من نشرة أسبوعية إلى مجلة سينمائية متخصصة

حسن شعراوى 25 مايو 2022 خمس سنوات في ثقافة السينما

الكاتب : حسن شعراوى
عندما كلفني الأب وليم سيدهم اليسوعي رئيس مجلس إدارة جمعية النهضة العلمية والثقافية ـ جزويت القاهرة مسئولية وبرمجة نادي سينما الجزويت سبتمبر 2009 والذي كانت عروضه تقام في مقر مدرسة العائلة المقدسة برمسيس كان النادي يعرض أفلاما 35 ملي وبتذكرة دخول 4 جنيهات للجمهور وكانت الإدارة تؤجر الأفلام المعروضة بمبلغ كبير يصل إلى 25 الف جنيها سنويا إضافة إلى أنها أفلاما تجارية ذات قيمة فنية ضعيفة فاقترحت على الأب وليم أن ينقل مقر النادي إلى مقر الجمعية الكائن بشارع المهراني خلف المدرسة. بعد أن أشترينا جهاز "بروجيكتور" لعرض نسخ الأفلام رقميا كذلك توقف عروض الأفلام المؤجرة واستبدالها بأفلام ذات قيمة فنية رفيعة ويعقبها نقاش مع نقاد السينما والجمهور . وأن يصدر النادي نشرة سينمائية أسبوعية من ثمان صفحات على غرار نشرات نادي سينما القاهرة والواي بالمنيا وفي فترة لاحقة تتحول النشرة إلى مجلة غير دورية. تصدر عن النادي.


وتم بالفعل العمل بالإجراءات الجديدة وكان العرض الأول السبت تمام السادسة والنصف مساء من نصيب الفيلم السويدي "وداعا بافانا ـ GOODBYE BAFANA" للمخرج الدانماركي بيل أوجست حول مذكرات الحارس الأبيض الشخصي والرقيب لنيلسون مانديلا ورفاقه فترة سجنه بجنوب أفريقيا رصد المخرج التغيرات التي طرأت على شخصية الحارس "جيمس جريجوري" الكاره لمانديلا والمتمني لإعدامه إلى متعاطف معه ومتفهما لقضيته الإنسانية حتى خروجه من المعتقل واحتفاء العالم به.
واستمر النادي في عروضه المتميزة سينمائيا وفقا لخطة مقترحة كان الهدف منها مشاهدة سينما العالم وتذوقها ومن ثم تحليلها واكتشاف جمالياتها. عبر الكتاب والنقاد الذين تناوبوا على الحضور الأسبوعي والالتزام بالمناقشة الجادة وكان منهم الأصدقاء الأعزاء عزة ابراهيم ، وعزة خليل ، وأحمد الألفي وخيام خلف وسامح توفيق، وحسن أبو العلا، وحمدي السيد وإسلام انور والكاتب الراحل حسين عبد العليم والفنان التشكيلي جورج فخري الذين أثروا النادي بتحليلاتهم ونقدهم الفني لمدة ثلاث سنوات تالية حتى عام 2012 حينما أصدر النادي أول عدد من النشرة الأسبوعية بإسم "الفيلم" (8 صفحات) تسجل وتوثق أفلام ونقاشات النادي وتوزع مجانا على الحضور واستمرت النشرة بهيئة تحرير حسن شعراوي وسامح توفيق وعزة ابراهيم وبسنت الخطيب حتى العام 2014 .
وفي هذا العام كنت أحضر فيلما تسجيليا عن الناشطة الراحلة "أروى صالح" ـ لم ينفذ ـ تعرفت فيها على الصحفي "رضوان آدم" والذي بدوره عرفني على الكاتب الروائي "فتحي إمبابي" زميلها في بيته بمصر الجديدة وأبدى ترحابا بفكرة الفيلم وتكلم باستفاضة ومحبة عن رفيقته أروى صالح وعن الحركة الطلابية أوائل السبعينيات ثم تطرق النقاش إلى نادي السينما والنشرة الذي أبدى اعجابه بها وبالسينما التي يتذوقها ومشكلات السينما المصرية، فدعوته لزيارة النادي والاطلاع على فكرتي إصدار مجلة غير دورية للسينما . فأبدى ترحيبا كبيرا للفكرة المقترحة وبعد 3 أشهر من هذه الزيارة أخبرني يوسف رامز المدير التنفيذي السابق لجمعية النهضة بأن مقترح مجلة "الفيلم
" قد تم الموافقة عليها من الجمعية ويجب التحضير للعدد الأول.
ذهبت إلى الأستاذ فتحي إمبابي في بيته مرة أخرى ومعي ما كتبته في المسودة الأولى للمقترح التي ستؤسس عليها المجلة وأخبرته بالموافقة على أن يكون هو رئيسا للتحرير وانا رئيس تحرير تنفيذي
وفي مساء يوم الأربعاء بمكتبة جمعية النهضة العلمية أجتمع كلا من فتحي إمبابي وحسن شعراوي والأب وليم سيدهم، ويوسف رامز، وعزة ابراهيم، وعزة خليل، واسلام أنور، وفيكتور شماع، ورنا خضير، ورامز صادق لعرض السياسة التحريرية للمجلة التي عرضها "إمبابي" لمدة ساعتين واتفقنا لملف العدد الأول خصصناه لموضوع سينما أمريكا اللاتينية على عددين. وتم تكليف الزملاء بالمهام الصحفية والاسراع في انهاء العدد لمراجعته قبل دخوله للمطبعة.
وصدر العدد الأول سبتمبر 2014 في مائة صفحة وغلاف للقطة من فيلم فتاة المصنع لمحمد خان وشارك فيه كلا من فتحي إمبابي، وحسن شعراوي، وصلاح هاشم، وعزة ابراهيم ، وعزة خليل، ومارك جمال، وإسلام أنور، وعمر إمبابي.
وتم الإعلان عنه في احتفالية بمقر نادي سينما الجزويت وبحضور مجموعة كبيرة من النقاد والكتاب والمهتمين بالسينما يتصدرهم رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لجمعية النهضة. كذلك جميع أعضاء نادي السينما.
وتوالت فيما بعد الإصدارات المتميزة وفقا للخطة الموضوعة إلى أن جاء العدد الخامس حيث أبلغتنا نقابة الصحفيين أن يكون رئيس التحرير المجلة صحفيا عضوا بالنقابة الأمر الذي لم يتوفر في فتحي إمبابي فلم يكن صحفيا ولا عضوا بالنقابة فطلبنا منه أن ينضم لمستشاري تحرير المجلة حتى نبحث عن رئيس تحرير جديد وبهذه المواصفات، لم يوافق الاستاذ فتحي إمبابي ان ينضم لمستشاري تحرير المجلة ورحل بعد أن شكرناه لما بذله من جهد متواصل طوال خمسة اعداد ليضع المجلة في مكانة تليق بها . وظل البحث جاريا عن رئيس تحرير جديد إلى ان وجدنا الصديق العزيز سامح سامي مسئول الصفحة الثقافية بجريدة الشروق الذي وافق على تولي رئاسة تحرير الفيلم بداية من العدد السادس وحتى الآن.
وعلى الفور وضع سامح بخبرته الصحفية الكبيرة، خطة تحريرية جديدة تعزز رؤية المجلة الناهضة لإتاحة ثقافة سينمائية وفوتوغرافية جادة للقارئ المهتم. كذلك مواكبة وتحليل مضامين كل الأنشطة السينمائية سواء في مصر أم في العالم . أيضا طرح قضايا السينما المصرية وأزماتها ومشاكلها وتحوّلاتها ولم ينسى اشراك الأقلام الشابة الواعدة بقضايا النقد السينمائي والفوتوغرافي.
هذا ما حدث بإختصار شديد لرحلة مجلة الفيلم من نشرة أسبوعية إلى مجلة سينمائية متخصصة في ثقافة السينما وفن الصورة. ولابد لي ان اشكر كل من ساهم وشارك معنا لجعل الثقافة السينمائية ممارسة إجتماعية يتشارك فيها أفراد المجتمع جميعهم أشكر فتحي إمبابي، وأحمد عبد الباقي المخرج الفني المتميز الذي طور في حجمها وشكلها، وأشكر كل زملائي النقاد والكتاب والصحفيين الذين كتبوا وساهموا بأفكارهم لتطوير المجلة ، والشكر الكبير لمستشاري المجلة بما لديهم من معرفة عميقة بصناعة وثقافة السينما الأساتذة : صلاح هاشم، وصفاء الليثي، وعرب لطفي، ووليد الخشاب، وضياء مرعي، ومصطفى بيومي. كذلك أشكر رئيس مجلس إدارة جمعية النهضة ـ جزويت القاهرة الأب وليم سيدهم اليسوعي، والمدير السابق لجمعية النهضة يوسف رامز الذين لولاهم ما وجدت مجلة الفيلم الذي نتمني أن تستمر في الإصدار طالما هناك سينما .
5 سنوات على إصدار مجلة الفيلم توطدت فيها العلاقة بين المجلة والقارئ الكريم الذي أود في أن أشكره شطرا جزيلا على ثقته الغالية فيما تنشره المجلة وموضوعاتها فبات يبحث عنها ويسأل إذا تأخرت في الصدور وخاصة قراءنا الكرام في محافظة الاسكندرية، والمنوفية، والمنصورة، والشرقية، والمنيا، والأقصر لهم جزيل الشكر ونأمل أن تصل مجلة الفيلم إلى كل مكان في مصر والعالم ودمتم لنا جميعا محبين للفن السابع ولتحيا السينما.


التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات