Shadow And Act

تمباى اوبنسون 01 أغسطس 2015 السينما المستقلة

الكاتب : تمباى اوبنسون
برغم أن مفهوم « السينما المستقلة « يحاول أن يكون ركيزة لتيار مغاير في السينما العالمية، يتحرك خارج سيطرة الشركات الاحتكارية الكبرى


فإن المفهوم نفسه يظل بحاجة إلى المزيد من التوضيح والتدقيق.. وإذا سألت أي عدد من المهتمين بشئون السينما المستقلة: ترى ما الذي تعنيه حين تقول «سينما مستقلة»؟ فسوف تتلقى إجابات مختلفة بعدد من
توجهت إليهم بالسؤال.. ترى
أي كون عماد السينما المستقلة هو استقلالها الفكري عما تطرحه استوديوهات هوليود الكبرى؟
• هل تقدم تلك السينما رؤية فكرية ثم فنية مغايرة لما تتضمنه أفلام الحركة والرعب والجنس والخلطة التجارية الشائعة التي تضمن أرباح شباك التذاكر؟
• أم أن المقصود باستقلالها ذلك الجانب المادي المتعلق فقط بالإنتاج؟
• ثم ألا يترك الاستقلال المادي أثرا واضحا في التوجهات والرؤى الفنية للمخرجين أصحاب تلك الأفلام؟
إذا حاولنا الإمساك بأول خيط في ذلك المفهوم الفضفاض، سنجد
أن السينما المستقلة في الغرب تعني في الغالب الأعم تلك الأفلام التي يتم إنتاجها خارج قبضة استوديوهات هوليود وشركات الإنتاج والتوزيع الأخرى الكبرى التي تتحكم في صناعة السينما في الغرب خاصة في
أمريكا.
ويقدم لنا موقع أفلام السينما المستقلة «1 «Indie Film ) تعريفا لتلك السينما بأنها «تلك السينما التي تتمرد على احتواء هوليود؛ أى أنها سينما غير هوليودية».
وبداهة فإن تلك الأفلام – التي تتمرد على احتواء هوليود ُتنتج:
مواقف اجتماعية وإنسانية وفكرية تفتش عن حلول لقضايا رئيسية، أي أنهم يعملون خلافا لكل القوالب التجارية التي تدر أرباحا مضمونة.
الصعاب التي تواجه السينما المستقلة
ذلك التمرد المادي والفكري الذي تمتاز به السينما المستقلة هو تحديدا الذى يخلق أمامها صعابا مماثلة في القوة، إذ تفتقد تلك السينما:
صالات العرض الكبيرة.
• تفتقد دعم شركات التوزيع القادرة، مما يجعل وصولها إلي المشاهد أمرا صعبا.
وبرغم هذه المصاعب تظل تلك السينما “مختلفة “، تجتهد لتحفر لنفسها طريقا آخر في وعي وذائقة المشاهد، وقد رأينا هنا - مساهمة في تحديد مفهوم “السينما المستقلة”- أن نقدم ترجمة لمقال Tamby A Obenson ( تمباى أوبنسون) المعنون ب”shadow and act” المنشور في موقع IndieFilm) ) بتاريخ 25 فراير 2013، وفيه يحاول الكاتب أن يقدم تصورا أكثر شمولا لمفهوم السينما المستقلة يحيط بجوانبها
المختلفة.
يقول « تمباى أوبنسون» Tamby A Obenson إن السينما المستقلة هي تلك التي تتضمن الأنواع التالية المعرة عن توجه «الاستقلال»:
أولا: الخروج من هيمنة شركات الإنتاج الكبرى:..
تلك الأفلام التي يتم تصويرها خارج سيطرة الشركات الكرى التى تحكمت في صناعة السينما فى هوليود لوقت طويل، وهذه الشركات الكرى هى: (أم جي أم) و(آى سام)، و(مترو جولدوين ماير) (Metro Goldwyn Mayer)، التي نشأت من خلال اندماج ثلاث شركات هى (مترو، جولدوين، ماير) تحت قيادة لوي ماير، وشركة (وارنر برازر) التي ظهرت عام 1929 نتيجة الاندماج بين وارنر برازر وفيرست ناشونال بارامونت، وهي أقدم شركة في هوليود، ثم شركة (فوكس) التي قدمت نفسها على أنها تعرض سينما المستقبل أى سينما القرن العشرين، وشركة (أركيه أو)، وهي شركة راديو في الأصل، وقد دخلت السينما
لامتلاكها معدات الصوت مع بروز السينما الناطقة، ومن الشركات الكرى أيضا شركة (يونيفرسال) و(كلومبيا) و(يونيتيد أرتس) التي قام بإنشائها شارلي شابلن Charlie Chaplin مع ماري بيكفورد Douglas Vrenks ودوجلاس فريبنكس Mary Pickford
وجريفث Griffith عام 1919.
بجانب تلك المجموعة من الشركات كان هناك اثنان من المنتجين المستقلين اللذين قاما بالإنتاج بمفردهما بعد أن تركا العمل في الشركات الكرى وهما صامويل جولدوين، Samuel Goldwyn وديفيد سيلزنيك David Salzenak، ويعد الثاني من أشهر منتجي السينما الأمريكية، وهو من أنتج الفيلم الشهير «ذهب مع الريح»، كما أنه أول من دعا أنجريد برجمان من السويد إلى هوليود، هذه هي الشركات الكرى التي حاولت السينما المستقلة أن تتحرر من سيطرتها
بتقديم أفلام مغايرة من الناحية الإنتاجية والفكرية.
ثانيا: الميزانيات المنخفضة أفلام الفئة (ب)
وهى الأفلام المنتجه بميزانيات منخفضة وتسمى أفلام الفئة (ب) وتندرج في «السينما المستقلة»، وكانت تنتج في فترة الثلاثينات بواسطة «ريببلك»، و»مونوجرام» Republic, Monogram وغيرهما حينذاك.
ثالثا: أفلام الفئة ( أ )
وتعد أعلى الأفلام تكلفة فى التصوير، وتسمى أفلام الفئة ( أ )، وكان يصنعها نجوم مثل « ديفيد سلزنيك» David Selznick و»سام جولدوين» Sam Goldwyn في الثلاثينات والأربعينيات، وكانت تبدو
كأفلام هوليود تماما فى الشكل والمضمون.
رابعا: أفلام تتناول قضايا العنصرية والتمييز العرقي بميزانيات منخفضة
وهى التى تتوازي مع أفلام هوليود، وهو ما شكل تيارا فى الفترة الكلاسيكية التى شهدت أفلاما مستقلة عن حياة السود مولها البيض، وكان أبرزها أفلام أوسكار ميتشو Oscar Micheaux الذى قدم نجوما من السود، وكذلك أفلام ويليام دي فورستر الذي قدم أول فيلم له عام 1910 وأنشأ فيما بعد شركة فورستر للفوتوغرافيا، والتي تعد
أول شركة سينمائية يملكها ويديرها الزنوج.
ويندرج في هذه القائمة أيضا أفلام «جريفث»، الذي يعد واحدا من آباء فن السينما في عام 1915 بعد فيلمه الشهير (مولد آمة) والذي احتوى على مشاهد لفترة ما بعد الحرب الأهلية الأمريكية، وفيها يظهر بعض الزنوج الأمريكيين وهم يمشون حفاة سكارى يغازلون فتيات بيض البشرة مع كل أنماط الصور التي تحط من شأن الزنوج، وقد أسهم الفيلم في
سن قانون ضد الحفاة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1916 قرر كل من «جورج بيريط»، والممثل «نوبل جوهانسن» إنشاء شركة لينكولن للصور المتحركة ليقدما سلسلة أفلام، الغرض منها الرد على فيلم (مولد آمة) عر قصص ميلودرامية عن مجتمع السود، قدمت صورا مختلفة للزنجي الأمريكي، حيث نرى الزنوج مع أسرهم وفي العمل وجنودا في الجيش الأمريكي مواطنين صالحين، وهو
ما لم تكن أفلام السينما الأمريكية قد قدمته حتى تلك الفترة.
وقدم «أوسكار ميتشو» Oscar Micheaux في عام 1919 أول أعماله في السينما الأمريكية، وهو الذي أصبح أول مخرج سينمائي أمريكي
أسود كبير بعد تقديمه لأكثر من أربعين فيلما سينمائيا شغلت مكانة في تاريخ السينما الأمريكية، طرح فيها بعض مشكلات مجتمع السود التي لم يتحدث عنها أحد كثيرا في ذلك الوقت، وظل «أوسكار ميتشو» Oscar Micheaux مستقلا حتي عام 1928 وهو العام الذي أفلست
فيه شركته.
وبطريقة أخرى قدمت المخرجة «اليوز جيست» أفلاما مستقلة ذات طبيعة دينية عن مجتمع الزنوج، حيث كانت تجوب أحياء الزنوج بالكاميرا لتقدم قصصا يقوم فيها أشخاص من الحياة بتقديم أنفسهم أمام الكاميرا، لكن أفلامها التي بدأت تعرض منذ عام 1930 لم تكن إلا
سلسلة من المواعظ الدينية.
وفي الستينيات والسبعينيات قدم المجتمع الأفروأمريكان نوعية أخرى من المخرجين الذين درسوا السينما في جامعات الولايات المتحدة، وقدموا بدورهم أفلاما خارج الإطار المعتاد للحديث عن قضايا السود.
خامسا: الأفلام منخفضة التكاليف التى حاولت استغلال الصور التى انتجتها السينما الأمريكية فى فترات مختلفة، والأمثلة البارزة في ذلك نجدها فى أعمال «روجر كورمان» Roger Corman في أمريكا التي تم تصويرها فى الخمسينيات والستينات، وكذلك أفلام الرعب ذات
الميزانيات المنخفضة.
سادسا: الأفلام المنتجه لأهداف سياسية، كبعض الأفلام التاريخية، وتلك الأفلام التى مولتها نقابات عمالية.
سابعا: الأفلام الإباحية بدرجاتها المختلفة. ثامنا: الأفلام التجريبية مثل أفلام المخرجة مايا ديرون» Maya
Stan Brakehage »و»ستان براكهاج Deren
تاسعا: الأفلام التى يمكن تسميتها ب»أفلام بير السلم» أو «أفلام تحت الأرض»، كأفلام «كينيث انجر» Kenneth Anger و»اندى راؤول» Andy Aarho و»الأخوان كوتشر».
عاشرا: العديد من أفلام الحرب التى أنتجت بشكل مستقل عن هوليود كجزء من التوجه العام للخروج على نظام الإنتاج السائد.
حادى عشر: الأفلام التى أنتجت فيما ُعرف بعصر نهضة هوليود، والذى استمر منذ منتصف الستينيات وحتى أواخر السبعينيات، وهى الفترة التى احتضنت فيها هوليود عددا من الأصوات البديلة من الخارج.
ثانى عشر: الأفلام الوافدة من خارج أمريكا، وتم توزيعها بداخلها، ومن ثم فإنها تضاف إلى رصيد السينما المستقلة فى أمريكا وتصبح جزءا منها.
ثالث عشر: الأفلام المستقلة التي برزت منذ أواخر منتصف الثمانينيات وازدهرت فى وقت مبكر من التسعينيات، وارتبطت بأسماء «جين جارموش» Jim Jarmuschو»الأخوان كوين» Coen brothers و»تود هاينز» Quentin Tarantino »و»كوينتين تارانتينو Todd Haynes
الذى يعتر من أبرز وجوه السينما المستقلة.
هكذا يستعرض Tamby A Obenson مفهوم السينما المستقلة، وإن كان ذلك أساسا عر التجربة الأمريكية، وجدير بالذكر أن الكاتب نفسه يشير في مقدمة كتابه «السينما الأمريكية المستقلة» إلى أن كل تعريفات «الاستقلال» فى السينما السابق ذكرها تلتقى عند نقطة أساسية وهى انفصالها عن الهيمنة الهوليودية، ويرى
البعض أن ذلك هو الأساس الحقيقي الوحيد لتعريف الاستقلال.
ويعد هذا التعريف المستند إلى الصناعة بحد ذاتها ليس كافيا ولا
يشمل كل أشكال الاستقلال، إنما يقتصر فقط على التركيز على الجانب غير التجاري فى حين أن هناك أنواعا من الاستقلال مرتبطة بالشكل والمضمون الفني.. فمن حيث الشكل نجد الأفلام المستقلة تستخدم اللغة بطريقة تكون مفتاحا أساسيا فى تعريفات تيارات الاستقلال، وهذا لا ينطبق على جميع الأفلام، لكنه يصبح مهما فى
بعض الحالات.
وإذا نظرنا إلى المضمون سنجد أن الأفلام المستقلة تتناول قضايا اجتماعية وسياسية وتطرح رؤى بديلة أكثر جذرية ومبدئية في تصوير العالم، والأساس فى هذا الطرح الخاص بالسينما الأمريكية المستقلة أن هناك درجات مختلفة من الاستقلال عن التيار الرئيسى التجارى، تتنوع مستوياتها بين الاجتماعى والثقافى والسياسى والأيديولوجى بكل ما يتضمنه ذلك من طرق لرؤية العالم بشكل
مختلف.
ترجمة لمقال: shadow and act

لتمباى اوبنسون
منشور فى 25 فبراير 2013
A site موقع خاص بدراسات عن السينما المستقلة Indie film - dedicated the study of American indie film
https://en.wikipedia.org/wiki/Independent_film -

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات