مهرجان القاهرة السينمائي الدولي .. نظرة عن قرب

حسن شعراوى 21 مايو 2022 مهرجان القاهرة السينمائي.. نظرة عن قرب

الكاتب : حسن شعراوى


في الصفحات التالية لهذا العدد من مجلة "الفيلم". نتناول بالدراسة والتحليل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدعوة رسمية من إدارة المهرجان للنظر في تاريخه الطويل الذي امتد لأكثر من ثلاث وأربعين عاما مضت منذ تأسيسه عام 1976 وحتى الآن.
هذا التاريخ الذي جعل من المهرجان ثاني أقدم ملتقى سينمائي في المنطقة العربية ، بعد مهرجان قرطاج، ساحة كبيرة لعروض أفلام الشعوب . ولقاء فنيا وثقافيا ينطق بروح الآخر القادم إلينا من بقاع العالم . فكانت فرصة ثمينة لباحثي مجلة الفيلم لقراءة تاريخ المهرجان من أرشيفه الخاص بمطبوعاته ونشراته وصوره وفقا للوقت المتاح الذي لم يكن كبيرا لذلك كانت المعالجة الصحفية ترتكز على ثلاثة أقسام : القسم الأول يتناول الدورة الحالية ـ الحادية والأربعين والتي بدأناها بحوار أجراه حسن شعراوي وعزة إبراهيم مع محمد حفظي مدير المهرجان في عامه الثاني يقدم رؤيته الطموح لتطوير وتجديد المهرجان شكلا ومضمونا بإصرار على تجاوز جميع العقبات التي صاحبت المهرجان في دورات سابقة ليعيد له بريقه ومكانته بين مهرجانات العالم.
ويكتب أحمد شوقي القائم بأعمال المدير الفني شهادته تحت عنوان "أن تعمل في المهرجان شهادة عن أربعة عهود وسبع دورات".
وتكتب صفاء الليثي عن أفلام المسابقة الرسمية وفيلمان تسجيليان بقسم عروض خاصة. ويرصد أندرو محسن 30 فيلما تشهد عروضها العالمية والدولية الأولى موزعة على البرامج المختلفة وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المهرجان، أما محمد طارق يستعرض ملتقى "أيام القاهرة لصناعة السينما" من أجل تقوية العلاقات بين صناع السينما المصريين والعرب مع أقرانهم العالميين. وتكتب علياء طلعت عن مسابقة "سينما الغد" و 10 عروض عالمية ودولية من بينها مصر، إسبانيا وسنغافورة، وبلغاريا والأرجنتين ورومانيا وأمريكا وسلوفاكيا. أما ضحى الورداني فتعيد قراءة أفلام المخرج البريطاني "تيري جليام" عقب إعلان القاهرة السينمائي عن منحه جائزة "فاتن حمامة" التقديرية تقديرا لمسيرته السينمائية المميزة. ونختم بمحمد طارق بدراسة عن السينما المكسيكية كونها ضيف شرف الدورة الحالية في برنامج ممتد من 8 أفلام.
أما القسم الثاني من الملف يتناول تاريخ المهرجان الذي ركزنا فيه على المراحل التاريخية الكبيرة في مسيرته فاختارت عزة إبراهيم الفترة الأولى من عام 1976 وحتى عام 1984 وموضوعها "على متن مراكب الشمس جاءت سينما العالم إلى مهرجان القاهرة " رصدت فيه تاريخ المهرجان كفكرة في عقل "كمال الملاخ" وعدد من النقاد والكتاب في برلين عام 75 ومراحل تنفيذها والأجواء السياسية الساخنة التي رافقت البدايات. ويكتب عادل موسى عن كمال الملاخ الأثري مكتشف "مراكب الشمس" والكاتب والمهندس المعماري والرسام متعدد المواهب ولا يشغله سوى أن يكون مبدعا حرا لا يحبسه تصنيف . أما وفاء السعيد فتناولت المرحلة الأكبر في مسيرة القاهرة السينمائي تحت عنوان "سعد الدين وهبة ثلاثة عشر عاما جدلية من إدارة المهرجان بين المدح والذم" الذي تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي طيلة 13 عاما متصلة منذ عام 1985 وحتى وفاته عام 1997 وهي أطول فترة في تاريخ الرؤساء الذين تناوبوا على هذا المنصب. ويدلي المخرج عماد ارنست بشهادته عن ذكرياته طوال سنتين كاملتين بعد تخرجه مباشرة في المعهد العالي للسينما ليلتحق بالعمل في "المهرجان" دورتي 1993 و 1994 ولمدة ثلاثة أشهر في كل عام كواحد من الأطقم المسئولة عن لجان المشاهدة ولجنة التحكيم واستخلاص الأفلام من الرقابة. وتتذكر ماجدة موريس في مقالها "القاهرة السينمائي وزمن سعد الدين وهبة" أوقاتا ومواقف مهمة في تاريخ المهرجان من موقعها كعضو اللجنة الإستشارية العليا لمدة تزيد على العقدين من الزمان .
ويختار حسام فهمي موضوعه عن "الأفلام المصرية في مهرجان القاهرة أين كنا وإلى ماذا انتهينا" في تاريخ مشاركات الأفلام المصرية في المهرجان القاهري كاشفا للغاية في أن قيمة المهرجان تأتي بالأساس كنتيجة لقيمة السينما المصرية كلما انتعشت كلما إزداد المهرجان بريقا وكلما انتكست أصاب المهرجان الوهن.
وتكتب أمل ممدوح عن "يوسف شريف رزق الله بيجاسوس السينما " الحاضر الغائب المهدى إليه الدورة الحالية تخليدا لدوره الكبير في تاريخ المهرجان والثقافة السينمائية طوال خمسين عاما.
وتسأل أمنية عادل في مقالها" حضور الفيلم المصري بمهرجان القاهرة فرض أم استحقاق؟ ترصد فيه مستوى تمثيل الفيلم المصري في المهرجان ومدى قدرته على المنافسة أمام أفلام مختلفة الجنسيات.
وتستطلع أماني صالح رأي الجمهور وهو من أهم محددات نجاح المهرجانات حيث وجهت ١٥ سؤالا لعينة مختارة من جمهور المهرجان ومتابعيه لترى انطباعاتهم حول المهرجان سواء بالسلب أو الإيجاب.
وتتذكر ماجدة خير الله "الوجوه والأسماء والذكريات عن مهرجان القاهرة السينمائي" من خلال مشاركتها في لجنة مشاهدة واختيار الأفلام ولقائها الأول بكمال الملاخ في مكتبه بالأهرام ومرورا بكمال الشيخ وسعد الدين وهبة وسامي السلاموني وحسين فهمي والأفلام الرائعة التي أحدثت ضجة إعلامية كفيلم "هانا ك" للمخرج كوستا جافراس وفيلم سيرجي ليوني حدث ذات مرة في أمريكا ٬ والفيلم المصري ناجي العلي التي صاحبته حملة ضارية ضد الفيلم وبطله نور الشريف وصلت الحملة باتهامه بالخيانة لمشاركته في أداء شخصية ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي تم اغتياله في ظروف غامضة.
ويختار كاتب هـذه السطور وعزة إبراهيم إضافة لفاطمة نبيل الدورة العاشرة والحادية عشرة والثالثة عشر والعشرون في الصحافة المصرية والعربية لما فيها من أحداث تاريخية غيرت من مسار المهرجان وكان لها الدور البارز في إظهار الحقائق ومحاولات السيطرة علي المهرجان الأمر الذي كان دائما في صالح تطوره.
ويدلي خالد محمود بشهادته "نعم أنا منحاز لمهرجان القاهرة" ولديه يقين أنه إذا ما توفرت نصف إمكانيات ودعم مهرجانات العالم الكبرى المادية واللوجستية سيكون له شأن آخر٬ ويعرف طريقه إلى التطور والرسوخ ٬ خاصة وقد بات على قمة إدارته اليوم فكر جديد شاب وطموح واع يملك الحلم كله.
أما أنيس أفندي يكتب عن القصة والمناظر في أفلام القاهرة السينمائي الذي تحول إلى احتفالية كبيرة في الشارع المصري ينتظرها الجمهور كل عام بعد أن أطلق عليها ساخرا أفلام "المناظر" تعبيرا عن الأفلام التي تحتوي على بعض المشاهد الإباحية التي تجيزها الرقابة بشكل حصري خلال المهرجان.
واختارت بسنت الخطيب ميلينا ميركوري الممثلة اليونانية ضيف شرف الدورة العاشرة بالمهرجان كذلك الجانب السينمائي عند البرتو مورافيا الأديب الإيطالي الكبير الذي تم تكريمه في الدورة الرابعة عشر.
ويكتب خالد عبد العزيز عن ذكرياته عن قرب بمقر مهرجان القاهرة السينمائي والعمل مع سمير فريد وماجدة واصف ويوسف شريف رزق الله ومحمد حفظي وغيرهم من الشخصيات التي تركت تأثيرها على إدارة المهرجان.
وتتناول صفاء الليثي دورات حسين فهمي بالمهرجان اللاتي تميزت بالنجاح والانفتاح والقدرة على تجاوز الصعوبات.
وتكتب أروى تاج الدين قراءة في إصدارات القاهرة السينمائي في محاولة لحصر أغلب الإصدارات الموجودة بمقر المهرجان ٬ مرتبة حسب تاريخ إصدارها ومتضمنة تعريفا مختصرا لمحتواها علها أن تكون دليلا لمن أراد تتبع تاريخها.
ويدلي شريف الشوباشي بشهادته لمحمد عادل في حوار عن فترة رئاسته للمهرجان التي امتدت لأربع دورات من ٢٠٠٢ وحتى ٢٠٠٥ والصعوبات التي واجهها وأهمها عدم الاهتمام الكافي بأهمية المهرجان سواء من الدولة أو المؤسسات أو الأفراد.
أما ثناء هاشم تكتب عن علاقتها بالمهرجان منذ أن كانت طالبة بالمعهد العالي للسينما والعروض التي كان يقيمها الدكتور فوزي فهمي رئيس أكاديمية الفنون وقتها في قاعة سيد درويش بحضور رفيق الصبان وأفلام لازالت عالقة بذاكرتها كنسيم الروح للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد والبؤساء لبيل أوجست كذلك فيلم الأبرياء لخوان أنطونيو بارديم.
وتحت عنوان "سمير فريد فارس المهرجان النبيل" يكتب أحمد سامي يوسف عن التغيير الذي أضافه للمهرجان خاصة البرامج الموازية التي تعتبر إلى الآن من أهم فعاليات المهرجان.
أما سمير غريب يكتب أيضا عن ذكرياته وعمله مع سمير فريد عنما كان مديرا للمكتب الفني لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني عام ١٩٨٧ مضمنا مقالته خطابات بينه وبين سمير فريد تنشر لأول مرة.
وتكتب باكينام قطامش عن أهم محطات رحلتها في الصحافة الفنية بإلتحاقها بالنشرة التي يصدرها المهرجان منذ عام ١٩٨٧ وحتى عام ٢٠١٢ مع العديد من الأسماء اللامعة كأحمد رأفت بهجت وخيرية البشلاوي وعلي أبو شادي وماجدة موريس وغيرها من أسماء كبار النقاد.
وتحت عنوان "سنوات الرقابة والسياسة في المهرجان" في محاولة من إيمان علي أن تجمع الحكايات المنثورة والربط بينها لتصير صورة واحدة مفهومة وواضحة تستعيد فيها المعارك والصراعات بين المهرجان والرقابة.
وتتذكر نعمة الله حسين علاقتها بالمهرجان منذ أن بدأت مشوارها في الصحافة الفنية تغطيتها لأنشطة المهرجان وعروضه يوميا٬ ثم اختيارها في لجنة المشاهدة كذلك لأدارتها للندوات الفيلمية وترجمتها بحكم اجادتها للغة الفرنسية.
وتتحدث ماجدة واصف المدير السابق للمهرجان لفايزة هنداوي عن المصاعب التي واجهتها والانتقادات التي وجهت للدورات التي تولت رئاستها وإعلان الإستقالة في الوقت الحرج ورؤيتها لمستقبل القاهرة السينمائي
وتكتب إيمان عبد العزيز أخصائية الطب النفسي مقالا عن خبر إنتحار ممثل أمريكي "ميشيل بيرمان" أثناء انعقاد الدورة العاشرة والمفارقة بين الموت وطقس الاحتفال .
وتحت عنوان: على مقعد مبصر٬ في القاعة المظلمة تتذكر أمل ممدوح استقبالها لخبر إنضمامها للجنة مشاهدة مهرجان القاهرة السينمائي عام ٢٠١٧ والأفلام التي رشحتها للعرض في المهرجان - كقلبي المخدوع للأخوين فيتال دوران٬ والفيلم الفيتنامي طريق المحطة وفيلم ليلة الإثنى عشر وهو الفيلم الفائز بجائزة الهرم الذهبي العام الماضي .
وعن أسبوع النقاد الدولي في دورتيه الثانية والثالثة ٢٠١٥ و ٢٠١٦ تكتب لمياء فتحي شهادتها كمساعد المدير الفني آنذاك أحمد حسونة .
وتترجم عزة خليل مقالا كتبه الناقد نيل نورمان في الجارديان البريطانية عن المهرجان.
أما القسم الثالث من العدد فهو ألبوم صور المهرجان راعينا فيه أن يجمع تاريخ المهرجان بأكمله إضافة لبعض المقالات مترجمة للغة الإنجليزية .
بالطبع هناك بعض الموضوعات والشخصيات التي لم نلحق أن نستوفيها حقها في البحث والتدقيق لضيق الوقت فأرجأناها لزيارة أخرى بعد أن تستكمل إدارة المهرجان ما نقص من الأرشيف الكبير سواء النشرات أو الصور أو الجرائد وأن يحول الأرشيف بأكمله للرقمي ليسهل عملية البحث فيه ويتاح للنقاد والمهتمين بالسينما .
ولابد أن نشكر كافة الزملاء في إدارة مهرجان القاهرة السينمائي والمركز الصحفي الذين كانوا عند مستوى رفيع من التعاون وتسهيل مهمتنا ناريمان مطاوع وخالد عبد العزيز والسيدة صباح رفعت مدير مكتب رئيس المهرجان

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات