الكاتب : أحمد شوقي
سمير فريد... عن التأثير والتأسيس والتطور والأستاذية... وبعض الأمور الشخصية
أحمد شوقي
يعيش المثقفُ حياتَه حالِما بالتأثير، بأن يكون لِمَا يُمارسه من نشاط فكرى وإبداعى عائدٌ يفوق مجرَّدَ التعبير عن الذات. رأىٌ قد يرفضه بعض المبدعين باعتباره تعميما خاطئا، متعللين بأن تاريخ الفن والفكر يضمُّ قامات شاهقة اكتفت بأنفسها وبلذة الفعل عن مراقبة تأثيره، إلا أن الردَّ، وإن صلح لدى بعض الأنشطة الفنية والفكرية، فمن العسير أن يصمد عندما يتعلق الأمر بحرفةٍ مثل النقد السينمائى. فإذا كان النقد بطبيعته فعلا وسيطا، يرتبط تلقائيا بوجود المنقود، فإن المنقود فى حالتنا هو أحد أكثر صور الإبداع شعبية ومخاطبة للجمهور العريض؛ الفيلم السينمائى الذى مهما كان نخبويا فهو فى النهاية صُنع كى يُعرض على شاشة أمام صفوف من المشاهدين.
فى المسافة بين الشاشة والصفوف، يقف الناقد، ولا سيما الناقد المنشور الذى يكتب للصحف والمجلات لا لهامشية الأكاديميا. وكلما زادت الأعداد على الجانبين (الأفلام وصناعها، وجمهور القراء)، اقترب الناقد السينمائى أكثر نحو حلم التأثير. طريق نحاول جميعا كممارسين لهذه المهنة الغريبة أن نقطعه خطوة بخطوة. خطوات ثقيلة وعسيرة لأسباب عدة يطول شرحها، وفى نهاية الطريق نجد مجموعة يُعَدُّ أفرادها على أصابع اليد الواحدة، وربما أقل. أفراد جعلوا الحلم واقعا، ونحتوا بأيديهم تأثيرا لا يزول فى العقول والنفوس والقلوب، حتى صاروا والمهنة ارتباطا بديهيا، فإن ذُكر لفظ النقد السينمائى لقارئ عربى، استدعى معه تلقائيا وجوها بعينها. وفى صدارة هذه الوجوه يقف وحده، من أنجب أبناء هذا الفن فى مصر: كبيرنا الذى علمَنا السحر.
(1)
فى عام 1976، اجتمع عبد المنعم الصاوى، رئيس مجلس إدارة دار الهلال ووزير الثقافة لاحقا، بناقد جريدة الجمهورية الشاب اللامع سمير فريد، لمناقشة مشروع إصدار صحيفة سينمائية فنية متخصصة على غرار (الكورة والملاعب) التى أصدرتها الدار قبل شهور. الصاوى اقترح أن تحمل الجريدة اسم (السيما والفنون)، فطلب فريد أن يكون العنوان هو (السينما والفنون). ولمَّا تساءل الصاوى عن الفارق، رد فريد بأنه وغيره من النقاد والسينمائيين يكافحون من أجل أن تصبح (السيما) (سينما)، أى أن تُعامَل السينما بجدية مثل باقى الفنون، ليقر الصاوى العنوان، ويبدأ العمل على تجهيز العدد الأول من المجلة، التى صدرت مع بداية 1977، واستمرت بانتظام لمدة 35 أسبوعا، قبل أن يتم إيقافها بقرار سيادى، مثلها مثل مطبوعات عديدة تم إيقافها فى تلك المرحلة من حكم السادات.
ما يهمنا هنا تلك النظرة الثاقبة والوعى المبكر الذى امتلكه سمير فريد وبنو جيله لطبيعة عملهم. لاحظ أنه وقتها لم يكن قد تجاوز الثالثة والثلاثين من عمره بعد، لكنه بدأ المسيرة مبكرا، وخاض رحلته، وفهم بدقةٍ الدورَ الذى ينبغى عليه أن يلعبه؛ دور أكبر من الدعاية للأفلام والترويج للنجوم، مثلما كانت المهنة فى عهد أغلب ممارسيها من الأجيال السابقة؛ دور يوقن أصحابه بكونها (سينما) وليست (سيما)، وأن محترف هذه المهنة يُدعَى (ناقدا سينمائيا) وليس (ناقدا فنيا) كما كان شائعا، وأن ما عليهم هو إقناع جميع الأطراف المحيطة (بما فى ذلك بعض السينمائيين أنفسهم) أنهم يمارسون فنا رفيع المستوى، ويقدمون منتجا ثقافيا يمتاز على غيره من أساليب الإبداع بكونه الأقدر على الوصول لكافة الطوائف والطبقات، من أرفع الناس ثقافة لأقلهم حظا من التعليم.
(السينما والفنون) كانت إحدى مبادرات سمير فريد الذى أراد أن يخلق مجلة سينمائية مصرية على غرار (ڤارايتي) الأمريكية، فكانت أعدادها الأولى نموذجا لما يجب أن تكون عليه مطبوعة سينمائية جادَّة ومشبعة ومسلية، قبل أن تتوقف لظروف خارجة عن الإرادة. ولفريد عشرات المبادرات الأخرى التى توقف بعضها واستمر بعضها دون صاحب الفكرة، الذى كان (مؤسّسا) بحق، يسعى دائما لخلق الجديد واستحضار أفكار حداثية لتطبيقها على الواقع المصرى والعربى، سواء استمر لاحقا فى إدارتها أو تركها لغيره كى يبدأ مشروعا جديدا. فكان فريد هو أحد أذرع الظهير الفكرى لجماعة السينما الجديدة التى خلقت أهم حراك سينمائى مصرى فى أواخر الستينيات، ثم قام عام 1972 بتأسيس اتحاد نقاد السينما الذى صار لاحقا جمعية نقاد السينما المصريين ليكون أول اتحاد من نوعه فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية، والذى سبقته محاولة خلق الاتحاد من خلال (كِتَاب السينما) الذى أصدره مع يوسف شريف رزق الله وفتحى فرج فى أبريل 1969، وجاء فى مقدمة الكتاب: "هذا هو الجزء الأول من كتابٍ أردنا به أن نحقق هدفين: أولهما العمل على خلق سينما مصرية جديدة، وثانيهما أن يكون نواة لاتحاد عام يتجمع فيه كل نقاد السينما فى مصر". فكان من الواضح أن كلمة كتاب، وتعبير الجزء الأول، هما للتحايل على صعوبة وجود ترخيص لإصدار مجلة.
يُمكن الاستمرار طويلا فى ذكر مبادرات سمير فريد التى يمتد تأثيرها حتى يومنا هذا، فلا نكاد نجد حراكا سينمائيا كبيرا إلا وكان الرجل منخرطا فى تأسيسه ودعمه: (جمعيات واتحادات وصحف ومجلات ومهرجانات سينمائية). أكثر من نصف قرن من الحماس الذى لا ينضب، والرغبة فى دعم كل موهوب وصاحب فكر سينمائى، والكتابة عن كل ما هو جديد فى السينما المحلية والعالمية، حتى صار من المستحيل عمليا إحصاء آلاف المقالات التى كتبها وجمع بعضها فى كتبه، أو حَصْر عدد المواهب التى كان أول من قدمها للقراء، فصار أصحابها لاحقا فنانين كبار يشار إليهم بالبنان. فإذا كان البعض يحلم بإحداث أثر ولو بسيطا فى مجال عمله وثقافته الوطنية، فإن ما حققه سمير فريد فى حياته يجعل أى إنجاز فى الثقافة السينمائية بجواره لا يكاد يُرَى.
(2)
خلال ظهوره العلنى الأخير قبل أسابيع قليلة من وفاته، عندما حضر سمير فريد إلى جمعية نقاد السينما المصريين ليقوم نظريا بمناقشة أحدث كتاب طُرح جامعا مقالاته، وعمليا ليلتف حوله أعضاء الجمعية ويقدموا له آيات المحبة والتقدير والعرفان - كان ذهنه فى أوج حضوره واشتعاله، ورغبته فى الحكى عن لحظات وذكريات الماضى مسيطرة لدرجة جعلت الجلسة تستمر لقرابة الثلاث ساعات. خلال تلك الجلسة، روى سمير فريد واقعة تدفع للتأمُّل والتفكير فى مسيرة هذا الرجل، وهى تلقّيه دعوةً لنَيْل جائزة تكريمية من أحد المهرجانات الثقافية السعودية، وهى جائزة لها قيمة مالية معتبرة، ليكون رده على الدعوة بالشكر والاعتذار؛ لأنه كما قال: "عشت حياتى كلها أمارس مهنة واحدة هى النقد السينمائى، ودولتكم تُحرّم السينما، ولا تسمح بوجود ولو دار عرض واحدة، وهذا ما أراه انتقاصا من قدر الفن الذى وهبته عمرى بأكمله، وبالتالى هو انتقاص مباشر منى ومن حياتى يجعلنى غير قادر على قبول الدعوة والتكريم".
العهدة بالطبع على سمير فريد، الذى كان فى سن وحالة صحية لا يمكن معها إلا أن نوقن بصحة روايته. لكن ما يهمنا هنا ليس الحديث عن رفض المال، وإنما تقدير الرجل للسينما ودفاعه عنها؛ الأمر الذى يدفعنا لتخيل موقف فريد لو كان القدر قد أمهله أن يعيش ليشهد انفتاح المملكة على السينما، والحراك الحادث حاليا بافتتاح عشرات القاعات، ودعم الإنتاج السينمائى، وتسهيلات التصوير، وغيرها من المبادرات. أغلب الظن، ووفقا لفهم شخصية سمير فريد والنظر لمواقفه السابقة، كنا فى الأغلب سنراه أوَّل المتحمسين للحراك والداعمين له، ولو دون مقابل؛ فطالما كان هناك حراك وتطلع للمستقبل، كنت تجده، مستغلا أى فرصة للحلم بواقع أفضل وبسينما أكثر انتشارا وتأثيرا.
هذه المرونة والقدرة على مراجعة المواقف الشخصية هى إحدى أكبر ميزات سمير فريد التى ميزته عن مُجَايِليه ورِفاق دربه؛ كونه لم يستسلم أبدا لجمود أيديولوجى أو يقع أسير رأى أعلن عنه أو منهج اتبعه فى فترة من حياته؛ فمراجعة الذات وتعديل المواقف طبقا لمتغيرات عالم لا يتوقف عن التغير سمة لا يملكها إلا الشجعان. أمر جعل فريد يعترف بنفسه فى حواره مع وائل عبد الفتاح والمنشور فى كتاب بعنوان (سمير فريد... مغامرة النقد)، فكتب عبد الفتاح تحت عنوان: (مهارة سمير فريد فى التأسيس لا ينافسها سوى قدرته على الاعتراف):
"أول اعتراف قاله لى فى الحوار: أنا مسئول عن تسييس السينما. والمقصود أنه أعطى قيمة لأعمال أكبر من قيمتها؛ لأنها لاقت هوى سياسيا، أو لعبت على أفكار من العيار الثقيل. والاعتراف الثانى أنه ساهم عبر موقع ثابت فى جريدة شعبية مثل (الجمهورية) فى ترويج أفكار عن السينما مثل (سينما المثقفين)، وهى التى تلعب على فكرة غامضة هى (المتعة الذهنية)، وهى لعبة أقرب إلى تصور بأن الشطرنج هو دليل الذكاء، وأن الذهن المحض أرقى من الحس. وهى مصطلحات نفت من السينما مخرجين مثل حسن الإمام، وربما كمال الشيخ، واحتقرت متعة الحواس، واستسلمت لفكرة تبعية السينما إلى مؤسستين كبيرتين هما: السياسة والفكر.
سمير فريد يعترف الآن بما جنته المصطلحات على السينما. وجَّهَت الذوق، وأعلت من مزاج الانبهار الذى رأى أعمال (تاركوڤسكي) أو (بيرجمان) وغيرهما من الأساطير، فوق النقد. ليس هذا فقط، ولا تتحقق المتعة بدون اتباع الكتالوج الخاص بها". انتهى الاقتباس.
موقف سمير فريد، بنسخته القديمة، يكاد يتطابق مع كل نقاد بنى جيله، غير أن الفارقَ الجوهرىَّ هو قدرته على تطوير نفسه، والخروج من عباءته الذاتية. مقارنة بسيطة بين مقال كتبه سمير فريد فى السبعينيات وآخر كتبه فى التسعينيات تكفى كى نضع يدنا على مشوار كبير قطعه الرجل على مستوى تنقية الأسلوب من كافة الشوائب الأيديولوجية، والتركيز بالأساس على فن السينما. وفى ورقة بحثية قُمت بإعدادها ضمن حلقة بحثية عقدها مهرجان الإسماعيلية عام 2018 حول إسهام سمير فريد النقدى، كانت المقارنة بين ثلاثة مقالات كتبها كل من سمير فريد وابنا جيله سامى السلامونى وكمال رمزى عن نفس الفيلم وهو (كابوريا) لخيرى بشارة. مقارنة كشفت بوضوح عمَّا سبق به سمير فريد مُجَايِليه، من حيث انضباط النبرة والأسلوب، والقدرة على الكتابة عن الفيلم بآراء وصياغات صالحة للتداول، حتى بعد قرابة الثلاثة عقود على كتابة المقال.
لذا، فإن أحد أكبر الخسائر فى رحيل سمير فريد، وهو الوحيد من جيله الذى حافظ على الكتابة اليومية حتى آخر يوم سمح له فيه جسدُه بممارستِها، هى فقداننا لهذه الروح الحرة، التى لا تأسر نفسها ولا تخجل من مراجعة الموقف وتعديله، والتى تُعلمنا بهدوء ودون جعجعة الفضيلة الغائبة عن كثير من كبار الكتاب: "فى الكتابة لا ثبات. إذا لم تتحرك للأمام، فستتراجع للخلف حتى وإن لم تنتبه).
(3)
ذات صباح من شهر أبريل فى عامٍ ماضٍ، أتلقى اتصالا من الأستاذ سمير فريد. اتصال صار دوريا فى كثير من أيام الثلاثاء والأربعاء فور قراءته العددَ الجديدَ من جريدة القاهرة، ثم قيامه بالاتصال بمن يريد أن يهنّئهم على مقال، أو يبدى لهم ملاحظة، أو يناقش معهم موضوعا يتعلق بما كتبوه، فى جهد وإخلاص حقيقى لفكرة الثقافة كحراك فكرى لا بد وأن ينخرط فيه كل المثقفين، بغض النظر عن عمرهم وقيمتهم.
ما حدث فى تلك المكالمة تحديدا هو أنه لم يبدأها بندائه الشهير: "إزيك يا ناقد؟"، وإنما رحب بى بلهجته التى لم تخلُ أبدا من نبرة مرحة ـ أو ساخرة ربما ـ قائلا: "أهلا بالناقد السويدى أحمد شوقى". ضحكت وسألته عن سبب هذا الوصف، فأجاب: "عشان إنت كاتب مقال مايكتبوش غير ناقد سويدي".
المقال المقصود كان تغطية لفعاليات إحدى دورات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وأشرت فيه لنجاح المهرجان فى الارتباط بالمجتمع المحلى، لدرجة أن صاحب أشهر مقاهى المدينة علَّق على أحد الحوائط صورته مع المخرج الإثيوبى هايلى جريما، وكأنها صورة مع أحد النجوم المعروفين.
الأستاذ سألني: "هل تعتقد حقا أن صاحب هذا المقهى يعرف أفلام هايلى جريما؟ هل ذهب يوما هو أو من يعملون معه لمشاهدة أحد أفلام المهرجان؟ يحبون المهرجان ويحتفون به بالطبع؛ فخلال أيامه يقبل عدد ضخم من الضيوف على مقهاهم، من بينهم أمثال جريما ممن يسمعون عنه أنه مخرج عالمى. لكن هل هذا نشر حقيقى للثقافة السينمائية أو ترسيخ لها فى حياتهم اليومية؟".
أسئلة سمير فريد أصابت كبد الحقيقة، وجعلتنى أفكر طويلا أن محاولة منح مشهد طريف مثل صورة جريما على حائط المقهى أكبر من قيمته، عبر تقديم تفسير واستنتاج اجتماعى وثقافى نابع منه، هو فعل يشبه آراء المستشرقين الذين يأكلون وجبة مصرية واحدة، ثم يكتبون طويلا عن ثقافة الطعام فى مصر. أى إننى كتبت مقالا يكتبه ناقد سويدى يزور الأقصر للمرة الأولى، لا ناقد مصرى تعامل مع الأهالى ويعرف دروب تفكيرهم وتصرفهم.
لا أبالغ إن قلت إن هذا الحوار صار يتردَّد فى ذهنى كل مرة أقدم فيها على كتابة مقال فيه ما يتعلق بالجمهور وعلاقته بالسينما، مرة كى لا أقع فى فخ النظرة السياحية وأتحول ناقدا سويديا يكتب عن المصريين، ومرة حتى لا أسمع ملاحظة ساخرة من الأستاذ الذى لا تفوته شاردة ولا واردة دون أن يقرأها ويقيمها ويضعها فى أرشيڤه الأسطورى.
لاحِظ الطريقة التى عبر بها سمير فريد عن ملاحظته، بمنتهى الكياسة وخفة الظل، والبعد عن كافة أشكال الوصاية الأبوية التى يفرزها البعض بمعدلات هائلة، فقط لأن القدر سمح لهم أن يولدوا قبلك بأعوام أو عقود. هذا رجل بلغ قمة ما يمكن أن يصل إليه ناقد سينمائي: تقدير واحترام وتكريم من العالم أجمع؛ مسيرة عطاء وإنجاز لا يتوقف لأكثر من نصف قرن؛ أكثر من ستين كتابا وآلاف المقالات التى تؤرخ للسينما الحديثة من وجهة نظر مفكر مصرى تقدمى ينتصر دائما وأبدا للحرية. لكنه أبدا لم يستغل الوضع للتعامل مع الآخرين باستعلاء أو فوقية، فظلَّ دائما يدرك أن من تقديره لهامته أن يقدر الآخرين، وهذا هو أمهر أنواع الأساتذة، وأكثرهم تأثيرا فى النفوس.
(4)
خسارتنا لسمير فريد ليست مجرد غياب ناقد أو مثقف أو مؤرخ؛ فما تركه يجعله لا يغيب أبدا. لكن الخسارة هى فقدنا لكل ما يمثله سمير فريد من تفتُّح ووعى واحترام لقيمة المعرفة والتأريخ، لا فى كونهما أداة للتعالى والتنمُّر، وإنما مخزون يؤسس نظرة نقدية شاملة للحياة، نظرة نقدية محبَّة تحلم بعالم ووطن أفضل؛ نظرة يؤمن صاحبها أن دعم من حوله، وإن كانوا يصغرونه سنا وقامة وذخيرة وموهبة، هو فرض عين لبلوغ العالم الذى سعى إليه طيلة عمره، والذى ظل حتى اللحظة الأخيرة يتفاءل بتحققه.