الكاتب : أمنية عادل
أمنية عادل
قد لا يكون فيلما تجده في السينما أو تدخله مع الأسرة في القاعات وعادة ما يتم لصقه بصناع السينما الجدد ويعتبر هو حقل التجريب الأول للدخول إلى الحقل السينمائي أنه الفيلم القصير، نحاول في مجلة الفيلم من خلال هذه العدد المخصص للفيلم القصير قراءة عالم هذا النوع الفيلمي الذي يلقى اهتماما كبيرا من قبل الصناع الجدد وتهميش بالغ من قبل المنتجين والمتجهين للسينما التجارية، حالة من الشد والجذب والتناقض في أغلب الأحيان تشوب الفيلم القصير، وسط كل هذا التباين كان لنا سؤال نظنه هاما، لاسيما في ضوء الإنتاج الغزير صعب الإحصاء الذي يشهده هذا الحقل الفيلمي، وهو كم فيلما قصيرا ننتج في مصر سنويا؟".
يبدو سؤالا سهلا وصعبا في الوقت ذاته، فرغم كثيرة الإنتاج الواضح للأفلام القصيرة لكن لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الأفلام التي يتم إنتاجها كل عام، ويعود هذا لعدة أسباب:
تنوع منابع إنتاج الفيلم القصير، ما بين (جامعات، معاهد، صناع أفلام مستقلين، شركات إنتاج،..).
الاختلاف عن تصنيف الأفلام القصيرة ومفهومه، فما هو الفيلم القصير، هل هو الفيلم الفني أم قد يندرج الفيلم التوعوي والتعليمي ضمن هذا الإحصاء.
غياب جهة سينمائية تجري هذا الإحصاء الغائب.
حاولنا في مجلة الفيلم تحقيق الإجابة عن هذا السؤال العنقاء أو فتح أبواب لمعرفة كم الإنتاج في السينما المصرية القصيرة، من خلال التواصل مع أغلب منتجي الأفلام القصيرة ومستقبلي الأفلام أيضا كالمهرجانات، وبالفعل وصلنا إلى إجابات وأرقام في ضوء قراءتنا لتاريخ صناعة الفيلم القصير خلال آخر عشر سنوات، أي منذ 2011 وحتى 2021.
مشاريع تخرج
بدأت رحلتنا مع الجهات المنتجة للأفلام منطلقين من المعاهد والجامعات وفي مقدمتها المعهد العالي للسينما ، بناء على تصريح وكيل المعهد وعميد المعهد العالي للسينما فرع الإسكندرية دكتور هشام جمال تتراوح إنتاجات المعهد كمشاريع تخرج في صيغة افلام قصيرة ما بين 25: 30 فيلما سنويا.
مؤخرا ومنذ ما يقارب عشر سنوات، أي مدة الدراسة، نلاحظ حضورا كبيرا لخريجي المعهد العالي للسينما في الحقل السينمائي التجاري، حيث يعتبر المعهد الصرح الأول لدارسي فنون السينما وتاريخ السينما والنظريات السينمائية وهو ما يفتقر له بعض مناهج خريجي مدارس "Filmmaker".
إلى جانب المعهد العالي للسينما هناك جهات أخرى تقدم مشاريع فنية سينمائية كمشروع سينمائي في ذاتها ومنها قصر السينما الذي عادة ما يقدم ورش للدراسات السينمائية الحرة (سيناريو، تصوير، مونتاج، إخراج، عادة لا يتجاوز أعداد الملتحقين بالورش 50 دارسا، ويتم إنتاج 3 أفلام لأوائل الدفعات المذكورة في نهاية كل دورة من الدراسات الحرة، وهو ما يتم الإعلان عنه في بداية الدورات.
رغم هذا الأعلان إلا أن قصر السينما لا يقوم بتقديم العدد المنوط منه في كل مرة، رغم وجود نصوص، لكن بصورة نظرية هناك ثلاث مشاريع تكون بصدد التدشين والتنفيذ، في حين تحقق المدرسة العربية لتعليم فنون السينما والتلفزيون مشاريع تخرج للدفعات، وعادة تتراوح المشروعات المنجزة بين ثلاث مشروعات إلى أربعة، وأفادتنا دكتور منى الصبان مؤسس ومدير المدرسة بأن خلال عام 2020 تم إنتاج 4 أفلام لدارسين عرب من الملتحقين بالمدرسة من بينها فيلم "عيشة أهلك" الذي تم عرضه في عدد من المهرجانات من بينها مهرجان مراكش للفيلم القصير.
جدير بالذكر أن المدرسة العربية لتعليم فنون السينما والتلفزيون تم تأسيسها مع مطلع الألفية وتم تقديم أغلب مشاريع التخرج ضمن ملتقى المدرسة العربية لتعليم فنون السينما والتلفزيون الذي عادة ما يقام بسينما الهناجر.
إلى جانب المدرسة العربية أشرفت دكتور منى الصبان على تجربة الجامعة الفرنسية لتعلم فنون السينما التي بدأت مع عام 2008، تكونت الدراسة من ستة فصول دراسية، على الطالب تقديم فيلم قصير صامت في نهاية الفصل الثالث وفيلم تسجيلي بعد اجتياز الفصل الرابع، وفيلم روائي قصير ناطق بعد الفصل الخامس، على أن يقدم مشروع التخرج بعد الفصل الدراسي السادس.
خلال فترة الدراسة، عامين، يقدم الطالب الواحد 4 مشاريع فيلمية، وبحسب دكتور منى الصبان فإن عادة ما تتراوح المشاريع بين 13: 15 فيلما، وعادة ما يتم عرض الأفلام ضمن مهرجانات محلية وإقليمية.
أكاديمية فنون وتكنولوجيا السينما تعد واحدة من المدارس السينمائية التي ظهر نجمها لفترة وحمل المخرج المصري رأفت الميهي نقل خبرته السينمائية لصناع جدد، استمرت المدرسة من عام 2003 وحتى 2015، مع وفاة الميهي.
أطلعتنا المخرجة نيفين شلبي، أحد خريجي المدرسة أن الدارسين خلال مدة الدراسة التي تصل إلى عامين يقدمون ما يتراوح بين 8:6 مشاريع فيلمية، وفي المجمل يصل عدد الأفلام إلى 48: 50 فيلما، من بين الجهات المعنية بتعليم فنون السينما في مصر هي مدرسة سينما الجيزويت بالقاهرة، بدأت مدرسة الجيزويت منذ 2007 وتستمر في تقديم مشاريع تخرج لطلابها، وبحسب إحصاء المدرسة وصل عدد الأفلام إلى 238 من 2007 وحتى 2014، بمتوسط 34:30 فيلما سنويا، بحسب الأب وليم سيدهم رئيس جمعية النهضة العلمية والثقافية (الجيزويت).
في السياق التعليمي أيضا تأتي مشاريع تخرج كليات مثل كلية الإعلام وأقسام الميديا بجامعات مختلفة مثل الجامعة الألمانية والبريطانية وغيرها، بالنظر إلى الجامعة الألمانية كلية الفنون التطبيقية وقسم الميديا على وجه التحديد، حيث يشكل طلاب هذا القسم حوالي 40:35 طالبا، يصنعون أفلاما على خلال السنة الرابعة والخامسة من الدراسة، وتصل أفلام الدفعة الواحدة حوالي 70 فيلما.
في العادة تتسم أفلام هذه الأقسام التعليمية بالتركيز على عناصر أخرى غير الجانب الفني داخل الفيلم القصير، إذ يعتبر فيلما وظيفيا تعليميا يخدم مشروع التخرج ولا يكون عادة الهدف هو صنع فيلم وإنما مشروع للتخرج، لاسيما أن كثيرا من تلك الأقسام والجامعات تركز على مضمون تلك الأفلام أكثر من التركيز على الجانب الفني فيها، وتحديداً الكليات والأقسام ذات الاهتمام الإعلامي وليس السينمائي بالأساس.
في سياق تجارب المعاهد والمدارس التعليمية للسينما تفرض تقديم مشاريع تخرج لطلابها وخريجيها، سواء على مدار الفصول أو كمشروع نهائي للتخرج، وعادة ما تحضر تلك الأفلام في النهاية ضمن لوائح المهرجانات، إذ يتم انتقاء الأكثر فنيا من بينها للتقديم ضمن المهرجانات.
كما أن هناك مهرجانات تخصص فئة لأفلام الطلاب، وأشار الناقد أندرو محسن، منسق المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، ومدير مسابقة "سينما الغد" في حديث خلال ندوة سابقة ضمن ندوات مهرجان مصر دوت بكره بعنوان "أخطاء عامة في الأفلام القصيرة" إلى ضرورة فهم "الطالب\الدارس" للسينما مستواه ومستوى فيلمه حتى لا يظلمه بتقديمه ضمن فئة قد تكون أكثر فنية من المستوى الذي هو به، وحتى يحصل الفيلم على التقدير الملائم للمستوى الذي ينتمي له.
مهرجانات وأرقام
يحيلنا هذا الرأي إلى شق آخر في دراستنا الاستقصائية وهو "كم فيلما قصيرا تستقبل المهرجانات المصرية كل عام؟"، بالنظر إلى المهرجانات المصرية هناك أقسام للأفلام القصيرة وأشهرها سينما الغد التي تأتي ضمن البرامج السينمائية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي يعتبر واحد من أبرز وأهم الجهات الداعمة للأفلام القصيرة.
بالبحث والتنقيب وتعقب مسار الأفلام الرافدة إلى مهرجان القاهرة كل عام وسينما الغد على وجه التحديد أفادنا منسق المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، ومدير مسابقة "سينما الغد" الناقد أندرو محسن أن عادة ما تتراوح الأفلام التي تستقبلها سينما الغد بين 100 إلى 120 فيلم وهو ما تم رصده خلال ثلاث سنوات أخيرة.
2018 تم استقبال 111 فيلما خلال الدورة 40 من المهرجان
2019 تم استقبال 111 فيلما خلال الدورة 41 من المهرجان
2020 تم استقبال 127 فيلما خلال الدورة 42 من المهرجان
عادة ما يخشى صناع الأفلام التوجه إلى مسابقة سينما الغد لرفعة المستوى الذي تقدمه وانتقائها للبرنامج المختار في النهاية، وهو ما يجعلها إحدى المسابقات الهامة والمرتقبة وكذلك الملاحظ سمات الأفلام المختارة بها، لاسيما أن أغلب الأفلام التي تشارك بها عادة ما تتواجد في مهرجانات كبرى أيضا.
نتجه إلى مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية والقصيرة، أحد أوجه السينما القصيرة منذ تأسيسه عام 1991 فإن مهرجان الإسماعيلية يستقبل أعدادا متجاوزة لأي مهرجان آخر .
إذ استقبل المهرجان في عام 2019 حوالي 1140 فيلما وهو عدد كبير للغاية مقارنة بما يصل إلى المهرجانات الأخرى، وفي 2021 استقبل المهرجان 1300 فيلم، أمام هذه الأعداد عادة ما يلعب المبرمجون أدوارا هامة لاختيار أفلام البرامج المقدمة خلال المهرجان، وعادة ما يتم اختيار حوالي 40 إلى 45 فيلما لثلاث مسابقات، بحسب الناقد محمد سيد عبد الرحيم، أحد مبرمجي مسابقات المهرجان.
أيضا لابد للفت الانتباه إلى أن غالبا ما تستقبل المهرجانات أفلاما تم إنتاجها خلال العام نفسه الذي يعقد به المهرجان أو ما قبلها بعام، وهو ما يفسر زيادة الأعداد في بعض الأحيان.
عقدت منذ فترة وجيزة الدورة الخامسة لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، الذي استقبل 123 فيلما قصيرا خلال عام 2021 وعادة ما تتراوح الأرقام كل عام ما بين 100 إلى 150 فيلما قصيرا بحسب مدير المهرجان حسن أبو العلا، الذي يؤكد أن المهرجان يعكف على اختيار الأكثر فنية ضمن هذه الأفلام.
يعتبر مهرجان شرم الشيخ السينمائي مهرجانا وليدا مع هذا استقبل أعدادا لا بأس به خلال دوراته الثلاث التي أقيمت، حيث تلقى في عام 2019 خلال دورته الثالثة 300 فيلم.
إلى جانب المهرجانات السينمائية التي تركز اهتمامها على الأفلام الروائية الطويلة هناك مهرجانات باتت متخصصة في استقبال وتقديم الأفلام القصيرة، كمهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة الذي انطلقت دورته السابعة خلال إبريل الماضي.
قال مدير المهرجان موني محمود:"إن المهرجان يستقبل عددا من الأفلام المصرية القصيرة كل عام
2020 خلال الدورة السادسة تم استقبال 99 فيلما مصريا قصيرا
2021 خلال الدورة السابعة استقبل المهرجان 170 فيلما مصريا قصيرا
أما المهرجان الذي استهل عروضه في عام 2017 وأصبح واحد من الجهات الهامة لعرض الأفلام المصرية القصيرة وهو مهرجان القاهرة للفيلم المصري القصير “رؤى” المقام بالجامعة الأمريكية، بحسب دكتور مالك خوري مدير برنامج السينما بالجامعة الأمريكية، ورئيس مهرجان القاهرة للفيلم المصري القصير “رؤى” فإن مهرجان "رؤى" شهد تطورا كبيرا خلال دوراته الأربع التي تمت.
2018 تم استقبال 110 أفلام وتم عرض 50 فيلما.
2019 تم استقبال 200 فيلم وتم عرض حوالي 75 فيلما.
2020 تقدم 230 فيلما وتم قبول 100، في حين عرض 90 فيلما، يعود هذا الفرق في عشرة أفلام إلى تحفظ بعض موزعي ومنتجي الأفلام من عرض الأفلام "أون لاين" نظرا للحظر الصحي الذي فرضه فيروس كورونا.
2021 تم استقبال 300 فيلم فيما تم اختيار 135 فيلما وعرض منها 123 فيلما.
الملاحظ أن مهرجان رؤى مع كل دورة يزداد عدد الأفلام المرسلة له، ويعتبر مهرجان رؤى واحدا من المهرجانات التي تحتفظ بأرشيف وإحصاء للأفلام التي تستقبلها.
لم يكن مهرجان "رؤى" هو الوحيد الذي خاض تجربة العروض الإلكترونية، حيث اعتمد مهرجان "مصر دوت بكره" على العروض الإلكترونية ويعتبر منفذ لعدد من الأفلام القصيرة للعرض والمشاهدة، يحتوي المهرجان على قسم خاص لأفلام التحريك وأفلام الطلاب لتجاوز تفاوت المستوى الفني، إن وجد.
تشير مدير المهرجان "نادين الدريني" إلى أن استقبال المهرجان للأفلام شهد تطور على مدار دوراته الست السابقة، حيث تراوح متوسط عدد الأفلام المستقبلة في بداية الدورات الأولى تراوحت بين 100 إلى 150 فيلما، ووصل مؤخرا إلى 300 : 350 فيلما، بينما تم عرض 40 إلى 80 فيلما مع تتابع الدورات.
يستقبل بدوره مهرجان يوسف شاهين السينمائي للأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة عددا من الأفلام القصيرة في كل عام، ويشير رئيس المهرجان المخرج طوني نبيل إلى أن المهرجان يستقبل في كل عام حوالي 200 فيلم ويتم اختيار حوالي 40 فيلما للعرض، يذكر أن المهرجان تم عقده نهاية 2020 ووصل إلى الدورة 11.
مؤسسات وأفلام
هناك عدد من المؤسسات والجهات المعنية بالسينما أو التي تستخدم السينما للتعبير عن نفسها وتوظف الفيلم القصير لتوضيح توجهاتها، وهو ما يتقارب مع تجربة وزارة التضامن الاجتماعي المصرية التي ارتأت أن السينما كفن قادرة على مخاطبة الجمهور وخلق حالة من التقارب بين الجمهور وأفكارها، لاسيما أنها جهة تتعامل بشكل مباشر مع الجمهور.
في سياق تجربة وزارة التضامن التي تتفرد بها عن الوزارات الأخرى، وتخدم بها مشروعاتها وتروج لها جماهيريا، تنتج الوزارة سنويا حوالي 12 فيلما بمعدل فيلم لكل عام، وحتى الآن صدر 60 فيلما للوزارة خلال آخر خمس سنوات، وهي المدة التي بدأ معها التوجه للسينما كسبيل لمخاطبة الجمهور، يقدمها جميعا مستشار التوثيق المرئي لوزير التضامن المخرج "مهند دياب".
يغلب على الأفلام الطابع التوعوي والتنموي لأن هذا هو الهدف من صناعتها، حيث توضيح نشاطات الوزارة وجذب الجمهور\المواطنين إلى تلك النشاطات والمشاركة بها، يذكر أن تجارب الوزارة الفيلمية تجد لها نصيب من العرض بالمهرجانات الدولية ونصيب من الجوائز في المهرجانات المحلية والدولية.
في ضوء تبني المؤسسات لإنتاج أفلام لابد أن نعرج على تجربة المركز القومي للسينما الذي يعد واجهة سينمائية مهمة رغم تفاوت نسبة الإنتاج الذي تقدمه كل عام ودعم المشروعات، ولكن هناك تفاوت ملحوظ في المشروعات الفيلمية التي تقدم تحت اسم "المركز القومي للسينما" كجهة منتجة، وهناك العديد من التساؤلات حول سياسات المركز القومي للسينما وخطته الإنتاجية.
بحسب مسؤولة أرشيف المركز القومي للسينما "ريهام أحمد" فإن المركز القومي للسينما أنتج 20 فيلما من 2011 إلى 2021، والملفت أن عام 2013 شهد تطورا ملحوظا في عدد الأفلام التي تم إنتاجها في المركز حيث وصل عدد الأفلام في ذلك العام إلى 10 أفلام.
يذكر أن المركز يفتح باب تقديم النصوص والسيناريوهات إلى إدارة الإنتاج والاختيار منها ومن ثم الإنتاج.
دخلت المنصات مؤخرا إلى حقل الإنتاج ومنها منصة Viu التي فتحت باب تلقي مشروعات ضمن بروتوكول تعاون مع "أيام القاهرة السينمائية"، وتم الإتفاق على أربعة أفلام وأنتجت\جاري، وذلك بحسب الناقد أحمد شوقي رئيس قسم التنمية بالمنصة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
المشروعات المقبولة "فعل فاضح" كتابة وإخراج خالد خلة، و"ماما" كتابة وإخراج ناجي إسماعيل، و"ماء يكفي للغرق" كتابة أحمد فرغلي وإخراج جوزيف عادل، و"فراولة" كتابة وإخراج منال سعد.
بالنظر إلى الإحصاء السابق هناك العديد من الأفلام القصيرة التي يتم إنتاجها كل عام سواء من الجهات التعليمية أو الأفلام القصيرة ذات الغرض والبعد الفني، في حين يفتقر الجمهور إلى حلقة الوصل التي توفر اللقاء بينه وبين تلك الأفلام التي تعتبر ضفة غنية من ضفاف السينما خلال العشرين عام الماضية.
تعود هذه الفجوة إلى غياب التوزيع المناسب لهذه الأفلام أو أجودها، حيث تقتصر جولاتها في المهرجانات على صناع السينما وعدد قليل من الجمهور، رغم إثبات رغبة الجمهور في التعرف ومشاهدة هذه الأفلام، في ضوء تجارب المهرجانات الأون لاين.
قد تكون الدولة جزءا من دائرة التوزيع اللازمة لتقليل تلك الفجوة، في الوقت نفسه تلعب شركة مثل Red Star للمنتج صفي الدين محمود دورا مقاربا للتوزيع، حيث تدعم وتساند المشاريع الفيلمية القصيرة، عشرة مشاريع، عشرة أفلام هي حصيلة الشركة كمنتج مشارك أو موزع للأفلام وفتح باب لعرضها بمهرجانات عالمية كما حدث مع الفيلم القصير "حنة ورد" لمخرجه مراد مصطفى و"هذه ليلتي" لمخرجه يوسف نعمان.
تشير أمينة علام منتج مساعد بشركة ريد ستار إلى أن الشركة تدعم المشروعات التي تجد أنها يتحقق بها العناصر الفنية وتحمل جديدا سواء في الطرح أو الصورة البصرية، لافتة إلى أن الشركة تسعى وبالفعل نجحت في تحقيق شراكة مع مهرجان مالمو في دورته الأخيرة وعرض عدد من الأفلام القصيرة ضمن قسم خاص بالمهرجان.
الخلاصة
رغم هذا الكم الهائل من الأفلام لكن الأفلام القصيرة أمام معضلتين الأولى هو اختفاء قنوات وصولها للجمهور والثانية هو الافتقار إلى آلية تنظيمية أو على الأقل توجيهية لصناع الأفلام، وهو ما يجعل عددا كبيرا من تلك الأفلام\الأرقام المذكورة لا تكون ضمن سياق اهتمام المبرمجين والمتخصصين، تعاني السينما القصيرة وصناعها من حالة إهدار عام، حتى وإن تم إنتاج الفيلم بشكل مستقل، حيث يتم إنتاج عدد هائل لكنه يفتقر إلى الجودة وأحيانا أبجديات الصناعة الفيلمية.
لا نستهدف من دراستنا الاستقصائية الحصر فقط، بل طرح تساؤلات تقف خلف تلك الأرقام المذكورة، عادة ما نرى عددا قليلا للغاية من الأفلام هو الحاضر سواء في المهرجانات أو مسلط عليه الضوء رغم الكم الهائل من الأفلام القصيرة المنتجة كل عام، بالتأكيد هناك وعي بأن عددا من تلك الأفلام ينتمي إلى الفئة التعليمية والتوعوية، وبالتأكيد تشكل أفلام الطلاب بأنواعها زيادة وطفرة في المنتج النهائي لعدد الأفلام القصيرة في كل عام، كذلك بالمتابعة نلحظ تطورا على الصعيد البصري وتكوين الصورة السينمائية، وكذلك الأفكار المطروحة التي تكون خارج الصندوق أو معطيات السوق المعتادة، كما هو الحال مع الفيلم الروائي الطويل التجاري.
في النهاية نحاول تسليط الضوء على تجربة الإنتاج للفيلم القصير المصري التي يبدو أنها منتعشة بصورة كبيرة، لاسيما مع توافر وسهولة سبل التصوير، ومن المتوقع أن الفيلم القصير سيكون نافذة مختلفة لتوضيح ملامح السينما المصرية في ظل تباين المستوى الواضح في صناعة السينما الروائية الطويلة.