الكاتب : علياء طلعت
علياء طلعت
عد الكثيرون يوسف شاهين مخرجًا صادمًا خاصةً بعد أفلامه الذاتية، فلم يعتد المشاهد العربي على أفلامٍ يعري فيها صاحبها ذاته بهذه الطريقة، يقدم تفاصيل طفولته وعلاقاته العاطفية وأزماته النفسية بصراحةٍ تامةٍ، لكن شاهين كان ذا شخصيةٍ متفردةٍ، يؤمن بأن البوح هو أول الطريق للتصالح مع النفس، وبدا هذا ظاهرًا للغاية في فيلم حدوتة مصرية الذي تدور أحداثه في غرفة العمليات حيث يحاكم يحيي –يوسف شاهين-طفولته وشبابه، ويتوصل في النهاية إلى التصالح مع الماضي حتى يستطيع المضي قدمًا في الحياة.
إحدى النقاط التي أثارت الكثير من التساؤل بالنسبة للنقاد والمشاهدين علاقة شاهين بالغرب، ورغبته الملحة في الحصول على التقدير والثناء من الخارج، ووضعوا الكثير من علامات الاستفهام لكن في الحقيقة بغير موضعها، فبمجرد مشاهدة الفيلم السابق الذكر هنا لوجدنا أن حتى هذه النقطة لم تسلم من نقد شاهين لنفسه، ووضوحه الشديد مع ذاته، ففي أولى رحلاته لمهرجان كان مع فيلمه "ابن النيل" شاهدنا ارتفاع آمال شاهين وانتظاره لجائزةٍ كبيرةٍ ثم إحباطه الشديد بسطرين غير كافيين له، ويتكرر الأمر مرةً أخرى في مهرجان برلين وفيلمه "باب الحديد" الذي كاد أن يحصل فيه على جائزة التمثيل عن دور قناوي الشهير.
بل إن افتتاحية فيلم "إسكندرية كمان وكمان" ثالث أفلام رباعيته الذاتية كانت حول حصوله على جائزة الدب الفضي عن فيلم "إسكندرية .. ليه؟" وأبدع في تصوير النشوة بالفوز لأول مرةٍ في مشهدٍ راقصٍ أهداه لروح الممثل الأمريكي الراحل جين كيلي، هنا سأتحدث عن علاقة يوسف شاهين بالغرب، وهل بالفعل كان عبدًا لرغبته في الحصول على الثناء من الخارج، أم كانت له وجهة نظرٍ أخرى؟
الغرب في عيون يوسف شاهين:
كثيرًا ما اتهم يوسف شاهين بتملقه للغرب، ورغبته في الحصول على التقدير منهم، وينظر لهذا الأمر على الأخص نظرةً فوقيةً متعاليةً، ولكن في الحقيقة يوسف شاهين بمناشدته لهذا التقدير لا يرغب في ثناءٍ من كيان يرى أنه الأعلى ولا يستقيم فنه بدونه، بل بالنسبة له هذا احترامٌ يجب أن يناله فنه لأنه يستحقه.
أي أن الصورة التي كونها الكثيرون عن يوسف شاهين معكوسةً فعليًا، فهو لا يتوق لقبول الغرب له ولأفلامه، بل يشعر أن هذه الكيانات السينمائية يجب أن تقدر ما يقدمه من فنٍ، وأن العالمية هي ما يستحقه، إيمانًا بأهمية أفلامه، ويظهر هذا واضحًا حتى في اسم شركة الإنتاج التابعة ليوسف شاهين "أفلام مصر العالمية" فهو لم يتخل عن هويته المصرية، ولكن يرى أن أفلامه هو شخصيًا هي الطريق ليصل بالسينما المصرية إلى العالمية.
في كتاب الهادي خليل "العرب والحداثة السينمائية" يتحدث عن يوسف شاهين من عدة محاور يهمنا منها علاقته بالغرب والعالمية، فيبدأ بالحديث عن فيلم حدوتة مصرية ويشير إلى تعدد اللغات به، والعلاقة بين اللغة الفرنسية ورغبة شاهين في التكريم بمهرجان كان على الأخص، وتوقعه للحصول على جائزة عن فيلمه "ابن النيل" عند عرضه في مهرجان كان، واحباطه كذلك من عدم حصوله على جائزةٍ في مهرجان برلين عن تمثيله لدور قناوي في فيلم "باب الحديد".
ولكن في ذات الوقت يعود الكاتب ويؤكد على وفاء شاهين لعالمه الداخلي وأفكاره الخاصة، ففي فيلمه "وداعًا بونابرت" وهو إنتاج مصري – فرنسي مشترك لم يقدم ما توقعه الفرنسيون عند اشتراكهم في هذا الإنتاج من ثناء على شخصية بونابرت التاريخية، بل قدم رؤيةً فنيةً مختلفةً لا تنبع سوى من مخرجٍ متميزٍ.
نعود مرةً أخرى لنظرة يوسف شاهين لنفسه كمخرجٍ يستحق التقدير، فنجده في العناوين الجانبية للحوار الذي أجراه معه عبد النور خليل في كان بعد فوزه بجائزة في مهرجان كان عام 1997 يقول "أشعر إنهم يكفرون عن ظلمهم لي ويحسون بالذنب لأنهم حجبوا الجائزة عني لفيلم "الأرض" و"وداعا بونابرت منذ سنوات" وقد حصل فيلمه المصير الذي عرض في المهرجان ذلك العام على تصفيقٍ لمدة عشر دقائق في قاعة لوميير التي احتوت على 2500 مشاهدٍ.
وفي حوار مع لوموند ديبلوماتيك بنوفمبر 1988 حكى شاهين الكواليس بعد عرض فيلم "حدوتة مصرية" في مهرجان كان خرج مدير المهرجان وأشاد بالفيلم وقال إنه ذكره بفيلم "كل هذا الجاز" للمخرج الأمريكي بوب فومي، فكان رد شاهين أن نقط التلاقي بين الفيلمين هو الحديث عن الماضي الخاص بمخرجه، وأنه بدأ قبل ذلك بخمس سنوات في تقديم أفلام السيرة الذاتية بفيلم "إسكندرية ليه"، وأن كل مراجعهم هي الأفلام الأجنبية وإنه على قدم المساواة مع أي مخرجٍ آخر، وقرر أن ينسحب الفيلم من المهرجان، واتصل بمدير مهرجان فينسيا الذي كان موجودًا في باريس بذلك الوقت وعرض عليه الفيلم والذي اختاره بالفعل للعرض في مهرجان فينسيا.
ربما كانت علاقة يوسف شاهين بفرنسا ومهرجان كان على الأخص بها الكثير من الود والمحبة، ولكن علاقته بالولايات المتحدة كانت أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير، فنجده يشير لها في أفلامه بعدة طرقٍ، ففي فيلم إسكندرية ليه؟ بالمشهد الختامي نرى يحيي الشاب –الذي يقدم شخصية يوسف شاهين- مسافرًا إلى الولايات المتحدة مطاردًا حلمه في تعلم السينما ولكن تلك الأخيرة تستقبله بوجه الغانية الملون على شكل تمثال الحرية في إشارة إلى خطأ حلمه وخيبة آمله القادمة، وهو ما عاد إليه مرةً أخرى في رابع أفلام سيرته الذاتية "إسكندرية نيويورك" الذي بدأ بيحيي الكهل يرفض عرض أفلامه في نيويورك اعتراضًا على السياسات الأمريكية، ثم يتم إقناعه بالسفر وهناك نجده مفتقدًا الحماسة لعرض أفلامه في أرض الأحلام القديمة بعدما اكتسب خبرة السنوات وعرف حقيقتها، وفي ذات الفيلم وعن طريق الفلاش باك نتعرف على حياة يحيي ودراسته للسينما في الولايات المتحدة ومعاناته على أبواب هوليود.
وتكررت في تصريحات وأفلام يوسف شاهين اعتراضاته على السياسات الأمريكية، مثل فيلم الآخر واشتراكه في الفيلم التسجيلي 11 سبتمبر.
يوسف شاهين في عيون الغرب:
عانى شاهين في البداية من العنصرية الغربية بالطبع، وبالتهميش الشديد، وتأثر سلبيًا بذلك ما ظهر كما قلت في فيلم حدوته مصرية، وفي الملف الخاص عن يوسف شاهين بجريدة القاهرة العدد 429 نجد مقالًا للكاتب عبد النور خليل يذكر فيه ما حدث مع فيلم الأرض عام 1969 في مهرجان كان السينمائي، حيث مثل الفيلم مصر في المسابقة الرسمية، وحظي بإعجاب جماهيري ونقدي، وعده الكثيرون أفضل ما عرضه شاهين في كان حتى ذلك الوقت، ولكن رئيس لجنة التحكيم في تلك الدورة كان الممثل الأمريكي "كيرك دوجلاس" الذي صرح بأنه لا مجال في أن يفوز فيلم شاهين أو أحد نجومه بجائزة، واتهم السينما المصرية بالتخلف والبدائية على الرغم من إجماع الكثير من النقاد على أن فيلمي الأرض والمومياء من أفضل أفلام عام 1969 بالعالم.
وتكرر هذا الأمر مرةً أخرى في مهرجان كان أيضًا عند عرض فيلم "وداعًا بونابرت" والذي حرصت فرنسا على أن يكون داخل المسابقة الرسمية بصفته إنتاجًا مصريًا فرنسيًا مشتركًا، ما رفع من معنويات شاهين، ولكن رئيسة لجنة التحكيم في هذه الدورة الممثلة "إيزابيل جاني" صرحت بأنها ستصوت ضده وذلك لأن الفيلم قدم بونابرت شخصًا فاشلًا مهزومًا.
ولكن على الجانب الآخر اشتهر يوسف شاهين بأنه المخرج المصري الوحيد الذي تعرض أفلامه بصورة تجارية في فرنسا مثل العصفور واليوم السادس ووداعًا بونابرت كما تعرض أفلامه على التلفزيون الفرنسي مثل باب الحديد وإسكندرية ليه؟ كما أن فيلم باب الحديد هو الفيلم العربي الوحيد في ذلك الوقت الذي عرض تجاريًا في لندن وذلك بعد 28 سنة من إنتاجه وذلك طبقًا لحوار أجراه شاهين مع لوموند ديبلوماتيك.
وفي حوار بين يوسف شاهين ويوسف شريف رزق الله في مجلة الفنون عام 1980 قال أن أول بوادر نجاحه العالمي كان في مقال نشره جان لوي بوري بمجلة "لي نوفيل أو يسرفاتور" وذلك بعدما شاهد فيلمه بمهرجان موسكو عام 1969، وكان سعيدَا بهذه الإشادة خاصة وهو مؤمن بأهمية السينما الفرنسية، وفرنسا كمناخٍ محبٍ للسينما والأفلام.
وحصل شاهين على التكريم من الخارج بعدة صورٍ، منها العرض الذي نظمته لجنة النشاطات الثقافية لموظفي اليونسكو لفيلمه الأرض، وقد كانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها تقديم هذا التكريم لمخرجٍ مصريٍ، وتم عرض الفيلم بحضور يوسف شاهين عام 1970 في باريس بقاعة اليونسكو الكبرى وبحضور وفودٍ من مائة دولةٍ مع جمهور السينمائيين الفرنسي ونال نجاحًا باهرًا في هذا العرض.
وفي ذات الوقت نظم هنري لونجلوا مدير السيماتيك الفرنسية أسبوعًا لأفلام يوسف شاهين، بدأ بفيلم الأرض، وصرح لونجلوا أمام جمهور السيماتيك "لقد شدتني أرض يوسف شاهين فهو من المخرجين القلائل الذين يجمعون بين الإحساس الفني وإجادة اللغة السينمائية، لهذا فأني اعتقد إنه في خلال السنوات العشر القادمة ستكون السينما المصرية على رأس القائمة" وخلال هذا الأسبوع عرضت العديد من الأفلام الشاهينية الأخرى مثل باب الحديد والناصر صلاح الدين وفجر يوم جديد وصراع في الوادي وصراع في الميناء، وشيطان الصحراء ونداء العشاق وبياع الخواتم.
وقد نال فيلم الأرض ومخرجه الكثير من المديح منها ما جاء على لسان الناقد الفرنسي "جان لوي بوري" في النوفيل اربسافاتور والذي رأى أن هذا الفيلم حدثَا في تاريخ السينما العربية والعالمية، وإنه تحفةٌ فنيةٌ، ويصلح لكل مكانٍ، وليس في مصر فقط، ويمكن تطبيقه على أرض البروسي أو النورماندي، وقارن بين إيقاعات أفلام يوسف شاهين التي شاهد عددًا كبيرًا منها في السيماتيك الجزائري وبين أفلام السينما الروسية في عصرها الذهبي.
أيضًا كتب الناقد "كلود ميشال كلوني" في مجلة لاكاترين لتربر عن فيلم الأرض ووصفه بالفيلم الرائع الذي يمزج بين العنف والحنان والمرح والثورة، وأنه تكريمٌ أقيم للفلاح وحَدَثٌ في تاريخ السينما العربية وأيضًا قارن بين هذا الفيلم والسينما الروسية في عصرها الذهبي خاصة "دوفجنكو" .
وأيضًا تم اختيار يوسف شاهين وسط 33 مخرج اشتركوا في فيلم تذكاري بعنوان "لكل سينماه" وكان المخرج المصري الوحيد بين مجموعة من أهم مخرجي السينما العالمية منهم عباس كيروستامي ولارس فون ترير وناني موريتي ورمان بولانسكي، وقدم كل من هؤلاء المخرجين 3 دقائق عن أسباب حبه للسينما.
وفي عيد ميلاده السبعين حظي يوسف شاهين بالتكريم على عدة مستويات عالمية، ففي إيطاليا أقام مهرجان لوكارنو عروضًا لكافة أفلامه، من بابا أمين وحتى المهاجر، بالإضافة إلى الأفلام القصيرة كذلك، وبعدها السيماتيك الفرنسي ثم معهد العالم العربي بباريس، بالإضافة لتخصيص عدد من مجلة كراسات السينما له ولسينماه، وهي من أشهر المجلات السينمائية في العالم والتي بدأت تحت إدارة الناقد الشهير أندريه بازان، وكتب فيها كبار المخرجين والنقاد من الموجة الفرنسية الجديدة بالخمسينات مثل فرنسوا ترفو وجان لوك جودار، وعالج هذا العدد خلال سبعين صفحة أفلام شاهين فيلمًا بعد الآخر، مع حوار مطول تحدث فيه عن ممثليه ومساعديه وآراءه في بعض المخرجين العرب والأجانب مثل يسري نصر الله وفريد بوغدير، وذلك العدد هو ليس الأول الذي يحظى به شاهين في الصحافة السينمائية الفرنسية فقبل ذلك بعشرة أعوامٍ تم تخصيص عددٍ له في مجلة سينما كسيون والتي اسمته "الإسكندري" وذلك بعد عرض فيلم الأرض وحللت فيه ما قد حققه في السينما حتى ذلك الوقت.
رثاء يوسف شاهين من الغرب:
عندما توفي يوسف شاهين في 27 يوليو عام 2008 نعاه الغرب كما فعل الشرق، في تأكيد على مكانة الأستاذ بالخارج التي وصل لها بعد سنواتٍ من تقديم فنٍ راقٍ مميزٍ، ومحاولات لتثبيت أقدام السينما المصرية في الخارج بصورةٍ لم نعد نشاهدها بعد غيابه.
بدأ الأمر بقصر الإليزيه نفسه الذي قدم نعيًا رسميًا بوصفه "من أهم من دافعوا عن حرية التعبير والحريات الفردية والجماعية وندد بالتعصب والتطرف، كما كان مدافعًا شرسًا عن اختلاف والتقاء الثقافات" ونعته في ذات اليوم وزيرة الثقافة الفرنسية كريستين ألبانيل قائمة إنه "كان صديقًا مخلصًا لفرنسا، وكان كل فيلم له يشع بنور الحريقة ومثل تظاهرة إنسانية" وأصدر رئيس مهرجان كان السينما "جيل جاكوب" نعيًا لشاهين واصفًا إياه "بالصديق الشجاع والجريء صاحب الخيال الخصب والرجل الحر المفعم بالإنسانية"، ونعاه فرنسوا فيون رئيس الوزراء بأنه كان وسيطًا بين الثقافات ولا يوجد آخر يماثله في القدرة على التعبير عن الغرب والشرق ومحاربًا ضد قوى الظلام ومنشدًا للإنسانية.
وتصدر خبر الوفاة الصحف الفرنسية الكبيرة والصغيرة ونشرات الأخبار في محطات الراديو والتلفزيون يوم وفاته وكتب جاك شيراك الرئيس السابق في وقت وفاة شاهين رسالة رقيقة أرسلها لأسرة الفنان قال فيها عنه "المناضل الذي لا يكل في حربه ضد التعنت والعنف والمدافع العظيم من أجل التسامح واحترام الآخر"، وجاءت عناوين الصحف مادحة لشاهين وفنه مثل صحيفة ليبراسيون "شاهين قاهر الظلامية"، وقدم موقع لوموند عدة مشاهد من أفلامه، وعلق الجمهور على هذه المشاهد في وداعه.
وجاء عنوان لو فيجارو "شاهين مداح الإنسانية" وأعادت نشر مقابلة معه تعود لفبراير 2005 بعنوان "لا للكراهية فهي تفسد العقل".
وفي موقع جائزة البافتا البريطانية هناك صفحةٌ خاصةٌ بيوسف شاهين تقول عنه إنه مخرجٌ مصريٌ شهيرٌ تجاوز حدود المحلية لأول مرةٍ بفيلمه باب الحديد عام 1958، وأفلامه تناولت قضايا العالم العربي ومنها جميلة والناصر صلاح الدين والعصفور والمهاجر والمصير بين أفلام عديدة.
وفي نعي جريدة الجارديان بدأوا الحديث بمقولة للمخرج جين رينوار عن أعمال شاهين حيث قال "في أفلامه الواقعية دومًا ساحرة" وتمت الإشارة إلى الرباعية الذاتية الخاصة بشاهين، وأنها كانت البداية في الجوائز التي حصل عليها في مسيرته بدءًا من إسكندرية ... ليه؟ والدب الفضي في برلين، وسرد المقال سيرة شاهين الذاتية وولادته في عائلة تتحدث أربع لغات، وتأثيره ثقافته على فنه، ودراسته السينما في الولايات المتحدة في معهد باسادينا، ثم استعراض مسيرته الفنية منذ البدايات وبابا أمين وابن النيل.
بينما قال عنه موقع الأندبندنت يوسف شاهين استحق لقب "رائد الواقعية الاجتماعية" في السينما المصرية، والسينما المصرية كانت يومًا الصناعة رابع أكبر صناعة سينمائية في العالم، وكانت وسيلةً مهمةً اكتسبت لمصر هيمنةً ثقافيةً كبيرةً في العالم العربي، وعلى الرغم من اشتهاره بالواقعية الاجتماعية إلا إنه خلال مسيرةٍ فنيةٍ استمرت ل 55 عامًا قدم شاهين أفلامًا في الكثير من الأنواع السينمائية ولكن حافظ على لغةٍ سينمائيةٍ متميزةٍ في كلٍ منها، مع المرور على أهم أفلامه وعلاقته بمدينة الإسكندرية والمصاعب التي تعرض لها من منع عرض فيلم المهاجر.
بينما كان عنوان مقال البي بي سي "أسطورة السينما المصرية شاهين توفي" وقالت عنه إنه واحدٌ من أكثر الشخصيات العربية إثارةً للأعجاب، وقد كان له العديد من المحبين في فرنسا، وحصل على جائزة مهرجان كان عن مجمل أعماله.
الجوائز التي حصل عليها شاهين:
• التانيت الذهبية مهرجان قرطاج السينمائي عن فيلم الاختيار عام 1970.
• الدب الفضي مهرجان برلين السينمائي عن فيلم إسكندرية .. ليه؟ عام 1979.
• أفضل تصوير مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم إسكندرية كمان وكمان عام 1989.
• مهرجان أميان السينمائي الدولي عن فيلم المصير عام 1997.
• عام 1997 حصل على جائزة مهرجان كان في عيده الخمسين عن مجمل أعماله.
• عام 1997 حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة VIII Paris بفرنسا.
• الانجام العام مهرجان كان السينمائي عن فيلم المصير 1997.
• فرنسوا كاليه مهرجان كان السينمائي عن فيلم الآخر عام 1999.
• 2002 حصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الامريكية في القاهرة وأيضًا من جامعة مارسليا في فرنسا.
• تكريم من مهرجان فينسيا السينمائي عن فيلم 11 سبتمبر عام 2003.
• مرتبة ضابط في لجنة الشرف من قبل فرنسا في 2006.
في النهاية وردًا على كل من تساءلوا يومًا لماذا كان يوسف شاهين يبحث عن الغرب والثناء منهم، ولماذا كانوا يمولون أفلامه فهناك ردٌ واحدٌ يمكن تقديمه لهم وهو لماذا لم يحصل مخرجٌ مصريٌ آخرٌ على ذات المكانة من الغرب منذ بداية السينما المصرية وحتى مرور 10 أعوام على وفاة الأستاذ؟ لماذا لو هناك برامج دعمٍ فرنسيةٍ تسعى لمساعدة السينما العربية لم يستغلها صناع الأفلام العرب حتى الآن بالصورة التي قام بها شاهين؟
صنع يوسف شاهين لنفسه تاريخًا عريقًا في فن السينما، وأثبت جدراته كمخرجٍ وفنانٍ في كل من الشرق والغرب، واستطاع أن يحصل على جائزةٍ من أعرق الجوائز السينمائية عن مجمل أعماله عام 1997 ولكنه لم يقف عندها بل ظل بعدها عشرين عامًا يقدم الفيلم تلو الآخر، لم يقف بعدها ويقول لقد وصلت للخلطة السحرية التي يجب أن أكررها في كل أعمالي القادمة، بل استمر في التجريب واستنباط الأفكار الجديدة، فشل ونجح، ولكن حتى آخر نفسٍ في صدره كان مخلصًا لفنه والأهم إنسانيته.
مراجع:
• كتاب "العرب والحداثة السينمائية" – الهادي خليل.
• المصور حوار مع يوسف شاهين في عدد 3 مايو عام 1997.
• جريدة القاهرة العدد 429 8 يوليو 2008.
• مجلة الفنون السنة الأولى العدد الخامس عشر أغسطس 1980.
• لوموند ديبلوماتيك بنوفمبر 1988.
• أفلام الرباعية الذاتية ليوسف شاهين "إسكندرية ليه؟" و"حدوتة مصرية" و"إسكندرية كمان وكمان" و"إسكندرية نيويورك".
• مجلة السينما العدد 16 مايو 1970.
• عدد خاص عن يوسف شاهين 27/7/2008 مركز الثقافة السينمائية.
• المصور 1 أغسطس 2008.
• http://www.bafta.org/heritage/in-memory-of/youssef-chahine
• https://www.theguardian.com/film/2008/jul/28/egypt?gusrc=rss&feed=film
• https://www.independent.co.uk/news/obituaries/youssef-chahine-leading-egyptian-film-maker-879436.html
• http://news.bbc.co.uk/2/hi/entertainment/7527562.stm
• http://news.bbc.co.uk/2/hi/entertainment/7527562.stm