إصدارات "القاهرة السينمائي" طموح عظيم .. ولكن !

أروي تاج الدين 14 مايو 2022 مهرجان القاهرة السينمائي.. نظرة عن قرب

الكاتب : أروي تاج الدين
لا شك أن إصدارات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من أهم الأنشطة التي تصاحب انطلاقه رغم محدوديتها وعدم وصولها إلا إلى أيدي عدد محدود من الصحفيين والنقاد، وعدم إتاحتها لمن يرغب في اقتنائها من الدارسين أو المهتمين بالثقافة السينمائية من غير هاتين الفئتين، خاصةً مع ندرة الكتب السينمائية العربية التي تتناول بالدراسة والتحليل قضايا واتجاهات سينمائية، أو تدرس مسيرة وملامحَ أسلوب صناع الأفلام، أو تحاول أن تقدم قراءة لتاريخ السينما، اللهم إلا محاولات قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع، وبالتالي فهذه المطبوعات تعدّ فرصةً جيدة لإثراء المكتبة العربية بكتب تغوص في أعماق هذا الفن وتحاول إماطة اللثام عن كنوزه واكتشاف جمالياته.


• قراءة في إصدارات "القاهرة السينمائي" طموح عظيم .. ولكن !

لا شك أن إصدارات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من أهم الأنشطة التي تصاحب انطلاقه رغم محدوديتها وعدم وصولها إلا إلى أيدي عدد محدود من الصحفيين والنقاد، وعدم إتاحتها لمن يرغب في اقتنائها من الدارسين أو المهتمين بالثقافة السينمائية من غير هاتين الفئتين، خاصةً مع ندرة الكتب السينمائية العربية التي تتناول بالدراسة والتحليل قضايا واتجاهات سينمائية، أو تدرس مسيرة وملامحَ أسلوب صناع الأفلام، أو تحاول أن تقدم قراءة لتاريخ السينما، اللهم إلا محاولات قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع، وبالتالي فهذه المطبوعات تعدّ فرصةً جيدة لإثراء المكتبة العربية بكتب تغوص في أعماق هذا الفن وتحاول إماطة اللثام عن كنوزه واكتشاف جمالياته.
في محاولة لتقديم قراءة في مطبوعات مهرجان القاهرة وتتبع تاريخها واكتشاف البوصلة التي توجه القائمين عليها في اختيار موضوعاتها، لم يتسنَّ لنا العثور على الكتب الكاملة التي صدرت عن دورات المهرجان العريق منذ انطلاقه في 1976 حتى الآن، كما لم نستطع التوصل متى بدأ المهرجان في إصدار هذه المطبوعات تحديدًا. ورغم إنشاء موقع إلكترونيّ للمهرجان منذ أواخر التسعينيات إلا أن أيًّا من رؤساء المهرجان المتعاقبين لم يفكر في محاولة أرشفة هذه الكتب عليه لتكون في متناول كل من يرغب في إلقاء نظرة على هذه المطبوعات أو الاستعانة ببعض من دراساتها القيّمة.
كانت هناك محاولة العام الماضي لإصدار كتاب يؤرخ ويؤرشف للمهرجان بمناسبة دورته الأربعين، أعده محب جميل، وهو شاعر وكاتب مهتم بالموسيقى والفنون بشكل عام، لكن بمراجعة هذا الكتاب، خاصةً في الفصل الثاني الذي يتضمن جداول توضيحية للرؤساء المتعاقبين للمهرجان والمكرمين ومطبوعات المهرجان ومؤلفيها، تبين أنه وثيقة لا يعوّل عليها لتخبطها في كثير من البيانات والتواريخ، رغم اعتماد الكاتب، حسب هوامشه، على نشرات سينمائية ومقالات ومراجع لنقاد سينمائيين كبار.
لذا كان يجب اللجوء إلى النسخ الموجودة فعليًا في أرشيف مقر المهرجان، والتي للأسف لم تطفئ ظمأ الفضول إليها كاملًا، فأقدم المطبوعات يعود تاريخه إلى الدورة الخامسة عشر عام 1991، وبالتالي فهناك أربعة عشر دورة لا نعلم عن مطبوعاتها شيئًا، أو إذا كانت صدرت لها مطبوعات أم لا، بالإضافة إلى أن هناك دورات بين الخامسة عشر والأربعين لم نتمكن من الوصول إلى أي مطبوعات لها على الإطلاق، وهناك دورات وجدنا بعضًا من مطبوعاتها.
وبالتالي لم يكن هناك سبيل في محاولة رصد الملاحظات وتكوين رؤية متكاملة عن هذه الكتب وتقديم قراءة لها إلا من خلال ما وقعت عليه أيدينا من نسخ فعلية، وجدت مرتبة اعتباطيًّا على أرفف غرفة الأرشيف.
ملاحظات على إصدارات مهرجان القاهرة
إصدارات أي مهرجان سينمائي هي جزء من عملية التوثيق لفعاليات دورات هذا المهرجان، وبشكل عام سارت إصدارات مهرجان القاهرة على ذات النهج في غالبية هذه الكتب، فالمطبوعات التي عثرنا على نسخ منها بين الدورتين الخامسة عشر والأربعين تنقسم عمومًا إلى جزأين، كتب أصدرت للمكرمين من صنّاع السينما في تلك الدورات، وأخرى عن السينما الأجنبية المكرمة أو ضيفة شرف المهرجان حسب التقليد السنوي، وهناك بعض الاستثناءات لحلقات بحث تخص تاريخ السينما، أو احتفاء بنوع فيلميّ في السينما المصرية مثلما حدث في بعض الدورات التي ترأسها الفنان حسين فهمي.
ورغم مواظبة المهرجان على إصدار كتب عن المكرمين في كل دورة، إلا أن هذه الإصدارات لم تهتم في معظمها سوى بالمكرمين من المصريين فقط، ومرات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة للمكرمين الأجانب والعرب، من بينهم دراستان وحيدتان أحدهما عن المخرج الإيطالي فيدريكو فيلليني في الدورة السابعة عشر عام 1993 بمناسبة رحيله، والثانية عن الكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز في الدورة السادسة والثلاثين عام 2014 بقلم الناقد عصام زكريا، والبقية ليست سوى مقالات مترجمة ومواد تم تجميعها من الصحف وشهادات دون بذل مجهود في طرح رؤية جديدة أو تنقيبًا عن جماليات فن هؤلاء المكرمين.
هذه الملاحظة تجعلنا نتوقف كثيرًا أمام السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا لم يقم المهرجان بإصدار كتب أو دراسات عن المكرمين الأجانب أسوة بالمصريين، رغم استمرار المهرجان في تكريم رموز السينما العربية والعالمية في كل دورة تقريبًا من صناع أفلام وممثلين ومنتجين؟ هل لا يوجد نقاد وباحثون سينمائيون يمكنهم كتابة مثل هذه الدراسات؟ أم أن هؤلاء الأجانب لا يستحقون عناء نظرة متعمقة في أعمالهم التي استحقوا بسببها هذا التكريم، أو أن تكريمهم لا يستحق التوثيق؟
الملاحظة الثانية هي تذبذب القيمة العملية لهذه الإصدارات بين الدورتين الخامسة عشر والأربعين، فإذا حاولنا رسم خط بيانيّ يصف تاريخ هذه الكتب سوف يبدأ منخفضًا من الدورة الخامسة عشر ثم يرتفع إلى حد ما في الدورة السابعة عشر، ثم يعاود الانخفاض مجددًا إلى أن يرتفع في الدورة الثالثة والعشرين برئاسة حسين فهمي، ثم ينخفض مرة أخرى في الدورات الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين برئاسة شريف الشوباشي، ليرتفع بشكل ملحوظ ويظل ثابتًا في دورات عزت أبو عوف بدءًا من الدورة الحادية والثلاثين ويظل ثابتًا على هذا المستوى حتى يعاود النزول بشكل ملحوظ في الدورة الخامسة والثلاثين، وهي آخر دورة تولاها أبو عوف، ثم يرتفع إلى حد كبير في الدورة السادسة والثلاثين، الدورة الوحيدة التي رأسها الناقد الكبير سمير فريد، وشهدت عددًا كبيرًا من الإصدارات القيّمة، ثم يهبط تدريجيًا مرة أخرى منذ الدورة السابعة والثلاثين ويظل على ذاك المستوى حتى الأربعين.
هناك دورات عديدة أصدرت فيها دراسات تحليلية هامة مثل التي قدمها دكتور وليد سيف أو دكتور حسن عطية في سنوات مختلفة، وهناك من اتخذ الطريق السهل ليسود الصفحات بشهادات هي انطباعات شخصية ومقالات سابقة النشر أو حوارات سطحية لم تنل حتى حظها من صياغة وتنقيح، إلى أن صارت إصدارات القاهرة السينمائي في دوراته الأخيرة مجرد ملء فراغ واسم دون مضمون حقيقي.
نظرة سريعة
في السطور القادمة حاولت عمل حصر منظم لإصدارات القاهرة السينمائي حسب النسخ الموجودة بمقر المهرجان، مرتبة حسب تاريخ إصدارها ومتضمنة تعريفًا مختصرًا لمحتوى هذه الكتب علّها تكون بمثابة مرشدٍ لمن أراد تتبع تاريخها ومعرفة ما احتوته من غث وسمين، على أمل أن تقوم إدارة المهرجان بإعادة طرحها مرة أخرى في مجلد أو إلكترونيًا أو بأي شكل ترتئيه حتى يتمكن المهتمون بالثقافة السينمائية من الوصول إليها.
الدورة الخامسة عشرة 1991 برئاسة سعد الدين وهبة
ما وجد من إصدارات هذه الدورة حلقة بحث التشريعات السينمائية في الوطن العربي أقامها المهرجان بالتعاون مع الاتحاد العام للفنانين العرب وقد صدرت في جزأين، يقدم الجزء الأول دراسةً وتحليلًا للتشريعات الخاصة بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني في كل من مصر ولبنان والأردن وتونس وتوصيات الباحثين حول ما رأوه من إصلاحات وتعديلات لهذه التشريعات. ويتضمن الجزء الثاني النصوص الكاملة لتشريعات هذه البلدان. شارك في هذه الحلقة كل من المصري سمير فريد ومن لبنان محمد سويد، وعدنان مدانات الأردن، ومن تونس محمد بن الأصفر.
الدورة السادسة عشرة 1992 برئاسة سعد الدين وهبة
وُجد لهذه الدورة ثلاثة كتيبات لا تتعدى الأربعين صفحة للمكرمين في هذه الدورة وهم يحيى حقي بقلم عاطف فتحي وليلى مراد بقلم رفيق الصبان، وماجدة لحسين بيومي، وجميعهم سيرة شخصية للمكرمين تتتبّع تاريخهم الفني.
لكن أهم ما يميّز هذه إصدارات هذه الدورة كتابان، الأول هو الكاميرا في أعماق العنف للناقد أحمد رأفت بهجت، وهو دراسة متعمقة لبعض الأفلام العالمية التي عالجت موضوع العنف في العالم بشكل غير تقليدي، معتمدًا في دراسته على أفلام من أنواع مختلفة، تاريخية وحربية وكوميدية وغيرها، لأبرز المخرجين العالميين.
والثاني كتاب: "مخرجو سينما الثمانينيات الحلم والواقع" للناقد طارق الشناوي، حيث يقدم فيه حوارات مع أهم أسماء جيل مخرجي الثمانينيات وهم: محمد خان، خيري بشارة، عاطف الطيب، داوود عبد السيد، بشير الديك، رأفت الميهي، يسري نصر الله، شريف عرفة، إسماعيل حسن، حول مشوارهم السينمائي وأهم المحطات في مشوارهم الفني. ثم رؤية نقدية لأفلام كلّ من محمد خان، خيري بشارة، عاطف الطيب، داوود عبد السيد، بشير الديك، رأفت الميهي، شريف عرفة، عبد اللطيف زكي، مدحت السباعي، عمر عبد العزيز، محمد النجار، هشام أبو النصر، نادية حمزة، هاني لاشين، إيناس الدغيدي، علاء محجوب.
الدورة السابعة عشرة 1993 برئاسة سعد الدين وهبة
نشرت هذه الدورة أربعة كتيبات صغيرة لا تتجاوز الأربعين صفحة عن المكرمين هذه الدورة وهم: هند رستم لعبد الغني داوود، وكمال الشناوي الفتى الذهبي لفاضل الأسود، وعباس حلمي من رواد الديكور والإنتاج السينمائي، ورمزي يسى عازف البيانو العالمي الدكتور زين نصار، وكلها كتيبات تتضمن سردًا مختصرًا لسيرة شخصية بالإضافة إلى قائمة الأعمال والصور.
لكن أهم ما يميز مطبوعات هذه الدورة هم ثلاثة كتب، الأول هو البناء الضوئي عند وحيد فريد، والذي يقدم تحليلًا دقيقًا لأسلوب مدير التصوير في بناء الضوء الخاص بتصوير المكان والشخصيات من خلال تحليل الأفلام التي عمل بها، وهو موضوع فريد من نوعه يندر أن تجده في المكتبة العربية. والثاني هو حوار مع السينما المصرية للناقد سمير فريد، وهو عبارة عن حوارات مجمعةٍ كان قد أجراها الناقد على مدار حياته مع مخرجين مصريين كبار مثل يوسف شاهين وتوفيق صالح وسعيد مرزوق ونيازي مصطفى وهنري بركات وكمال الشيخ وعلي بدرخان بالإضافة إلى سعاد حسني، عن مسيرتهم الفنية.
والكتاب الثالث هو فيدريكو فيلليني شاعر السينما للناقد عصام زكريا، يستعرض فيه سيرة المخرج الشخصية ورأي نقاد ومحللي السينما العالميين في سينماه، ثم فلسفة فيلليني في الحياة ورؤيته للعالم من خلال أسئلة يطرحها الكاتب ويستخدم آراء المخرج التي نشرت له في الكتب والصحف العالمية في وقت سابق كإجابات، ويختم الكتاب بآخر حوار لفليني قبل رحيله مع الناقد الفرنسي مارسيل بادوفاني.
البناء الضوئي عند وحيد فريد د. إبراهيم، يقدم الكتاب تحليلًا عمليًا لأسلوب مدير التصوير والبناء الضوئي في أعماله للصورة والمكان والشخصيات من خلال تحليل الأفلام التي عمل بها.
الدورة الثامنة عشرة 1994 برئاسة سعد الدين وهبة
لم نجد لهذه الدورة سوى كتيب صغير يتضمن سيرة شخصية مختصرة عن المنتج جمال الليثي وفيلموجرافيا وصور، أعده منير محمد إبراهيم، ثم حلقة البحث الرابعة عن الببلوجرافيا الشاملة للسينما العربية الجزء الأول، وقد شارك فيها المهرجان بالتعاون مع الاتحاد العام للفنانين العرب، وحررها الناقد المصري سمير فريد.
ترصد هذه الحلقة وتحلل الكتب السينمائية التي نشرت في مصر والعالم العربي، سواء كانت لمؤلفين عرب أو مترجمة عن لغة أجنبية، شارك فيها كل من كمال رمزي وعدنان مدانات وعبد الكريم قابوس، وأحمد بجاوي وإبراهيم العريس وتوماس جورجيسيان وعرفان رشيد وحسن عطية وأسامة القفاش.
الدورة التاسعة عشرة 1995 برئاسة سعد الدين وهبة
وجد لهذه الدورة كتيب صغير عن الفنان أحمد مظهر لا يتعدى 60 صفحة لسمير الجمل عبارة عن سيرة شخصية وفيلموجرافيا وصور، ثم كتاب عن الممثلة والمنتجة ماري كويني لمحمد عبد الفتاح، يقوم بتحليل مراحل ماري كويني كمنتجة سينمائية بدءًا من عملها مع خالتها آسيا، ثم مرحلة انضمام المخرج أحمد جلال إليهما، ثم استقلالها مع أحمد جلال وتقديم إنتاجهما السينمائي الخاص، وهو أيضًا كتاب فريد من نوعه في المكتبة العربية. وكتاب الطيب لمحمد هاني، والذي يحلل فيه سينما المخرج عاطف الطيب بالإضافة إلى شهادات لبعض النقاد والكتّاب عن أفلامه.
الدورة العشرون 1996برئاسة سعد الدين وهبة
في هذه الدورة تم عمل كتاب مجمّع للمكرمين بعنوان حوار مع المكرمين، وهو حوارات صحفية مع أمينة رزق وحسن إمام عمر وشكري سرحان وحمد توفيق ومحمد عبد الجواد ومحمود الشافعي ومحمود جوهر ويوسف شاهين.
ثم كتاب تذكاري بمناسبة مئوية السينما المصرية بعنوان مصر 100 سنة سينما، يضمّ الاستفتاء أفضل100 فيلم مصري، ودراسات حول تاريخ وتطور السينما المصرية وأعلام الصناعة، ثم رصدًا وتحليلًا للاتجاهات الفنية التي ظهرت في السينما المصرية.
الدورة الحادية والعشرون 1997 برئاسة سعد الدين وهبة
لم يعثر لهذه الدورة سوى على كتاب وحيد عن الفنان إسماعيل ياسين بمناسبة مرور خمسة وعشرين عامًا على رحيله.
الدورة الثانية والعشرون 1998 برئاسة حسين فهمي
لم يعثر سوى على كتاب حسن الإمام لمحمد عبد الفتاح، ويقع الكتاب في 300 صفحة يتناول فيها جزءًا من سيرة شخصية للإمام والعوامل التي أثرت به وجعلته يتجه إلى السينما، ثم دراسة مفصلة لملامح أسلوبه الإخراجيّ من خلال أعماله، ويختتم الكتاب بفيلموجرافيا
الدورة الثالثة والعشرون 1999 برئاسة حسين فهمي
اتخذت هذه الدورة والتالية لها منحًى مختلفًا عن سابقاتها ولاحقتها في النهج الذي تتبعه إصدارات المهرجان، فبدلًا من الاحتفاء بأشخاص آثرت الاحتفاء بأنواع سينمائية، وشهدت هذه الدورة الاحتفال بالكوميديا في السينما المصرية حيث صدرت خمسة كتب هي: العصر الذهبي للكوميديا لأشرف غريب، وهو كتاب يرصد ويحلّل تاريخ الفيلم الكوميدي في مصر، بالإضافة إلى تحليل لمسيرة رواد الكوميديا في السينما المصرية مثل علي الكسار وحسن فايق وعبد السلام النابلسي، وغيرهم.
ثم كتاب عن السينارست علي الزرقاني أحد أهم كتّاب الكوميديا في السينما المصرية بقلم ناجي فوزي، وآخر عن الأخوين حسين فوزي وعباس كامل يدرس تاريخهما مع الفيلم الكوميدي الاستعراضي لمحمد عبد الفتاح، وآخر عن بديع خيري لمصطفى محرم يحلل فيه تاريخ خيري في السينما والمسرح، ثم كتيب لا يتجاوز أربعين صفحة عن فؤاد المهندس لهاني لاشين، يتضمن نصفه الأول رصدًا لتاريخ الفنان والنصف الثاني حوار معه.
الدورة الرابعة والعشرون 2000 برئاسة حسين فهمي
وعلى غرار الدورة السابقة احتفت هذه الدورة أيضًا بأحد الأنواع الفيملية في السينما المصرية وهو الفيلم الرومانسي، حيث صدرت أربعة كتب أحدها هو نجوم الرومانسية مقدمات ونماذج للدكتور أحمد شوقي عبد الفتاح وحليم ذكري ملكيه، وهو رصد لأهم الممثلين الذين قدموا أدوارًا رومانسية في السينما المصرية، ثم كتاب الرومانسية يوتوبيا السينما المصرية للدكتور حسن عطية يناقش فيه مفهوم الرومانسية وعلاقتها بالفن والسينما المصرية تحديدًا، ثم يتناول المراحل التي مر بها الفيلم الرومانسي وعلاقته بالأوضاع السياسية والاجتماعية في التاريخ المصري حتى غيابها عن الشاشة الفضية في مطلع القرن الواحد والعشرين وأسباب هذا الغياب.
وكتاب الرومانسية والدراما النفسية للدكتور مدحت أبو بكر، وهو تحليلٌ نفسيٌّ لبعض المشاهد الرومانسية الأيقونية في السينما المصرية، ويستهدف هذا الكتاب بيان الأثر النفسي الذي تتركه الأفلام الرومانسية على الحالة المزاجية والنفسية للمشاهدين.
ثم كتاب كلاسيكيات رومانسية لمحمد صلاح الدين، والذي يعد رصدًا لتاريخ الرومانسية في السينما المصرية من خلال أهم الأفلام التي أصبحت محطات هامة في الرومانسية على الشاشة منذ بدايات السينما المصرية وحتى آخر القرن الماضي.
الدورة الثامنة والعشرون 2004 برئاسة شريف الشوباشي
لم نعثر لهذه الدورة سوى على كتاب واحد وهو أضواء على السينما الإيطالية للدكتور أنور خورشيد، يلقي فيه الضوء على تاريخ السينما الإيطالية منذ 1895 وحتى 2004، متناولًا المراحل والاتجاهات الفنية التي مرت بها، وأهم مخرجيها وأهم أفلامهم التي صارت علامات في السينما الإيطالية.
وهذه هي الدورة الأولى فيما عثرنا عليه من المطبوعات التي تحتفي فيها إصدارات مهرجان القاهرة بسينما بلد آخر، وتحاول إعادة اكتشافها، وهو أيضًا أمر نادر في المكتبة السينمائية العربية، وسوف يتكرر كثيرًا خلال الدورات القادمة.
الدورة التاسعة والعشرون 2005 برئاسة شريف الشوباشي
أيضًا لم نعثر لهذه الدورة سوى على كتاب أحمد زكي الموهبة والتفرد للدكتور أحمد شوقي عبد الفتاح، والذي يقدم فيه دراسة تفصيلية عن كيف أثرت بيئة ونشأة أحمد زكي في تكوين ملامحه الفنية، محللًا بداياته وأهم أدواره مرورًا بمراحل عمله مع المخرجين محمد خان وعاطف الطيب وإيناس الدغيدي.
الدورة الثلاثون 2006 برئاسة عزت أبو عوف
بدءًا من هذه الدورة بدأ جمع الدراسات والموضوعات التي تخص المكرّمين في كتاب واحد يحمل اسم التكريمات، كما استؤنف التقليد الذي بدأ في الدورة الثامنة والعشرين في إلقاء الضوء على سينما بلدان أخرى.
في تكريمات هذه الدورة نشرت عدة دراسات عن محمود عبد العزيز ومدير التصوير سعيد شيمي والموسيقار عمر خيرت والفنانة يسرا، ثم كتيب نجيب محفوظ ترنيمة حب لهاشم النحاس وهو سيرة شخصية مختزلة.
صدر أيضًا في هذه الدورة كتاب سينما أمريكا اللاتينية لحسن عطية، يلقي الكتاب الضوء على سينما بلدان أمريكا اللاتينية مثل كوبا والمكسيك وبيرو وغيرها، راصدًا نشأة تاريخ السينما في كل بلد وأهم الملامح التي تميزها، وأهم مخرجيها، ثم تحليلًا مفصلًا للأفلام المكسيكية المأخوذة من أدب نجيب محفوظ.
الدورة الحادية والثلاثون 2007 برئاسة عزت أبو عوف
يتضمن كتاب التكريمات دراسات عن أحمد رمزي لأشرف غريب، نبيلة عبيد لنادر عدلي، مصطفى محرم لوليد سيف، نور الشريف لمحمد الروبي، راجح داوود لصفاء الليثي، أحمد صالح لماجدة موريس.
كما صدر كتاب أضواء على السينما البريطانية للدكتور أحمد شوقي عبد الفتاح وهو دراسة متعمقة في تاريخ سينما هذا البلد محللًا نشأتها وأهم العوامل السياسية والتاريخية التي أثرت بها، مرورًا بأهم أعلام السينما في الصناعة وأهم الأفلام التي تمثل علامات مضيئة في تاريخها.
وكتاب سنوات الضحك في السينما المصرية لطارق الشناوي، وهو نظرة متفحصة لعشر سنوات من تاريخ السينما المصرية من 1997 وحتى 2007، والتي بدأت بفيلم "إسماعيلية رايح جاي" الذي مثل ظاهرة لافتة للانتباه في تاريخ السينما بسبب نجاحه الجماهيري الساحق الذي مهد الطريق لعدد من الأفلام التي جاءت بعده وسارت على نفس خطاه، يحاول الكاتب من خلال هذا الكتاب تحليل هذه الظاهرة وكشف أسباب انطلاقها ونجاحها، مع رؤية نقدية لبعض هذه الأفلام.
الدورة الثانية والثلاثون 2008 برئاسة عزت أبو عوف
تضمن كتاب التكريمات لهذه الدورة دراسات عن المكرمين: سميرة أحمد لأشرف غريب، محمود ياسين لسمير الجمل، بوسي، محمود قاسم، طارق التلمساني حوار لطارق الشناوي، نهاد بهجت لوليد سيف.
كما صدر كتاب آخر بعنوان أجيال شاهين، إعداد وليد سيف وفاروق وعبد الخالق ونادر عدلي ومحمود قاسم وصفاء الليثي، بمناسبة رحيل المخرج يوسف شاهين في ذات العام والكتاب رصد مجرد للأشخاص الذين عملوا مع شاهين من الممثلين ومديري التصوير ومساعدي إخراج من أجيال مختلفة، وكيف تسنى لهم العمل معه.
وأهم إصدارين لهذه الدورة هما: كتاب سينما اللؤلؤة السوداء للدكتور أحمد شوقي عبد الفتاح، عن تاريخ سينما أفريقيا السوداء منذ نشأتها المتأخرة في الخمسينيات على يد الرجل الأبيض، ثم رصدًا لأهم رواد السينما الأفريقية، ثم تحليلًا لاتجاهات التجديد في السرد، والموجة الثانية في السينما الأفريقية، وصولًا إلى تحليل بعض التجارب الفريدة بها.
والآخر هو أضواء على السينما الإسبانية لحسن عطية، يقدم فيه عرضًا تاريخيًا للسينما الإسبانية، ثم أهم الأنواع السينمائية في السينما الإسبانية والتي تأثرت بالبيئة والثقافة الفريدة، مرورًا بأهم المخرجين الإسبان الذين أثبتوا وجودهم على خريطة السينما العالمية، وأهم الممثلين الذين نجحوا أيضًا في تخطي الحدود إلى العالمية.
الدورة الثالثة والثلاثون 2009 برئاسة عزت أبو عوف
إلى جانب المقالات والدراسات التي تضمنها كتاب التكريمات لهذه الدورة عن المونتير أحمد سامي وشويكار والمخرج علي عبد الخلق ومدير التصوير محسن نصر ونادية الجندي، صدر كتيب آخر تكريمًا للمخرج والمنتج الجزائري أحمد راشدي، لكن بدلًا من أن يقوم أحد النقاد والباحثين السينمائيين بتقديم رؤية تحليلية لأحد رواد السينما في العالم العربي، آثر القائمون على إصدارات المهرجان جمع بعض المقالات سابقة النشر التي كتبها عنه نقاد جزائريون.
وما يتصدر مطبوعات هذه الدورة هو كتاب السينما الهندية لأحمد شوقي عبد الفتاح، الذي يلقي فيه الضوء على تاريخ السينما الهندية وأهم ملامحها وأهم مخرجيها والمراحل التي مرت بها، ويحلل اتجاهاتها، والموسيقى والغناء والرقابة، واقتصاديات الصناعة، وتأثير الاحتلال البريطاني عليها، وموجتها الجديدة، بالإضافة إلى سينما القوميات الهندية المختلفة.
الدورة الرابعة والثلاثون 2010 برئاسة عزت أبو عوف
بالإضافة إلى البورتريهات والفيلموجرافيا التي صدرت في كتاب التكريمات لكل من صفية العمري ورمسيس مرزوق وليلى علوي، صدر كتاب: مبدعينا في الخارج للدكتور وليد سيف، وهو سيرة شخصية ودراسة لمسيرة ثلاثة من المصريين الذين شقّوا طريقهم إلى السينما العالمية وهم: المنتج العالمي فؤاد سعيد، والمخرج المصري ميلاد بسادة والممثل المصري البريطاني خالد عبد الله. وكتاب مصر وسينما العالم دراسة كبيرة مفصلة تقع في 300 صفحة تقريبًا من القطع الكبير من تأليف أحمد رأفت بهجت، تتناول تفصيلًا صورة مصر في السينما العالمية، بدءًا من الأفلام الأجنبية التي تدور حول الحضارة المصرية القديمة، مرورًا بصورة مصر في الأنواع السينمائية المختلفة. ويتضمن الكتاب أيضًا ملحقًا لـ100 فنان من ذوي أصول مصرية انطلقوا للعمل في السينما العالمية في فروعها المختلفة سواء في الإنتاج أو التمثيل أو الإخراج.
الدورة الخامسة والثلاثون 2012 برئاسة عزت أبو عوف
تضمن كتاب التكريمات لهذه الدورة حوارًا مع منسق المناظر أنسي أبو سيف، يحكي فيه عن مشواره الفني وذكرياته مع الأفلام التي عمل بها أجراه الناقد سيد سعيد، ثم دراسة عن الفنانة لبلبة بقلم كمال رمزي، ثم حوار لصفاء الليثي مع نيللي، يليه د راسة نقدية بقلم أحمد يوسف عن مشوارها الفني.
وصدر كتاب في آفاق السينما يتضمن مقالًا لأحمد شوقي عن الإنجازات التي حققتها السينما التركية في سنواتها الأخيرة، ودراسة لأحمد فايق عن السينما الجزائرية الجديدة، ثم دراسة لوليد سيف عن أفلام أفريقيا السوداء.
ثم كتيبان صغيران أحدهما هو زانج ييمو أيقونة السينما الصينية إعداد سهام سنية عبد السلام، ويتضمن سيرة شخصية مختصرة للمخرج، ودراسة لأسلوبه ولغته السينمائية، ثم فيلموغرافيا وقائمة بالجوائز التي حصل عليها. وكتيب سينما التسامح والتعصب لأسامه عبد الفتاح وهو كتيب صغير لا يتعدى 20 صفحةً يستعرض الأفلام المشاركة في مهرجان القاهرة في هذه الدورة والتي تناقش هذين المفهومين.
الدورة السادسة والثلاثون 2014 برئاسة سمير فريد
شهدت هذه الدورة انتعاشةً قويةً لإصدارات المهرجان من حيث الكمّ والكيف، كما تراجعت فكرة إصدار التكريمات جميعها في كتاب واحد وإصدار كتاب لكل منهم باستثناء كتاب يوم أن تحصى السنون، الذي يحتفى فيه بذكرى الراحلين عنا من كتاب سيناريو ومخرجين في 2013 و2014 تحرير محمد دياب، وهو عبارة عن فيلموغرافيا وسيرة شخصية للمكرّمين. كما تعد مطبوعات هذه الدورة الذروة التي بدأ بعدها ينحدر مستوى هذه الإصدارات.
صدر كتاب بركات زعيم المحافظين، لمجدي الطيب، يتضمن الكتاب سيرة شخصية للمخرج هنري بركات، ثم دراسة عن ملامح سينماه، ثم 4 حوارات أجراها 4 كتاب مختلفين في أزمنة مختلفة مع المخرج ثم فيلموغرافيا.
كتاب جارسيا مركيز والسينما، عاش ليكتب وتمنى أن يعيش ليصنع أفلامًا للناقد عصام زكريا، يناقش الكتاب علاقة ماركيز بالسينما سواء من خلال كتبه التي تحولت إلى أفلام أو الأفلام التي كتب لها السيناريو والقصة، ودراسة لبعض نماذج هذه الأفلام، ثم حوارًا مترجمًا بين ماركيز والمخرج الياباني أكيرا وكوروساوا.
كتاب تكريم الصحفي خالد السرجاني الذي رحل قبل بداية هذه الدورة بفترة قصيرة، وكان مسئوًل عن المركز الصحفي للمهرجان، يتضمن الكتاب شهادات مكتوبة لبعض معاصريه يليها بعض من مقالاته المنشورة في عدة صحف مصرية، ثم علاقته ببعض الشخصيات، وأخيرًا موقفه من السياسة الداخلية والخارجية.
ثم كتاب حسين صدقي لناهد صلاح، ويتتبع مسيرته الفنية، وكتاب كمال سليم بين أصالة الواقعية وزيف المظاهر لوليد سيف، وهو دراسة تحليلية لأسلوب المخرج ورؤية نقدية لتاريخه الفني.
كما صدر كتابان عن اثنين من أهم رواد النقد السينمائي في العالم العربي وهما فريد المزاوي إعداد محمد عبد الفتاح، ويتضمن أهم مقالات الناقد التي تناولت السينما المصرية والعالمية ومقاطعًا من كتبه التي أثرى بها النقد السينمائي المصري، وكتاب غسان عبد الخالق عشر سنوات من الرحيل لمحمود الغيطاني، بمناسبة مرور 10 سنوات على رحيل الناقد اللبناني ويتضمن بورتريهًا شخصيًّا وشهادات لعمالقة السينما العربية من صنّاع سينما وكتّاب ونقّاد عن الناقد الراحل.
وأخيرًا كتاب الكتابة بالضوء لسعيد شيمي عن مديري التصوير عبد الحليم نصر وأحمد خورشيد، يتضمن "فيلم غرافيا" ودراسة لكل منهما. وكتاب عن السينما الكوردية لإبراهيم الحاج.
الدورة السابعة والثلاثون 2015 برئاسة ماجدة واصف
رغم صدور عدة كتب لهذه الدورة من بينها وجوه عمر الشريف لمحمود قاسم ونور الشريف وجوه بلا أقنعة لوليد سيف، لم نعثر سوى على كتاب فاتن للناقد طارق الشناوي، والذي يرصد فيه مسيرة فاتن حمامة الفنية وبعض الشخصيات التي عملت معها، ونقداً لبعض أدوارها، وكتاب حسين فهمي بين السياسة والسينما لماجدة موريس وهو أيضًا سيرة شخصية للفنان.
الدورة الثامنة والثلاثون 2016 برئاسة ماجدة موريس
صدر لهذه الدورة كتاب تكريم وحيد وهو حلمي خارج السرب لطارق الشناوي، رغم وجود مكرمين عرب آخرين مثل هند صبري، وهو تتبع لمسيرة الفنان أحمد حلمي الفنية وشهادات من أسرته وأشخاص عملوا معه.
وكتاب نظرة على السينما الصينية، والذي كتب خصيصًا للمهرجان الناقد الفرنسي جان ميشيل فرودون وترجمه الناقد أسامه عبد الفتاح، وهو قراءة في تاريخ السينما الصينية وأهم محطاتها. وكتاب شكسبير والسينما للناقد عصام زكريا، والذي يستكشف فيه حضور مسرح شكسبير في الفن السابع منذ نشأته في السينما المصرية والعالمية.
الدورة التاسعة والثلاثون 2017 برئاسة ماجدة واصف
صدر عنها كتاب تكريم واحد وهو سمير غانم أكسير الحياة للناقد طارق الشناوي، يتضمن حوارًا مع الفنان بعيدًا عن الصياغة أو التنقيح اللغوي، ويدور في معظمه حول حياته الشخصية، ويتضمن أيضًا شهادات لأسرته.
وكتيب سمير فريد إنجاز وتفرد للناقدة صفاء الليثي، ويتضمن شهادات لنقاد دوليين، ورصداً لتاريخه في النقد السينمائي وأعماله من كتب ومؤلفات. وكتيب جان شمعون سينما الذاكرة والإنسان.
الدورة الأربعون 2018 برئاسة محمد حفظي
أيضًا صدر لهذه الدورة كتاب تكريم واحد عن الفنان حسن حسني يحمل عنوان المشخصاتي للناقد طارق الشناوي، لا يختلف كثيرًا عن كتاب سمير غانم، وأرشيف مهرجان القاهرة لمحب جميل الذي يتضمن الكثير من الأخطاء كما ذكرنا في بداية المقال. وكتاب إحسان عبد القدوس بين الأدب والسينما لسامح فتحي، وهو رصدٌ لأعمال الروائي التي تم معالجتها سينمائيًا.
وأفضل ما قدم في إصدارات هذه الدورة هو كتاب المذكرات المجهولة لصلاح أبو سيف التي عثر عليها وقدمها الكاتب الصحفي عادل حمودة.

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات