الكاتب : أمل ممدوح
أؤمن أن الحياة تستمتع لشغفك النقي، تمهد بهدوء الطرق التي تشبعه إن صدقّته، ولم تكن نهاية عام
2014 وبداية عام 2015 إلا إحدى حلقات هذا الطريق معي، إحدى حلقاته الهامة، بدأ الأمرفي ذلك العام
بإعلان عن ورشة للنقد السينمائي تنظمها للمرة الأولى جمعية نقاد السينما المصريين، وكم أحب اسمها، فله
جرس حيوي ومحفز على الانتماء المحبب؛،
أؤمن أن الحياة تستمتع لشغفك النقي، تمهد بهدوء الطرق التي تشبعه إن صدقّته، ولم تكن نهاية عام
2014 وبداية عام 2015 إلا إحدى حلقات هذا الطريق معي، إحدى حلقاته الهامة، بدأ الأمرفي ذلك العام
بإعلان عن ورشة للنقد السينمائي تنظمها للمرة الأولى جمعية نقاد السينما المصريين، وكم أحب اسمها، فله
جرس حيوي ومحفز على الانتماء المحبب؛ نقد، سينما، مصريين، كلمات تمثلني وتناديني من زمن طويل،
بل من بدايات تكويني يستهويني نقد الفن، فأراه كعملية استغراق خاص تذوق معها لذة ومهارة الامتزاج دون
ذوبان، أن تمتزج لحد تبيان الروعة وتنفصل لتبيان الخلل، معا، بعد سنوات من دراسة السينما والنقد،
وممارسة النقد وإن كان في وسيط آخر، يأتي هذا الإعلان على صفحة الفيسبوك هامسا بنداء من سمائي
الخاصة، كان الإعلان يشترط مقالا نقديا لتقييمه ثم قبول الملتحقين بالورشة، ففعلت وتم قبولي في الورشة،
ربما لم تكن المرة الأولى للذهاب إلى مقر الجمعية في 6 شارع شريف بوسط البلد، فقد حضرت هناك
عروضا لأفلام سابقة، لكنها هذه المرة ليست ككل المرات.
كنا عدد قليل من المهتمين بالسينما الشغوفين بها، منا من كان مهتما بالنقد بشكل مباشر مثلي ومثل الصديقة
الناقدة رشا حسني، وكذلك الصديقة مروة أبو عيش، وهناك من كان هاويا عاشقا للسينما يمارس كتابة شغوفة
لا يعتبرها هو احترافية ولم ينو ذلك، أتى للتعرف على آليات قراءة السينما، فسار بعدها في طريقه كناقد
كالصديق أحمد زكريا بدوي، وآخرون أتوا إرواء لشغف بدأه مجالهم الدراسي أو المهني، فغيرت الورشة
مسارهم كالزميلة لمياء فتحي، وكذلك الصحفي عمرو شاهين، وأربعة أشخاص كما أذكر، لم يكملوا مسارا
احترافيا في النقد، لكنهم حققوا متعة لهم.
كان المثير في الورشة تنوع موادها وأساتذتها من أسماء نقدية هامة لأساتذة كبار، ونقاد جدد لهم أسماؤهم
المرموقة، كل يعطي خبرته في المادة المختارة، ولم أكن أتخيل أن اسمين كبيرين مثل الأستاذين سمير فريد
وعلي أبو شادي، سيقفان أمامنا ببساطة وتواضع الكبار يعطيانا من تجربتهما، فكان لوجودهما نفسه أثر مواز
لما يقدماه، وأذكر جملة أستاذ سمير فريد" الناقد يتطور من خلال الممارسة لا من خلال النظرية وإن كانت
مهمة"، وأن "النقد لقاء بين ثلاث حريات لا ينبغي لأحدها الاعتداء على الأخرى؛ حرية الكاتب، صانع العمل
والمتلقي". وتعددت الأسماء الهامة الأخرى التي اختص كل منها بمادة، كان يتم تدريسها بشكل به بساطة
وحميمية بعيدا عن المشهد الأستاذي المشروع، درسنا الناقد أحمد حسونة تحليل المشهد السينمائي بشكل
عملي، وكذلك الناقد أحمد شوقي الذي كان منسق الورشة، والذي حرص في بداية محاضراته على الحديث
2
عن تاريخ ودور الجمعية وتطورها، ثم تمحورت محاضراته على كيفية الحكم النقدي على فيلم من خلال
شقين، أحدهما توضيح معنى السينما وعناصرها وخاصة السيناريو وكيفية تقييمه، والآخر كيفية كتابة المقال
النقدي، وأذكر مما قاله وأثارني وقتها حديثه عن عناصر الإمتاع في الفيلم السينمائي، وذكر منها قدرته على
تحريك المشاعر والدفع للتفكير والإبداع البصري وأن يثير الفضول، ودرسنا الناقد محمد الروبي عن أسس
تكوين الناقد، ومن بينها ضرورة فهم حرفة ما يتم نقده وأسس صناعته، متحدثا عن نماذج لأفلام هامة وعن
تكوين العقلية النقدية التي يجب أن تكون موسوعية، وكان الفيلم التسجيلي موضوع محاضرات الناقد رامي
عبد الرازق، أنواعه وتطوراته، بتدريبات عملية لكتابة مقال حوله، وحدثنا الناقد فتحي أمين بهدوء مريح
يميزه عن الأنواع المختلفة للفيلم السينمائي، ليعقب الورشة تكليف عملي لمجتازيها بتنظيم وإلقاء بعضنا
لندوات اخترناها أن تكون عن السينما الصامتة، فاختار كل منا ما يحب تقديمه عنها، وكان خياري الشخصي
للأفلام باستر كيتون، حيث جلس أعضاء الجمعية يناقشون كل منا في يوم تقديمه، وهي مهمة استمتعت بها
كثيرا، ودعمت انتماءنا ومسؤوليتنا المباشرة تجاه هذا المكان العريق والحقيقي في ولائه السينمائي، والذي
صرت بدوري أعتز بانتمائي له، لجمعية نقاد السينما المصريين.. بوقع جرسه الذي ما زلت أحب.