أفلام لا تفوتها

أمنية عادل 15 مارس 2022 الفيلم القصير

الكاتب : أمنية عادل




ترشيحات يقدمها كتاب المجلة في كل عدد لتكون بمثابة حلقة وصل سينمائية بين القارئ والكاتب، في هذا العدد ستكون اختيارات الكتّاب لأفلام مصرية قصيرة
وتستضيف القائمة في هذا العدد الناقد كمال رمزي، وفقا لما قدمه في مقالات منشورة بجريدة الشروق ننشرها بموافقته

أمنية عادل - ربيع 89، راجلها (أيتن أمين)
الفيلمان اللذان اود التحدث عنهما واللفت لهما هما فيلم "راجلها" وفيلم "ربيع 89"، الفيلمان من إخراج المخرجة أيتن أمين، "راجلها" هي التجربة الاولى لأيتن في مجال الإخراج، قصة مأخوذة عن أدب أهداف سويف، بإنجليزية بسيطة توضح سويف جوانب داخلية وتقلاب امرأة نحو زوجها وزوجته الجديدة التي تشاركها به، حاولت أيتن نقل هذه التجربة الشعورية على الشريط السينمائي مع التركيز على التفاصيل البصرية.
الفيلم الثاني هو "ربيع 89"، قد يكون فيلم "راجلها" منطلقنا من فكر نسوي، أما فيلم "ربيع 89" فهو عن الدواخل الشعورية والنفسية لفتاة في مرحلة المراهقة تعيش هذه المرحلة بكل تقلباتها، عالم المرأة والحياة والجنس والحب والرغبة والغيرة، كلها مشاعر وأشياء وانفعالات للهروب من مواجهة الذات كما حدث مع "كاميليا" بطل حكاية ربيع 89، لكنها تفشل في ذلك ولا تجد سوى نفسها على الضفة الأخرى التي لابد أن تعبر لها.

أيمن سوسة - حصان الطين (عطيات الأبنودي)
سواعد العاملات، أرجل الأحصنة وصدورهم المنهكة، الطين اللزج، الشمس، العرق، والإجهاد العضلي. يوم من العمل الشاق في صناعة الطوب، يستعين فيه العمال بالأغاني المحلية، ويقومون في نهايته بالاغتسال مع الأحصنة في مياه النيل. رغم أن العمال من قرية بكفر الشيخ، إلا أننا نرى فيهم الإنسان العادي العامل منذ آلاف السنين.

أحمد أبو الفضل - المعرض، (حسام علي)
نعتقد أحياناً أن فيلما تسجيليا في الثمانينات لم يكن ليتمتع بهذا الحس الخفيف والذكي للدعابة والتهكم، عن فيلم يوثق معرض القاهرة الصناعي الدولي في أرض المعارض، وكلما تقدم الفيلم للأمام تبدأ في الابتسام ثم التفكير وربما الضحك مع كل عنوان جاد يحمل في طياته نقداً وسخرية، أو أغنية تحمل معنى متناقضا لما تراه أمامك.

شادي إسحاق - بلغني أيها الملك السعيد - (محمد شوقي حسن)
هناك العديد من التجارب السينمائية التي تحاول تغيير النمط المتعارف عليه في العلاقة بين الصوت و الصورة، و لكن تأتي استثنائية "بلغني أيها الملك السعيد" هي القدرة على تغيير هذا النمط مع المحافظة على سرد متماسك لقصة أخين في أوائل حياتهم مخلصاً لكل الأيقونات المتعارف عليها لفترة التسعينيات بدءا من الوسيط المصور و حتى شكل و ملابس الشخصيات ليظهر بإتقان كhome made video ولكنه يحمل درجة عالية من الجودة الفنية.

آية طنطاوي- ساعة عصاري (شريف البنداري)
ربما لأني مولعة بحكايات إبراهيم أصلان والفيلم مقتبس عن قصة منها، ولأن الفيلم أيضًا يقدم حكاية بسيطة لها بعد إنساني عن رجل عجوز يقضي نهارًا عاديًا ويبحث عن شيء مفقود، ربما يكون عمره. يذكرني الفيلم ببيت جدتي وصور الماضي المعلقة على جدران بيتنا لا يؤنسها سوى ضوء النهار.

الناقد كمال رمزي
أربع أيام مجيدة-صلاح التهامي
جريدة الشروق، 20 يناير 2010

أحد سكان المدينة- أدهم الشريف
جريدة الشروق، 17 يناير 2015

(1)
4 أيام مجيدة هو درة الأفلام التسجيلية القصيرة التي أنتجت على غرار بناء السد العالي عام 1964، قدمه المخرج صلاح التهامي أحد رواد السينما التسجيلية المصرية، استحق التهامي لقب المدون الذي كتب تدوينة بناء السد العالي، خمس كاميرات وشريط صوت مكون من خمس عناصر موسيقية مصاحبة من بينها صوت المعلق "سعد لبيب".
ولولا تجزئ الفيلم إلى أربعة أجزاء، كل جزء يأتى عقب كتابة تاريخ اليوم، لبدا وكأنه يدور فى ربع ساعة، ولعل أشد اللحظات إثارة تتمثل فى اللقطات المتوالية، السريعة، لآلاف الأطنان من كتل الصخور التى تنزلق فى العربات وتلقيها البواخر فى مجرى النيل القديم كى تغلقه، ليبدأ عصر جديد، مع تسلل المياه، ببطء، عبر الأنفاق، ثم تتسارع، وتزداد سرعة واندفاعا، لتشق طريقها الجديد، بقوة وصخب، مع تصاعد صفير عشرات الآلاف من العمال، الذين يقفون على جانبى النهر.. ثم تنطلق الألوان المبهجة للصواريخ المتفجرة فى الفضاء.
احد سكان المدينة ادهيم الشريف
جريدة الشرق،17 يناير 2015
(2)
فيلم "أحد سكان المدينة" لمخرجه الواعد أدهم شريف، الذي يصور القاهرة ليلا وهي مدينة الكلاب، فالبطل كلب يميل إلى التأمل، يستمد المخرج حاسة الشم كدليل وسبيل لبطله، الذي يجاور غيره من ذوات الأربع، وفى لمسة إبداعية موفقة، نرى المدينة، بسكانها من البشر، من وجهة نظر الكلب، وفى مستوى عينيه. المخرج، مع مصوره المتفهم، بسام إبراهيم، ومونتيره الجرىء، يرصد أقدام المارة المتزاحمة، عجلات السيارات والعربات الكارو، الأجزاء السفلى من البيوت، صندوق ماسح أحذية، مواسير ملقاة على الأراضى.. لقطات متتابعة، متدفقة، تعبر تماما عن القاهرة بأحد سكانها، الذى لا ينتبه له البشر.
يتابع الفيلم، بالصورة، سرد الكلمات، مؤكدة معانيها، على نحو أقرب للتوازن.. وبرغم رجحان كفة الكلام، فإن الكثير من المشاهد، مع المؤثرات الصوتية، يكاد يصل إلى مستوى إبداعى لافت للنظر والسمع.. الكلب يتحدث، بلسان الراوى، عن الحرية التى يعيشها، فيطالعنا حضوره، جالسا على قدميه الخلفيتين، مرفوع الرأس، يمتد الأفق وراءه بلا حدوث، فى لحظة غروب الشمس.
............................

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات