رشا حسنى.. وتحريك مياه ظلت راكدة لسنوات

محمد طارق 28 مارس 2023 جمعية نقاد السنيما المصريين

الكاتب : محمد طارق
عام 2016، شاركت كأول ناقد مصرى عربى فى البرنامج الشهير (برلينالى تالنتس) أو (مواهب برلين). تقول آنذاك: من الرائع أن تكون ناقدًا سينمائيًّا، ولكن من الصعب جدًّا أن تكون جيدًا، وأن تجعل عملك ملحوظًا، وهذا هو التحدِّى


عام 2016، شاركت كأول ناقد مصرى عربى فى البرنامج الشهير (برلينالى تالنتس) أو (مواهب برلين). تقول آنذاك:
;من الرائع أن تكون ناقدًا سينمائيًّا، ولكن من الصعب جدًّا أن تكون جيدًا، وأن تجعل عملك ملحوظًا، وهذا هو التحدِّى
يمكن ملاحظة العديد من التحديات والتجدُّد فى مسيرتها النقدية والسينمائية والمهنية بوجه عام، حيث بدأت أولى خطواتها عام
2008 فى النقد السينمائى، تاركةً مسيرتَها الأساسيةَ آنذاك كعالمة مصريات. وبعد مرور العديد من السنوات، يمكن
ملاحظة كيف تركت علاماتِها على مسيرتها الجديدة المدفوعة بالشغف وحب السينما، وكيف تطوَّرَت مهاراتها لتتضمَّن عددًا
من الوظائف السينمائية، ما بين ناقدة ومبرمجة، ووصولًا إلى تطوير السيناريو والإخراج والإنتاج.
رشا حسنى ناقدة حاصلة على دبلوم النقد السينمائى من جامعة عين شمس، ومبرمجة فى مهرجانات عدة، من بينها: القاهرة
السينمائى كمبرمجة لأفلام آسيا والأمريكتين، وترايبيكا كمبرمجة مساعدة للأفلام الإفريقية والشرق أوسطية، وأخيرًا مستشارة
لمهرجان سيلك رود السينمائى الدولى. فضلًا عن ذلك فهى منتجة أفلام ومديرة ثقافية.
فى مهرجان القاهرة أيضًا، قامت رشا ببرمجة عروض منتصف الليل، وهو برنامج نوعى طليعى يختص بأفلام النوع، كما
قامت برئاسة تحرير كتالوج المهرجان ومطبوعاته، وأشرفت على ترجمة المحتوى والتصميم الداخلى له لمدة 3 أعوام. إضافةً
إلى ذلك فقد عملت مبرمجة للأفلام القصيرة فى مهرجان الإسماعيلية السينمائى للأفلام الوثائقية والقصيرة لعدة أعوام.
شاركت حسنى فى لجان تحكيم الاتحاد الدولى للنقاد، من بينها مهرجانات بحجم برلين وروتردام وكارلوفى فارى، كما اختيرت
ضمن برنامج اختيارات النقاد فى مهرجان روتردام السينمائى الدولى، وأخيرًا، اختيرت من قبل تورينو فيلم لاب للتدرب على
تطوير السيناريو.
ضمن مسيرتها أيضًا، تمتلك حسنى خبرة تمتد لسنوات فى صناعة الأفلام؛ فقد أخرجت فيلمها الوثائقى القصير (مش للبنات)،
كما أنتجت فيلم (غريبان وليلى) للمخرج خالد منصور، إضافةً إلى مشروع فيلمها الطويل الأول (البحث عن منفذ لخروج
السيد رامبو) الذى تَشِى مشاركتُه فى العديد من منصات التطوير السينمائية العالمية والإقليمية بكونها منتجة متميزة استطاعت
جلب العديد من التمويلات فى تجربتها الأولى فى إنتاج أول فيلم روائى طويل.
فى ذات العام الذى حضرت فيه برنامج (مواهب برلين)، استطاعت رشا تنظيم ورشة لواحد من أشهر صناع المقالات
الفيلمية (كيفن ب. لى). كان (كيفن) هو المرشد الخاص بها فى برلين، واستطاعت ترتيب عمل ورشة له مع عدد من النقاد
ضمن فعاليات مهرجان (القاهرة). تُعَدُّ تلك الورشة إحدى أكثر الورش التى أقيمت فى مصر طليعيةً واختلافًا خلال العقود
الأخيرة؛ إذ إن مساحة ورش النقد تحديدًا كانت نادرة، فما بالك بورشة تتَّخذ من الوسيط البصرى وسيلةً للنقد! هكذا كانت
حسنى تنقل المعرفة وتفتح الآفاق لتحرك مياهًا ظلَّت راكدةً لسنوات.
كانت تلك الورشة أيضًا أولَ تعارفٍ حقيقىٍّ بينى وبينها على مستوى العمل؛ شخصية جادة شديدة الانضباط تسعى لتحقيق أكبر
قدر ممكن من الاستفادة والتشبيك بين المشاركين والموجِّه الخاص بهم، بل وبالمجتمع السينمائى، المتمثل فى مهرجان القاهرة
آنذاك. إضافةً إلى ذلك، فقد عملت على تطوير ورشة جمعية نقاد السينما المصريين من خلال دعوة أجيال متنوعة من
الخبرات السينمائية، واختيار مواضيع غير مطروقة فى عالم النقد، وخاصةً النقد البصرى، إلى جانب عمل محاضرات لعدد من
المخرجين المخضرمين، ما جعل الورشة نافذة على آراء ووجهات نظر متعددة، وساهم فى انضمام أعضاء جدد من خلالها
إلى الجمعية.
يأتى تنوع حافظة أعمالها من امتداد شغفها بجوانب عديدة من صناعة السينما، واطلاعها المستمر، وشخصيتها المنضبطة،
وعقليتها المتفتحة تجاه العالم، وبفضل هذا المزيج استطاعت أن تحدث تأثيرًا فى كل من دوائر الصناعة والنقد والمهرجانات
السينمائية التى عملت بها. أيضًا، واحد من أهم أدوارها أنها تلعب دور حلقة وصل بين الأجيال المختلفة من نقاد السينما.
أضِف إلى ذلك مجهوداتها فى تنظيم فعاليات وسير اجتماعات جمعية النقاد؛ الأمر الذى جعلها المرشحة المثالية لتكون أول
رئيسة لجمعية نقاد السينما المصريين عام 2020.

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات