الكاتب : لمياء فتحي
تعتبر صفاء الليثي من أبرز الأسماء بجمعية نقاد السينما المصريين لنشاطها وحضورها الدائم على مدار عقود من الزمن.
رغم دراستها للمونتاج بالمعهد العالي للسينما، إلا أنها اتجهت للنقد السينمائي بعد عملها كمونتيرة في عدد من الأفلام الهامة
في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. كانت صفاء الليثي الطالبة المشاغبة شديدة الحرص على حضور عروض الأفلام
ومناقشتها مع الصناع والنقاد. كانت تتابع كل ما ينشر عن السينما، خاصة كتابات سمير فريد وسامي السلاموني النقدية، حتى
أُتيحت لها الفرصة لمقابلتهما عندما دعاهما الكاتب الكبير رفيق الصبان لإقامة ندوة بمعهد السينما، لتثير الطالبة المتمردة
قضية النقد والكتابة عن السينما في معارضة شديدة لمقال كتبه الأستاذ سمير فريد عن فيلم "خلي بالك من زوزو"، لتصبح تلك
العلاقة فيما بعد نواة لزمالة ممتدة بينهما.
تعتبر صفاء الليثي من أبرز الأسماء بجمعية نقاد السينما المصريين لنشاطها وحضورها الدائم على مدار عقود من الزمن.
رغم دراستها للمونتاج بالمعهد العالي للسينما، إلا أنها اتجهت للنقد السينمائي بعد عملها كمونتيرة في عدد من الأفلام الهامة
في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. كانت صفاء الليثي الطالبة المشاغبة شديدة الحرص على حضور عروض الأفلام
ومناقشتها مع الصناع والنقاد. كانت تتابع كل ما ينشر عن السينما، خاصة كتابات سمير فريد وسامي السلاموني النقدية، حتى
أُتيحت لها الفرصة لمقابلتهما عندما دعاهما الكاتب الكبير رفيق الصبان لإقامة ندوة بمعهد السينما، لتثير الطالبة المتمردة
قضية النقد والكتابة عن السينما في معارضة شديدة لمقال كتبه الأستاذ سمير فريد عن فيلم "خلي بالك من زوزو"، لتصبح تلك
العلاقة فيما بعد نواة لزمالة ممتدة بينهما.
بدأت علاقة صفاء الليثي بجمعية نقاد السينما المصريين من خلال مشاهدة الأفلام والمشاركة في الفعاليات المقامة بالجمعية،
حيث كان التردد على المراكز الثقافية آنذاك هو الوسيلة المتاحة للتعرف على فن السينما ومتابعة كل ما هو جديد محلياً
وعالمياً من قبل طلاب معهد السينما وغيرهم من المهتمين بالصناعة. شاهدت الليثي فيلم محمد خان القصير "البطيخة"
بالجمعية والذي قابلته بالتعليق الساخر مع زميلة معهد السينما أنطوانيت عازرية، وبعد فترة انقطاع لأسباب تتعلق بالزواج
والإنجاب عادت صفاء للجمعية مرة أخرى بعد أن بدأت بالكتابة عن السينما بمجلة الفن السابع، حيث قامت بالكتابة عن ملامح
سينما محمد خان بدايةً من فيلمه القصير، ليختار رئيس التحرير محمود الكردوسي "بذرة سينما محمد خان في بطيخته"
عنواناً للمقال.
التحقت صفاء الليثي بالجمعية عام 1999 تحت رئاسة الناقد فتحي فرج، وبدأت رحلتها مع النقد السينمائي بعد توقفها عن
ممارسة المونتاج. كانت مشاركتها الفعّالة منذ البداية خطوة في طريق النهوض بالجمعية وتوسيع نشاطها محلياً ودولياً. بعد
مشاركتها في المهرجانات المصرية الهامة، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية
والقصيرة، تعمقت علاقة صفاء الليثي بأهم نقاد السينما في ذلك الوقت، وعلى رأسهم سمير فريد وعلي أبو شادي الذي كان
يرأس مهرجان الإسماعيلية.
كانت علاقة الليثي برواد النقد السينمائي فرصة لدخولها عالم النقد والتحاقها بجمعية نقاد السينما المصريين، التي وطدت
علاقتها بها تحت رئاسة المخرج والناقد سيد سعيد ومن بعده الناقد فتحي فرج، ثم الناقد أمير العمري، كما شاركت بالكتابة في
مطبوعة السينما الجديدة التي أصدرتها الجمعية. بعد أعوام من النشاط سواء عن طريق الكتابة أو بحضور فعاليات الجمعية
وتنظيمها فيما بعد، ترشحت الليثي لمجلس الإدارة وأصبحت عضواً بالمجلس في الفترة ما بين 2004 وحتى 2015.
التحقت صفاء الليثي بمجلس إدارة يرأسه حسن عطية، والذي كان عميداً لمعهد الفنون المسرحية، برفقة كل من الناقدين حسين
بيومي وأحمد عبد العال، اللذان قاما بدعمها للترشح لمجلس الإدارة نظراً لنشاطها الملموس. وبعد استقالة حسن عطية ترأس
المجلس الناقد صبحي شفيق الذي كان تعاونه معها قوياً.
انضمت الليثي لمجلس الجمعية في وقت عصيب، حيث تقلصت العضويات واقتصرت على المؤسسين وقلة من الأعضاء
القدامى، الأمر الذي هدّد كيان الجمعية بمحاولة دمجها بجمعية أخرى، خاصة بعد فصل عدد كبير من الأعضاء غير الفعالين
أو من المقيمين بالخارج تحت رئاسة الناقد أمير العمري. حاولت صفاء الليثي جاهدة لإعادة العضوية لعدد من النقاد الذين
جُمدت عضويتهم بالفعل لإنقاذ الجمعية بعد أن نصحها موظفي الشئون الاجتماعية بذلك.
كان لصفاء الليثي دوراً هاماً في توطيد علاقة جمعية نقاد السينما المصريين بالاتحاد الدولي للنقاد (الفيبريسي)، بداية من
منصبها كأمين صندوق الجمعية ونجاحها في حل مشكلة سداد اشتراك الجمعية بالفيبريسي وحتى تقلدها لمنصب السكرتير
العام للجمعية. بعد سنوات من التوتر قامت الليثي بمجهودات لدعم تلك العلاقة حيث أصبحت الجمعية تشارك بأكثر من خمس
لجان تحكيم بالفيبريسي كل عام، كما انتظمت الجمعية في حضور اجتماعات الجمعية العمومية السنوي للاتحاد. علاوة على
ذلك، تقدمت الليثي بطلب تكوين لجنة تحكيم من أعضاء الفيبريسي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لتتشكل على إثرها
أول لجنة للفيبريسي بالمهرجان عام 2006، واقترح رئيس المجلس حسن عطية بإنضمام الليثي للجنة التحكيم ممثلة عن
الجمعية. لم يقتصر دورها على ذلك فحسب، بل قامت بالحصول على حق معاملة أعضاء جمعية النقاد بلجنة الفيبريسي
كالأعضاء الأجانب، أي الإقامة في الفندق المخصص لضيوف المهرجان وحضور حفلي الإفتتاح والختام وتقديم الجوائز.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت صفاء الليثي بالإشتراك مع الزملاء الأعضاء بالكتابة لموقع جمعية نقاد السينما المصريين بشكل
تطوعي.
واصلت صفاء الليثي محاولتها في حل التوتر القائم بين الجمعية والفيبريسي، فاتبعت قواعد الاتحاد ووطدت علاقتها
بالسكرتير العام للاتحاد كلاوس إدر، وقامت بتنظيم حلقة عن النقد وتحدياته في إطار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رأسها
الناقد سيد سعيد، ودعت إليها كلاوس إدر في محاولة لرد ثقة الفيبريسي ودعم الجمعية.
رغم عدم ترشحها لمجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين منذ عام 2015 وإتاحة الفرصة لشباب النقاد، لا تزال صفاء
الليثي من أول الحاضرين لفعاليات الجمعية المختلفة التي تروج لها دائماً عبر حسابها على فيسبوك، ولا تزال تلك الناقدة
المشاغبة التي تثير القضايا الهامة أثناء النقاشات والاجتماعات، سواء التي تخص الجمعية أو المتعلقة بالنقد السينمائي وصناع
الأفلام بشكل عام.