في اليوبيل الذهبي لجمعية النقاد إرث " الكبار " و طموح " الشباب" وإشكالية "المهنة" بمبادرة من "مجلة الفيلم" : دعوة لرعاية وزارة الثقافة الاحتفالية و ملتقى سنوي للجمعية

أماني صالح 31 مارس 2023 جمعية نقاد السنيما المصريين

الكاتب : أماني صالح
الاحتفال باليوبيل الذهبي لجمعية النقاد السينمائيين هو احتفاء بمسيرة أكملت النصف قرن من الاشتباك بقضايا المشهد السينمائي داخل وخارج شريط السينما .. لذلك كان من المهم أن تستضيف "مجلة الفيلم" القائمين على الجمعية..جيل من الشباب تسلم المسئولية ..قَبِل تحدي إرث "قلة الإمكانات " و وضع أمامه هدف "المزيد من الفعاليات " يدرك العقبات لكنه يصر على السير على الطريق الصحيح ونحن في "مجلة الفيلم " نشاركهم المسيرة ونطمح في الوصول عبر سطور الندوة.. نمر عبر محطات كثيرة ، نتعرف فيها عن أنشطة الجمعية (الموجود والمستهدف والمرجو )، نعود إلى مشهد البداية بكواليسه من لحظة تاريخية اجتمعت فيها كلمة النقاد قبل الانشقاق الذي قاده سامي السلاموني .. نحاول الخروج من دائرة العاصمة لنتحسس وجود الجمعية في الفضاء الإلكتروني ،ونلقي الضوء على نهضة مشهودة في لجان تحكيم المهرجانات العالمية تحت راية "فيبريسي "..


الاحتفال باليوبيل الذهبي لجمعية النقاد السينمائيين هو احتفاء بمسيرة أكملت النصف
قرن من الاشتباك بقضايا المشهد السينمائي داخل وخارج شريط السينما ..
لذلك كان من المهم أن تستضيف "مجلة الفيلم" القائمين على الجمعية..جيل من الشباب
تسلم المسئولية ..قَبِل تحدي إرث "قلة الإمكانات " و وضع أمامه هدف "المزيد من
الفعاليات " يدرك العقبات لكنه يصر على السير على الطريق الصحيح ونحن في
"مجلة الفيلم " نشاركهم المسيرة ونطمح في الوصول عبر سطور الندوة..
نمر عبر محطات كثيرة ، نتعرف فيها عن أنشطة الجمعية (الموجود والمستهدف
والمرجو )، نعود إلى مشهد البداية بكواليسه من لحظة تاريخية اجتمعت فيها كلمة النقاد
قبل الانشقاق الذي قاده سامي السلاموني .. نحاول الخروج من دائرة العاصمة
لنتحسس وجود الجمعية في الفضاء الإلكتروني ،ونلقي الضوء على نهضة مشهودة في
لجان تحكيم المهرجانات العالمية تحت راية "فيبريسي "..
نتوقف أمام جدل غير محسوم حول عمل الناقد السينمائي بين الصحافة وشركات
الإنتاج ..بين روح الهواية المثالية وتحديات واقع المهنة ...وصولا إلى محطة حاسمة
نختتم بها ندوتنا ..لا نعتبرها محطة النهاية بل نقطة انطلاق يحدث فيها التفاعل
المنشود بين وزارة الثقافة والجمعية لرعاية احتفالية تليق بمصر رائدة صناعة السينما
في الشرق الأوسط وصاحبة أول جمعية للنقاد يتم قبولها في الاتحاد الدولي للنقاد منذ
لحظة تأسيسها وتبقى واحدة من 3 دول عربية فقط عضو بالاتحاد –حتى الآن -هي
مصر وتونس والمغرب .
والآن إلى تفاصيل الندوة التي حضرها رئيس الجمعية الناقدة رشا حسني وسكرتير
الجمعية الناقد أحمد شوقي ومن الأعضاء : الناقدة الكبيرة ماجدة موريس والناقد الشاب
محمد سيد عبد الرحيم إلى جانب مشاركة د. وليد سيف الأستاذ بمعهد النقد الفني
وعضو الجمعية.
أدار الندوة الناقدة أمنية عادل وحضرها من أسرة مجلة الفيلم الكاتب سامح سامي رئيس
التحرير وكاتبة هذه السطور.
محطة البداية

أمنية عادل:
نستهل الجلسة بنقاش عن البداية التاريخية لجمعية نقاد السينما المصريين سنة ١٩٧٢:
في بداية السبعينات كان هناك حراك في المشهد السينمائي وفي الثقافة السينمائية..ماذا
عن أسباب نشأة الجمعية من وجهة نظر ضيوف الندوة وكيف أثرت أو ساهمت جمعية
النقاد في المشهد السينمائي ؟
د.وليد سيف :
بيان ٣٠ مارس المحرك للنهضة الثقافية في مصر جاء متفائلا ٬ لكن ما تعودنا على سماعه
كمجرد كلام جاء تطبيقه في الواقع من أجل الضرورة ٬ لأن بعد نكسة ٦٧ كان لابد من
تغيير و مشاركة الناس في المسئولية .
وبعد حالة الحراك التي عاشتها مصر من ٦٨ حتى ٧١ عادت حالة الانغلاق مع بداية حكم
السادات فخرجت حركات تجمع المثقفين والسينمائيين أصحاب الموجة الواحدة أو الموجات
المتقاربة ..فظهرت كيانات مثل السينمائيين التسجيليين وحركة السينما الجديدة والتي خرجت
منها حركة النقاد تحت اسم جمعية النقاد المصريين وجمعها اتصال وثيق مع جمعية الفيلم
التي مهمتها نشر الثقافة بين الجمهور بينما دور جمعية النقاد نشر الثقافة النقدية بين النقاد
ومد جسور التحاور والتواصل بين الأجيال .. لا يوجد شىء اسمه منهج واحد بالعكس حالة
الحوار تصنع زخما وأجيال تستفيد من أجيال فمثلا "جيلي" استفاد من جيل سمير فريد
وعلى ابو شادي وكمال رمزي وهاشم النحاس بينما سامي السلاموني خارج كل إطار.
أحمد شوقي:
اللافت أن أول محضر للجمعية شهد استقالة سامي السلاموني .. الجمعية تم إنشائها في
يونيو ١٩٧٢ عند الاتفاق على البيان التأسيسي ولكن نشأتها رسميا في ديسمير ١٩٧٢
وأول اجتماع في بداية 1973 وكان من بنود جدول الأعمال هذه الاستقالة !
إذا اتكلمنا عن انشقاق سامي السلاموني ٬ نجد أن السلاموني وسمير فريد أكثر النقاد -من
الجيل المؤسس- أعمالهم متاحة سواء الأعمال الكاملة للسلاموني و كتب سمير فريد
وبالتالي يمكن الإطلاع على مشروعهما النقدي بشكل متكامل ٬هما قطبان وبينهما صراع
في الأفكار وطريقة العمل والتعاطي مع الصناعة بل و آلية التفكير عند تأسيس الجمعية :
سمير فريد كان منحازا للشباب ويضم أكبر عدد منهم حتى من لا يمارسون المهنة بشكل
احترافي مثل أوائل خريجي معهد النقد وكان منهم على ابو شادي(وقد أصبح فيما بعد الناقد
الكبير ) وبسببهم قدم سامي السلاموني استقالته بدعوى أن الجمعية تضم" كل من هب
ودب" !
لكن هذا الصراع يدل على اتجاهين في الإدارة أو طريقة التفكير حول " ماهية أن تكون
ناقدا " : البعض يتعامل معه باعتباره امتيازا لا يناله إلا القلة بعد سنوات من العمل
ومع ذخيرة من الخبرة والمعرفة ، وهذا اتجاه سامي السلاموني باعتبارها جمعية صغيرة
بدأت بأسماء مثل أحمد رأفت بهجت - أحمد كامل مرسي -يوسف شريف رزق الله-سامي
السلاموني -أحمد الحضري ٬ بينما اتجاه سمير فريد مع ضم عدد أكبر ٬أصوات جديدة تتعلم
من المناقشات والمشاركة في العروض ومع الوقت تتطور وتصبح كوادرا .

في رأيي هذا ليس انشقاقا داخل الجمعية بل داخل الحالة الثقافية عموما أو طريقة ادارة
المؤسسة المصرية في أي مجال آخر :هل تفتح الباب للقدرات الشابة حتى لو لم تكن
مكتملة النضوج ؟؟ أم تنتصر للخبرة؟
سامح سامي :
هذان اتجاهان كانا موجودين وقتها ..ماذا عن الوقت الحالي ؟؟
أنتم مع أي اتجاه أم لديكم اتجاه تالت ؟؟
أحمد شوقي:
نحن منفتحون على الجميع ٬ قمنا بقبول أي شخص حتى إذا لم نكن نعرفه إذا وافقت لجنة
القيد على أعماله ٬ مثلا محمود مهدي من الذين يقدمون الفيديوهات وكان ملفه مجموعة من
الفيديوهات قبلتها لجنة القيد واعتبرتها ملائمة ٬ والجمعية طول الوقت تستقطب أي صوت
جديد يظهر في الساحة٬ أنا مثلا كلمتني صفاء الليثي ومحسن الويفي وقت إدارتهما للجمعية
وطلبا مني تقديم ورقي للانضمام
أما السؤال عن انعكاس هذا الاتجاه على العمل الداخلي ؟؟فالإجابة متروكة لتقييم الناس ..
وإن كان هناك ركود مؤخرا.
د:وليد سيف :
يهمنا نسمع آراء المسئولين عن الجمعية لأن الصورة الحالية تهمنا أكثر ونريد أن نعرف
المعوقات و نفكر لها في حلول ..
أحمد شوقي :
أجرينا حوارا مع الاستاذ كمال رمزي - في سياق عدد مجلة الفيلم عن جمعية النقاد- وكان
تعليقه "فقر جمعية النقاد ساعد على انقاذها ودوامها ، الجمعية لو كانت أغنى أو عندها
مهرجان أو مطامع للطامعين لحدث انشقاق مثل مؤسسات أخرى كنادي السينما "إنما لأنها
جمعية من يديرها يتورط في أزمة إدارتها ومواردها ،هذا يعوقها بالتأكيد لكنه ساعد على
بقائها واحتفاظها بأسلوبها لمدة ٥٠ سنة أيضا !
إذا تحدثنا عن دور الجمعية والأنشطة عموما:عندي سؤال بخصوص نوادى السينما ..هل
هناك حاجة لنوادي السينما في عصرنا الحالي ؟؟
قبل ذلك كانت هناك ندرة في الأفلام أما الآن فالأفلام متاحة على الانترنت أما ما يخص
النقاشات وأبطالها الشباب فالسوشيال ميديا تلبي هذا الاحتياج فمثلا إذا كنت من سكان عين
شمس أو ضواحي الجيزة هل أنتظر مرة أو مرتين في الشهر وأنزل وسط البلد في عز
الزحمة والحر لحضور نقاش في السينما؟؟ بينما كل شاب عضو في عشرة جروبات على
الفيس بوك والانستاجرام والتليجرام يتناقشون فيها بشكل دوري
ماجدة موريس :
أختلف معك ..النقاش في مكان وفيه نشاط ثابت حول السينما والأفكار الجديدة مهم لمحبي
السينما أكثر من الجروبات .. مثلا مهرجان القلعة للموسيقى عليه إقبال رغم إمكانية
المشاهدة في المنزل .
أحمد شوقي :

في الموسيقى الlive performance لاتعوضه المشاهدة بينما في الأفلام هناك ظروف
مشاهدة من شاشة وأنظمة صوت تجعل البيت أفضل حرفيا من جمعية النقاد أو حتى
السينمات
رشا حسني :
من تجربتي كمسئولة عن نشاط عروض الأحد ، الشخص الذى يشاهد الأفلام في بيته عنده-
نظريا- إتاحة لكل الأفلام لكن ذوق الشخص يحكمه وغالبا يشاهد طوال الوقت نوعية واحدة
، بينما نادي السينما يختار نوعيات مختلفة من الافلام تفتح آفاقا جديدة للتعرف على سينمات
جديدة ومخرجين جدد كذلك يتيح للحضور الاستماع لشخص متخصص فيخرج بآراء
ووجهات نظر مختلفة حتى إن سبقت له مشاهدة نفس الفيلم وكأنه إعادة اكتشاف ..
وأعتقد أن تجربة كورونا برهنت لنا جميعا على أهمية التواصل الانساني الذي لا يعوضه
أي شيء ٬ جلوسك أمام جهاز الكمبيوتر ليس مثل وجودك وسط ناس لهم نفس الاهتمامات
يشاهدون نفس الفيلم فتخرج بثراء في الآراء مما يشكل ثقافات الناس ووعيهم.
ولهذه الأسباب مقتنعة أن نشاط عرض الافلام لابد من استمراره وإن لم يكن في البيان
التأسيسي للجمعية .
بين الجمهور والنقاد
أمنية عادل :
ننطلق لنقطة أخرى..هناك تباين بين رأيين: الأول يرى أن جانب أصيل من نشاط الجمعية
يكون بالتفاعل مع الجمهور والثاني يركز على النقاد ويؤكد على لقاءات دورية..ماذا فعلت
الجمعية للمواكبة بين الرأيين ؟؟؟
أحمد شوقي :
أول بند في أهداف الجمعية بيقول "توحيد جهود النقاد بهدف بلورة اتجاهات منهجية للنقد
السينمائي المصري " وأرى أنه تحقق جزئيا
رشا حسني :
ربما تحقق وقت التأسيس.. لكننا الآن لا نجتمع كثيرا وعندما يحدث لا يكون الإقبال من
الأعضاء على الوجه المطلوب حتى لو عقدنا مناقشة او عرض ندوة : كم من الاعضاء
يكون مهتما أو يتفاعل ؟
وأكثر من مرة حاولنا إصدار مجلة مطبوعة أو الكترونية ولم تخرج التجربة إلى النور
..للأسف جهود النقاد لم تتوحد على أرض الواقع بينما الأنشطة التي لم تكن موجودة في
البيان التأسيسي وليست من أهداف الجمعية - وأعني بها العروض الجماهيرية –مستمرة ولم
تنقطع ٬وأعتبرها مكسبا من حيث التفاعل مع الجمهور
أمنية عادل :

ماذا عن فكرة المركزية او علاقة الجمعية بالجمهور؟ هل الجمعية خاصة بالنقاد فقط
أم تضع الجمهور في الحسبان لرفع ثقافته السينمائية؟
أحمد شوقي:
دور الجمعية تنمية قدرات الناقد والناقد تلقائيا يؤثر في محيط أكبر من محيطه عبر
وسائل الاعلام، يصل للأقاليم ولخارج مصر لكن هل المطلوب مني الامتداد بأنشطة
الجمعية التي لا أستطيع عقدها ب ٣٦ ش شريف والخروج خارج القاهرة ؟ لا أعتقد
أن هذه الفكرة قابلة للتطبيق
وحدث فعلا أن طلبت منا جامعتان تنظيم نوادي سينما وعندما أرسلنا تصورنا وطالبنا
بمصاريف انتقال ومكان إقامة وأجر ٬ لم يردوا علينا متصورين أن الأنشطة "ببلاش"
"وفيلم يعرض في الجامعة ونمشي! "
اللافت أن اللائحة الداخلية في وقت من الأوقات كانت تمنع قبول العضو المقيم خارج
القاهرة٬ وثبت في محاضر مجلس الادارة أن هناك أعضاء رُفضت عضويتهم لأن
محل اقامتهم خارج القاهرة ٬ على أساس أن حضور ندوات الجمعية أمر إلزامي فإذا
كان محل إقامتك يمنعك من التواجد ٬ فلا داعي للانضمام للجمعية ولكن حاليا هذا البند
غير موجود ولدينا اعضاء من خارج القاهرة.
محمد سيد عبد الرحيم:
هناك أيضا أعضاء خارج مصر وسددوا الاشتراكات وعدد الأعضاء خارج القاهرة
قليل بسبب إقامة الأنشطة في القاهرة
أحمد شوقي :
في مصر لابد من تصريح مزاولة مهنة من النقابات لممارسة مهن مثل المحاماة
والصيدلة بينما الجمعية ليست نقابة ولا تمنح تصريح مزاولة المهنة ولا تشترط في
بيان تأسيسها ضم كل الذين يمارسون النقد في مصر بل تمنح العضوية للراغبين
في الانضمام لهذا المجتمع وممارسة النشاط او المشاركة بالرأي او المشورة٬
هناك اسماء كبيرة لم تنضم للجمعية وأسماء أخرى انشقت عن الجمعية ولم يؤثر ذلك
في مسيرتها٬ المقصود أن الجمعية ليست مجبرة على ضم كل الأسماء التي تمارس
النقد إنما تضم الراغبين طالما تنطبق عليهم الشروط
ماجدة موريس:
هناك من يحضر ولا تنطبق عليهم الشروط.. لا يكتبون النقد لكن يحبون حضور
الأفلام والنقاشات.
د.وليد سيف:
وهذا أمر محترم أن الجمعية لم تغلق بابها أبدا في وجه أحد.
ماجدة موريس:
وكم من مرات شعرت أن الجمعية لابد أت تتنقل لمكان أكبر لأن العدد محدود والناس
تقف بالخارج لعدم وجود أماكن في عروض الأحد .

علينا أن نبحث عن وسائل جديدة لدفع النقاد للتفاعل خصوصا وأن هناك أعمال فنية
مختلفة تستحق الاهتمام وحضور مناقشاتها ..السؤال كم عدد أعضاء الجمعية ؟
أحمد شوقي :
حوالى مائة ..أكثر أو أقل قليلا
محمد سيد عبد الرحيم :
هذا رقم كبير في جمعيات السينما في العالم
رشا حسني :
جمعية نقاد النرويج فيها ٦ أفراد
أحمد شوقي :
جمعية نيويورك كان فيها ٢٧ ناقدا وأحد النقاد (والعجيب أنه كان من أصول أفريقية) أبدى
تعليقا عنصريا عن المخرج ستيف ماكوين الذي اعترض عليه وتم فصله ليصبح عدد
الأعضاء ٢٦ ناقدا
يعني نيويورك - بقيمتها السينمائية- فيها ٢٦ ناقدا ومصر فيها مائة !
سامح سامي :
مائة عضو وأكثر منهم بكثير يكتبون في السينما ..
محمد سيد عبد الرحيم :
لابد من التفرقة بين النقاد و"السينيفيليا "أو محبي السينما ونجدهم في جمعية الفيلم المبنية
أساسا علِي هؤلاء ..لكن جمعية النقاد متخصصة و النقاد لديهم ثقافة ووعي أكثر وفي
الأساس منهجية ٬ ولا أعني به المنهج الذي يكتبون به ٬ بل منهج لتثقيف أنفسهم وهو الأمر
الغائب فالكثير يفتقد الثقافة المنهجية لذلك ننادي بعودة النشاط بشكل منهجي .
مثلا عندما قامت رشا حسني وأروى تاج الدين بعروض السينما الكورية قدموا لنا سينما
مهمة بدأت تحتل مكانة عالمية في السنوات الأخيرة ومع أن الأفلام متاحة أونلاين لكن الناس
تختار بشكل عشوائي بينما الفعالية صنعت منهجية في المشاهدة والثقافة وهذا دور من أدوار
الجمعية لتطوير النقاد أنفسهم .
أحمد شوقي :
لابد أن نجد آلية لتطوير النقاد أو دعنا نبتعد عن كلمة "تطوير " لكي لا تزعج البعض ..لكن
تضيف شيئا للنقاد أنفسهم بحيث يكون الوجود في الجمعية يثريك كناقد قبل أن ننفتح على
سؤال العلاقة مع الجمهور
سامح سامي :
الآلية مرتبطة بالتمويل ..لذلك أريد أن أسأل عن تمويل الجمعية الذي يمكنها من تكوين
للنقاد؟؟
أحمد شوقي :
نعتمد على الاشتراكات السنوية (حاصل ضرب ٢٠٠ جنيه في عدد الأعضاء ) وألف جنيه
دعم من وزارة التضامن
رشا حسني:

من ٣ سنين حصلت طفرة في الإيرادات بسبب الورش وتكلفة الورشة الواحدة ٥٠٠ جنيه
ومع العدد وصلنا إلى ٥-١٠ آلاف جنيه
سامح سامي :
أعتقد أن التمويل مطلوب من أجل تدريب وتكوين مستمر
رشا حسني :
نتيجة ضعف الامكانيات لم نحقق الكثير من الأمور على أرض الواقع ٬ مثلا فكرنا في
مجلة ووجدنا من الصعوبة أن نطلب من الناس المساهمة دون أجر
محمد سيد عبد الرحيم :
المفروض بالجمعية تدافع عن حق النقاد أن يتقاضوا أجرا مناسبا وبالتالي لا يمكن أن
تطلب منهم الكتابة مجانا !
رشا حسني :
وهذا للأسف من أسباب توقفنا حتى عن عمل نشرات.
أحمد شوقي :
هناك دور ما قبل الجمعية وما بعدها في تحديد هوية وتعريف ممارسي النقد السينمائي
قبل الجمعية كان هناك نقد يكتبه أشخاص مثل السيد حسن جمعة وكتابات كامل الزهيري
وأيضا أحمد الحضري وهاشم النحاس ولكن في الأغلب كانت لهم صفات أخرى أو مهن
أخرى بجانب النقد، وعندما أسس جيل الستينات والسبعينات الجمعية أختار تسمية " نقاد
سينمائيين " ولا ننسى أن ناقدا مثل سمير فريد عندما أسست دار التحرير مجلتين سنة ١٩٧٧
إحداهما رياضية باسم الكورة والملاعب والأخرى سينمائية اختار لها اسم (السينما والفنون)
ورفض بشكل قاطع تسمية (السيما و الفنون) باعتبارها تنتقص من جدية التعامل مع السينما
وقال "احنا طول عمرنا بنحارب عشان تبقى "السينما " مش " السيما "
الجدير بالذكر أن هذه المجلة أصدرت حوالي ثلاثين عددا في الفترة من يناير لسبتمبر
١٩٧٧ ثم توقفت بينما مازالت المجلة الرياضية مستمرة
وعموما هذا الجيل من النقاد والسينمائيين الذين أسسوا جماعة السينما الجديدة وجمعية
النقاد هم الذين وضعوا التعريف الحقيقي أن تكون ناقدا سينمائيا وهذه هي مهنتك .
الكتابة النقدية ..رؤية وأسلوب
أمنية عادل :
نسأل عن مدي اختلاف منهجية الكتابة النقدية في بداية تأسيس الجمعية حيث الجنوح
نحو الايديولوجيا و الاهتمام بالموضوع اكتر من اللغة السينمائية مقارنة بالكتابات
النقدية الحالية في ضوء نشاط الجمعية وكتابات الأعضاء ؟
هل نستطيع القول أن الأعضاء غيروا أو لم يغيروا في شكل الكتابة النقدية ؟
أحمد شوقي :
أنا ضد تقييم الماضي بأثر رجعي والتعامل مع النقد القديم بأنه سيء ..هو وليد مرحلة
استقطاب انقسم فيها العالم الي معسكرين كبيرين وأصبحت الانتماءات السياسية بين

اتجاهين وكان من المنطقي أن يشتبك الأشخاص سياسيا واجتماعيا واقتصاديا مع العالم
وظهرت انعكاسات ذلك في كتاباتهم ..
وينبغي التفرقة بين المساحة التي يسمح بها النشر في الصحف (٦٠٠-٧٠٠ كلمة )
مقارنة برغبة الناقد ٬ لذلك يركز على موضوع الفيلم أو جوهره باعتباره المادة الأنسب
للقاريء غير المتخصص بينما نفس الناقد قد يكتب في نشرة نادي السينما تحليل
بصري للفيلم وتتابع المشاهد بشكل لم يحدث في الأجيال اللاحقة .
والحقيقة أن هناك تشوش إيدلوجي واضح عانى منه الجيل فمثلا نجد سامي السلاموني
يكتب مشيدا بإخراج وسيناريو (دائرة الانتقام) لسمير سيف لكنه يعتبره فيلما سيئا لعدم
اشتباكه مع قضايا المجتمع "ويحكم عليه بناء على أجندته او قناعاته الشخصية و رؤيته
للعالم بينما هناك من تطور مثل سمير فريد الذي تطورت كتاباته مع الزمن والفرق
كبير بين كتاباته في الستينات والسبعينات وفي التسعينات
ماجدة موريس :
كتابة سامي السلاموني اعتبرها البعض الأسلوب الأمثل للموقف الذي يجب أن يتخذه
الناقد لأنه "يطبطب" على قضايا سياسية ومسائل حياتية -قريبة من الناس – لا علاقة
لها بالنقد- وهذا جعل سمير فريد متهما بعدم التفاعل مع الأحداث السياسية و مع ظهور
جماعة السينما الجديدة مع حرب الاستنزاف ١٩٦٨ استمر سمير فريد استمر في
أسلوبه في الكتابة بينما تفاعل معها سامي السلاموني .
أحمد شوقي :
في رأيي هذا مطلوب و ذاك مطلوب وكلا الاتجاهين جيد والأصح أن تحتضن جمعية
النقاد الصوتين والقاريء أو المتلقي يختار ما يناسبه
محمد سيد عبد الرحيم :
أعتقد أن المشكلة عدم وجود مساحة تسمح بالتعبير عن المذهب أو الايدلوجية وهو ما
يعاني منه الكثير من السينمائيين فضلا عن اضطرار النقاد للعمل في أكثر من مكان
بمبالغ زهيدة لكي يستطيعوا الانفاق على أسرهم
الناقد وقضايا المجتمع
أمنية عادل :
هل بالضرورة على الناقد يشتبك بالقضايا الفعلية اللي بتمر بها البلد - وليس فقط
السينما - سواء قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية فإذا كانت بداية الجمعية من هذه
النقطة الايدلوجية فماذا عن الوضع الحالي ؟؟؟
أحمد شوقي :
دعيني أصحح : أعضاء الجمعية كان يحركهم منهج ايدلوجي ولكن الجمعية نفسها لم
يكن لها أبدا توجه ايدلوجي..
د.وليد سيف :
المسألة باختصار أن الناقد يكتب بناء على ثقافته السينمائية والعامة وخبراته الحياتية

هذه الأمور الثلاثة تشكل شخصية الناقد وطريقته في الكتابة .. وفيما يخص حق الناقد
في التعبير عن رأيه في الواقع الاجتماعي أو الاقتصادي ،أعتقد أن هذا خلط بين
دورين الناقد السينمائي والكاتب والحقيقة لا يمكن الفصل بينهما لأن الناقد السينمائي
هو كاتب رأى /مقال بشكل او بأخر..ولكن هل يلوي ذراع الموضوع أو المقال ليعبر
عن أرائه الشخصية..هذا هو السؤال ؟
أحمد شوقي :
لا أستطيع فهم كيف يستطيع الشخص أن يضع حاجزا أو فاصلا بين كتابته أو أفكاره
عن الفيلم وبين رأيه..هذا يصح مع ورقة بحث في الجامعة!
لأنك عندما تكتب المقال وفي ذهنك القارئ تريد أن توصل له رأيك ولا يجوز أن
توصل له رأيا ليس رأيك ورأيك هو مجموع أفكارك وثقافتك ومواقفك من الحياة
رشا حسني :
بصرف النظر عن وضع رأيي أو رؤيتي في المقال فلابد أن نفهم أن الفيلم ابن
مجتمعه والظروف التي تحدث فيه موجودة في الفيلم شئنا أو أبينا ٬ بشكل مباشر أو
غير مباشر : مثلا ظروف إنتاج الفيلم تتأثر بالظرف الاقتصادي الذي تمر به البلد
سواء تحدث الفيلم عن هذه الظروف أو لا فهذا موجود بالبديهة ولابد من وضعه في
الاعتبار عند الكتابة عن الفيلم بغض النظر عن المساحة التي يشغلها في المقال أو
كيف نكتب عنه .
محمد سيد عبد الرحيم :
الفكرة ليست في النقاد كأفراد ٬ أتكلم عن الجمعية نفسها ..النقاد كأفراد لهم مواقفهم
المختلفة والمتنوعة في القضايا الاقتصادية والسياسية الاجتماعية لكن الجمعية تجمع
مجموعة من النقاد فمن الطبيعي أن يكون لها مواقف تجمعهم مثل السينماتيك والمتحف
والأرشيف والدفاع عن حرية التعيير لدى الفنانين ورفض منع الأفلام والدعوة إلى
التصوير في الشارع وتقليل الضرائب على الصناعة ..كل هذه العوامل تساعد على
نهضة السينما وبدون سينما جيدة لن يجد الناقد ما يكتب عنه
التصاريح ..أزمات
أمنية عادل :
انطلاقا من هذا الحديث .. نتحدث عن مشكلة التصاريح الرقابية
رشا حسني :
الجمعية لم تتخلى عن دورها.. فكم من بيانات أصدرتها انتصارا لحرية الرأي وحرية
التعبير ودفاعا عن اعمال فنية لا تحوز رأي الاغلبية في الجمعية ،لكن الجمعية ليس
مطلوب منها أن تساهم في الانتاج
أحمد شوقي :
لا يصح أن تتبني قضايا أصحابها لا يتبنوها فكيف تصدر بيانا من أجل تصوير فيلم في
حين تصمت غرفة صناعة السينما ؟؟ لكن دوري لو تم منع مخرج أصدر هذا البيان
و أقف بجانبه

رشا حسني :
هذا دور الجمعية تقدمه أو تؤديه بشكل يتفق مع حدود ما تستطيعه لأن هناك أمور
خارج مقدرتها ودائرة تأثيرها بينما كيانات أخرى متقاعسة عن أداء دورها بشكل
مباشر
أحمد شوقي :
يحدث أن يكون هناك شبهة نقد في سيناريو ما فيدخل الرقابة ولا يخرج ثانية وأذكر
أن الكاتب الكبير وحيد حامد ذكر لى أن هناك بندا في قانون الرقابة :إذا مضت ٦
شهور بعد تسليم السيناريو دون الحصول على رد ٬يصبح في حكم الموافقة "
هذا لم يعد موجودا الآن وهي قضية ملحة بلا شك لكن هل نحن من يدافع عنها
؟؟ويتركها أصحاب القضية ؟؟
وما أريد تسجيله في هذا اللقاء أن جمعية النقاد -على مدار ٥٠ سنة- لم تقف أبدا ضد
حرية التعبير ولم تحتضن أبدا دعوة لمنع أي فيلم حتى إذا اختلف الأعضاء مع وجهة
النظر المطروحة مثل ناجي العلي الذي واجه حراكا مجتمعيا صد الفيلم لكن الجمعية
انتصرت لحرية الإبداع
هي والصناعة
أمنية عادل :
هل من دور الجمعية تغيير وجه أو تعديل مسار الصناعة بشكل او بآخر؟؟أم تقف
على الحياد وتتعامل مع المشهد السينمائي حسب ما يفرضه؟
أحمد شوقي:
تأسيس الجمعية هو انفصال بشكل ضمني بين النقاد والسينمائيين لأن جماعة السينما
الجديدة عند إنشائها سنة ١٩٦٨ كانت تجمع بين السينمائيين والنقاد وكان لها ظهيران
يسيران بالتوازي :الأول الإنتاج فأنتجوا "أغنية علي الممر" و"ظلال علي الجانب
الآخر" والثاني النقد متمثلا في مجلة الغاضبين الملحق المنشور بالكواكب ويحررها
فتحي فرج ومعه أغلب نقاد الجمعية وخلال الفترة من ١٩٦٨-١٩٧٢كانت الجماعة
أنتجت فيلمين أحدهما تم عرضه والآخر في الطريق وبدأ مخرجو الجماعة مثل على
عبد الخالق ومحمد راضي الانخراط في السينما التجارية فظهر عوار واضح وبدا أن
التمرد على السينما الكلاسيكية وآليات الإنتاج يجمع هؤلاء الشباب لكن دون منهج
يجمعهم ..
معترضون ولكن لا يملكون رؤية جماعية موحدة وبالتالي يمكننا القول أن تأسيس
الجمعية سنة ١٩٧٢ كان اعلان ضمني أنهم كنقاد مستقلون عن الصناع الذين من
حقهم عمل الأفلام التي يحبونها .
ولكن نفس الوقت التكامل بين الصناعة والنقد كان موجودا لأن من شروط الانضمام
للجمعية أن يمارس الشخص النقد ويكتب عن السينما المصرية
فلا يصح أن تسافر كان او برلين وتكتب عن الأفلام الامريكية فقط ، وذلك باعتبار

الجمعية ظهيرا نقديا يطور الصناعة واسمها نقاد السينما المصريين والمصريين تصف
النقاد فكيف تكون ناقدا مصريا ولا تكتب عن السينما المصرية؟؟
د.وليد سيف:
الجمعية ليس لها دور مباشر في صناعة الأفلام لكن الأفراد المتأثرين بنشاط الجمعية
لهم تواجد في الصناعة وكذلك الخبرة في ممارسة العمل الفني لها دور في تكوين
الناقد مثل رفيق الصبان وأحمد صالح ..
أن تكون ملما بشروط الصناعة وظروفها يضيف إليك كناقد لا تجلس وحدك تكتب
عن عالم خيالي لابد أن تعرف كيف يعمل هؤلاء وتحت أي ظروف ؟؟
هذا الدور حققته الجمعية بشكل فردي مثل تجارب علي ابو شادي وسمير فريد
٬لم يمارسوا العمل السينمائي لكن كان لهم دور في خروج أفلام مهمة ودفعها للنور
رغم تعثرها من خلال عملهم كمستشارين لشركات انتاج ورغم تحفظنا على
"المسافر" الفيلم الوحيد الذي أنتجته وزارة الثقافة في عشرين سنة لكنه ظهر بدفع
مباشر لسمير فريد وعلى ابو شادي
أحمد شوقي :
أيضا كان لهم دور في تمرير أفلام من الرقابة مثلما فعل علي ابو شادي مع يوسف
شاهين في "هي فوضى " ..أسهل شىء أن تكون على البر وتتكلم عن استقلالية الناقد
وتتجاهل المشكلة المادية والظروف الحياتية فالنقاد أيضا ينفقون على أسرهم..
فيظهر من يقول كيف يعمل سمير فريد مع حسين القلا ثم يكتب عن الطوق والاسورة
؟أو كيف ساهم على ابو شادي في تمرير أرض الخوف ويكتب عنه ؟؟؟
هذه معضلة لا تنتهي قد تبدأ بسلامة نية وبسبب افتراضين كلاهما خاطىء
أولها أن الناقد كائن نوراني لا يأكل ولا يشرب ولا يتزاوج ، يعيش على الطهارة
السينمائية والثاني أن الناقد يمكن أن يعمل في بنك ولكن لا يعمل في الصناعة حتى لا
يكون مطعونا في مصداقيته وهنا يتعاملون مع النقد كأنه هواية وينفون عنه مهنيته
وهناك أمر يجب أن يكون واضحا للجميع أن الناقد ليس قاضيا على المنصة يصدر
أحكامه على الأفلام بالجودة أو الرداءة، هذا هو السطر الاخير من مقال طويل فيه
الأسباب والتحليل وضف لذلك أن القاريء يفترض فيك النزاهة ولو شعر بأنك ملون أو
صاحب مصلحة سينصرف عنك أصلا
ماجدة موريس:
إذا صنع الناقد لنفسه شخصية نقدية وكسب ثقة القراء ٬حتى إذا عمل مستشارا فلا
يمكن أن يفقد القاريء ثقة - تم اكتسابها على مدى سنين طويلة -لأن الناقد كتب رأيا
فيه شك وأعتقد أن من يشكك في النقاد ليس القراء لكن أصحاب الفيلم إذا لم يعجبهم
الرأي الذي كتبه سواء المخرج أو المنتج أو النجم.
أحمد شوقي:
لذلك مصداقية الناقد لا تتكون من مقال واحد وأصلا لن يطلبك أحد للعمل معه
كمستشار غير إذا كانت الناس تثق مبدئيا في رأيك وإلا لماذا يدفع لك ؟

نقادنا ..سفراء في مهرجانات العالم
أمنية عادل :
نلاحظ طفرة في حضور الناقد المصري بالخارج والتمثيل في لجان التحكيم بالفبيرسي
ونسأل أيضا هل انعكس ذلك في الكتابات عن الفيلم المصري؟
ماجدة موريس:
الناقد المصري عندما تأتيه فرصة للسفر وحضور مهرجانات دولية تنعكس على فهمه
ومن خلال المقارنة بين اساليب التعبير في الفيلم الاجنبي والعربي و التفاعل مع زملائه
الأجانب في لجنة واحدة يكتسب العديد من الخبرات
وعن نفسي واجهتني مشكلة أو اتنين عندما سافرت برلين وكان هناك فيلم عنصري
ينحاز لاسرائيل واعترضت عليه بقوة وذكرت ملاحظات معينة اقتنع بها رئيس اللجنة
واستبعد الفيلم وشعرت وقتها أنني قمت بعمل عظيم وإن كان أحد الزملاء لم يغفر لي
هذا الموقف وبالتأكيد المشاركة في لجان التحكيم فرصة عظيمة وافتخر أنني شاركت
بلجان تحكيم ٧ أو ٨ مرات من خلال انتمائي لجمعية النقاد المصريين وهذه مسألة
مهمة
أحمد شوقي :
تاريخ انضمام الجمعية للفبيرسي يسبق تاريخ تأسيسها لأنه مع بيان تأسيسها في يوليو
١٩٧٢ تم مخاطبة الاتحاد الدولي لنقاد السينما وجاء الرد في سبتمبر وأول محضر في
يناير وجه الشكر للاتحاد على قبول عضوية الاتحاد المصري
يعني مصر بتحتفل ب ٥٠ سنة عضوية في الاتحاد الذي لا يوجد فيه أعضاء من الدول
العربية سوى مصر وتونس بعدنا ب٣٠سنة والمغرب عضو جديد من ١٠ سنين
وهذا أمر منطقي لأن مصر من ٥٠ سنة كانت الدولة العربية الوحيدة التي لديها
صناعة سينما بينما احتفلت تونس من ٤ سنوات ب ٥٠ سنة سينما
أعتقد أن الاحتكاك المباشر بالحركة النقدية الدولية بأن تكون عنصرا مشاركا - وإن لم
تكون عضوا فعالا - أمر مهم للغاية ..
و في كل او أغلب المرات اللي سافرت فيها تكتشف أن الناس عندها احترام للسينما
المصرية حتى لو لم يتابعوها مؤخرا ..يعرفون أن مصر دولة لها تاريخ في السينما
وذات سمعة طيبة لابد من الحفاظ عليها.
ورغم عشرات المشاركات لأعضاء الجمعية في المهرجانات الدولية ، لكن للأسف من
مشاكل الأرشيف أنها ليست مسجلة إذ تسجل محاضر الجلسات طلبات المشاركة لكنها
لا تتابع المشاركات الفعلية..يعني نتفق على ترشيح فلان ولكن لا نتابع هل تم قبوله أو
رفضه ؟؟وأعتقد أن نقاد الجمعية شاركوا ١٥٠ مرة ع الاقل في لجان تحكيم دولية في
الفبيرسي.
د.وليد سيف:

ألاحظ فعلا تلقي دعوات كثيرة للمشاركة في المهرجانات وهناك نشاط كبير مؤخرا
وأشعر بالسعادة بالنقاد الذين يسافرون وخصوصا الأجيال الجديدة التي لم تشارك في
مهرجانات من قبل ثم تشارك في لجان التحكيم ويتم اختيارهم بناء على سيرتهم الذاتية
ونتشرف فعلا بهم في المحافل الدولية
أحمد شوقي :
هذه السنة لدينا حتى الآن ١١ عضو شاركوا في لجان التحكيم وقابلة للزيادة
بينما العام الماضي كانوا ٩ .. وكلاهما رقم غير مسبوق
المشكلة اللي تواجهنا أن الناقد المصري له منهج مختلف فمثلا إذا قرأنا كتابات أندريه
بازان عن الواقعية فنجده يقصد واقعية المشهد مثل باستر كيتون وشارلي شابلن
والحركات التي تم تنفيذها بشكل واقعي بينما في الواقعية في أدبيات النقد المصري
تعني واقعية الموضوع او الاشتراكية مثل سينما صلاح ابو سيف .. وهي في حقيقة
الأمر أقرب للمدرسة التعبيرية الألمانية وكذلك في دوريات السينما ونشرات
المهرجانات نجد النقاد يبحثون عن مرجعية للفيلم أنه يشبه كذا أو أن المخرج يستعير
أسلوب كذا بينما في مصر نتعامل مع هذا الأمر بشكل سلبي نقديا وكأن على كل
مخرج أن يعيد اختراع العجلة
ولا يجوز أن يتأثر بمخرج آخر وإلا قلل ذلك من أصالته الفنية !
ماجدة موريس :
سمير فريد كان دائما في مقالاته يبحث على الاستشهاد بفلان متأثر بفلان
أحمد شوقي :
لذلك سمير فريد كان متقدما عن معاصريه ومواكبا لاتجاهات السينما
محمد سيد عبد الرحيم :
جزء أساسي من مهمة النقد أو الناقد أن "يُفهّم نفسه الدنيا ماشية ازاي؟"
يعد تصنيفات معينة او قوالب معينة ليفهم ويستطيع الحكم على الفيلم
أريد أن اقول أن النقاد المصريين أفضل من نقاد أجانب الذين اهتموا مؤخرا بالسينما
العربية نظرا لانتشارها وحصول أفلامها على جوائز مهمة في السنوات الأخيرة
فأصبح لدى هؤلاء حالة هوس بالسينما العربية ولكنهم مهما شاهدوا عندما نتناقش معهم
نجدهم لا يفهمون هذه الأفلام مثلنا ولديهم عشوائية في الرؤية
والملاحظ أننا في أي مطار نجد في مكتبته كتابا عن السينما في هذا البلد فكيف لا يكون
لدينا كتاب عن تاريخ السينما المصرية باللغة الإنجليزية؟؟
رشا حسني :
المشكلة حتى لو الكتاب موجود وحاول الباحث أن يبحث عن الفيلم المكتوب فلن يجده و
لو وجده يكون بدون ترجمة! وهذه أزمة أقابلها مع من يطلبون ترشيح أفلام مصرية
فكنت أبذل مجهودا ولا أجد غالبا غير أفلام محمد خان لأنه المخرج الوحيد تقريبا
المهتم بترجمة افلامه
محمد سيد عبد الرحيم:

هناك أفلام مترجمة على نتفيلكس ليسري نصر الله ويوسف شاهين ومحمد خان
متاحة حديثا ولكن للأسف في نطاق المنطقة ..أعتقد أن المرجع باللغة الإنجليزية
مطلب أساسي للتعريف بالسينما المصرية
د.وليد سيف:
الناقد عصام زكريا نادى من بترجمة إصدارات مهرجان القاهرة ليطالعها الضيوف
الأجانب وعدم الاكتفاء بترجمة فصل أو المقدمة ..
وهناك مرجع مهم هو تاريخ السينما المصرية للناقد أحمد الحضري يمكن أن يترجمه
المركز القومي للترجمة
أحمد شوقي:
هذه الإصدارات عن السينما وملخصات أفلامها موجودة في تونس والمغرب
وكذلك لبنان بجهود فردية
ماجدة موريس:
هل يمكن أن تقوم الجمعية بهذه المهمة؟
رشا حسني:
هذا مشروع كبير ويستلزم مشاركة الجهات المختصة مثل الهيئة العامة للاستعلامات
د.وليد سيف:
هذا كلام مهم لأن السينما المصرية سينما اقليمية ربما توجد دول تقدم سينما أفضل
منا لكن مساحة انتشارنا وتأثيرنا أوسع وهذا يمنح السينما المصرية قيمة وميزة وآفة في
ذات الوقت لأن لديك سوق كبير وللأسف تحتاج أن ترضيه بأفلام تجارية أحيانا
أحمد شوقي:
الناس تقدر صناعة لها جمهور ووصيد إنتاج تجاوز ٤ آلاف فيلما لكنهم يفتقدون
المعلومات الأولية ولنا أن نتخيل أن الفيلم الوحيد الموجود في قائمة( ١٠٠١ فيلم يجب
أن تشاهدها قبل أن تموت )هو باب الحديد ليوسف شاهين رغم وجود أفلام أفضل منه
رشا حسني:
عندما اسأل النقاد الأجانب عن السينما المصرية..ربما لا يذكرون سوى ٦ أو ٧ أفلام
وأخر فيلم مصري حققا نجاحا عالميا هو ٦٧٨ (إنتاج ٢٠١٠) والذي عرض بدور
العرض الفرنسية
أرحب بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات والمركز القومي للسينما للمشاركة في
مشروع الكتاب فمن المهم أن تكون جهة التوزيع حكومية لنشره بالمطارات والسفارات
التعاون مع وزارة الثقافة
سامح سامي:
أعتقد أن حماس وزارة الثقافة والتعاون مع الجمعية ربما يثمر شيئا في هذا الصدد.
أحمد شوقي

بمناسبة وزارة الثقافة ..هناك أمر مهم نرغب في توصيله للوزيرة حيث تلقينا خطابا
من رئيس المركز القومي للسينما محمد الباسوسي أيام توليه المنصب يخطرنا
بضرورة الحصول على تصريح من الرقابة بعروض الأفلام وتاريخ العرض لذلك
أوقفنا هذه العروض لأننا رفضنا أن تذهب أفلامنا إلى الرقابة دون أي حق .
د.وليد سيف:
دعونا نستثمر فرصة هذا اللقاء نفكر معا كيف يمكن أن ندعم الجمعية بالأفكار
والاقتراحات ..فنعرف مثلا ما هي احتياجاتها؟؟مثلا تحتاج منصة الكترونية كأحد
الحلول التوفيقية بجانب الندوة الأسبوعية لضمان حضور واسع ومناقشة تفاعلية
رشا حسني:
وهذه المنصة سيكون بها أيضا كتابات نقدية ولكن الأمر مرتبط بوجود مطبوعة او
دورية - ولو كل ٣ شهور - بجانب اللقاءات التفاعلية
ونحن عموما ضد أن يقوم أحد من نقاد الجمعية بمجهود بدون اجر فبالتالي نحتاج إلى
موارد مالية.
د.وليد سيف:
أعتقد أيضا أن المنصة هي الإجابة على التواصل مع الاقاليم ..الناس لن تكون مضطرة
للسفر لحضور اللقاءات ويمكن أن تصل الفعاليات للوطن العربي بأكمله ولا أريد أن
أكون طموحا وأقول للعالم
رشا حسني:
في حالة وجود الموارد يمكننا أن نصل للعالم فعلا بترجمة المقالات على موقع الجمعية
د.وليد سيف :
ماهي الموارد المطلوبة لتنفيذ هذه الأنشطة وتضمن في نفس الوقت استقلاليتها وعدم
تحولها إلى مطمع للآخرين ؟؟
أحمد شوقي:
نحن حاليا نحصل على دعمين : واحد من وزارة التضامن بألف جنيه صارت ألفين
مؤخرا والثاني من إدارة الجمعيات بوزارة الثقافة وقدره ٥٠٠ جنيه
رشا حسني:
نتمنى أن يحدث لقاء قريب مع وزيرة الثقافة الجديدة ونشعر بالتفاؤل لأنها قادمة من
خلفية نقدية ونحتاج إلى دعم بشكل دائم لأن الانطلاقة تكون عظيمة بعدها تتوقف
للأسف ونؤكد أن يكون الدعم غير مرتبط بأفراد أو تكتلات ويحافظ على استقلالية
الجمعية
د.وليد سيف :
لو فكرنا بشكل عملي..الدعم السنوي يتقدم للمهرجانات بشكل متصل : ما رأيكم أن
يكون الاقتراح تنظيم مؤتمر سنوي لجمعية النقاد بحيث تخصص له ميزانية سنوية
وتكون البداية احتفالية اليوبيل الذهبي ؟
أحمد شوقي:

أعتقد أنه حل جميل خصوصا أننا لا نريد التنافس مع الجهات التي تنظم المهرجانات
ويمكن أن تقام العروض في إطار المؤتمر
د.وليد سيف
لدينا مطلبان لعرضهما على الوزيرة ١- طلب باستثناء عروض الجمعية من تصريح
الرقابة٢- طلب بإقامة مؤتمر هذا العام بمناسبة الاحتفالية ويقام سنويا دعوة نقاد أجانب
وعرب للمشاركة وعمل الابحاث وله ميزانية مقترحة
أحمد شوقي:
أعتقد أنها فرصة ذهبية أن لدينا وزيرة جديدة وحدث تاريخي لجمعية تاريخية تحتفل
ب ٥٠ سنة
أمنية عادل :
سعداء أن هذا اللقاء أثمر اقتراحات فعلية لصالح الجمعية.. سعدنا بلقائكم في لحظة
تاريخية وهي الاحتفال ب٥٠ سنة على تأسيس جمعية النقاد ونأمل أن يكون العدد
بملفاته مرجعا مهما عندما تحتفل الجمعية بعامها المائة.

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات