نازارينو تادى جيزويتى سابق لأوانه

بقلم :الأب أولفر برج أوليفييه اليسوعى | ترجمة : محمد طارق 09 يناير 2017 السينما التسجيلية في مصر الحقيقة والجمال

الكاتب : بقلم :الأب أولفر برج أوليفييه اليسوعى | ترجمة : محمد طارق
فى كتابه “نازارينو تادي، جيزويتى سابق لأوانه” –حوار مطول مع نازارينو تادى – يكتب أندريا فاجيولى : “ يبدو الأب نازارينو تادي، الجيزويتي، وكأنه من هؤلاء الأشخاص الذين يمتلكون رؤية مستقبلية.حيث بدأ تادى بصناعة برامج تليفزيونية دينية حتى قبل النشأة الرسمية للتليفزيون. كما قام بنشر تعاليمه عبر الإنترنت، من قبل انتشار التصفح المعلوماتي.اليوم،وهو فى سن الثمانين، يبدو أنه لا يزال يطمح للمزيد.”


نازارينو تادي، مخرج الأفلام التسجيلية ،كان رجلاً سابقاً لعصره. ترك تادى علامة هائلة فى تاريخ السينما والتليفزيون. كما خصص مهرجان فينسيا جائزة خاصة باسمه فى عام 2007، فى الذكرى الأولى لوفاة الراهب الجيزويتى “الذى كرس حياته لدراسة اللغة السينمائية، والذى دعم مهرجان فينسيا فى أعوامه الأولى بشكل بدهى” .

الأصول
ولد نازارينو تادى عام 1920 فى باردى، بارما. درس والده الطب، وعمل كطبيب فى وحدة المقاطعة الطبية. فقد تادى أمه فى سن مبكرة إثر مرض ألم بها وقت ولادته، وتوفيت بعده بوقت قصير.
بعد وفاة والدته، كان على والده التأقلم وحيداً على تربية أربعة أطفال، فأرسله إلى عماته فى المنطقة الجنوبية من مقاطعة ترينتو،على الحدود مع النمسا. هناك قضى تادى طفولته، واستشف لمحاته الأولى عن هتلر والنازية، وتأثيرهما.
كان تادى مندهشاً من قمع كل معارضى النظام الفاشى سواء فى باردى أو ترينتو. وفى مراهقته التحق تادى بمعهد تعليم اللاهوت، وبحلول عام 1940،انضم إلى مجتمع المسيح، وأصبح جيزويتياً.
أعجب تادى - خلال سنوات دراسته الفلسفة - باستخدام هتلر وسائل الإعلام الجماهيرى، وخاصة الراديو والسينما. اكتشف تادى مدى تأثير هذه الوسائل، ودفعِها الناس لتنفيذ إرادة الحاكم، وكان لهذا الاكتشاف عظيم الأثر عليه وعلى رسالته.

تأسيس “مجتمع الصبية”
بالرغم من أن تادى يُذكر لإسهاماته فى مجالى السينما والتليفزيون تدريسه النظرية واللغة السينمائية، إلا أنه قد وجد الوقت الكافى لتأسيس واحد من أول “مجتمعات الصبية” فى إيطاليا.
فبينما كان يقوم بدراسة الأدب فى جامعة بادوفا، والموسيقى فى مدرسة فينسيا للموسيقى، كان فى الوقت ذاته يقوم بتلقين تعاليم المسيحية شفهياً للأطفال فى أبرشية فقيرة تقع فى إحدى ضواحى المدينة.
ذهب تادي إلى رئيسه، ليستأذنه فى إقامة معسكر صيفى لأطفال تلك الأبرشية، وليطلب منه المعونة المادية اللازمة. وافق رئيسه على طلبه، بشرط واحد، وهو أن يوافق تادى على الذهاب إلى سان كارلو دى أركيلا (التى كانت ضاحية معروفة بانتشار العنف، لدرجة أن الشرطة لم تستطع دخولها) ويقوم بجمع أطفال الضاحية، ليكونوا معه فى هذا المعسكر.
فى هذه الضاحية، ارتكب الأطفال دون سن العاشرة جرائم القتل، لذا لم يجرؤ أحد على الذهاب إلى هناك. وعندما وصل تادي، ارتدى حلة راهب، واستقل دراجة، ولم يتعرض له أحد. فقط بنت صغيرة واحدة أتت إليه، وأعطاها بعض الحلوى، وأخذها معه فى جولة على الدراجة.
صاحت الفتاة قائلة :”انظروا ماذا أعطانى!”،وبدأ الأطفال بالتجمع حوله، وببطء شديد أصبح صديقاً لأهالى المكان. اعتاد تادى بعدها إرسال الأطفال لجمع الورق من أجل إعادة تدويره لجمع المال اللازم من أجل المعسكر.
وفى يوم ما، ذهب الأطفال لزيارته فى بيت الجيزويتيين، ووجدوه فى المطبخ. تساءل الأطفال عما يفعله فأخبرهم بأنه يصنع الصابون. وبهذه الإجابة هرع الأطفال لإخبار أهاليهم أن تادى كان يجمع الأطفال حوله ليصنع من عظامهم الصابون (فى هذا الوقت، كانت هذه الفعلة من أفعال النازيين فى معسكرات الاعتقال).
اجتمع أهالى القرية، وقرروا قتل تادى فى زيارته القادمة، لكن ولحسن حظه، اتخذ تادى طريقاً مغايراً للقرية. وبعد مواجهته العديد من الصعاب، وببذله مجهودا ضخما، استطاع أن يؤسس “مجتمع الصبية” فى الجبال.

من الموسيقى إلى السينما
بعد كل الدراسات الفلسفية التى درسها - التى يدرسها كل الرهبان - تم إرسال تادى إلى بادوفا ليحصل على درجة علمية فى الأدب والفلسفة. وبإدراكه أهمية دخول الكنيسة إلى مجال وسائل الاتصال والإعلام لتعليم الناس، لكى لا يتركوا تحت تأثير الإعلام السيئ، ولنقل التعاليم الطيبة. قام تادى بسؤال معلميه لكى يدرس السينما. لم يسمح له الظرف وقتها بالذهاب إلى روما، وعندها أخبره معلمه :” لديك موهبة موسيقية،وهناك موسيقى فى الأفلام،ولذلك قم بدراسة الموسيقى” وقد كان، حيث درس تادى التلحين، وقيادة الأوركسترا فى الكونسرفتوار الموسيقى فى فينسيا.
فى الوقت نفسه، وفى بادوفا، قام تادى مع مجموعة من زملائه بتأسيس أول دائرة سينمائية ثقافية فى إيطاليا. قرأ تادى العديد من المقالات فى مجلة “ بيانكو آى نيرو” وبعض المجلات المتخصصة الأخرى، والكتب، خاصة تلك التى تدور حول اللغة السينمائية، مثل أعمال إيزنشتين، أرنهايم، بازان، بدوفكين، وموران، كما تعاون تادى مع معهد تدريس السينما فى إيطاليا، وبعض مدارس السينما الأخرى فى لوفاين وباريس وموسكو وبراغ وستكهولم .
ويقول تادى( امتلكت بعض العلاقات الشخصية مع بارت وريناتوماى(3) وبلاساتى(4) وبريسون وزافاتى ودراير وميتز ، بعيدا عن تشاريانى(5) .. ولكن النقاشات الأكثر أهمية كانت مع ريناتو ماى ).

مركز سان فيديل الثقافى والتليفزيون
فى عام 1952،وبعد ترسيمه ككاهن، تم إرسال تادى إلى مركز سان فيديل الثقافى فى ميلانو، وتم ترشيحه أيضاً لمنصب سكرتارية التواصل الاجتماعى من أجل مجتمع المسيح فى إيطاليا. انصب اهتمام مركز سان فيديل الجيزويتى وقتها على الأدب والفن التشكيلي. ولكن تادى أضاف بعداً جديداً للمركز، والذى لا يزال حاضراً حتى اليوم.
أسس تادى فى عام 1953 نواة ما أطلق عليه بعد ذلك “المركز العالمى للترفيه ووسائل الاتصال الاجتماعية”.كان هذا المركز لتعليم وسائل الإعلام الجماهيرية، واستخدام التقنيات الحديثة. . وفى نفس العام، قام بجمع مجموعة من الناس حوله، وبدأ بإعطائهم دروساً خاصة فى نظرية اللغة السينمائية، والتليفزيونية، والإخراج.
وسط هؤلاء، كان هناك مخرجون مثل ( ايرمانو أولمي، ماندلي، فاجيوني) ونقاد مثل (برنارديني،أورتولاني،باروس (البرازيل) فلين (ايرلندا) وباسكيه (إسبانيا). ومن أجل توفير مادة منهجية من أجل هذه الدروس، طور تادى بطاقات سينمائية، و كان قد قام بصنعها أثناء دراسته الفلسفة فى جالاريته. تنامت هذه البطاقات لتصبح موسوعة فيلمية، حيث وصل عدد هذه البطاقات إلى 90 ألف بطاقة، وأكثر من 8 ملايين معلومة أساسية ( ويمكن الاطلاع عليها فى اليوم بالمكتبة السينمائية فى بولونيا ). فى 1972 بدأ تادى مجلته الشهرية “إيداف” التى تعنى تعليم الوسائط البصرية السمعية. والتى تم تحويلها إلى أرشيف إلكترونى فى عام 1978.
مرة أخرى، فى عام 1953، و فى بدايات التليفزيون فى إيطاليا، طلب كاردينال ميلانو من تادى أن يتولى مسئولية البرامج الدينية. ومن هنا بدأت أسفاره حول العالم، لصناعة أفلام وثائقية ، وقد نالت العديد من الجوائز فيما بعد.
كانت أول جائزة تمنح من التليفزيون الإيطالى لتادى عن فيلم تسجيلى أخرجه وكان عنوانه “وسط الغجر”، الذى تم بثه يوم 15 يناير 1957. كما حصل على جائزة أخرى فى عام 1959 عن فيلمه “قال : انهضوا وسيروا” والذى كان عن الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، الذين ساعدهم “دون جنوشي”. بعدها توالت الأفلام التسجيلية، وأخذت الجوائز فى التزايد.

تادى معلما لوسائل الإعلام الجماهيرى
فى عام 1963 ،نشر تادى كتابه “دراسات فى النظرية السينمائية” الذى أتبعه بكتابه الشهير “التحليل البنيوى للفيلم”. كما درس النظرية السينمائية وتاريخ السينما فى جامعات إيطالية وغير إيطالية. ومثل معظم العباقرة، لم يكن مفهوماً على الدوام، وكان له نقاده ومعارضوه . ولكن هذا لم يثنه عن العمل، أو كما كان يسميه “رسالته”.
لعب تادى دور معلم “نظرية وسائل الإعلام” و”منهجية وأصول الوسائط البصرية السمعية”. خلق تادى مناهجه فى روما، ساساري، وفى جامعات أجنبية أيضاً، وأسهم بشدة فى الإضافة لتدريس وفهم اللغات العديدة المستخدمة فى وسائل الإعلام، كما صاغ بأسس علمية “نظرية وسائل الإعلام الجماهيرية”.
انتسب تادى لعضوية العديد من الهيئات الوزارية. عُين مستشاراً للثقافة فى مجلسين تشريعيين فى فترة الحكم الذاتى لمقاطعة ترينتو. وتمت دعوته إلى العديد من الدول، من البرازيل إلى كوريا، ليقوم بتدخلات معينة فى استخدام وسائل الإعلام، وليدرس التصوير السينمائى . كما كان واحداً من 14 عضواً تمت دعوتهم إلى اجتماع هيئة الأمم المتحدة الثانى والذى كان عنوانه “دور الإعلام فى المجتمع”. امتلك تادى أفكاراً عدة بخصوص هذا الشأن، وقدمها فى الاجتماع، وتم الاحتفاظ بها فى الوثيقة النهائية للاجتماع.
طلبت وزارة التعليم فى عام 1965، منه أن يقوم بتدريس مناهج صيفية حول “مدخل إلى فهم الصورة السينمائية” للمدرسين، وبعدها تم إدراج مادة “السينما وتعليم الصورة” كمادة إلزامية فى المناهج المدرسية.

حياة فيللينى الحلوة ومنفى تادي
قابل تادى فيللينى لأول مرة بينما كان الأخير يصور فيلمه “الطريق” فى عام 1954 فى الريف الروماني. عرفهما ببعضهما صديق مشترك، هو جيان لويجى روندى. أعجب تادى بجدية المخرج واحترافيته، ونشأت علاقة صداقة قوية بينهما. كان فيللينى يستشير تادى دائماً، وغالباً ما أبدى إعجابه بقدرة تادى على التعبير عن عميق إحساسه، وعما رآه فى الفيلم بالكلمات.
عندما طُرح فيلم فيللينى “الحياة حلوة” فى السينما، كان هناك انطباع سلبى من الدوائر الكنسية بخصوص الفيلم،خاصة من بعض الكاردينالات، ووسطهم الأب المستقبلى باول السادس. كان للفيلم عرض خاص فى سان فيديل، وقدم تادى الفيلم بحضور المخرج. كان تادى عائداً آنذاك من تصوير فيلم وثائقى استغرق تصويره قرابة 70 يوما فى الهند. وريثما بدأ الجدال حول الفيلم، طلب معلمو تادى منه أن يكتب مقالاً فى العمق عن الفيلم لمجلة الجيزويت الثقافية “قراءات”.
يقول تادى :” شاهدت الفيلم مرات عدة، ولقرابة العشر ليالٍ، درست وحققت قراءتى للفيلم. بل وحتى ناقشته مع فيللنى ذاته، والذى كان فى الأسبوع الأول، وبينما اندفع الجمهور لمشاهدة الفيلم، يأتى إلى كل ليلة متأذياً وشاعراً بالإهانة، لدرجة أنه كان ينتحب فى بعض الأوقات.”
بالنسبة لتادي، وبمشاهدته فيلم “الحياة حلوة”،كان فيللينى شاعرا النعمة الالهية، وتمنى أن يتحدث عن روحانية المسيحية. دافع تادى فى مقالته عن فيلم فيلليني، وقال إنه فيلم عن النعمة، كما يمكنه أن يرى من بداية الفيلم، وحتى نهايته. كلفه هذا الدفاع الكثير،خسر منصبه فى التليفزيون الوطني، وخسر منصبه ككاتب لهيئة الحضارة الكاثوليكية. وفى الواقع تم نفيه إلى ألمانيا، بالرغم من أنه أمضى معظم أوقاته غير مهتم بلفت الأنظار فى مجتمع سان فيديل فى ميلانو.
بعد مرور 30 عاماً،احتفى كاردينال بجنازة فيلليني، وأشاد بدوره الإنساني، والروحاني. وعندما سُئل تادى فى محاورته مع أندريا فاجيولي،عن سبب قوله إن فيلم “الحياة حلوة” هو فيلم عن النعمة الإلهية،أجاب تادى :
“أكد الفيلم منذ بدايته ( مع وصول تمثال المسيح بطائرة مروحية) ،وفى نهايته عندما يقوم البطل مارشيللو، الذى يعود ثملاً ومتعباً من ليلة مليئة بالحماقات، ليجد نفسه على أحد الشواطئ وسط مجموعة من الناس، وباولينا النادلة التى أبهرت مارشيللو بجمالها البرئ، تقف مبتسمة على الجانب الآخر من البحر تناديه. يراها مارشيللو،ولكنه لا يفهم، ويذهب بعيداً مسحوباً بواحدة من نساء المجموعة. تستمر باولينا فى الابتسام، وكأنها تقول “يمكن أن تذهب بعيداً،ولكنك ستجدنى فى الطريق، منتظرة إياك” هذه القراءة كانت إثباتا، ولكنه بدا من الصعب لى أن فيللينى أراد لفيلمه أن يعطى هذا المعنى الديني”
فى مناقشة لاحقة مع المخرج،اكتشف تادى أن فيللينى قصد بالفعل نداء باولينا لمارشيللو، فى هذا المشهد الأخير، كتعبير عن النعمة الإلهية.

بازولينى – تادى و”الإنجيل كما رواه متى”
يقول تادى إن بازولينى كان رجلاً نبيل الروح، وصادق الفكر. نشأت الصداقة بين تادي، وبازوليني،عندما انتقد تادى “الإنجيل وفقاً لمتى”.تسلم تادى السيناريو فى البداية، وطٌلب رأيه. رفض تادي، معللاً رفضه بأن السيناريو كان تجميعا لأجزاء وعبارات من الإنجيل، وأنه من الصعب أن يستشف كيف يمكن أن يتحول هذا النص إلى صورة سينمائية. وعندما انتهى بازولينى من الفيلم، دُعى تادى إلى عرض خاص فى أسيزي.لاحظ تادى خلال العرض العديد من الأخطاء، وبعد العرض رأى بازولينى ذاهباً إلى البار وحيداً. تتبعه تادي، وقام بسؤاله فوراً ..
تادي:”عفواً بازوليني، ولكن هل تؤمن بالمسيح؟”
فأجابه بازوليني:”ماذا تقصد؟”.
تادى :”أقصد،هل تؤمن بالمسيح كحقيقة تاريخية فى المقام الأول، وكابن للإله فى المقام الثاني؟”
بازولينى :” لا..لا أؤمن بهذا”
تادى :”هذا واضح من الفيلم كما لاحظت”.
بازولينى :”إنك الكاثوليكى الأول الذى يخبرنى بهذا.”
تادي:”لقد شعرت بالجوانب الإنسانية للمسيح، منذ ولادته، وفى الجزء الأول فى العموم حتى ..”
بازولينى :”وحتى نداء الحواريين”.
تادي:”صحيح،وجزئية الممات. لكن ما دون ذلك، عندما يغادر المسيح من حدث إنسانى بحت، إلى مرحلة روحانية أخرى، فأنت تمتلك الاحترام له بشكل ما، لكنك تراه كحكاية رمزية أو كأسطورة.”
استمرت المناقشة، حتى تدخل أستاذ جامعى مشهور فيوبخ تادى على جرأته فى نقد فنان وشاعر عظيم بقدر بازوليني. ولكن بازولينى انزعج، وتجاهل الأستاذ، وأكمل المناقشة مع تادي. ومنذ هذا اليوم نشأت صداقة قوية بين تادي وبازوليني، حيث دعا بازولينى تادى على الدوام لمشاهدة أفلامه فى عروضها الخاصة ليعرف رأيه. تقبل بازولينى آراء تادى على الدوام بصدر رحب، كما قام بمساعدة تادي - كلما سمح له وقته - فى تدريس محاضرات تحليل أفلامه.

خلاصة
ما هو الدافع وراء عمل تادى وإخلاصه؟ هو نفسه يقول إنها ليست مجرد مهنة، أو شغف من أجل السينما. لقد كانت نداء، نداء من أجل تعليم الناس للوسيط، ليقوموا بتطوير حس نقدى تجاه الإعلام،من دون التماهى معه. ونداء ثانٍ من أجل نشر التعاليم الطيبة، الإنجيل، من خلال السينما والتليفزيون، خاصة من خلال الأفلام التسجيلية. كانت كتاباته العديدة التى قدمت منهجه فى التحليل البنيوى للفيلم، وتدريسه للغة السينمائية، موجهة بهذا الهدف.
وحتى نهاية حياته الطويلة والثرية، ظل تادى مخلصاً لبحثه عن العدالة والحقيقة، وعن طاعته لروحه الجيزويتية، حتى وإن كلفته هذه الطاعة الآلام. وفى نفس الوقت، وحتى السلطات الكنسية التى قامت بنفيه، اعترفت بقيمته وبالظلم الذى وقع عليه،وطلبت منه أن يستأنف عمله مرة أخرى.

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات