الكاتب : رامي المتولي
مع تأسيس جمعية نقاد السينما المصريين، واجتماع عدد من النقاد عام 1973 بدأت الجمعية نشاطها، وتشكل مجلس إدارتها من أعضائها المؤسسين، ومن ضمنهم الناقد الكبير سمير فريد الذي حمل رقم العضوية الثالث في الجمعية، وكان وقتها في عامه الثلاثين، شابًا نشيطًا معنيًا بالقضايا وإشكاليات النقد السينمائي وصناعة السينما، وواحدًا من أبرز المؤثرين في هذه المجالات، حيث كانت مقالاته وآراؤه تجد صدًا واسعًا.. يبشر بالأعمال الجيدة وصناعها، ويحلل ويفند جوانب الضعف في أعمال أخرى، معاونًا لجيل رواد نشر الثقافة السينمائية الأوائل في مصر موزعًا نشاطاته بين أكثر من مؤسسة وجهة وتجمع، ليضمن أن يحقق الهدف الذي يرغب في الوصول إليه وهو حسن تذوق فن السينما، صانعًا بذلك فنًا موازيًا بقلمه وكتاباته وآرائه وقراراته التي اتخذها على مدار عضويته في الجمعية والتي امتدت إلى قرابة 44 عاما.
مع تأسيس جمعية نقاد السينما المصريين، واجتماع عدد من النقاد عام 1973 بدأت الجمعية نشاطها، وتشكل مجلس إدارتها من أعضائها المؤسسين، ومن ضمنهم الناقد الكبير سمير فريد الذي حمل رقم العضوية الثالث في الجمعية، وكان وقتها في عامه الثلاثين، شابًا نشيطًا معنيًا بالقضايا وإشكاليات النقد السينمائي وصناعة السينما، وواحدًا من أبرز المؤثرين في هذه المجالات، حيث كانت مقالاته وآراؤه تجد صدًا واسعًا.. يبشر بالأعمال الجيدة وصناعها، ويحلل ويفند جوانب الضعف في أعمال أخرى، معاونًا لجيل رواد نشر الثقافة السينمائية الأوائل في مصر موزعًا نشاطاته بين أكثر من مؤسسة وجهة وتجمع، ليضمن أن يحقق الهدف الذي يرغب في الوصول إليه وهو حسن تذوق فن السينما، صانعًا بذلك فنًا موازيًا بقلمه وكتاباته وآرائه وقراراته التي اتخذها على مدار عضويته في الجمعية والتي امتدت إلى قرابة 44 عاما.
آخر نشاطات سمير فريد مع الجمعية كان عام 2016، حيث كان ضمن حضور جلسة اختيار أفضل فيلم مصري وأجنبي لعام 2015، وأثرى الجلسة التي ضمت نقادًا سينمائيين من مختلف الأعمار والأجيال من أعضاء الجمعية بوحهات نظره فى الأفلام المتنافسة، وكم كان هذا النقاش ثريًا جادًا داخل قاعة المناقشة، مدافعًا عن جودة العناصر الفنية لفيلم Macbeth على سبيل المثال، ومازحًا ساخرًا لطيفًا في أحاديثه الجانبية قبل وبعد الجلسة.
سمير فريد على الرغم من ملامحه الجسديه بقامته الطويلة وملابسه الرسمية وارتدائه لبذلة كاملة طوال الوقت، الأمر الذي يمنحه جدية وهالة وقارا ربما تصنع حاجزًا بينه وبين الكثيرين ذلك، بالإضافة إلى ثقل اسمه وتاريخه فى الأوساط السينمائية والنقدية، لكن في الواقع كانت دعاباته ونظراته وابتسامته الجانبية الساخرة يمنحون أي نقاش جانبي دفئا وإنسانية فائقة، هذا بالإضافة إلى كمّ المعلومات والخبرة التي ينقلها بمنتهى الأريحية متجاوزًا عوامل فارق السن والخبرة بينه وبين النقاد الشباب.
الحقيقة أن سمير فريد كان من القلائل المتواصلين مع كل الأجيال معلمًا وناصحًا وصديقًا، وكان لا يتم عملاً جماعيًا دون الاعتماد على الأجيال الجديدة، التي يملك حسًا فائقًا في التعامل معها وتدريبها وإكسابها من خبراته، وكيف لا وهو الذي كان شابًا يومًا ما وسط الكبار يشاركهم الطموحات والآمال في نشر الثقافة السينمائية، واكتسب من خبراتهم مع كثيرين كانوا مثله، لكنه كان من القلائل الذين تعاملوا مع الشباب في مرحلة متقدمة من عمره بلا غضاضة وبمنتهى الأريحية والسلاسة الأمر الذي جعله في نظر الكثيرين من النقاد الشباب استاذا حتى وان لم يتعاملوا معه بشكل مباشر وذلك من خلال كتاباته التي أثرت خبرة الكثيرين ممن عاصروه وبالشكل الذى مسيرته نموذجًا يحتذى به.
محضر مجلس إدارة الجمعية الأول في 7 يناير عام 1973 شاهدًا على نشاط الشاب سمير فريد واقتراحاته البناءة لزيادة فاعليتها، ففي هذه الجلسة كان ملتفتا لأهمية تنظيم النقاد للعروض السينمائية حيث اقترح إقامة أسبوعًا للنقاد في الفترة من 11 وحتى 18 فبراير من نفس العام وهو الأمر الذي يكشف اهتمامه الشديد بالعروض ونقل التجارب الشابة في العالم إلى المتذوقين والمهتمين بفن السينما في مصر، وكان واعيًا أيضًا بالظرف الاجتماعي الذي تشهده مصر والحدث الرئيسي الذي كان يحظى باهتمام جموع المصريين وهو وجود جيش الاحتلال الاسرائيلي في سيناء بعد حرب 1967 والرغبة فى طردهم منها، حيث اقترح إقامة مائده مستديره سنويًا يكون موضوعها الأول عن السينما الصهيونية مع طبع كتاب لأبحاث هذه المائدة بالاشتراك مع المركز الفني للصور المرئية الذي كان يديره عضو الجمعية الناقد الكبير الراحل أحمد الحضرى.
ما بين عام 1973 وعام 2017 عام رحيل الناقد الكبير سمير فريد هناك حياة كاملة ساهم في تشكيلها هذا الناقد الفذ، بقرارات وجهد ونشاط.. كاتبًا ومنظمًا لعدد من الفعاليات ومنظرًا سينمائيًا ومدافعا عن وجهة نظر وآراء تعد لليوم منهجًا في الإدارة الثقافية، وكثيرًا ما كانت أحلامه وطموحاته من أساسيات الحفاظ على الهوية السينمائية وخصوصيه النقاد المصريين، منها مثلاً سعيه الدائم لإنشاء سينماتيك يضم تاريخ السينما المصرية، وهو المشروع الطموح الذي كان يأمل في أن يراه واقعًا فعليًا، أو حتى من خلال أفكار بسيطة لكنها مهمة ومؤثرة منها ضبط المصطلحات التي يستخدمها النقاد في مقالاتهم لوصف الأنواع والتفاصيل الفنية فى كتابتهم عن الأفلام والقضايا السينمائية.