الكاتب : محمد عادل
نظرة فيلموجرافية على المهرجان في أربع دورات ( 2002 – 2005 )
10 أفلام مثيرة للجدل!
اختيار عشرة أفلام تمثل "أفلاماً مثيرة للجدل" في فترة تولي "شريف الشوباشي" لرئاسة المهرجان ( 2002 ــ 2005) عملية لم تكُن سهلة .. الأسباب الناتجة عن اختياراتنا تأتي لأهمية تلك الأفلام، ولأنها بالفعل تمس قطاعاً كبيرا من النُقاد والمُثقفين وحتى الجمهور لأن معظمها أفلام مصرية، وأيضاً لعوامل أخرى نذكرها تباعاً مع كل فيلم، وفي الوقت نفسه مكنتنا من أن نفتح أكثر في موضوعاتٍ شتى في حوارنا مع "الشوباشي" عن ذكرياتهِ مع تلك الأفلام وما دار في كواليس اختياراتها أو أزماتها أو خلافهِ .
يقولون : "التذكير بما فات يُفيد ما هو آت" .. لكنها – في رأينا - محطة توقف .. تأمل .. نظرة لشريط ذكرياتنا عند فترة زمنية مُعينة من عُمر "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" .
Hejar :
هو لم يكُن الفيلم التُركي الوحيد في هذه الدورة الـ 26 من عُمر المهرجان ( 2002 ) ، فهنالك فيلماً آخر وهو "قطرة مطر" أو Rain drop لـ "زكي أوكتين"، والذي عُرِضَ في قسم "مهرجان المهرجانات" .
الفيلم التُركي Hejar أو "هاجر" لمخرجته "هاندان ايبكي" كان قد فاز وقتها بجائزة أفضل سيناريو، وتحمل اسم الكاتب الكبير الراحل "سعد الدين وهبة"، والتي عادت إلى المهرجان في هذه الدورة بعد أن أُلغيت في الدورات السابقة التي رأسها النجم "حسين فهمي" .. كما حصل الفيلم نفسه على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم الدولية ( الهرم الفضي ) مُناصفةً مع الفيلم الفلسطيني "تذكرة إلى القدس" للمخرج "رشيد مشهراوي" .
سبب اختيارنا لهذا الفيلم هو أن قصته الشائكة عن الأكراد، وقد احترمت الرقابة التُركية وجهة نظر المُخرجة – كما نُشِرَ وقتها – وأجازت بعرضه، رغم أنه يدين الحكومة التركية، فهو نقد لاذع لأسلوب تعامل الحكومة التُركية مع الأكراد، ومحاولة قمعهم والسيطرة عليهم، بل وقتلهم وابادتهم ! .. قصة الفيلم الشائكة تجعلنا نتأمل الأحداث الحالية والحرب التي تشنها تركيا على أكراد سوريا بطريقةٍ أو بأخرى ! .
المُلاحظ في هذه الدورة أيضا هو انتشار الأفلام الايرانية في أقسام المهرجان المُختلفة، فلدينا مثلاً المخرجة الايرانية "راخشان بني اعتماد" - عضو لجنة التحكيم في هذه الدورة - قد شاركت بفيلمها "تحت سطح المدينة" في المسابقة الرسمية .. وكذلك كانت هناك أفلام ايرانية أُخرى مثل فيلم "لعبة الريح" أو The wind Game لمخرجه "علي رضا غاني" ( انتاج النمسا – ايران )، وفيلم "العشاء الأخير" أو The last supper لمخرجه "فريدون جيراني" .
هذا كله يدفعنا لنسأل "شريف الشوباشي" عن السبب في هذا الاحتفاء بفيلم Hejar وقتها ؟ .. وهل هنالك اعتبارات سياسية لا يستطيع المهرجان أن ينأى بنفسه عنها ؟ .. وإذا ما ذكرنا أيضاً إيران وعلاقتنا الشائكة بها هي الأخرى حالياً، فهل السينما برأيه يجب أن تكون بمعزل عن السياسة ؟ .. يُجيب "شريف الشوباشي" : "جعلتني أستعيد ذكرياتي لهذه الدورة، خاصةً مع المخرجة الايرانية راخشان بني اعتماد، فقد كانت لطيفة لأقصى درجة معي، وكلما تقابلني كانت تُحييني بحرارة، وفي الافتتاح كانت هي على المسرح من ضمن أعضاء لجنة التحكيم، وذهبت لأرحب بالأعضاء كما جرت العادة، فوجدتها وكأنها لا تُريد السلام علي أو تحيتي ! .. التمست لها العُذر، فهي تعيش وسط نظام قمعي في النهاية، وقد تُسبب تحيتي لها الحرج بشكلٍ أو بآخر .. خارج الأضواء كانت تتعامل معي بطبيعية، وفي الأضواء كانت تختلف تماماً، لهذا أشفقت عليها .. هذا التصرف يُدين أي نظام يجعل من امرأة تخاف أن تُسلم على رجل ! .. وفي الحقيقة وقت تولي رئاستي للمهرجان لم يحدث أبداً أن جائتني مكالمة أو توصية سياسية ما حول أمرٍ مُعين .. أنا لا أحب ولا أقبل، ولكن كل شئ كان من الممكن حدوثه، لكن وقتها حقيقةً لم يحدث شئ مثل هذا .. التدخل يأتي لو كان الأمر على درجة عالية من الخُطورة، وفي النهاية رئيس المهرجان يجب أن يكون حكيماً في معرفة الأمور التي تكون ضد أمن أو سياسة الدولة .. وكنت أرفض التداخل بين السياسة وبين المهرجان بأي صورةٍ من الصور" .
معالي الوزير:
كان فيلم افتتاح المهرجان في 2002 ، وحاز وقتها – في الختام - على جائزة "أحسن ممثل" لبطله "أحمد زكي" في نفس الدورة الـ 26 .. سبب اختيارنا له أن الفيلم يبدو وكأنه مصدر لـ "التلسين السياسي" بشكلٍ ما، خاصةً وأن كاتبه "وحيد حامد" المعروف عنه دخوله في المناطق الشائكة، فتساءل المشاهدون هل المقصود بـ "معالي الوزير" شخصية سياسية حقيقية ؟ .. نفى "وحيد حامد" الأمر، وإن كان نفيه – بالنسبة للكثيرين – جاء بمثابة التأكيد، فـ "الشعب المصري" المعروف عنه ميله لما يُمكن أن نُسميه بـ "الكلمات المُتقاطعة"، فقط ضع له بعض الفُتات عن شخصيةٍ أو شئٍ ما، وسيهرول لمعرفته ! .
هذا كله دفعنا لسؤال "شريف الشوباشي" عن ظروف اختيار الفيلم و رأيه في هذا وقتها، وما إذا كان المهرجان يجب أن يكون جريئاً في اختياراته حتى لو أدت لمُشكلاتٍ بعدها ؟ .. يُجيب "الشوباشي" عن ذلك : "سأحكي لك قصة لم أحكها من قبل عن هذا الفيلم، فقد تسبب خلاف حاد بين بطله أحمد زكي ومنتجه ممدوح الليثي في أن يتعرض المهرجان لخطورة عدم عرض الفيلم فيه، وكان كل ذلك بسبب أفيش الفيلم، حيث ارتأى زكي أن تتصدر صورته الأفيش بينما كان لممدوح الليثي رأي عكسي، ونشبت مشاجرة تليفونية حادة بينهما، وقتها كان أحمد زكي لدي في مكتبي، وحاولت تهدئته، و وقتها اتصلت بممدوح الليثي لأتفاوض معه، ونجحت مفاوضاتي، وعُرِضَ الفيلم في افتتاح المهرجان" .
يُكمل "شريف الشوباشي" : "السؤال الأدق : لماذا لا يكون المهرجان جريئاً في اختياراته ؟! .. يجب أن يكون المهرجان جريئاً في اختياراته حتى لو تعرض للقيل والقال، كما أن واقعة الوزير الذي يأتي لكرسي الوزارة عن طريق الخطأ كما في الفيلم هي حكاية خيالية نوعاً ولا تحدث .. من مهام المهرجان أن يرفع السقف، كما أنه كانت لدي لجنة اختيار وقتها مُكونة من سينمائيين كِبار أمثال يوسف شريف رزق الله، د. رفيق الصبان، أحمد صالح، أحمد رأفت بهجت، وآخرين .. كانت اللجنة قوية من الناحية الفنية، ولم أكُن آخذ أي قرار إلا بموافقة هذه اللجنة، ولم يعترض أي شخص في هذه اللجنة على معالي الوزير اطلاقاً أو كان هنالك أي تحفُظ، ولم يتحدث أحد عن المُشكلات التي قد يُسببها مثل هذا الاختيار .. في النهاية كل شئ له حدود حتى في اختيارات اللجنة وحتى لو كان من مهام المهرجان – كما ذكرت – أن نُعلي السقف" .
خريف آدم :
حصل وقتها في عام 2002 على "جائزة لجنة التحكيم الدولية" لـ "أفضل فيلم عربي"، وقيمتها 100 ألف جنيه مصري، مُقدمة من وزارة الثقافة المصرية .. وبعيداً عن تناول الفيلم لمسألة ما زالت هامة "الثأر"، فقد نُشِر وقتها أن الفيلم اعتمد على أنه "فيلم المهرجانات"، وبقى جاهزاً في كل وقت ليطوف العالم لتمثيل مصر في المحافل السينمائية، وليلعب دور "الفيلم المُنقذ" باقتدار لا يُحسد عليه .. فهو قد شارك وقتها في المهرجان القومي للسينما المصرية وفاز بعدة جوائز، كما شارك في مهرجان الأسكندرية السينمائي الدولي وقتها أيضاً ولم يفُز بأي جائزة، وتم عرضه أسبوعين فقط في دور العرض وأحجم الجمهور عنه، وأيضاً أثار بطله "هشام عبد الحميد" مسألة اشتراك الفيلم في مسابقة الأوسكار، وهو ما دفع الكثير من النُقاد للهجوم عليه .
هذا كله دفعنا لأن نسأل "شريف الشوباشي" ما إذا كان اختيارات الأفلام المصرية في المهرجان قد يكون أحياناً سببه "سد خانة" لا أكثر ؟ .. ولماذا في رأيه دائماً هنالك تعارض بين القيمة الفنية لفيلم – أو العكس – الذي تختار على أساسه لجنة تحكيم المهرجان الفيلم المصري ؟ .. هل المهرجان لا يستطيع معرفة انطباع الجمهور العادي أو بالأدق قراءة ما يُريده ؟ .. وهل نفس الأزمة قد حُلِتَ الآن في رأيه بالنسبة لاشتراك الفيلم المصري في المهرجان ؟ .. يُجيب "شريف الشوباشي" : "أتفق بأن الفيلم لم يكُن تُجارياً على الاطلاق، لكن في الوقت نفسه ومن المفروض أن ادارة المهرجان ليست لها أي علاقة بنواحي الفيلم التُجارية، والمُفترض ألا نأخذ تلك النواحي التُجارية في الاعتبار عند اختيارنا لفيلمٍ ما، فنحنُ نسعى للقيمة الفنية للأفلام وليس التُجارية أو التقنية، وفي الحقيقة وصلت لقناعة بعد خبرة أننا إذا لم نجد فيلماً مصرياً يستحق لأن يكون في المهرجان فليست هنالك مشكلة على الاطلاق ! .. وقتها أعلنت ذلك صراحةً في الصُحف .. لكن في كل عام كان هنالك فيلم مصري معقول، ولكن ليس بالمستوى الذي كنت أحلم به" .
حُب البنات :
حصل الفيلم وقتها في الدورة الـ 27 ( 2003 ) على 3 شهادات تقدير خاصة لكل من بطلتيه "ليلى علوي"، "حنان ترك"، ومخرجه "خالد الحجر" .. والسبب في وضعه بالقائمة كونه جاء فعلاً كـ "سد خانة" .. فقد تجاوز بسببه "شريف الشوباشي" الأزمة التي هددت مُشاركة مصر في المهرجان، حيث أعلن "الشوباشي" وقتها عن عدم وجود فيلم مصري يصلح للمشاركة في المهرجان، مِمَا هدد مشاركة مصر في المسابقة الرسمية للمرة الأولى في تاريخ المهرجان ! .
كما يُمثل "حب البنات" – في رأينا – حالة مُخالفة عن فيلم "خريف آدم"، فهو فيلم كوميدي، اجتماعي، خفيف، مُسلي، يُقبل عليه الجمهور .. وهو ما يدفعنا للسؤال : هل في رأي "الشوباشي" من المُستحب عرض أفلام تجارية مصرية تُناسب ذوق الجمهور ولا تُناسب ذوق القائمين على المهرجان أو النُقاد أو المُهتمين ؟ .. وكيف يُمكن التوازن بين الجبهتين في تِلك الحالة ؟ .. يرد "الشوباشي" : "فيلم حُب البنات جيد فنياً أيضاً وليس فيلماً تُجارياً فقط، وقد ذكرتني بفيلم خالد الحجر، وجاب لي صُداع وقتها ! .. كان اللغط حول خالد الحجر شخصياً أكثر من الفيلم نفسه ! .. وقيل وقتها أن خالد الحجر قام بعمل أفلام في الخارج ضد مصر، وأنا رفضت أن أستمع لهذا الكلام تماماً، وقُمتُ باختيار الفيلم ليشارك بالمهرجان .. وفي النهاية خالد الحجر أثبت أنه مخرج كبير" .
بحب السيما :
السبب في احراج ادارة المهرجان من عدم وجود فيلم مصري وقتها في الدورة الـ 27 يُحيلنا إلى فيلم "بحب السيما" لـ "أسامة فوزي"، بالرغم من أنه الفيلم الوحيد في هذه القائمة الذي لم يُعرض بِالفِعل في المهرجان في دورة عام 2003 ! .
السبب في أننا وضعناه بالقائمة لعدة عوامل .. قيمة الفيلم الفنية التي لا يُمكن أن يُنكرها أحد .. تناوله للشخصية المسيحية لأول مرة بطريقةٍ مختلفة "شخص من لحمٍ ودم" .. حالة الحراك والجدال التي نشبت وقت عرض الفيلم بين المُثقفين والنُقاد و رجال الدين المسيحي بل والرقابة لدرجة رفع دعاوي قضائية تُطالب بوقف عرض الفيلم ! .
بالعودة إلى الوراء نجد أن الأخبار المُنتشرة في سبتمبر 2003 هو أن رئيس المهرجان وقتها "شريف الشوباشي" أكد مشاركة "بحب السيما" في المهرجان .. ثم بعد ذلك "لا حِس ولا خبر" .. ثم لم يعُد "بحب السيما" في المهرجان ! .
تعددت الأسباب وقتها التي نُشِرتَ في الصُحف .. منها أن الشركة المُنتجة اعتذرت عن عرضه في المهرجان لأنه لم يكُن جاهزاً ! .. ومنها أن ادارة المهرجان تخوفت حول رد فعل المسيحيين من عرضه ! .. ومنها أن ادارة المهرجان رفضت عرضه بدعوى ضعفه فنياً، وكونه يتناول قضية الوحدة الوطنية بشكل سطحي لا يتناسب مع طبيعة المهرجان الدولية ! .
تعددت الأسباب والتي يقول عنها "شريف الشوباشي" : "السبب الرئيسي في سحب الفيلم من المهرجان هو مناقشة دارت بيني وبين مخرجه الكبير الراحل أسامة فوزي، ولم يشعر بالراحة لحديثي وقتها، فقد كان كلامي حساساً على ما أعتقد بالنسبةِ إليه حول الدين، وكنت قد رأيت الفيلم، وقلت له أن الفيلم جميل بالفعل .. عاجبني جداً .. في رأيي أن هذا الفيلم ليس ضد التطرف المسيحي وحده فقط، بل هو ضد التطرف المسيحي والاسلامي، وحين قلت له ذلك فشعرت بأنه انزعج للغاية، ولم أفهم السبب" ! .
اذكريني:
كانت "ايطاليا" هي ضيف شرف الدورة الـ 28 ( 2004 ) من عُمر المهرجان .. وقد عُرِضَ الفيلم الايطالي "أذكريني" بطولة "فابريزيو بنتيفوجليو" و"لاورا مورانتي"، ومن اخراج "جابرييل موكينو" لافتتاح المهرجان ليكون عنواناً للدورة .. بل أنه في ختام المهرجان أعلن رئيس لجنة التحكيم الصحفي الايطالي "كارلو فوسكاني" – الذي يرأس مدينة السينما بـ "ايطاليا" – فوز فيلم "حُراس السحاب" للمخرج الايطالي "لوتشيانو أودوريزيو" كأفضل فيلم في المُسابقة الرسمية .
وقد كان قبل "ايطاليا" دولة أوروبية أخرى هي "فرنسا"، حيث كانت ضيف شرف المهرجان في دورته الـ 27 ( 2003 )، واشتركت فرنسا وقتها بـ 25 فيلم دُفعةً واحدة ! .. و وقتها أكد "شريف الشوباشي" على ضرورة "التعددية" على حد قوله ! .. مع ملاحظة أنه أيضاً في دورة ( 2004 ) تمت الموافقة على اقتراح مدير المهرجان وقتها الكبير الراحل "يوسف شريف رزق الله" بتنظيم قسم خاص بعنوان "10 نجمات فرنسيات في 10 أفلام" ! .
في هذه الدورة الـ 28 تحديداً تم تقليص المشاركة الأمريكية بالمهرجان إلى حد التلاشي تقريباً، فليس ثمة أفلام تُذكر لهوليوود داخل المسابقة الرسمية، وتم احلالها بالسينما الأوروبية، ويعكس الاختيار نوعاً من التجاهل لقانون الاحتكار الذي تفرضه هوليوود على المهرجانات وسوق التوزيع الخارجي، ومن ناحية أخرى قصدية التعتيم على الفيلم الأمريكي الذي اعتاد أن يتصدر المشاهد والاحتفاليات العالمية في كثير من بلدان العالم .
بعد استقالة "الشوباشي" - ولكونه في الأساس كان مديراً لمكتب جريدة "الأهرام" بـ "باريس" - وُجِهَ انتقاداً صريحاً لفترة رئاسته بأن المهرجان بسببه قد شهد "أزمة هوية" .. كُتِبَ وقتها أن المهرجان قد فقد الهوية المُميزة له، وكان هنالك اغراق في "الفرانكفونية" على حد قول البعض .. يُجيب "شريف الشوباشي" عن ذلك قائلاً : "كيف اتهمونني بالميل ناحية الفرانكفونية والصين كانت ضيف شرف في إحدى دورات المهرجان ؟! .. كان ردي على هذا النوع من الأخبار أو الكتابات كانت كلمة واحدة : خليهم يقولوا .. مشكلة هذا النوع من الصحافة أنها تُعبر عن صحافة مُختلفة عن صحافة زمان وقت أساتذة كبار مثل هيكل وفكري أباظة وآخرين للأسف الشديد .. وما كُتِبَ غير دقيق، فكنت أتمنى أن آتي بأفلامٍ أمريكية كُبرى بالفعل للعرض في المهرجان، فأنا لست ضِدها تماماً، لكن أن تُحضر فيلماً أمريكياً جيداً بنجومه للمهرجان فهذه تكلفة ضخمة بالفعل، وأتذكر أنني شاهدت أحد الأفلام الأمريكية للنجم الشهير روبين ويليامز و وقتها طلبت شركة الانتاج مبلغاً يصل إلى 10 آلاف دولار للسماح بعرضه في المهرجان ! .. والمبلغ ليس لدي ! .. التصريحات التي نُشِرتَ على لساني بأنني أريد مُقاطعة الأفلام الأمريكية غير صحيحة على الاطلاق .. كل هذا كان كلام جرائد" .
الباحثات عن الحُرية:
رغم الهجوم والنقد الشديدين الذي تعرض الفيلم له أثناء عرضه بالمهرجان في الدورة الـ 28 ، إلا أنه استطاع في النهاية أن يفوز بجائزة في عام 2004 ، حيث حصلت مُنتجته ومُخرجته "إيناس الدغيدي" على جائزة لجنة التحكيم الدولية كأفضل فيلم عربي وقيمتها 100 ألف جنيه .
وقد تم اتهام المُخرجة "إيناس الدغيدي" بأنها تستغل مشكلات المرأة العربية لتُقدم مَشاهد الجنس، وقد أقام أحد المحامين دعوى مستعجلة أمام القضاء الاداري طالب فيها بوقف عرض الفيلم لأنه يخالف العادات والتقاليد المصرية، ويتضمن الفيلم – كما ذُكِرَ - مشاهد اباحية تدعو الى الانحلال الخلقي ! .
هل فوز الفيلم هو انتصار للمهرجان للـ "جرأة" وقتها ؟ .. ويبقى السؤال الأهم – كما كتب الناقد "هاشم النحاس" وقتها - هل تقترب هذه النوعية من الأفلام من نبض الواقع المعيش وهموم المواطن العادي الغلبان ؟ .. أم أنها تريد في المحل الاول أن تُرضيه لأن شباك التذاكر "عاوز كده" ؟ .. يُجيب "شريف الشوباشي" : "أنا كرئيس مهرجان لم أكُن أحب كثيرا أن أتدخل في الناحية الفنية أو اختيارات اللجنة كثيرا، فأساتذة أمثال يوسف شريف رزق الله ود. رفيق الصبان يفهمون في السينما أكثر مني، وهذه إحدى مهام رئيس المهرجان أن يترك للجنة الفنية مُطلق الحرية، لكن هذا لا يمنع من بعض تدخلات رئيس المهرجان إن كان لها ضرورة أو لأنه يريد تصحيح مسار ما، وقد صوت للفيلم أعضاء لجنة التحكيم من شخصيات رفيعة المستوى كمحمد الأحمد وزير الثقافة السوري، ومثلما لم أكُن أتدخل في الاختيارات، فلم أتدخل أبداً في منح الجوائز لفيلمٍ دون آخر – بصرف النظر عن جنسيته – وأتحدى أن يقول أحدهم العكس، وعادةً في لجان التحكيم كنت دائماً حريصاً أن يكون هنالك عضو لجنة تحكيم واحد فقط من مصر كليلى علوي أو نبيلة عبيد أو آخرين، فكنت أُنوع في لجان التحكيم حتى لا أُتهم بالانحياز .. وفي رأيي حتى إن حدث لغط حول الباحثات عن الحرية، فأنا كمهرجان ماليش دعوة ! .. تقييم الأفلام يخضع لآراء الأشخاص، والمهرجان ليس له علاقة بتلك الآراء، لكن في النهاية هنالك لجنة تحكيم، وهي بالطبع لديها رأي أكثر أهمية من مجرد آراء انطباعية، ولا أحد يُملي عليها قرارها أو رأيها، ولا يملك أي شخص القدرة لأن يضغط عليها، وقد كنت دائماً أسعى لأن أوفر جواً مُعقماً وهادئاً لأعضاء لجنة التحكيم في اختياراتهم لأن هذه هي وظيفتي" .
الجدير بالذكر أنه قد شارك أيضاً في نفس الدورة – بجانب "الباحثات عن الحرية" - فيلم "أنت عمري" لـ "خالد يوسف" – وحصلت بطلته "نيللي كريم" على جائزة وقتها - وكان من المُقرر مُشاركة فيلم "خالي من الكوليسترول" لـ "محمد أبو سيف" في تلك الدورة، لكن لم يُقدم "أبو سيف" نُسخة الفيلم لادارة المهرجان وذلك بحجة عدم الانتهاء من "أعمال الترجمة"، ونُشِرَ وقتها أن ادارة المهرجان كانت قد طلبت الفيلم من مُنتجه قبلها بأربعة أيامٍ فقط للعرض ! .
ليلة سقوط بغداد :
كان المهرجان بالفعل شهد في دورته الـ 29 ( 2005 ) حضوراً عربياً ضعيفاً، ولم تشارك دول مثل : المغرب وتونس والجزائر وسوريا، وشارك بالمهرجان فيلمان عربيان فقط، هما المصري "ليلة سقوط بغداد" لـ "محمد أمين"، واليمني "يوم جديد في صنعاء" لـ "حيدر بن حرسي" ضمن 150 فيلما كانت كل ما عُرض في أقسام المهرجان المختلفة .. وقبلها كانت ادراة المهرجان أعلنت قبل ذلك أن فيلم "دم الغزال" لـ "محمد ياسين" سيُشارك في المهرجان، إلا أنها تراجعت عن هذا لأنها وجدت أن الفيلم لم ينتهِ العمل به ! .
اختيارنا لـ "ليلة سقوط بغداد" ليس فقط لجرأته، ولكن لأنه أثار الجدل بالفعل حتى قبل عرضه، فقد تحدث مؤلفه ومخرجه "محمد أمين" عن المَشاهد التي حذفتها الرقابة، وجملة "للكبار فقط" التي أصرت الرقابة على وضعها على أفيشات الفيلم التي تتنافى والموضوع المهم الذي يطرقه العمل لأن الأحداث موجهة للشباب ! .. وقد أشار البعض وقتها إلى حذف مَشاهد تتعلق بقضايا سياسية، في حين أشارالبعض إلى حذف مشاهد جنسية تجمع وزيرة الخارجية الامريكية وقتها "كوندليزا رايس" مع بطل الفيلم "أحمد عيد" ! .
كان قراراً جريئاً وقتها من "شريف الشوباشي" رئيس المهرجان أن يعرض الفيلم كاملاً في المهرجان دون حذف، وبنفس الصورة التي رآها المخرج، خاصةً وأن المهرجان تضمن وقتها تظاهرة بعنوان "السينما ضد الارهاب" .. إلا أن الفيلم رغم هذا كله خرج خالي الوفاض من أي جوائز ! .. لهذا سألنا "شريف الشوباشي" : صراحةً هل هنالك ضغوط تمت ممارستها على المهرجان ؟ .. وإلى أي مدى ترضخ اداراته لهذه الضغوط ؟ .. يجيب "الشوباشي" عن ذلك قائلاً : "دعني أحكي لك قصة لتفهمني أكثر، قبل إحدى دورات المهرجان بأربعة أشهر تقريباً زارني المخرج الكبير توفيق صالح، وكنت قد اخترته كعضو لجنة تحكيم وقتها .. سألني صراحةً : هل هنالك تعليمات أو إحنا كلجنة تحكيم مُلزمين أن نُعطي جوائز للفيلم المصري المشارك في المهرجان ؟ .. كانت اجابتي : لو أحدهم جاءك وطلب منك أن تُعطي جوائز لفيلم فقط لأنه مصري، فقط أبلغني وسآتي به فوراً أمامك لأعاقبه، ولو أحدهم فرض عليك شيئاً، فأنا سأتقدم باستقالتي كرئيس للمهرجان .. كان سعيداً جداً بإجابتي .. أُكرر لم أتدخل على الاطلاق وقتها فيما تقوله لجنة الاختيار أو لجنة الجوائز .. كانت لجنة التحكيم وقتها حسبما أذكر من الصين لأنها كانت ضيف شرف، فهل ستخاف لجنة تحكيم صينية من مشاهد جنسية في الفيلم لكوندليزا رايس ؟! .. بالطبع لا ! .. كان الفيلم كويس، وعدم اعطاءه جائزة ليس ادانة لنا، بل هو دليل على نزاهة المهرجان" .
دُنيا :
حالة من الهرج والمرج صاحبت عرض الفيلم المصري اللبناني الفرنسي المشترك "دنيا" للمخرجة اللبنانية الراحلة "جوسلين صعب" بحضور بطليه النجمين المصريين "محمد منير" و"حنان ترك"، والذي عُرِضَ وقتها على هامش المهرجان في عام 2005 .
بداية بدأ المشهد هيستيرياً قبل عرض الفيلم بنحو ساعة تقريباً، حيث غصت الصالة بأعدادٍ غفيرة اقتحمت المسرح عُنوة ! .. كان كل هذا بكل بساطة لأن "محمد منير" ضمن الحضور ! .. لكن سرت همهمات وتساؤلات عن علاقة "محمد منير" بموضوع "ختان الاناث" الذي يتناوله الفيلم ؟! .
لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل سرعان ما نشب ما يُشبه"العراك" مع انتهاء الفيلم، والهجوم الشرس الذي واجهه وصُناعه لأنه"يسئ إلى صورة مصر"كما رأى بعضهم ! .. بل و وصل الأمر أن جنسية مخرجة الفيلم "اللبنانية" وُضِعت كدليل اتهام، فقال البعض أنه لا حق لها أن تتدخل في أمور مصرية داخلية لا تعنيها، وكان الحري بها أن تُصور سلبيات مجتمعها ! .. وكان رد "جوسلين صعب" وقتها : "كل ما أردت أن أقوم به هو المساهمة في مساعدة المرأة في هذه البلاد" ! .. وصرخت "حنان ترك" وقتها : "إنتم ختنتوا فرحتي" ! .
وحتى عندما ذكرت مخرجته جهود "سوزان مبارك" وقتها ضد ختان الاناث في مصر، والتي وصلت نسبته كما ورد في الفيلم إلى 97 % لم يتوقف الهجوم ! .. وبدا "محمد منير" وقتها وهو يغرد وحده خارج السرب، فكان يرد بدبلوماسية، ولم يتمكن من اخفاء تعابير وجهه المؤيدة لأسئلة تستفز المخرجة وتعارض فتح هذا النقاش، حتى أنه لم يتوان في اعطاء شهادته في الموضوع، خاصةً كونه ابن بيئة تحافظ على هذا التقليد، فقال وقتها : "لم نشعر يوماً أنها مشكلة كبيرة كما صورها الفيلم، وكان هدفي هو القاء الضوء على ختان أهم وهو ختان العقول" ! .
عادةً ما هنالك اتهام جاهز نوعاً في المهرجان بـ "الاساءة لسُمعة مصر" إن تناول الفيلم أي أمور تخص مصر بشكلٍ سلبي، خاصةً لو تم ذلك من فيلم أجنبي أو عربي وليس مصري ! .. بم ترُد على تِلك النوع من الاتهامات ؟ .. وهل للدفاع عن الفيلم قُمت بمنح بطليه "حنان ترك" و"محمد منير" جائزة "الشجاعة النادرة" المُستحدثة للفيلم ؟ .. وهل كان هذا كافياً أمام ذلك الهجوم الشرس ؟ .. أجاب "شريف الشوباشي" : "الحقيقة هذا الفيلم تسبب لنا وقتها بالكثير من المُشكلات سواء داخل المهرجان أو خارجه ! .. صداع جامد جداً ! .. كانت الناقدة خيرية البشلاوي – حسبما أتذكر – هي التي كانت تُدير الندوة، ولم تستطع أن تتحكم في ادارتها نتيجة الهجوم الكبير والشرس الذي حدث، لهذا اضطررت وقتها لأن آتي من خلفها وأمسك بالمايكروفون .. صرخت في الحضور : يا جماعة عيب .. عيب .. إحنا هنا في مكان مُحترم .. ومهرجان فني، ولسنا في مُظاهرة سياسية .. ومن يقول أن الفيلم اهانة لمصر، فليذهب لمشاهدة الأفلام الأمريكية التي تُدين شخصيات كرجال البوليس والقُضاة وغيرهم .. هل إحنا دولة خائفة لهذه الدرجة ؟! .. هي مصر دولة ضعيفة وهشة ليُوقعها فيلم ؟! .. ما تفعلونه يعني أن مصر دولة هشة" ! .
يُكمل "شريف الشوباشي" : "جوسلين صعب بسبب هذا الهجوم لم تأتِ مرةً أُخرى لمصر ! .. ولهذا أعطيت بطليه حنان ترك ومحمد منير جائزة الشجاعة النادرة .. وأرى أن أقوى رد – وأيضاً هو بمثابة رد مُسبق - هو أنني عرضت الفيلم في المهرجان، رغم كل التحُفظات قبله والهجوم الذي تلا عرضه .. في رأيي هو فيلم قوي، جميل، يُظهر مُشكلة الختان في مصر .. نحنُ في مصر لدينا الكثير من المُشكلات، ودور السينما هو تعرية تلك المُشكلات، وإن لم نقُم بهذا فكأننا نُغالط أنفسنا بأننا أعظم دولة وليس لدينا مُشكلات، وهو شئ غير حقيقي بالمرة .. السينما في كل مكان في العالم دورها هو تعرية المُشكلات في المُجتمع .. نحنُ نُحب أن نضحك على أنفسنا، ونُحب أن نُمارس سياسة النعام .. وقد دافعت وقتها عن الفيلم بكل قوة وصلابة لأن الهجوم كان بالفعل عنيفاً جداً .. وللأسف نحن لدينا مشكلة في تناول فيلم أي شريحة في المجتمع، فإن تناول فيلم شريحة ما – كالممرضات مثلاً - ستجد سيل الهجوم العنيف على الفيلم وصُناعه .. الابداع يجب أن يكون فيه نقد للمجتمع" .
الجنة الآن :
في تظاهرة "عرب لمعوا في السينما العالمية" في عام 2005 جرى تقديم مجموعة من الأفلام المهمة، كان منها الفيلم الفلسطيني "الجنة الآن" أو Paradise Now لمخرجه "هاني أبو أسعد" على هامش المهرجان، بل وتم تكريم "أبو أسعد" في الخِتام .. ويُمكن ارجاع اختيارنا لهذا الفيلم تحديداً لعاملين .. العامل الأول هو لقيمة الفيلم ذاته الفنية – مع اثارته للجدل بالطبع - فلا ننسى في الوقت نفسه أن مخرجه "هاني أبو أسعد" قد واجه صعوبات وضغوطاتٍ كبيرة أثناء تصوير الفيلم، فالبعض اعتبر المخرج يحاول بطريقة أو بأخرى تمجيد العمليات الانتحارية مع اضافة لمسات انسانية، بل والبعض الآخر اتهم المخرج "أبو أسعد" بخيانته لقضية المقاومة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي ! .. بل أنه أثناء تصوير الفيلم في"نابلس" قامت مروحيات اسرائيلية بقصف سيارة كانت قريبة من موقع التصوير، مما حدى بستة أفراد من طاقم الفيلم إلى التخلي عن مشاركتهم في الفيلم بصورة نهائية .. بل و وصل الأمر إلى أنه بالفعل تم اختطاف أحد العاملين في الفيلم من قبل مُسلحيين فلسطينيين، وتم اطلاق سراحه بتدخل من مكتب الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" ! .
هذا كله لم يمنع الفيلم من الترشح لجائزة "الجولدن جلوب" – حصل عليها بالفعل – ولـ "الأوسكار" – والتي لم يحصل عليها - وفي مارس 2006 تظاهر مجموعة من الاسرائيليين ضد قرار أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في كاليفورنيا بترشيح الفيلم للحصول على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي .. كما اعتبر المخرج "هاني أبو أسعد" قرار الأكاديمية اعتبار الفيلم من "السلطة الفلسطينية" وليس من "فلسطين" بمثابة اهانة وصفعة للهوية القومية للشعب الفلسطيني، وسبقتها أخبار بأنه قد حدثت مُشاورات بين وزارة الاعلام في اسرائيل والأكاديمية على ألا يتم تقديم الفيلم على أنه من فلسطين .. ثم عند تسلم المخرج "هاني أبو أسعد" جائزة "الجولدن جلوب" في 16 يناير 2006 ناشد العالم من أجل الاعتراف بفلسطين، وقال أن الجائزة تمثل اعترافاً بأن الشعب الفلسطيني يستحق الحرية والمساواة .
العامل الثاني – والأهم – الذي دفعنا لوضع الفيلم في القائمة كون أن "شريف الشوباشي" – وقت توليه رئاسة المهرجان - كان حريصاً منذ البداية على مُراعاة الشعور الوطني للجماهير، وأعلن مُسبقاً أن باب التطبيع الثقافي مع اسرائيل مُوصد، ولا مجال للحديث عن المهادنة أو الحوار في هذا الصدد، وبذلك أفلح في استيعاب السواد الأعظم من المُتشددين، و زاد من رصيده .. لهذا سألنا "الشوباشي" : هل في رأيك سبب عرض فيلم "الجنة الآن" على هامش المهرجان لم يُمثل تعارضاً لاتجاهك ضد اسرائيل كون الفيلم لمخرج من فلسطيني من عرب 48 يحمل جواز السفر الاسرائيلي، خاصةً وأن تلك الأفلام يشارك في انتاجها الكيان الصهيوني بشكلٍ ما ( "هاني أبو أسعد" قال وقتها بأنه تلقى مساعدات غير مالية من المنتج الاسرائيلي المشارك في الفيلم "عمير هارئيل" ) ؟ .. أليست المسألة شائكة بين السماح بعرض فيلم مثل "الجنة الآن" أو منعه أو عرضه على الهامش ؟ .. وفي رأيك هل مجرد عرض الأفلام الفلسطينية كافيا من قبل مهرجان القاهرة لدعم القضية الفلسطينية ؟ .. وما هي الوسائل الأُخرى التي يُمكن احداث تأثير ودعم حقيقي للفلسطينيين وحقه المشروع ؟ .. يجيب "شريف الشوباشي" : "ما تقوله شائك جداً، وفي النهاية لا نستطيع مقاطعة الفلسطينيين تماماً في الوقت نفسه، ومهرجان القاهرة في النهاية مهرجان سينمائي لا يملك سوى أن يُدعم القضية الفلسطينية بطريقته وهي عرض الأفلام، فنحن لسنا مؤسسة سياسية لنطبع بيانات لادانة الاحتلال الاسرائيلي، فأن نعرض أفلاماً لمخرجين فلسطينيين من داخل الأراضي المحتلة هو أقوى دعم يمكن أن يقدمه مهرجان القاهرة للقضية الفلسطينية" .