شهادة المخرج "يسرى نصر الله" عن "يوسف شاهين"

حسن شعراوى 01 يونيو 2018 يوسف شاهين "عدد تذكاري"

الكاتب : حسن شعراوى
أكثرما أحببته فى "شاهين" هو نزقه وصدقه وتمرده أقولها بزهوٍ: يوسف شاهين لم يحب أفلامى صعقنى فيلم "عودة الابن الضال شاهدت فيلمى "الأرض" و"العصفور" قبل أن أتعرف على "يوسف شاهين" ولم أشاهد "باب الحديد" إلا بعد ذلك، ولم يكن "يوسف شاهين" بالنسبة لى وقتها وأنا أبدأ اكتشاف السينما أكثر من أنه مخرجٌ جيدٌ، إلى أن شاهدت فيلم "الاختيار" الذى أثار تساؤلاتٍ كثيرةً عندى وكنت وقتها مازلت صغيرا ولم يوترنى الجانب المسرحى فى الفيلم، لكن كنت أحسها سينما مصرية وأنا تربيت فى الستينات على سينما الدول الصديقة الروسية والتشيكية وكذلك الفرنسية والإنجليزية، وكانت وقتها الموجة الجديدة وهناك شيءٌ يحدث فى السينما فى العالم ولم يكن هذا الشيء يحدث فى السينما المصرية، وعندما كان يحدث لم يكن مقنعًا بالنسبة لى ، بعد ذلك أحببت هذا الفيلم "الاختيار" ورأيته كواحدٍ من أجمل أفلامه.


كانت الصدمة الأولى الكبيرة لى مع فيلم "عودة الابن الضال" لم أكن أريد أن أذهب لمشاهدته لكن كنت مع سمير فريد ومحمد كامل القليوبى فى اتحاد النقاد، وقالوا عنه إنه فيلم حلو لكن به لخبطة "يوسف شاهين" ، كنت أحب النص الأدبى "عودة الابن الضال" الذى كتبه الأديب الفرنسى "أندريه جيد" الذى أحببته ككاتبٍ متمردٍ يخاطب الشباب، وذهبت لأرى ما فعله "شاهين" بالحدوتة وصعقت لأنى شعرت أنى أمام فيلمٍ مختلفٍ جذريًا عن كل ما يقدم فى السينما المصرية، وأذكر أن أول ما أثر فى هو عندما رأيت هشام سليم يجرى ناحية المليجى وهو ينهج لأن عمرنا ما رأينا ممثل بينهج فى السينما المصرية، بالإضافة إنه وقتها كان فى عز الحركة الطلابية والفيلم لاقط مع الجو العام وما يحدث فى مصر، ولم أجد فيه أى شيء ملخبط بل شعرت كأنه يكلمنى بشكلٍ مباشرٍ، ويمتعنى أيضا بموسيقاه ونضارته ولأول مرة أحس أنى أمام فيلمٍ مختلفٍ عن كل ما يحدث فى السينما المصرية، وقتها كان عمرى عشرين عامًا وكتبت دراسة عن الفيلم رديت فيها على الذين قالوا إنه فيلم ملخبط وشرحت بناءه ولقطاته ومعانيه، كان مقالًا مراهقًا بعض الشيء ونشر فى كتاب عن السينما الجزائرية لأن الفيلم كان إنتاج مشترك مع الجزائر.

ياسر عرفات يمنح "إسكندرية ليه" صك الغفران
سافرت بعدها إلى لبنان للعمل فى جريدة السفير وقامت القيامة وقتها على فيلم "إسكندرية ليه" وقيل إنه مع التطبيع واتفاقية السلام وممنوع عرضه فى كل الوطن العربى، وفوجئت أنهم سيعرضونه فى سينما "سارولا" فى الحمرا وسيحضر "ياسر عرفات" وناس من المقاومة ليحددوا هل هو تطبيعى أم لا فطلبت من "طلال سلمان" رئيس تحرير "السفير" الذهاب، وتفرجت على الفيلم وصعقت من قوته الثقافية.

أكثر ما أحبه فى "شاهين" هو نزقه وصدقه الشديد وتمرده على ثقافة ترى أن الأنا عيب ومرة واحدة يأتى هو ويقول لنا :أنا شوفت أنا عشت أنا حسيت أنا حبيت أنا باعمل فيلم بهذه المادة، والفيلم حلو ويتجاوز فيه "شاهين" الحلاوة إلى أنه يرغب فى عمل سينما تحرره، وطلبت من "طلال سلمان" إنى أعمل حوار مع "شاهين" وفعلًا أجريت الحوار، ونشر فى السفير وكانت هذه أول مرة أقابله فيها وصرح عرفات وقتها أن الفيلم فكره بنفسه لما أحب البنت اليهودية، وأنه ليس مع التطبيع وأوصى بعرضه ،ومنح الفيلم صك الغفران.

شاهين يملأ من حوله بالحماس وشعور أنهم بصدد مغامرةٍ كبرى
المرة الثانية التى تعرفت فيها على "شاهين" أكثر كانت عندما أردت السفر لإنجلترا لدراسة السينما، لأن الكتابة بالنسبة لى كانت فقط طريقة لأحدد بها ما الذى أحبه بالضبط فى السينما، ودائما كانت عندى الرغبة أن أكون مخرجًا ، فقال لى الناقد "سمير نصر الله" إن يوسف شاهين داخل فيلم جديد "حدوتة مصرية" وممكن أكلم أحمد محرز وأذهب للفرجة على التصوير وفعلًا عدت للقاهرة وبدأت هذا التدريب العملى وكنت أكنس البلاتوه فعلًا ،التقط صورًا على أساس أنشرها فى السفير، وأبرر لهم وجودى فى مصر.

وطبعًا شاهين ولا فاكرنى ولا فاكر إنى عملت معه حوار وكان أحمد محرز هو المسئول عن الديكوباج الذى يكتبه "شاهين" بدقة يسجل فيه كل لقطة وحركة كاميرا وحركة ممثلٍ بلغاتٍ مختلفةٍ عربى على انجليزى على فرنسى على رسومات وخرابيش ومكتوب فيه ملاحظات من نوعية : افتكر يا أحمد إحضار المعدة الفلانية من أجل اللقطة الفلانية وهكذا كان "سوبر دقيق"، وأنا فى بيروت عملت كمساعد إنتاجٍ مع المخرج الألمانى "شلوندورف" وهو شخصٌ متوترٌ جدًا و"قافش" على التصوير ويتعامل معه كمعركةٍ مؤلمةٍ فأصابنى هذا بالنفور من هذا التنشن السلبى فى التصويرلكن أول ما لفت نظرى أثناء تصوير "حدوتة مصرية" هو التنشن الإيجابى والحماس، فشاهين يزعق ساعات لكنه يملأ من حوله بالحماس وشعور أنهم بصدد مغامرة كبرى.
ومما لفت نظرى حينما أعطانى "محرز" ديكوباج شاهين وقال لى :إجبره ينفذ ما كتبه وألا يخترع، وفكره دائما بما كتبه وهو كان يطلب من مساعديه ألا يتركوه يفعل شيئًا غير الذى كتبه؛ لأنه يكون فكر فيه جيدًا والفيلم جاهز فى رأسه بالفعل وما عليه إلا تنفيذه وأي شططٍ سينتج عنه خطأ، كانت هذه هى طريقته.

كان مليان ناس لكنه تذكرنى
وأذكر أنه ذات مرةٍ كان يختبر ممثلةً ناشئةً وطلب منى أن أظل موجودًا لأخبره رأيى فيها وسجلنا معها 11 مرة وعندما سألنى قلت :مش مصدقها ،فانفجر فى :إنت حمار كل ممثل عنده حدود وهى كده كويسه ،إطبع .تركته وأنا أشعر بقهره.
لم يكن بينى وبين شاهين احتكاكٌ كبيرٌ كالمجموعة القريبة منه التى تضم أحمد محرز وخيرية عباس وغيرهم، هو كان مليان ناس وأنا بعيد، بعد عشرة أيام سمعت صوته يزعق فى أول البلاتوه :هاتوا لى الولد اللى بيشتغل فى لبنان ده ،وقال لى : قف معى حتى ترى أنه حتى "نور الشريف " عنده حدود وأذهلنى إنه افتكر إن فى شاب يريد تعلم السينما فينادى عليه ليرى ويفهم.

اضطررت لعدم البقاء حتى ينتهى التصوير وعدت لبيروت وطلبوا منى عمل فيلم عن المقاومة الفلسطينية وعدت إلى مصر مرة أخرى سنة 1982 وزرت "شاهين" وقال لى :تعالى اشتغل معى وسأعطيك 30 جنيهًا فى الشهر، ووقتها كنت أحصل من السفير على 3 آلاف دولار فى الشهر وفورا قبلت العرض وصفيت كل شيء فى بيروت وعدت للقاهرة لأجد يوسف شاهين قد اختفى.

بعد فترة عرفت إن فى أربعين "جان خورى" والد ماريان فقررت أذهب للتعزية وبالمرة أقابله ومددت يدى لمصافحته فسألنى :إنت من؟
وبعدها أعطانى سيناريوهات فى مكتبه لأقراها وأكتب عنها ملاحظات ووجدته عملا بلا إبداع، وذات صباح قال لى :ستساعدنى فى البحث عن مادة لفيلمى "وداعا بونابرت" وبالنسبة لى كان ذلك هو المعهد الذى درست فيه من أول سطر فى السيناريو إلى أن خرج الفيلم من المعمل وعرض فى "كان" حضرت عملية الفيلم من أول ما نحلم بها إلى أن تتحقق ، دروس خصوصية مع واحد من أهم المخرجين الذى كان عندى إعجاب لانهائيا به ، شاركت فى الكتابة واختيار أماكن التصوير وكنت مساعدًا أول فى الإخراج والبحث عن تمويل الفيلم ، كل العملية السينمائية تحدث أمامى.

يوسف شاهين بالنسبة لى أستاذى فبعد "وداعا بونابرت" كتبت فيلمى الأول "سرقات صيفية" ورفض ممثلون كثيرون العمل فيه منهم يسرا وعزت العلايلى فشاهين قال لى :أنت لا تحتاج لأحد هذا هو ما علمنى إياه فالتكنيك وغيره نتعلمه ونحن نتفرج على الأفلام لكن شاهين علمنى إنه لابد أحب الممثل أنت معك فلوس هات وجوهًا جديدة وهذا أعطانى دفعه إنى أعمل فيلمى بناس لم يمثلوا من قبل بما فى ذلك "عبلة كامل" و"محمد هنيدى" و"شوقى شامخ" و"مجدى كامل" وهذا خلق عندى علاقة عجيبة مع الممثلين، وهى إن انا حر وعمرى ما اخترت ممثل على أساس أرتب عن طريقه الإنتاج ،أنا باشتغل معه لأنى بأحبه وهذا يخلق لدى الممثل إحساسًا بالاطمئنان وثقةً متبادلةً.

الخلاف مع شاهين
"شاهين" كان منتجًا شاطرًا جدًا وذكيًا وفكرة تسويق الفيلم، وجانب البيزنس فى الفيلم مهمٌ جدًا بالنسبة له وأنا لست كذلك وهنا "باظت" علاقتى به وهذا لا يجعلنى أفضل أو أسوأ، فهو لا يرى فى أفلامى ما يسميه "المعادلة" وهنا بدأت خلافات شديدة بيننا، أنا كنت باشتغل من خلال مكتب "شاهين" لكن هو عمل هذا المكتب لأفلامه هو وليس لينتج أفلام البشرية، حقيقى إنى كنت أحضر التمويل الخاص بالفيلم والإنتاج المشترك وما إلى ذلك لكن فى الآخر لم أكن أحضر للمكتب فلوس، ولكى لا أحمل نفسى ذنوب العالم يمكننى القول أنه عندما تجلب التمويل الكامل لأى فيلم فإنك لست محتاجًا للتوزيع ولا مخاطرة الدعاية وأى قرش يأتى من الفيلم بعد ذلك يكون مكسبًا، وهذا كان مناسبًا جدًا بالنسبة لى لأنى فى الأخر بأعمل الفيلم كما أريد لكن "شاهين" كان يعد هذا دلع ،ذكرته بأنه لجأ للإنتاج المشترك ليهرب من رقابة السعودية وبما كان يحكيه عن فيلم "العصفور" فبعد العرض الخاص للفيلم طلب يوسف السباعى النيجاتيف، ولولا أنه النيجاتيف كان فى فرنسا كان حرقه، وقتها كان فى شراسة وهجوم على يوسف شاهين وأفلامه، وترديد لكلامٍ فارغٍ وغير حقيقىٍ بأنها لا تفهم، وحقيقة الأمر إن شاهين كان خارج منظومة تمويل الأفلام من السعودية التى تعد هى الممول الأساسى للسينما والصحافة والتليفزيون منذ السبعينات لدرجة إنه كان يجلس رقيبًا سعوديًا يشرف على التصوير، وهذه هى الفترة التى ظهر فيها الكلام عن السينما النظيفة وبداية الحالة الوهابية.

لحظات قاسية فى علاقتى بيوسف شاهين
ما أقوله دائما دفاعا عن "شاهين" ولأتصالح مع لحظات كانت قاسيةً فى علاقتى به إن "شاهين" من جيل لم يكن بالصدفة يلعب الكرة الشراب مع "عبد الناصر" فى شوارع الإسكندرية، الجيل الذى قال سنبنى مصر الجديدة وسنجعلها جزءًا من القرن العشرين ومن العالم هذا كان مشروعهم فى الخمسينات والستينات، وهذا يفسر دخول كل هذا العدد الضخم من المثقفين مع عبد الناصر، أيضا كانت عندنا مؤسسة السينما ولكى تصنع فيلمًا لابد أن تتعامل مع كل هذه المعطيات، ثم تأتى هزيمة 1967 التى كسرت جيلًا بأكمله من المثقفين والسياسين والفنانين والمخرجين ولكى لا ينكسر "شاهين" والحقيقة هو عمره ما انكسر أصبح هاجسه : أنا لست جزءًا من هذة السلطة وأفلامه كلها بعد 1967 بدون استثناء عن علاقة الفرد بالسلطة ومحاولة وضع المسافة التى بينه وبينهم إنما هو أيضا سلطة، ومشهد تنحى عبد الناصر فى فيلم "العصفور" عندما يلقى "نور الشريف" السيناريو من يده ويقول :يعنى إيه يتنحى ؟ يعنى أنا أبطل أعمل أفلام كان هذا صادما لى جدا فبالنسبة لى هذه المشكلة فى علاقة الفرد بالسلطة غير مطروحةٍ، لكن وقتها كان عمرى 14 سنة ولا أحتاج ثانيتين تفكير لأعرف أن السلطة خدعة كبيرة، أنا من جيل الحركة الطلابية الذى نشأ وتشكل فى مواجهة السلطة وحدوتى هى الحروب الأهلية - خناقتى مع جارى- حكاية مختلفة ثقافيًا تمامًا.

لما بدأنا نشتغل على "إسكندرية كمان وكمان" حصل لى أكثر حاجة قاسية فى حياتى، هو يمثل وأنا وراء الكاميرا بأقول هذه يمشى وهذا لا يمشى ونحن نكتب السيناريو الذى كان عن علاقته بالممثل وحكاية انفصالٍ ضخمٍ بينه وبين ممثلٍ كان يرى فيه نفسه، أنا كنت أعمل على عملية تحليلٍ نفسىٍ معقدةٍ جدًا، ولم يكن مطروحًا أن يمثل هو لأن الفيلم إنتاجٌ عالمىٌ، وكان مطروحًا اسم "مارسيلو ماسترويانى" والإطار الذى نعمل عليه هو إضراب الفنانين، وكان هناك شيءٌ أستغربه وهو طفح الخمسينيات والستينيات والسبعينيات على جيلٍ بأكمله من المثقفين حيث كنا فى مواجهة "سعد الدين وهبة" الذى كان ترسًا من تروس السلطة، موهوبٍ وذكىٍ جدًا لكن سلطة كاملة وعنده علاقات مع الحكومة والسلطة، فكنت أسأل نفسى: السلطة هى من وضعت هذا القانون الغريب فبأية أمارةٍ نكلمهم ونحن فى مواجهتهم.

قلت له ونحن نناقش السيناريو: إنت مستخبى وراء الكاميرا وتجعل الممثل يتعرى أمامك إنت أيضا سلطة، وفيه علاقة بين هذا وبين الجرى حينما يتكلم وزير فى التليفون فرمى المائدة التى أمامه في غضب .. ومشى ، وجعته أكيد وأسأت التعبير ، كنت شابًا ثوريًا نزقًا لكن بعدها أصبحت جزءًا من الفيلم وتصالح معها، لكن رد الفعل الأول كان شديد العنف.

ما أحببته طول عمرى فى شاهين هو أنه كان صادقًا مع نفسه، وعندما يقول أحدٌ شيئًا مزعجًا كان ذكيًا كفايةً وصادقًا مع نفسه ويفكر فيها، أيضًا تعلمت منه أن أساس العلاقة مع الممثل هو الحب وليس التسلط لكن لا توجد طريقةً واحدةً للحب.

لم يحب من أفلامى إلا "سرقات صيفية"
كان يقول لى أنت تقنيًا هائلٌ، لكن لا تعرف عمل المعادلة وكان يرى من الجنون أن أعمل فيلمًا بطولة "باسم سمرة" لأنه ليس نجمًا ، كان دقةً قديمةً يرى أن الممثل لابد أن يكون حصل على تدريب المعهد وتقاطيعه تعدى، ولا يصح أن تستعين بممثلٍ ملامحه عدوانية وليس وسيمًا بالمعنى المتعارف عليه.
لست امتدادًا ليوسف شاهين:
ليس سهلًا أن تصنف فى خانة أنك امتدادٌ أو مقلدٌ لأحدٍ فجاءت حكاية أنه لم يحب أفلامى كالنعمة؛ لذا عندما أقول أنه لم يحب أفلامى أقولها بزهو لكن لا أعرف إن كان هذا حقيقى 100% أم لا.
أوقف "شاهين" عرض فيلم " المدينة" فترة طويلة وكان غاضبًا بشدة منى وقتها ’وكان فى ذلك الوقت يتردد على دكتور سمع صديقى فى ألمانيا واشتكى له قائلًا: يسرى خسرنا عدة ملايين وأنا غضبان عليه، فرد صاحبى أن أنا من أحضرت تمويل الفيلم فقال : لكن لو وضعت الفلوس فى فيلم "عدل" كنا كسبنا.
المخرجون الحقيقون الذين خرجوا من مدرسة يوسف شاهين هم :أسماء البكرى وعلاء كريم وخالد يوسف وأحمد على وداود عبد السيد ومجدى أحمد على وأنا، ولم يأخذ أى منا منه غير علاقته بالسينما.




التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات