كلوز آب لكواليس المهرجان كما التقتطها الصحافة

حسن شعراوي وعزة إبراهيم 19 مايو 2022 مهرجان القاهرة السينمائي.. نظرة عن قرب

الكاتب : حسن شعراوي وعزة إبراهيم
ولد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى حضن الصحافة التى رافقت بداياته على يد الصحفى والأثرى كمال الملاخ ورفاقه الصحفيين والنقاد الذين أدركوا أهمية الأفلام وتأثيرها على الجمهور المصرى العاشق للصورة المتحركة .وناضلوا لإتاحة سينما العالم ليحتويها مهرجانا دوليا فى قلب القاهرة .


حمل المصورون كاميراتهم والنقاد والصحفيون أقلامهم ليسجلوا أحداث المهرجان من أول دورة .فكانت الصحافة كعين المراقب توثق كل شيىء وفى هذا الملف الصغير نظرة على أهم وأطرف الأحداث التى شهدتها دورات مختلفة رأينا تقديمها فى هذا العدد لتعايشوا أجواء المهرجان بكل ما فيها من معارك فنية وأسرار كشفتها الصحافة وسلطت عليها الأضواء .وفيما يلى بعض إختيارتنا التى ركزنا فيها على الدورات العاشرة والحادية عشرة والعشرون لما فيهم من أحداث تاريخية غيرت من مسار المهرجان أحيانا وعدلت دفته أحيانا أخرى .وكان لها الدور البارز فى إظهار الحقائق والأسرار وكسر الشللية ومحاولات السيطرة على المهرجان الأمر الذى كان دائما فى صالح تطوره.
فضيحة سعد جيت فى مهرجان القاهرة السينمائى
فى الدورة الحادية عشر نشرت جريدة "الأهالى"و "صباح الخير" وصحف أخرى خبرا عن إحتجاج أكثر من مائة فنان وفنانة ضد وزير الثقافة وسعد وهبة رئيس مهرجان القاهرة السينمائى ،بسبب موقفهما المؤيد لقانون النقابات المشبوه الذى صدر وقتها .وقف الفنانون فى مظاهرة صامتة فى بهو فندق سميراميس مرتدين قمصان تحمل عبارات مثل "سعد جيت" و"صانعوا الأفلام ليسوا خونة ، وكان من بين المحتجين المخرج "يوسف شاهين" و"عادل إمام" و"توفيق صالح" و"يسرا" و"شريهان" و"محمد فاضل" و"صلاح ذو الفقار".
الكجوال التام أو الإسمكونج الزؤام
إستهل "حسين فهمى" رئاسته للمهرجان فى عام 1998 بقراره بفرض ارتداء الإسموكنج والسواريه على جميع من يحضروا حفلات إفتتاح وختام المهرجان وجاء قراره هذا مستفزا للكثيرين خاصة بعد تأكيده أنه لن يسمح للمخالفين بالدخول وتصريحاته عن أن هذا طلب عادى جدا وأن ثمن الإسموكنج لن يضلع أحدا على الإطلاق .أحدث القرار حالة إنقسام ما بين مؤيد ومعارض حيث أيد نقيب المهن السينمائية "يوسف شعبان" القرار وطالب بمنع الصحفيين من الجلوس فى صفوف الفنانين إلا إذا كانوا يرتدون الإسموكنج وأكد على أنها بدلة عادية سوداء عليها حتة ستان لا تتكلف شيئا وأن البابيون ثمنه أقل من ثمن الكرافته .ومن جانبها أكدت "أمال عثمان" فى أخبار اليوم على ضرورة الإلتزام بملابس السهرة فى المهرجان ،وحينما تراجع "حسين فهمى" تحت ضغط الصحافة عن القرار لامته على ذلك وقالت انه بذلك يفتح الباب لمن يريدون حضور حفلتى الإفتتاح والختام بالتى شيرت والشورت.
وتساءلت "حسن شاة" فى يوميات جريدة الأخبار فى مقالها "فى المسألة الإسموكنجية" عن من الذى أدخل فى روع رئيس المهرجان الجديد "حسين فهمى" أن أهمية المهرجان ترتبط بنوعية الملابس؟ ومن الذى دفعه لإصدار هذا الفرمان المستفز الذى يشبه فرامانات "الحاكم بأمر الله" الفاطمى؟ وأكدت أن الحاكم بأمر الله السينمائى يحرم بقراره هذا النقاد والصحفيين والطلاب والمثقفين غير القادرين ماديا من الحضور والمتابعة.
وكتب "طارق الشناوى" فى "روزاليوسف" تحت عنوان "الكاجوال التام أو الإسموكنج الزؤام" وعرض الصراع بين حزبى الكجوال والإسموكنج وإعتراضات كل طرف على الطرف الآخر ،وقال أنه لا بأس فى أن يرتدى "حسين فهمى" وحزبه الإسموكنج والبابيون ،وعليهم أن يتفهموا عقدة وفوبيا الإسموكنج لدى الصحفيين وأن هذة المعركة سوف تسرق الضوء من ندوات وأفلام وفاعليات المهرجان.
الحرب بين مهرجان القاهرة ومهرجان الإسكندرية
دارت معركة بين الناقد "سامى السلامونى" و "سعد الدين وهبة" على صفحات مجلة "الإذاعة والتليفزيون" حيث إتهمه "السلامونى بأنه يرفض أن يقوم أى نشاط سينمائى فى مصر بعيدا عن نفوذه وسيطرته أو بدون إستئذانه ويصدر فرمانات إلى السفارات والدول كى لا ترسل أفلامها إلا إلى مهرجان القاهرة لأنه الوحيد الشرعى وأنه يقاوم إقامة أى مهرجان آخر وضد مهرجان الإسكندرية ،ويمارس الإرهاب لوقف النشاط الثقافى بمصر .
ورد سعد وهبة فى العدد التالى للمجلة بأن هذا الكلام ليس صحيحا فالخطاب الذى أرسل للسفارات لم يكن بعلمه وأن سكرتارية المهرجان أرسلته دون أن يوقع عليه لأنه لم يكن موجودا بالقاهرة .كما أن الخطاب لا يحمل أى تهديد أو دعوة لمقاطعة مهرجان الإسكندرية وليس فيه سوى تذكير بلائحة المهرجان الداخلية وباللائحة الدولية للمهرجانات التى تؤكد على أن الفيلم الذى سيشارك فى أى مهرجان داخل مصر لن يشارك فى مهرجان القاهرة .
معارك التطبيع داخل المهرجان
أكد "سعد وهبة" دائما على أنه لن يسمح بالتطبيع فى مهرجان القاهرة ورغم ذلك فقد تسللت بعض الأفلام للمهرجان وأحدثت جدلا حول مفهوم التطبيع ،فقد إستنكرت جريدة "صوت العرب" فى عددها الثامن عشر عام 1986 إشتراك شركة "كانون" التى وصفتها بالصهيونية من خلال أفلام تملك حق توزيعها ،ووصفت الصحيفة البيان الذى أصدره "سعد وهبة" بأن المهرجان لن يسمح للإمبريالية والصهيونية بإختراق الثقافة العربية بأنه مجرد كلام لأن "طارق بن عمار" منتج الفيلم التونسى "القراصنة" قبل التعامل مع شركة "كانون" الصهيونية لتوزيع أفلامه.
ودأبت إدارة المهرجان فيما بعد على إستبعاد الأفلام التى تنتجها شركة "كانون" وكان من بينها فيلم "أمنية الموت" الذى قرر "وهبه" إستبعاده لهذا السبب.
وفى مهرجان القاهرة الثانى والعشرين عام 1998 ،واجهت الصحافة المخرج والممثل "محمد بكرى" بإنتقادات حادة لمشاركته فى أفلام إسرائيلية ورد بأن هذا حدث عندما كان عمره 18 عاما وقتها شارك فى فيلمين إسرائيلين هما "من وراء القضبان" و" نهائى كأس العالم" وأنه لم يندم على الفيلم الأول لكنه بعد الفيلم الثانى إكتشف أن صناعة السينما الإسرائيلية تستخدمه لحاجة فى نفس يعقوب فقرر الإبتعاد عنها.
ألف كيلو أفلام في الدورة الحادية عشر
كتب الناقد ( سمير فريد ) أنه رغم حصول المهرجان علي مجموعة من الأفلام الجيدة في الدورة الحادية عشرة كان من الممكن أن تجعله مهرجانا من الدرجة الأولي لكنه ظل مهرجانا من الدرجة العاشرة أو الأخيرة بسبب قبوله لأي فيلم يأتي إليه , وعدم وجود برنامج يقسم الأفلام علي الأقل حسب لائحة المهرجان فخلط الجيد بالردئ علي نحو يستحيل معه التفرقة بينهما فأصبح يعرض اللأفلام علي شكل ألف كيلو من اللأفلام موزوعة علي 12كومة بينما أي مهرجان لابد أن يكون له منطق في العروض وإلا ستصبح اللأفلام الجيدة مثل شراب فاخر في كوز من الصفيح الصدئ .
السينما الإيرانية فى المهرجان
إستهل حسين فهمى أولى دوراته فى رئاسة المهرجان بإعلانه عن أنه سيفتح الباب للسينما الإيرانية لتشارك فى مهرجان القاهرة دون قيود ،وطلب تمثيل وفد من السينمائين الإيرانيين فى المهرجان ،وعرض فيلمين إيرانيين فى المسابقة الرسمية.
يوسف شاهين وعمر الشريف يرفضان رئاسة المهرجان
رفض كلا من "يوسف شاهين" و "عمر الشريف" تولى إدارة المهرجان خلفا لسعد وهبه فشاهين قال أنه مشغول بفيلم جديد بينما إعتذر "عمر الشريف" بأنه لا يفهم فى شغل المهرجانات لكنه على إستعداد لتقديم أفكار جديدة للمسئولين عنه.
"كونشرتو درب سعادة" شارك مضطرا
بعد أن إعتذرت المخرجة "أسماء البكرى" عن المشاركة فى دورة 1997 بفيلمها "كونشيرتو درب سعادة" عادت وشاركت به فى المسابقة الرسمية لدورة 1998 فقد كانت تطمح أن تشارك به فى مهرجان دولى.

إنتحار أحد ضيوف المهرجان
إنتحر ممثل شاب أمريكى عمره 32 عاما، جاء ليحضر مهرجان القاهرة فوجدوه منتحرا فى غرفته بالفندق بعد أن كتب رسالة إعتذار للفندق وأخرى للسفارة الأمريكية برر فيه إنتحاره بأنه بسبب يأسه من الشفاء من سرطان الرئة.
رغدة لا تواجه الجمهور لأنها حامل
وفى عددها رقم 3244 نشرت "المصور" أنه أثناء حفل الإفتتاح نادت المذيعة "سناء منصور" على رغده مرتين للصعود للمسرح ولكنها لم تصعد و،حينما سألوها عن السبب قالت أنها حامل ولا تحب أن تظهر بهذة الصورة أمام الجمهور.
جيان ماريا فولنتى فى مهرجان القاهرة
حضر النجم الإيطالى "جيان ماريا فولنتى" لمهرجان القاهرة الثانى عشر وعرض له المهرجان عدد من أفلامه المهمة من بينها "مواطن فوق الشبهات" و" المسيح توقف فى إيبولى" و"المتهم" وغيرها ،وكتبت عنه الصحف المصرية وعن أراؤه التقدمية المناصرة لقضايا الشعوب.

جينا لولو بيرجيدا فى المهرجان
غطت الصحف تصريحات "جينا لولو بيرجيدا" ضيفة المهرجان عام 1998 حول قدرة السينما على صنع حياة أفضل للبشر بعيدا عن السياسة وأن المهم هو ألا يحض الفن على الإرهاب .وحكت لجمهور المهرجان عن تجربتها فى إخراج الأفلام الوثائقية والتى كان أبرزها فيلمان عن "فيدل كاسترو" و"أنديرا غاندى" وقالت أن المشكلة التى تواجهها هى عدم قدرتها على تسويق أفلامها.
مستر بريسون يمكنك أن تذهب إلى الجحيم

قال "الفونس برايسون" سكرتير الإتحاد الدولى للمنتجين فى المؤتمر الصحفى للمهرجان الخامس أن مهرجان القاهرة ثقافى أكثر من اللازم وأن يظل المهرجان بدون جوائز ،وعلقت صفحة السينما فى الجمهورية على ذلك بقولها "مستر بريسون يمكنك أن تذهب إلى الجحيم.

شاشة مائية عملاقة على النيل
أعلن حسين فهمى أنه نسق مع شرطة المسطحات المائية بوزارة الأشغال لعمل شاشة مائية فى النيل بجوار الهليتون لتقديم عرض يومى لمدة ساعتين ،مؤكدا أن الفكرة تنفذ لأول مرة فى مصر والشرق الأوسط.
الإتحاد الدولى للنقاد فى مهرجان القاهرة
وجه "حسين فهمى" فى الدورة الثانية والعشرين الدعوة إلى "كارلوس سيد" سكرتير عام الإتحاد الدولى للنقاد لتكوين لجنة تحكيم من خمسة نقاد عالميين يشترط أن يكون بينهم ناقد عربى .وقد رشح المهرجان السيد "ديرك مالكولم" لرئاسة لجنة التحكيم.
أساتذة معهد السينما يشتكون حسين فهمى
تقدم ستة من أساتذة المعهد العالى للسينما بمذكرة إحتجاج لوزير الثقافة يشتكون فيها من أن حسين فهمى لم يرسل لهم دعوات إفتتاح أو ختام المهرجان معتبرين أن هذا عدم إحترام لهم من قبل المهرجان.
كذلك فقد رفضت إدارة المهرجان ضم طلبة معهد الفنون المسرحية للدعوات المجانية وأصرت على أن يدفعوا رسوم إشتراك وعجز الطلبة عن الدفع .واستنكرت الصحف ذلك قائلة أن حصيلة الإشتراكات التى فرضت بشكل تعسفى على الطلبة لا تصل إلى عشر تكاليف حفلة عشاء واحدة من التى تقيمها الوزارة.


دقيقة حداد على روح الفيلم المصرى
وفى دورة عام 1987 إستنكر الكاتب الصحفى "أحمد رجب" عدم وقوف القائمين على المهرجان دقيقة حداد على روح مؤسس المهرجان "كمال الملاخ" فى حفل الإفتتاح وقال ربما نقف دقيقة الحداد فى ختام المهرجان على روح الفيلم المصرى.
كازنوفا يغلق شارع عماد الدين
توقفت حركة المرور تماما فى شارع عماد الدين فى دورة عام 1987 بسبب الزحام الشديد من الجماهير التى حضرت لتشاهد فيلم "كازانوفا" للمخرج الإيطالى فللينى فى سينما كريم أثناء عرضه بمهرجان القاهرة السينمائى. وقد إستعانت إدارة السينما بالشرطة خوفا من أن يحطمها الجمهور.
كارينهات المهرجان فى السوق السوداء
انتقد "محمد عتمان" فى روزاليوسف عملية التوزيع العشوائى لكارنيهات المهرجان وطالب أن تصل الكارنيهات إلى مستحقيها لا أن يوزعها الموظفون على الأقارب والأنساب .واستنكر بيع هذة الكارنيهات فى السوق السوداء لمن يدفع أكثر خاصة فى نوعية معينة من الأفلام .

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات