الكاتب : أحمد ابو الفضل
غواية قوائم الأفلام القصيرة
حسام وليد.. خريج حديث من مدرسة سينما الجزويت بالقاهرة، وهو قبل أن يكون صانع أفلام، فهو محب للسينما ومشاهد شغوف طوال الوقت، وما دفعني لإجراء هذا الحوار معه، هو قوائم الأفلام القصيرة التي يفتحها للمشاركة على صفحته الشخصية على الفيسبوك وصفحة سينمازيون التي أنشأها لتكون مركزاً لتلاقيه مع زملائه من السينمائيين.
ما الذي دفعك في المقام الأول بالاهتمام بجمع ومشاهدة الأفلام القصيرة؟
بالنسبة لي فالأفلام القصيرة قابلة للمشاهدة في أي وقت بخلاف الأفلام الطويلة التي تحتاج إلى أجواء أو وقت معين، هي بالتأكيد قالب فني مختلف عن الفيلم الطويل، ولديها لذتها الخاصة، وأشعر دائماً أن الفيلم القصير له جمهوره المتحمس لمشاهدته إن كانت الأفلام مصنوعة جيداً وقائمة على أفكار جذابة.
ما هو السبب الذي دفعك في البداية لعمل تلك القوائم؟
بدأت من فترة بجمع أسماء وروابط مشاهدة الأفلام داخل منشورات على الفيسبوك، كان أولها في بداية دراستي بمدرسة الجيزويت في القاهرة، عندما وجدت أنني سأشاهد الكثير من الأفلام القصيرة وسأعمل على دراستها، جمعت في أحد المنشورات كل الأفلام التي "أحبها" أو التي أراها على قدر من الأهمية لكي يسهل علي أنا شخصياً أن أعود إليها لاحقاً، ولم يكن القصد هو أن تكون تلك القائمة ترشيح للآخرين، وسألت في المنشور عما إذا كان لدى أي من الزوار ترشيحات لأفلام يحب أن يضيفها.
الأفلام القصيرة المصرية بالذات من أكثر الأنواع التي يصعب العثور عليها بسهولة، لا بد أن تبحث بكلمات مفتاحية معينة أو أن تفتح الحسابات الشخصية لصناع الأفلام على Vimeo لكي تصل إلى المخرجين لمتابعة أعمالهم أو الوصول إليها، وكثيراً ما أزور صفحة مخرج ما أتذكر اسمه من مشاهدة لفيلمه في مهرجان سينما سابقاً لكي أتابعها من وقت لآخر لأرى إن كان قد أضاف أفلاماً جديدة مفتوحة للمشاهدة أم لا لأشاركها مع الناس.
منذ بضعة أيام سألتني صديقة عن أفلام تخرج طلبة معهد السينما لأنها لم تصل إليهم، فعلى الرغم من وجود مواقع لعرض وترشيح الأفلام القصيرة الجيدة، لكن الأفلام المصرية القصيرة لا تحظى بأي قدر من الأرشفة أو الجمع، لذلك شعرت بأهمية ما أفعله، وتحديداً عندما بدأت بترشيح الأفلام على صفحة سينمازيون وبدأت بكتابة ملخص الفيلم ثم وضع بضع لقطات من الفيلم، ثم أجد تفاعل زوار الصفحة الكبير على مثل هذه الترشيحات.
وفي أحد المرات كان لدي تمرين في أحد الورش، ألهمتني للبحث عن الأفلام القصيرة التي من بطولة "جماد" أو "أشياء" وكأنها شخصيات حية، فبدأت بجمع الأفلام أنا وصديق لي كان قد صنع من قبل فيلم قصير من بطولة قلم، يتكلم فيه القلم عن مشاعره ناحية صاحبة القلم، وعندنا شاركت القائمة مع الناس تذكرت أفلاماً أخرى وتفاعل الزوار واقترحوا أفلاماً بدورهم.
ما هي أكثر القوائم التي تفاعل معها الناس بشكل كبير؟
قد تكون قائمة أفلام عطيات الأبنودي القصيرة هي أكثر القوائم التي جذبت تفاعل الزوار، كانت الأفلام قد أتيحت قبل أن أعدّ القائمة بيومين، لكن كثير من الناس لم يعلم بوجود هذه الأفلام على اليوتيوب من الأساس، لذلك جمعتهم ورتبتهم حسب سنة الصدور ومدد الأفلام، وكتبت بضعة أسطر عن من هي عطيات الأبنودي، وكان هناك تفاعل كبير مع المنشور.
منذ بضعة شهور وبعد أن أخرجت فيلمي الروائي القصير اللأول، صنعت قائمة بالأفلام القصيرة الأولى "القوية" أو "المبهرة" لمخرجين بارزين الآن، والذي كان فيلمهم الأول تأسيسياً من ناحية أسلوبهم وأفكارهم التي امتدت إلى أفلامهم الطويلة لاحقاً.
وبحكم اهتمامي ومشاهدتي للكثير من الأفلام التسجيلية وأفلام التحريك والميوزيك فيديوز، فقد أعددت قوائم بأحسن الأعمال التي شاهدتها، كما أن هناك مساحة لمشاركة الآراء مع الآخرين أو مشاركات ترشيحاتهم كذلك، وقد أنشأت بالفعل جروب لتجميع أفلام التحريك وأسميته "كشك الأنيميشن"، وهناك أيضاً جروب صديقي أبانوب سمير بعنوان Short Movies Festival الذي بدأت بالنشر فيه أيضاً كلما أثار فيلم انتباهي، مما سهل عليّ الرجوع لتلك الأفلام لاحقاً.
من أفكار القوائم كذلك "الأفلام القصيرة اللي مدتها دقيقة واحدة"، أو "الأفلام المتصورة بالموبايل"، أو "الأفلام اللي مفيهاش حوار"، ومؤخراً على جروب سينمازيون كان هناك قائمة بالميوزيك فيديوز التي تشبه ستايل الأفلام التسجيلية، لكن أكثر البوستات تفاعلاً كان بوست الأفلام المصرية التسجيلية القصيرة، وكان بعض صناع الأفلام يضيفون أفلامهم إلى القائمة، ولم أكن أنظر في ترشيحاتي إلى ذوقي الشخصي، وإنما كنت أضيف الأفلام الجيدة التي تستحق المشاهدة بعيداً عن رأيي الشخصي، واستفدت للغاية من تلك القائمة وتعرفت من خلالها على مخرجين مثل "حسام علي" و"أحمد الغنيمي" من خلال ترشيحات الناس.
عملية تنظيم الأفلام دفعتني إلى مشاهدة المزيد من الأفلام القصيرة أكثر من ذي قبل، واعتقد أنها فكرة مشروع عظيم، أن يكون هناك موقع واحد أو مكان واحد يجمع كل الأفلام العربية والمصرية بمعلوماتها وصورها وأسماء فريق عملها، لأننا كصناع أفلام فأهم شيء بالنسبة لنا هو أن تشاهد أفلامنا وتعرض على جمهورها، مما سيسهل التواصل مع الناس.
هل فكرت في أرشفة تلك القوائم بشكل أكثر ملاءمة من منشورات الفيسبوك من حيث قابلية الرجوع إليها والبحث فيها؟
في إحدى المرات فكرت أنا وصديقي أيمن سوسة - زميلي في مدرسة السينما - في جمع مشروعات التخرج التي خرجت من الدفعات السابقة في جيزويت القاهرة والإسكندرية، فكرنا في عمل موقع أو منصة لكي نضع عليها الأفلام لكن وجدنا أن الأمر مكلف مادياً، كان نموذج "مصنع الفيلم العربي القصير" أمامنا، وهي صفحة على الفيسبوك وموقع كان قد قام بجهد رائع في لعرض الأفلام العربية مع كتابة ممتازة لوصف الفيلم ومعلوماته، لكن تقريباً لم يكتمل الموقع لأنه كان بحاجة إلى تمويل كثير كل فترة، المهم، قضيت أسبوعا مثلاً في جمع كل أفلام مشروعات تخرج مدرسة السينما التي أعرفها وأنشأت جروبا وضعت عليه كل الخريجين أو الطلبة الحاليين في مدرسة الجيزويت، وكتبت منشوراً وضعت فيه كل الأفلام المتاحة التي وصلت إلى 28 فيلما قصيرا.
..........................