أعوام من الهرم الذهبي

أندرو محسن 13 مايو 2022 مهرجان القاهرة السينمائي.. نظرة عن قرب

الكاتب : أندرو محسن
الناظر إلى كتالوج أيًا من دورات مهرجان القاهرة سيجد الكثير من الأفلام المهمة التي عرضت وميزت دورات المهرجان سواء في المسابقة الدولية أو كان عرضها مصاحبًا لتكريم أحد صناع الأفلام المهمين، وربما تفوق أهميتها أي فيلم آخر معروض في الدورة. ولكن تبقى الجائزة الكبرى للمهرجان ذات قيمة لا يمكن إغفالها، وعندما تُذكر أي دورة فإن واحد من الأسئلة التي تظهر مباشرة هو "من الذي حصل على الهرم الذهبي في هذه الدورة؟". كنا نود أن يكون العنوان هو 40 عامًا من الهرم الذهبي، لكن للأسف توقفت المسابقة بعد الدورة الثالثة لعدة سنوات بسبب بعض المشكلات التنظيمية، قبل أن تعود بداية من الدورة الخامسة عشر وتستمر. في خلال السطور التالية سنحاول التعليق على الأفلام التي حصلت على جائزة الهرم الذهبي أو نفرتيتي الذهبية في الدورات الثلاثة الأولى، بجانب ذكر بعض الملاحظات عن تطور بعض الجوائز، والأفلام المصرية المشاركة في المسابقة الدولية، وسينحصر الحديث على المسابقة الدولية فقط. توضيح مهم: ليست السطور التالية رصد كامل للمسابقة بل هي محاولة للتعليق على أهم الظواهر من وجهة نظر الكاتب فقط، أحسبها نواة لبحث أكبر، وربما تحتوي على بعض الأخطاء نظرًا لقلة المصادر، ولهذا أرحب بأي تعديلات أو ملاحظات.



الدورة الأولى 1976
Beware of the Buffoon (احترس من المهرج)
إخراج: ألبيرتو بيفلاكوا
إنتاج: إيطاليا 1976
يُعرف الفيلم باسم آخر هو "Eye of the Cat" (عين القط)، وقد حصل على الجائزة بعد منافسة مع عدة أفلام منها "المذنبون" لسعيد مرزوق الذي حصل عنه عماد حمدي على جائزة أفضل ممثل. لم يقدم ألبيرتو بيفلاكاوا إلا سبعة أفلام فقط كمخرج، و "احترس من المهرج" هو الثالث له وجاء بعد أحد أبرز أفلامه "Questa specie d'amore" (هذا النوع من الحب) الذي حصد عدة جوائز.


الدورة الثانية 1977
A Jarvany / Epidemic (الوباء)
إخراج: بال جابور
إنتاج: المجر 1976
هذه الدورة شهدت حضور منافسة بين أسماء قوية، إذ عرض فيها هنري بركات "أفواه وأرانب" وكمال الشيخ "وثالثهم الشيطان" وسمير سيف "قطة على نار"، ورضا الباهي "شمس الضباع"، وآنييس فاردا "One Sings, The Other Doesn't" (واحدة تغني والأخرى لا)، وتيري جيليام "Jabberwocky" وهو ثاني أفلامه الروائية الطويلة بالمناسبة، مما يعني أن المهرجان شهد بدايات هذا المخرج، قبل أن يكرمه في الدورة 41 عن مجمل أعماله.
حصلت في هذه الدورة الفنانة فاتن حمامة على جائزة أفضل ممثلة، وهي الجائزة الوحيدة التي تحصل عليها الفنانة الراحلة، قبل أن تحمل جوائز التكريم اسمها بداية من الدورة 37.
للأسف لا تتوافر الكثير من المعلومات عن الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى "الوباء" ولا يعد هو أبرز أعمال المخرج إذ حصلت بعض أفلامه على جوائز أكثر مثل "Angi Vear"، ولكن يبدو أن لجنة التحكيم رأت في الفيلم شيء مميز لم تجده في العناوين السابقة التي شاركته في المسابقة.

الدورة الثالثة 1978
Der Hauptdarsteller (الممثل الرئيسي)
إخراج: رينارد هوف
إنتاج: ألمانيا الغربية 1977
لم تشهد هذه الدورة الكثير من العناوين أو الأسماء التي يمكن الوقوف عندها، وإن كانت بداية الأزمة الكبيرة التي شهدها المهرجان والتي ترتب عليها معاقبته من الاتحاد الدولي للمنتجين بإيقاف مسابقته الرسمية. واحدة من أبرز مظاهر الخلل كانت في عرض فيلم "قاهر الظلام" لعاطف سالم المأخوذ عن قصة كمال الملاخ رئيس المهرجان آنذاك، بل وحصول محمود ياسين بطل الفيلم على شهادة تقدير عن دوره. الفيلم المصري الآخر الذي شارك في هذه الدورة هو "مع سبق الإصرار" لأشرف فهمي.
بعيدًا عن هذا، رينارد هوف هو من المخرجين الألمان المهمين، قدم الكثير من الأفلام السينمائية والتلفزيونية، وشارك مع المخرج فولكر شلوندورف والمنتج إبرهارد جانكرسدورف في تأسيس شركة إنتاج، بالإضافة لتوليه رئاسة الأكاديمية الألمانية للسينما والتلفزيون.

الدورة الخامسة عشر 1991
Object of Beauty (موضع الجمال)
إخراج: مايكل ليندسي هوج
إنتاج: بريطانيا، أمريكا 1991
تعود المسابقة بعد طول انقطاع، لتشهد مشاركة المخرج الكبير داود عبد السيد بفيلمه الثاني "البحث عن سيد مرزوق" الذي حصل على الجائزة الفضية، وهي أول جائزة لفيلم مصري بعيدًا عن التمثيل، كما شارك أيضًا المخرج شريف عرفة بفيلمه "يا مهلبية يا" ليمثل هذا الظهور الأول في مسابقة المهرجان للمخرج الذي سيحصل على تكريم عن مجمل أعماله في الدورة 41.
تبتعد الجائزة عن أوروبا ولو نسبيًا إذ أن الفيلم إنتاج بريطاني أمريكي مشترك، ومن بطولة النجمين آندي ماكدويل وجون مالكوفيتش الذي عاد للمهرجان لاحقًا في الدورة 22 كرئيس للجنة التحكيم. أما عن المخرج فهو متخصص في الأعمال التلفزيونية بالأساس وقدم القليل من الأفلام السينمائية وكان هذا هو فيلمه الثالث بعيدًا عن التلفزيون، وقد حصل أيضًا على جائزة أفضل مخرج من المهرجان.

الدورة السادسة عشرة 1992
Those Left Behind (المنسيون)
إخراج: هو زيويانج
إنتاج: الصين 1991
للمرة الأولى تخرج الجائزة من أوروبا لتذهب إلى آسيا في عمل هو الثاني لمخرجه، وقد حصل الفيلم أيضًا على جائزة أفضل ممثلة، والتي كانت من نصيب زيو جينجشوانج.
وللسنة الثانية على التوالي يحصل على الجائزة الفضية فيلم مصري هو "ليه يا بنفسج؟" لرضوان الكاشف هذه المرة، وهو أحد الفيلمين المصريين في المسابقة بينما كان الآخر هو "حب في الثلاجة" لسعيد حامد.

الدورة السابعة عشرة 1993
حتى إشعار آخر
إخراج: رشيد مشهراوي
إنتاج: فلسطين 1993
لأول مرة يحصل فيلم عربي على الهرم الذهبي، وقد شهدت هذه الدورة مشاركة عربية مميزة، فبالإضافة لهذا الفيلم كان هناك "يوسف أسطورة النائم السابع" لمحمد شويخ من الجزائر، و"كومبارس" لنبيل المالح من سوريا الذي حصل على جائزة أفضل مخرج. مع وجود فيلمين مصريين هما "حرب الفراولة" لخيري بشارة، و"الجراج" لعلاء كريم"، وهي الدورة الأولى أيضًا التي تخرج فيها السينما المصرية خالية الوفاض من الجوائز منذ عودة المسابقة.

الدورة الثامنة عشرة 1994
Colonel Chabert (الكولونيل شابر)
إخراج: إيف أنجلو
إنتاج: فرنسا 1994
هذه الدورة شهدت ذهاب الهرم الذهبي لأول مرة لفيلم هو الأول لمخرجه، كما شهدت عرض ثلاثة أفلام مصرية للمرة الأولى منذ عودة المسابقة، وحصول اثنين منها على جوائز، وهما "قليل من الحب كثير من العنف" لرأفت الميهي الذي حصلت عنه ليلى علوي على جائزة أفضل ممثلة، و"ليلة ساخنة" لعاطف الطيب وحصل عنه نور الشريف على جائزة أفضل ممثل، لتصبح جائزتا التمثيل مصريتين للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، بالإضافة لجائزة الهرم الفضي جائزة لجنة التحكيم لنفس الفيلم، بينما خرج "سارق الفرح" لداود عبد السيد خالي الوفاض.
في هذه الدورة أيضًا ظهرت في الجوائز للمرة الأولى جائزة أفضل سيناريو، بينما استحدثت مسابقة منفصلة للأعمال الأولى باسم نجيب محفوظ، أشبه بأسبوع النقاد الدولي القائم في المهرجان حاليًا، لكنها استمرت لثلاث دورات فقط.
بالعودة لإيف أنجلو فهو مدير تصوير بالأساس، اختار لأول أفلامه كمخرج رواية تدور أحداثها في وقت نابليون، وقدم الشخصية الرئيسية الفنان الكبير جيرارد ديبارديو.

الدورة التاسعة عشرة 1995
The Flor Contemplacion Story (قصة فلور كونتبلاسيون)
إخراج: جويل لامانجان
إنتاج: الفلبين 1995
بجانب الهرم الذهبي حصل الفيلم أيضًا على جائزة أفضل ممثلة التي ذهبت لنورا آينور. لم تشهد هذه الدورة مشاركات استثنائية، واستمرت المشاركة المصرية بثلاثة أفلام هي "ميت فل" لرأفت الميهي الذي شارك للعام الثاني على التوالي، و"يا دنيا يا غرامي" لمجدي أحمد علي، و"إشارة مرور" لخيري بشارة الذي حصل على الهرم الفضي جائزة لجنة التحكيم.
جويل لامانجان مخرج يتميز بغزارة الإنتاج، إذ يقدم عدة أفلام في سنة واحدة، وقد عاد في دورات لاحقة للمهرجان، ويعد "قصة فلور كونتبلاسيون" أحد أبرز أفلامه.

الدورة العشرون 1996
تفاحة
إخراج: رأفت الميهي
إنتاج: مصر 1996
في زيارته الثالثة على التوالي والأخيرة للمهرجان، يحصد المخرج والسيناريت الكبير رأفت الميهي الهرم الذهبي وهي المرة الأولى التي يذهب فيها الهرم الذهبي لفيلم مصري ولم تتكرر إلا مرة واحدة فقط لاحقًا.
بينما عرض من مصر "المرأة والساطور" ثاني أفلام المخرج سعيد مرزوق مشاركة في مسابقة المهرجان، وحصل على جائزة أفضل ممثل التي ذهبت لأبو بكر عزت. شهدت هذه الدورة أيضًا الزيارة الأولى للمخرج الجزائري مرزاق علواش بفيلم "مرحبًا يا بن عمي" الذي حصل على الهرم الفضي جائزة لجنة التحكيم، وفي هذه الدورة أيضًا عاد المخرج رشيد مشهراوي بفيلمه "حيفا"، الذي حصل جائزة أفضل فيلم عربي التي تمنحها وزارة الثقافة والتي استحدثت في هذه الدورة.

الدورة الحادية والعشرون 1997
La femme de chambre du Titanic / The Chambermaid on the Titanic
(وصيفة السفينة تايتانك)
إخراج: بيجاس لونا
إنتاج: فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا 1997
للمرة الأولى يحصل فيلم واحد على ثلاث جوائز، فبجانب الهرم الذهبي حصل "وصيفة السفينة تايتانك" على جائزتي الإخراج والسيناريو.
في هذه الدورة عادت جائزة أفضل عمل أول أو ثاني إلى المسابقة الدولية بعد إلغاء مسابقة الأعمال الأولى، وأطلق عليها جائزة نجيب محفوظ، وذهبت لفيلم "مكتوب" المغربي لنبيل عيوش، وقد حصل الفيلم أيضًا على جائزة أفضل فيلم عربي مناصفة مع "هارمونيكا" المصري لفخر الدين نجيدة، الذي كان أحد العملين المصريين في المسابقة، بينما الثاني هو "هستيريا" لعادل أديب.
فيلم "وصيفة السفينة تايتانك" عرض في العام نفسه الذي عرض فيه الفيلم الأمريكي الأشهر "تايتانك" لجيمس كاميرون، الذي كان يعرض في نفس التوقيت تقريبًا في المهرجانات بداية من نوفمبر قبل عرضه تجاريًا في منتصف ديسمبر حول العالم. "وصيفة السفينة تايتانك" أيضًا كان يدور حول قصة حب، متخيلة هذه المرة بين عامل وإحدى الخادمات على متن تايتانك. المخرج الإسباني بيجاس لونا من المخرجين المهمين، وحصل على جائزة الأسد الفضي من فينيسا كأفضل مخرج عن فيلمه "Jamón, Jamón".

الدورة الثانية والعشرون 1998
The Terrorist (الإرهابية)
إخراج: سانتوش سيفان
البلد: الهند 1998
للمرة الثانية على التوالي يحصل فيلم واحد على ثلاث جوائز، إذ حصل "الإرهابية" أيضًا على جائزتي أفضل مخرج وجائزة الإبداع الفني التي بدأت في الظهور بانتظام بداية من هذه الدورة، وباستثناء جائزة الفيلم العربي، فبقية فئات الجوائز في هذه الدورة هي تقريبًا ما استبقاه المهرجان حتى الآن مع تعديلات طفيفة بداية من الدورة 35. في هذه الدورة بلغ عدد الجوائز الأساسية 8 جوائز: الهرم الذهبي لأفضل فيلم، والهرم الفضي جائزة لجنة التحكيم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل عمل أول أو ثاني، وأفضل إسهام فني.
عرض في الدورة فيلمان مصريان هما "كونشرتو درب السعادة" لأسماء البكري الذي حصل على جائزة العمل الأول أو الثاني، و"اختفاء جعفر المصري" الذي حصل على جائزة أفضل فيلم عربي مناصفة مع "تراب الغرباء" من سوريا لسمير ذكري. الطريف هنا أن "اختفاء جعفر المصري" كان من بطولة حسين فهمي رئيس المهرجان آنذاك!
يذكر أن مسابقة هذا العام أيضًا ضمت فيلم "Les Miserbales" (البؤساء) لبيل أوجست الذي سيعود للمهرجان في دورته الأربعين رئيسًا للجنة التحكيم.
سانتوش سيفان هو مدير تصوير وقدم عدة أفلام كمخرج يعد "الإرهابية" أحد أبرزها.

الدورة الثالثة والعشرون 1999
A Major Inconvenience / Un dérangement considérable (حيرة كبيرة)
إخراج: برنارد ستورا
إنتاج: فرنسا 1999
حصل الفيلم أيضًا على جائزة السيناريو مناصفة مع "أرض الخوف" لداود عبد السيد الذي حصد في هذه الدورة 3 جوائز، هي جائزة الهرم الفضي لجنة التحكيم وجائزة أفضل فيلم عربي بالإضافة لجائزة السيناريو، بينما حصل الفيلم المصري الثاني المشارك في المسابقة، "سوق المتعة" لسمير سيف، على جائزة أفضل ممثل التي ذهبت لمحمود عبد العزيز

الدورة الرابعة والعشرون 2000
A Sigh (تنهيدة)
إخراج: فينج زياوجانج
إنتاج: الصين 2000
في سابقة هي الأولى والأخيرة في تاريخ المهرجان، يحصد فيلم واحد 4 جوائز، بالإضافة لشهادة تقدير، إذ بجانب الهرم الذهبي حصل الفيلم على جوائز: أفضل سيناريو وأفضل ممثل وأفضل ممثلة (مناصفة)، وشهادة تقدير لممثلة أخرى. وفي سابقة هي الأولى أيضًا منذ عودة المسابقة، عرض فيلم مصري واحد هو "العاصفة" لخالد يوسف، والذي خرج بجائزتين هما الهرم الفضي لجنة التحكيم، وأفضل فيلم عربي، علمًا بوجود منافس وحيد له في هذه الجائزة هو المغربي "عطش" لسعد شرايبي.
فينج زياوجانج مخرج وكاتب سيناريو صيني حصل على العديد من الجوائز، خاصة من مهرجان بكين.

الدورة الخامسة والعشرون 2001
Pauline and Paulette (بولين وبوليت)
إخراج: ليفين ديبرور
إنتاج: بلجيكا، فرنسا، هولندا 2001
في هذه الدورة أيضًا عرض فيلم مصري وحيد هو "مذكرات مراهقة" لإيناس الدغيدي وحصل على جائزة أفضل فيلم عربي، وقد شارك في المسابقة الفيلم الأمريكي "Almost Famous" (مشهور تقريبًا) لكاميرون كراو وحصل على جائزة السيناريو، وكان قد سبق وحصل على جائزة الأوسكار في نفس الفئة.
جدير بالذكر أيضًا أن المخرج الهولندي تيبو بيننج الذي حصل فيلمه على جائزتي العمل الأول وأفضل ممثل، عاد للمهرجان في دورته 38 مع فيلمه "Clean Hands" (الأيادي النظيفة) الذي عرض ضمن قسم البانوراما.
ليفين ديبرور مخرج متخصص في الأفلام القصيرة، "بولين وبوليت" هو فيلمه الطويل الأول.

الدورة السادسة والعشرون 2002
The Last Blues / Az utolsó blues (اللحظات الدامية)
إخراج: بيتر جاردوس
إنتاج: المجر، إيطاليا، بولندا 2002
شهدت هذه الدورة الزيارة الأخيرة للنجم الراحل أحمد زكي من خلال فيلم "معالي الوزير" للمخرج سمير سيف الذي كانت هذه هي مشاركته الأخيرة -حتى الآن- أيضًا، وحصد زكي جائزة أفضل ممثل، بينما كانت جائزة أفضل فيلم عربي من نصيب الفيلم المصري الآخر في المسابقة "خريف آدم" لمحمد كامل القليوبي.
وفي زيارته الثالثة للمهرجان يحصل الفلسطيني رشيد مشهراوي على جائزة جديدة عن فيلمه "تذكرة إلى القدس" وهي جائزة الهرم الفضي لجنة التحكيم (مناصفة).
للعام الثاني على التوالي يشهد المهرجان أحد الأفلام الأمريكية البارزة التي رشحت للأوسكار "I am Sam" (أنا سام) لجيسي نيلسون وحصل على جائزة أفضل عمل أو ثاني، وهنا يمكن الإشارة إلى أن عدم قرصنة الأفلام وسهولة تحميلها من على الإنترنت بعد أيام قليلة من عرضها التجاري كان يتيح عرض الأفلام الأمريكية حتى بعد شهور من طرحها في دور العرض في الخارج.

الدورة السابعة والعشرون 2003
The King / O vasilias (الملك)
إخراج: نيكوس جرماتيكوس
إنتاج: اليونان 2002
للمرة الأولى منذ عام 1997 لا تذهب جائزة أفضل فيلم عربي إلى فيلم مصري، إذ ذهبت إلى الفلسطيني "موسم الزيتون" إخراج حنا إلياس، الذي حصل أيضًا على جائزة الهرم الفضي لجنة التحكيم، بينما كان في المسابقة فيلم مصري وحيد هو "حب البنات" لخالد الحجر وحصل على شهادة تقدير خاصة.

الدورة الثامنة والعشرون 2004
Guardians of the Clouds / Guardiani delle nuvole (حراس السحاب)
إخراج: لوشيانو أدوريشيو
إنتاج: إيطاليا 2004
للمرة الأولى منذ عام 1994 يُعرض في المسابقة ثلاثة أفلام مصرية، إذ عرض "الباحثات عن الحرية" لإيناس الدغيدي التي حصلت للمرة الثانية على جائزة أفضل فيلم عربي، و"إنت عمري" لخالد يوسف الذي حصلت عنه نيللي كريم على جائزة أفضل ممثلة، قبل أن تشهد تكريمها لاحقًا في المهرجان في الدورة 37، بينما كان الثالث هو "خالي من الكوليسترول" لمحمد أبو سيف ولم يحصل على أي جوائز.
من المخرجين المهمين الذين حضروا إلى هذه الدورة، هيكتور أوليفيرا الذي حصل فيلمه "Ay Juancito" (خوان سيتو: ساحر النساء) على جائزتي أفضل مخرج وأفضل ممثل. كذلك شارك في الدورة المخرج المغربي الجيلالي فرحاتي بفيلمه "ذاكرة معتقلة" وحصل على جائزة أفضل سيناريو.
حصل على جائزة العمل الأول المخرج صافي نيبو عن فيلمه "The Giraffe's Neck" (عنق الزرافة)، وسيزور نيبو المهرجان مرة أخرى حاصدًا المزيد من الجوائز، في الدورة 32.

الدورة التاسعة والعشرون 2005
Mother of Mine / Äideistä parhain (أمٌ لي)
إخراج: كلاوس هارو
إنتاج: فنلندا، السويد 2005
يظهر في هذه الدورة للمرة الأولى جائزة الاتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي" (FIPRESCI) وذهبت لفيلم "Magic Eye" (العين السحرية) الألباني لكوجتيم ساشكو، وهو الفيلم نفسه الذي حصل على جائزة الهرم الفضي لجنة التحكيم.
شهدت هذه الدورة أيضًا ذهاب جائزة الفيلم العربي إلى الفيلم اليمني "يوم جديد في صنعاء" لتصبح المرة الأولى والأخيرة التي يحصل فيها فيلم يمني على جائزة في المسابقة الدولية. وقد انخفض عدد الأفلام المصرية في هذه الدورة مرة أخرى إلى فيلم واحد هو "ليلة سقوط بغداد" لمحمد أمين، والذي خرج دون أية جوائز، لتصبح المرة الأولى التي تخرج فيها السينما المصرية من المسابقة دون جوائز أو شهادات تقدير منذ عام 1993.
بجانب الهرم الذهبي حصل فيلم "أمٌ لي" على جائزتي أفضل ممثلة وأفضل مخرج، مخرج الفيلم كلاوس هارو هو واحد من المخرجين المهمين في فنلندا، وقد عاد لمهرجان القاهرة في الدورة 33 وحصل على الهرم الذهبي مرة أخرى ليصبح المخرج الوحيد في تاريخ المهرجان الذي يحصل على الهرم الذهبي مرتين.


الدورة الثلاثون 2006
The Road / Fang xiang zhi lu (الطريق)
إخراج: زانج جياروي
إنتاج: الصين 2006
في هذه الدورة استحدثت مسابقة للسينما العربية، وهي المسابقة التي تغير اسمها لاحقًا بداية من الدورة 36 ليصبح "آفاق السينما العربية"، كما استحدثت مسابقة لأفلام الديجيتال استمرت حتى الدورة 34، ومن هذه الدورة بدأ تراجع الأفلام العربية المشاركة في المسابقة الدولية لحساب المسابقة العربية.
عرضت في هذه الدورة ثلاثة أفلام مصرية خرج اثنان منها دون جوائز وهما "استغماية" لعماد البهات، و"مافيش غير كده" لخالد الحجر في زيارته الثانية لمسابقة المهرجان، بينما حصل "قص ولزق" لهالة خليل على جائزة أفضل عمل أو ثاني.

الدورة الحادية والثلاثون 2007
L'ennemi intime (العدو الحميم)
إخراج: فلورنت أميلو سري
إنتاج: فرنسا 2007
خرج الفيلمان المصريان المشاركان في المسابقة الدولية دون جوائز وهما "على الهوا" لإيهاب لمعي، و"ألوان السما السبعة" لسعد هنداوي. ذهبت جائزة الفيبريسي إلى الفيلم نفسه الذي حصل على جائزتي أفضل عمل أول وأفضل ممثلة (مناصفة) وهو المكسيكي "Opera".
فيلم "العدو الحميم" حصل على جائزتي أفضل ممثل وأفضل مخرج بجانب الهرم الذهبي.

الدورة الثانية والثلاثون 2008
Return to Hansala / Retorno a Hansala (العودة إلى حنصلة)
إخراج: تشوس جوترييز
إنتاج: إسبانيا 2008
فيلم مصري وحيد عرض في المسابقة هذه المرة هو "يوم ما اتقابلنا" لإسماعيل مراد، ومثل الدورة السابقة لم يحصد أي جوائز.
أطرف ما في جوائز هذه الدورة هي حصول المخرج صافي نيبو على جائزة أفضل عمل ثاني عن فيلمه "Mark of an Angel" (بصمة ملاك) ليصبح المخرج الوحيد في تاريخ المهرجان الذي يحصل على هذه الجائزة عن فيلميه الأول والثاني، وقد حصل أيضًا على جائزة أفضل سيناريو (مناصفة).
في هذه الدورة تتفق جائزة الفيبريسي مع الهرم الذهبي للمرة الأولى. فيلم "العودة إلى حنصلة" عن امرأة تفقد أخوها أثناء محاولته غير الشرعية للهجرة فتبدأ في البحث عن جثته لإعادته إلى وطنه.

الدورة الثالثة والثلاثون 2009
Letters to Father Jacob / Postia pappi Jaakobille (خطابات إلى الأب جاكوب)
إخراج: كلاوس هارو
إنتاج: فنلندا 2009
شهدت هذه الدورة عودة الجوائز للأفلام المصرية بعد أن ابتعدت عنها لدورتين متتاليتين، ومن خلال جوائز التمثيل التي لم يحصل عليها أي ممثل أو ممثلة مصريين منذ الدورة 28. الفيلم المصري المشارك في المسابقة هو "عصافير النيل" لمجدي أحمد علي الذي عاد للمسابقة بعد طول غياب منذ الدورة 19، وقد حصل الفيلم على جائزة أفضل ممثل (مناصفة) والتي ذهبت لفتحي عبد الوهاب.
بينما ذهبت جائزة الفيبريسي إلى الفيلم نفسه الحاصل على جائزة الهرم الفضي لجنة التحكيم، وجائزة الإخراج أيضًا وهو الفرنسي "The Hedgehog" (القنفذ) لمنى عشاش.
الهرم الذهبي ذهب للمرة الثانية لكلاوس هارو، وهو الوحيد الذي أحرز الجائزة مرتين كما ذكرنا، وحصل أيضًا عن الفيلم على جائزة السيناريو.




الدورة الرابعة والثلاثون 2010
الشوق
إخراج: خالد الحجر
إنتاج: مصر 2010
المرة الثانية والأخيرة في تاريخ المهرجان التي يحصل فيها فيلم مصري على جائزة الهرم الذهبي، بجانب جائزة أفضل ممثلة (مناصفة) لسوسن بدر، وتعد هذه الزيارة الثالثة والأخيرة حتى الآن لخالد الحجر في ما يخص المسابقة الدولية.
الطريف في هذه الدورة هو حصول ممثل مصري أيضًا على جائزة أفضل ممثل مناصفة، ولكن في فيلم غير مصري، وهو عمرو واكد عن دوره في "The Father and the Foreigner" (الأب والغريب) لريكي تونيازي، الذي حصل أيضًا على جائزة السيناريو.

الدورة الخامسة والثلاثون 2012
Rendezvous in Kiruna / Rendez-vous à Kiruna (موعد في كيرونا)
إخراج: آنا نوفيون
إنتاج: فرنسا 2012
هذه الدورة التي جاءت بعد توقف المهرجان لمدة عام واحد نتيجة الثورة، تغيرت فيها بعض الأمور. ألغيت مسابقة الأفلام الديجيتال، وهو أمر منطقي فأغلب الأفلام صارت ديجيتال، وأقيمت مسابقة دولية لأفلام حقوق الإنسان وجائزتها باسم "ميدان التحرير" وهي المسابقة التي شهدت ظهورها الأول والأخير في هذه الدورة.
لكن ما يميز الدورة بالفعل هو قرار لجنة التحكيم بحجب ثلاث جوائز هي: أفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل إسهام فني، للمرة الأولى في تاريخ المهرجان، وربما هو أمر من الصعب حدوثه في أي مهرجان آخر، إذ ربما تُحجب واحدة فقط من الجوائز إن لم تتوافر عناصرها في الأفلام المقدمة، مثل جائزة العمل الأول، أما حجب الإخراج والسيناريو فإنه في الغالب إشارة إلى ضعف أفلام المسابقة، وهو ما أكده خروج لجنة التحكيم بتوصيات للنهوض بالمهرجان في سابقة نادرة أيضًا.
مثّل مصر في المسابقة فيلم "مصور قتيل" إخراج كريم العدل، ويأتي كخيار ضعيف بالتأكيد، خاصة في الدورة التالية لفوز فيلم مصري بالهرم الذهبي بالطبع.







الدورة السادسة والثلاثون 2014
Melbourne (ملبورن)
إخراج: نيما جافيدي
إنتاج: إيران 2014
الدورة المعروفة باسم دورة "سمير فريد" الذي جاء رئيسًا لدورة واحدة غير فيها شكل المهرجان بالكامل ثم مضى. وكان قراره هو إلغاء دورة عام 2013 ليتوقف المهرجان سنة أخرى، ليصبح مجموع السنوات التي لم تعقد فيها دورات منذ تأسيس المهرجان ثلاث سنوات، 1980 و2011 و2013. كُتبت الكثير من الموضوعات في العدد عن هذه الدورة الاستثنائية بالتأكيد لذا سنتابع حديثنا هنا عن جوائز المسابقة الدولية.
مع استحداث ثلاثة برامج جديدة -مستمرة حتى الآن- هي آفاق السينما السينما العربية وأسبوع النقاد الدولي وسينما الغد، أعيد تسمية الجوائز مرة أخرى، إذ نصت لائحة المهرجان على منح 6 جوائز فقط هي: الهرم الذهبي، وجوائز المخرج والسيناريو والممثل والممثلة والإسهام فني، مع تسمية الجوائز الخمسة الأخيرة باسم الهرم الفضي وحذف المسميات الأخرى التي كانت موجودة من قبل، كما تم حذف جائزتي الهرم الفضي لجنة التحكيم وجائزة العمل الأول أو الثاني.
في هذه الدورة، تظهر مصر في جائزة الإسهام الفني للمرة الأولى مع فيلم "باب الوداع" إخراج كريم حنفي، ومُنحت الجائزة لمدير التصوير زكي عارف، وهو الفيلم المصري الوحيد في المسابقة. وللمرة الثانية في تاريخ المهرجان، تذهب جائزة أفضل ممثل لمصري في فيلم غير مصري، إذ حصل عليها هذه المرة خالد أبو النجا عن فيلم "عيون الحرامية" لنجوى نجار من فلسطين، والأخيرة ستعود إلى مسابقة المهرجان في دورته 41 بفيلمها "بين الجنة والأرض".
فيلم "ملبورن" هو الظهور الأول لإيران في جائزة الهرم الذهبي، والأخير لها في المسابقة الرسمية بشكل عام حتى الآن.

الدورة السابعة والثلاثون 2015
Mediterranea (البحر الأبيض المتوسط)
إخراج: جوناس كاربينيانو
إنتاج: إيطاليا، فرنسا، أمريكا، ألمانيا، قطر 2015
في هذه الدورة تغير مسمى الجوائز مرة جديدة، لتصبح جائزة المخرج اسمها جائزة الهرم الفضي لجنة التحكيم الخاصة لأفضل مخرج، بينما حذف تعريف "الهرم الفضي" من بقية الجوائز. في المقابل عاد اسم نجيب محفوظ للجوائز، وأصبح مرافقًا لجائزة السيناريو، كما عادت جائزة أفضل عمل أول أو ثاني والتي سميت بالهرم البرونزي، ليصبح مجموع الجوائز 7 مرة أخرى.
شارك في المسابقة فيلمين مصريين هما "من ضهر راجل" إخراج كريم السبكي و"الليلة الكبيرة" إخراج سامح عبد العزيز، وقد خرجا دون جوائز نظرًا لتواضع مستواهما، وربما تجد الإشارة هنا على الهامش، إلى ظهور شائعات عن صفقة مع المنتج أحمد السبكي لعرض فيلميه في المهرجان مقابل الحصول على جائزة، وهي الأخبار التي تواترت عن الكثير من الأفلام المصرية في عدة دورات وفي كل مرة تأتي الجوائز لتثبت كذب هذه الادعاءات.
في هذه الدورة حصل فيلم "The Treasure" (الكنز) من رومانيا للمخرج كورنيليو بوريمبويو على جائزة أفضل سيناريو، وهو المخرج الذي سيعود إلى المهرجان في الدورة 41 للمشاركة في البانوراما.
جوناس كاربينيانو أحد المخرجين الأمريكيين المهمين، تحصد أغلب أفلامه الكثير من الجوائز وتعرض في مهرجانات عدة،.

الدورة الثامنة والثلاثون 2016
Mimosas (ميموزا)
إخراج: أوليفر لاكس
إنتاج: إسبانيا، المغرب، فرنسا، رومانيا، قطر
لا مزيد من التغييرات في هذه الدورة. عادت مصر للظهور في الجوائز مع حصول ناهد السباعي على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في "يوم للستات" لكاملة أبو ذكري، بينما كان الفيلم المصري الآخر المشارك في هذه الدورة هو "البر التاني" من إخراج علي إدريس، والذي قوبل بهجوم شديد ليس فقط لمستواه المتواضع بل أيضًا لأنه كان بديلًا مفاجئًا لفيلم "آخر أيام المدينة"، ولأن بطله ومنتجه محمد علي أقام حفل استقبال قبل الفيلم كان سيء التنظيم.
حصل "ميموزا" أيضًا على جائزة أفضل ممثل، ويعد الفيلم الثاني لمخرجه أوليفر لاكس الذي سيعود للمهرجان في الدورة 41 أيضًا.

الدورة التاسعة والثلاثون 2018
The Intrusion / L'intrusa (المتطفل)
إخراج: ليوناردو دي كوستانزو
إنتاج: إيطاليا، سويسرا، فرنسا 2017
في هذه الدورة، بناء على اللائحة، حدث تغيير طفيف في الجوائز، إذ أصبحت جائزة الهرم الفضي لجنة التحكيم الخاصة تُمنح للمخرج، وليست هي نفسها جائزة أفضل مخرج، بينما أصبحت جائزة الهرم البرونزي هي جائزة أفضل مخرج، ولم يظهر في اللائحة جائزة العمل الأول أو الثاني، وهو التعديل المعمول به في هذه الدورة فقط، قبل أن تعود جائزة العمل الأول أو الثاني بمسمى الهرم البرونزي في الدورة التالية.
للمرة الأولى والوحيدة في تاريخ المهرجان خلت المسابقة من فيلم مصري، وإن كانت وجهة النظر آنذاك هي عدم عرض فيلم مصري على الإطلاق هو أفضل من عرض فيلم مصري سيء بالتأكيد، وكذلك ضمت المسابقة فيلمًا عربيًا وحيدًا.
في المقابل جاءت جوائز التمثيل عربية تمامًا للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، إذ حصل رؤوف بن عمر على جائزة أفضل ممثل عن دوره في التونسي "تونس الليل" إخراج إلياس بكار، بينما حصلت دياموند بو عبود اللبنانية على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في "Insyriated" وهو فيلم بلجيكي تدور أحداثه أثناء الحرب في سوريا، للمخرج فيليب فان ليو.

الدورة الأربعون 2019
A Twelve-Year Night / La noche de 12 años (ليلة الاثنى عشر عامًا)
إخراج: ألفارو بريخنر
إنتاج: أوروجواي، إسبانيا، الأرجنتين، فرنسا، ألمانيا 2019
في هذه الدورة استحدثت جائزة لأفضل فيلم عربي في مسابقات المهرجان ككل، بالإضافة لاستمرار الجوائز والمسابقات الأخرى كما هي، وعادت الأفلام المصرية مرة أخرى للمشاركة من خلال "ليل خارجي" لأحمد عبد الله، الذي حصل عنه شريف دسوقي على جائزة أفضل، بينما خلت هذه الدورة من الأفلام العربية في المسابقة الدولية.

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات