدًا شعورًا جماليًا جديدًا.
وقد اهتم المخرج الفرنسي آلان رينيه بالتفاعل بين السينما والأشكال الفنية الأخرى فأبدع فى استخدام اللغة السينمائية لقراءة الأعمال التشكيلية ونقلها إلى عالم السينما فيما أطلق عليه أفلام الفن* وكانت البداية مع فيلم «فان جوخ» عام 1948، وجوجان 1949، ومن أهم هذه الأفلام فيلم «جيرنيكا» والذى أنتج عام 1950 واستلهم فيه رينيه من أعمال الرسام الأسباني بابلو بيكاسو وبعض منحوتاته التى رسمها في الفترة من 1902 و1941 خاصة لوحة «جيرنيكا» وهى جدارية استوحاها بيكاسو من قصف مدينة جيرنيكا فى إقليم «الباسك» إبان الحرب الأهلية الأسبانية، حين قامت طائرات حربية ألمانية وإيطالية بمساندة القوميين الأسبان بقصف المدينة فى 26 أبريل 1937 بغرض الترويع فكلفت حكومة الجمهـــــورية الأســــبانية الثانية والتى سيطرت على الحــــــكم فى الفـــترة ما بين 1931-1939بيكاسو برسم لوحة جدارية تعرض فى الجناح الأسباني الدولي للمقتنيات والفنــــون فى الحياة المعاصرة Expositio Internationale des Arts et Techniques dans la Vie Moderne"والذى أقيم فى باريس عام 1937 وبعد عمل 35 يومًا تقريبًا انتهى «بيكاسو» من اللوحة .
استخدم رينيه فن الرسم كمادة أولية فى صناعة فيلمه، وهو عنصر مرئي ذو طابع رمزي، فاستطاع أن يُعبر عن أحاسيس وأفكار بيكاسو مستخدمًا كل الأدوات والطاقات السينمائية والأساليب المبتكرة فى المونتاج التي قام من خلالها بتجريد هذه اللوحات ذات الطابع الرمزي وقراءتها برؤيته الخاصة، ونجح فى الوصول إلى المعاني الدفينة وراء هذه الرموز، متخلصًا ببراعة من التناقض بين وسيط فني يعبر عن الواقع بالرموز، وآخر يعبر عنه بالواقع نفسه.
واستطاع أن يوثق الحدث فى فيلمه من خلال استخدام أسلوب وتقنية جديدة في السرد جمعت بين الأصوات البشرية والموسيقى والأشعار فتمكن من توظيفها لخدمة أغراضه فى إدانة الحرب والعنف.
فــــيلم جيرنيكا من إنتاج عام 1950 إخراج آلان رينيه - ساعده روبرت هاسان مدته 13 دقيقة، كتب له الســيناريو الشاعر بول إيلـــوار وقرأ المقدمة جاكي بروفست بينما إلقاء الأشعار بالفيلم أدته الممثلة ماريا كاساريس، وصاغ الموسيقى جي برنارد.
يبدأ الفيلم بلافتة كتب عليها باللون الأبيض (صور هذا الفيلم من واقع لوحات بيكاسو ورسوماته وتماثيله التى رسمها فى المرحلة مابين 1902 وحتى عام 1949 أما لوحة جيرنيكا التى رسمها خلال الحرب الأهلية الأسبانية فهي التى تشكل مضمون هذا العمل....)
تظهر على الشاشة صورة لمدينة جيرنيكا بعد أن تم قصفها ويأتى من بعيد صوت جاكي بروفوست يشق الصمت الذى دام للحظات ليحكى عن مدينة جيرنيكا أشجارها وتاريخها .. أهميتها وموقعها، أهلها، ويحكى عن قصة قصف الطائرات الألمانية لها طوال ثلاث ساعات ونصف متتالية، مخلفة وراءها ألفين من الضحايا المدنيين، وكيف كان الغرض من القصف هو مجرد اختبار للآثار المترتبة على استخدام القنابل.
وبانتهاء المقدمة تظهر تدريجيًا لوحة (عائلة السيرك المتجولين- عام 1905) لتملأ مقدمة الكادر حتى تحتل الشاشة تمامًا ويصاحب ظهورها موسيقى هادئة تتصاعد تدريجيًا مع ظهور اللوحة، وهي إحدى لوحات المرحلة الوردية والتى اهتم فيها بيكاسو (بالمهرجين وأزيائهم) وفيها يظهر بيكاسو مرتديًا زى المهرج ممسكًا بيده ابنته بالتبني محاطًا بأصدقائه على اليسار، الشاعر أبولينير*، والشاعر أندريه سالمون*، وماكس جيكوب* ورمز لهما بولدين صغيرين، بينما تجلس بعيدًا إلى يمين اللوحة زوجته فردناند وتقوم الكاميرا بعمل تكبير مفاجئ للوحة عن طريق التتبع track in فيبدو الأشخاص والوجوه أكثر تحديدًا، ليرتفع صوت ماريا كاساريس قويًا تتغنى بأشعار بول إيلوار من قصيدة انتصار جيرنيكا ......روعة عالم من الأكــــواخ .. وليل وحــــقول .. وجوه طيبة فى النار ..وجوه طيبة فى البرد .. فى العراء.. أثناء الليل.. ثم تتصدر الشاشة للحظات لوحة (عائلة الأكروبات ــ عام 1904,استخدم رينيه أحيانا أجزاء من اللوحات مما خدم الفكرة أثناء المشهد منتقلًا من لقطة إلى أخرى عن طريق أسلوب القطع المستمر فبدت اللوحات فى حركة دائمة.
وظف بيكاسو اللون ومزجه بالحالة النفسية وربطه بنمط الشخصيات التى كان يتعاطف معها، لكن رينيه تخلى عن الألوان وفرض على اللوحات حداد جيرنيكا فظهرت بالأبيض والأسود والذي وصفه رينيه نفسه بأنه سمح له باكتشاف الفضاء الحر واستطاع أن يضيف إلى اللوحات ألوانه الخاصة من خلال استخدام التباين فى الدرجات اللونية المتفاوتة ما بين الأبيض الخالص والأسود القاتم، والدرجات الضوئية المتباينة بين النصوع والقتامة.
قطع سريع على لوحة (صبي وغليون ــ 1905) وهي لصبى كان يتردد على مرسم بيكاسو فى مونمارتر، وفى حــــركة رأسية مفجئة من أعلى لأسفل تظهر لوحة (اثنان من لاعبى الأكروبات وكلب – 1905) .. لتتحدث كاساريس للوجوه فى أســــى: أيتها الوجوه الذبيحة
سوف تكونين مضربًا للأمثال
مرروا بالموت قلبك
وأجبروك على دفع خبز حياتك.
تتحرك الكاميرا سريعًا لأعلى (Tilt up) لتظهر إحدى البورتريهات
الشخصية لبيكاسو وقد تعرضت لقصف القنابل، وقام رينيه بالجمع بين حركتين أو أكثر لتنفيذ اللقطة الواحدة فتتحرك الكاميرا بحدة (zoom in) نحو لوحة (المرأة التى تمسك بالمروحة - 1905) حتى تمتلئ الشاشة باللوحة، ثم تنتقل بانوراميا نحو اليد الأخرى، لتختفى اللوحة تدريجيا وتحتل اليد اليمنى الشاشة تمامًا فى وضع رفض.
استخدم رينيه أسلوب القطع المتتالي ليظهر الحركة داخل اللقطات مستخدمًا الرسومات الجدارية كخلفية مرة وكأرضية مرة أخرى ويخترق هذه الجداريات ظهور تدريجي لبعض الشخصيات في لوحات بيكاسو وقد أصيبت بالطلقات.
وفى قطعات سريعة استخدم فيها التأثيرات الضوئية ووظفها لإظهار فكرة الصراع بين الضوء والظلام، فتتسلط الإضاءة على آثار الطلقات التى حفرت مكانًا لها في الجداريات، ثم قطع سريع على صفحة بجريدة (الاشتراكية) ليتسلط الضوء على مانشيت (الحرب فى مدينة سيرا الأسبانية) ويتوالى القطع المتبادل بين اللوحات وقصاصات الجرائد مسلطًا الضوء على كلمات (الفاشية - الحـــــرية – جيرنيكا.
ويظهر جزء من لوحة الحياة -1903 وهي إحدى لوحات المرحلة الزرقاء، والتى بدأها بابلو بيكاسو عام 1901 عقب انتحار صديقة الشاعر الفرنسي كارلوس كاسيجماس بعد أن تعرض لصدمة عاطفية عصفت به، وقد سيطرت على بيكاسو فى هذه الفترة المواضيع المأساوية، وطغى الأزرق بدرجاته على لوحات هذه المرحلة.
تحتوي اللوحة على أربع لوحات وقد اختار رينيه عرض الجزء الأيسر من اللوحة وهو أساس المأساة، وفيه يقف كاسيجماس عاريًا مع جيرمين والتي حاول فيها بيكاسو فرض حقيقة غير الواقع كنوع من التعويض لصديقه الراحل، فبدت جيرمين متعلقه بكاسيجماس.
ويأتي صوت ماريا كاساريس منذرًا:
غدًا هو الوقت الذى نتحمل فيه الألم، والخوف، والموت
تسيطر الموسيقى على المشهد وترتفع بأصوات حارة، يمتلئ النص بإيقاع بطيء مصاحب للموسيقى وتعرض اللوحات أو أجزاء منها على خلفية سوداء تمامًا فى حركة بانورامية أفقيه تتنوع مابين pan right / Pan left فيكون تأثيرها من خلال اقتياد العين من نقطة لأخرى فتزيد من إحساس المشاهد بالحركة والمكان فى اللقطة وتعلو الموسيقى بصوت الطائرات لتقذف الوجوه.
تنتفض الشاشة وتنتقل من لقطة لأخرى عن طريق التقلب بين الظلام والنور ويظهر مصباح (جيرنيكا) الكهربائي بداخله العين البشرية ليملأ الشاشة، ثم ظهور متكرر للمصباح مع قطعات متتالية وسريعة وحادة بينه وبين وجوه مجتزأة من اللوحات من بينها بورتريه شخصي لبيكاسو، وقد أعطى الانتقال السريع بين النور والظلام إحساسًا بدوي الانفجارات دون استخدام المؤثرات الصوتية (الموسيقى) مع ظهور واختفاء سريع لأجزاء من لوحه جيرنيكا عن طريق الفلاش المتواصل.
اعتمدت جيرنيكا بيكاسو على الرموز المبينة على المتضادات: الموت والحياة، الثبات والحركة، الصمت والصراخ، وهذه التضادات هى التى سمحت للرمز أن يؤدي وظيفته التعبيرية بدقة، بينما انتقلت كاميرا رينيه بانوراميا بين أجزاء اللوحة لتقوم بتفكيك رموزها لتجسيد فكرته ضد الحرب والعنف، ترتفع الموسيقى بدوي أقرب إلى صوت القنابل لتسلط الكاميرا على الثور الصامت مفتوح العينين الذي ينظر فى خط مستقيم واستخدمه بيكاسو رمزًا للعنف.
تتحرك الكاميرا حركة سريعة إلى يسار الكادر لتظهر أربعة نساء مقطعة أجسادهن ترمز إلى الضحايا، وتهدأ الموسيقى ليظهر جندي على الأرض يرمز إلى الهزيمة، ثم مصباح يشير إلى حمامة السلام .... حصان يرمز إلى الشعب الأسباني .. نور من الأعلى يرمز إلى بصيص من الأمل، وفى النهاية تتسلط الكاميرا على الزهرة التى مازالت تنبض بالحياة.
ولأن الفن السينمائي يعتمد على الصورة كوسيلة للتعبير من خلال لغة الضوء والتى تعني التأثير النفسي للضوء بكل حالاته المختلفه على المشاهد، فقد خاطب رينيه إحساس المشاهد من خلال تلك اللغة ومن خلال وعيه وإدراكه البصري لمفرداتها فى الصورة السينمائية، استطاع أن يستخدم تشكيلات ضوئية مبتكرة، اعتمدت على إظهار التباينات الحادة بين مناطق النور والظلال الكثيفة داخل اللوحات الأصلية مستغلاً المصادر الثلاثة للضوء فى اللوحة : المصباح الكهربائي على شكل عين، الضوء الطبيعي الذى ينفذ عبر النوافذ أو الكسور وكذلك الأبواب، المصباح التى تحمله المرأة فى يدها ليكون مصدرًا للإضاءة على الشاشة.. فأعاد بذلك توزيع إضاءة لأجزاء المعروضة من اللوحة على الشاشة حسب رؤيته، وقام بتنويع أشكال الضوء وفقا لطبيعة المشهد فبدت العناصر المهمة أكثر نصوعًا، مسلطا المصباح الكهربائي فى كل مرة على أجزاء معينة من اللوحة.
وضع بيكاسو اللون فى لوحة جيرنيكا فى مرتبة ثانوية فتدرج اللون فى اللوحة بين الأبيض الذي يرمز للسلام والأسود الذي يرمز للحزن والخوف، وبينهما الدرجات الرمادية المحايدة واستغل رينيه رمزية الألوان الثلاثة باللوحة ومدلولاتها ليتماشى مع درامية المشهد، فعــــرضت أجزاء اللوحة على خلفية سوداء فى إشارة إلى سـوداويـة الـحرب وبشـاعتـهـا، وتنوعت حركة الكاميرا داخل اللوحة ليتلاعب رينيه باللون من خلال الإضاءة.
تسيطر الموسيقى على المشهد فترة دون تعليق صوتي حتى يرتفع صوت ماريا كاساريس لينشد:
بالحديد والنار حفروا الإنسان كما لو كان منجما
كما لو كان موقدا..
تتحرك الكاميرا بحدة إلى اليسار لتظهر على الشاشة لوحة (المرأة الباكية -1937) وهى لـ (دورمار) زوجة بيكاسو، ومن أشهر لوحاته فى الفترة التكعيبية، تقوم الكاميرا بعرض أجزاء اللوحة من جميع الاتجاهات مركزة على الوجه المؤرق فى لوحة بيكاسو التي تحدى فيها الرموز البصرية لصناعة الجمال، فقدم صورة معارضة لمقاييس الجمال الظاهري بعد أن جردت من ألوانها التى كانت مزيجًا من الأخضر والأزرق، سلط رينيه الكاميرا على الملامح المتكسرة والتى قام بيكاسو بإعادة بنائها بشكل هندسي جديد عن طريق تركيز الضوء فأعطى إضاءة قوية أظهرت الخيالات على الوجه والتباينات الحادة والخطوط التى تعكس حالة الحزن التى عانت منها (دورمارا) * بعد انفصالها عن بيكاسو وقد استغلها رينيه لينقل الإحساس بالحزن والأسى جراء الحرب.
تتحرك الكاميرا ببطء لتظهر تماثيل ومنحوتات بيكاسو معظمها فى الفترة بين عامي 1906-1907 والتي اتجه فيها بيكاسو نحو الفن الإفريقي، إذ تأثر بالتماثيل والأشكال الزنجية البدائية والمنحوتات والتى كان معظمها لحيوانات.
فى نهاية الفيلم تتحرك الكاميرا أفقيًا إلى أعلى بشكل تدريجي لتظهرعلى الشاشة منحوتة (الرجل مع الحمل -1944) يحمله بين ذراعيه وكأنه يحمل السلام للعالم.
اتهمت أعمال رينيه بأنها تهتم بالتقنية ويصعب فيها فهم الموضوع وتفتقر للجمال والتواصل الفعال مع الجمهور، ورأى النقاد أن هذه إساءة لقراءة أفلامه والعلاقة بين صيغة الفيلم والأبعاد الإنسانية، بينما وصف رينيه أفلامه بأنها (محاولة رغم عدم اكتمالها لمقاربة تعقيد الفكر وآليته) .
وهكذا الفن.. يمتلك القدرة على انتزاع الحدث من لحظته التاريخية ويوثقه برؤية جديدة ويضفي عليه صفة الخلود. لقد بقيت جيرنيكا وستظل ليست مجرد تعبير عن مأساة لإحدى المدن الأسبانية بل هى إدانة لكل عدوان، وكما وصفها إليخاندو جابريل (إن اللوحة لا تقف أمام المدافع والرصاص؛ ولكني أجزم أنها تبعث الرعب فى قلوب أعداء الحياة، إنها الخالدة على مر العصور).
المراجع:
بول وارن ــ السينما بين الوهم والحقيقة
* بول إيلوار
شاعر فرنسي كان واحدًا من أهم مؤسسي الحركة السريالية انضم إلى الحزب الشيوعي عام 1932 وله العديد من المؤلفات (المهمة والثورة)، (مت وكن)، (الحب والشاعر)، (سبع قصائد حب أثناء الحرب) (جيرنيكا) وغيرها .....
*ماريا كاساريس
ممثلة فرنسية من أصل أسباني درست بمعهد باريس للموسيقى ولدت عام1922وتوفيت عام 1996
*ابولينير
هو شاعر وقاص وكاتب مسرحي وروائي وناقد فني فرنسي، بولندي الأصل.من نبلاء بولندا، وكان جده لأمه جنرالًا في جيش روسيا القيصرية لقي حتفه في حرب القرم.
*أندريه سالمون
أندريه سالمون شاعر وناقد فني وكاتب فرنسي، من أكبر المدافعين عن أبولينير والتكعيبية مع رينال.
*ماكس جيكوب
*ماكس جاكوب هو رسام، وشاعر، وكاتب، وناقد أدبي، من فرنسا، ولد في كامبار، توفي عن عمر يناهز 68 عامًا.
*فرناندا أوليفيه
أول علاقة عاطفية طويلة الأمد عرفها بيكاسو كانت مع فرناندا أوليفيه التي التقاها عام 1904 فأحبا بعضهما من اللقاء الأول رغم إنها متزوجة، واستمرت علاقته بها سبع سنوات كاملة اتسمت بالكثافة العاطفية الحارة بينهما، وألهمته العديد من لوحاته، وحافظ على سريتها لفترة قبل انكشاف أمرهما ثم انفصل عنها عام 1912
*دورا مار
عاش بيكاسو مع الكرواتية الفرنسية الحسناء قصة حب عاصفة ألهمته لوحات عديدة أشهرها ما أسماها بدورامارا، وكان شغفه بها لا حدود له لكنه انفصل عنها بعد علاقة طويلة دامت تسع سنوات