شاهين في أفيش..

مرام صبح 01 يونيو 2018 يوسف شاهين "عدد تذكاري"

الكاتب : مرام صبح
لم يكن يوسف شاهين مخرجًا سينمائيًا فقط، بل كان رسامًا مجنونًا رسم بريشته العجيبة الجريئة أربعين فيلمًا، كوّن وشكّل العديد من اللوحات الفنية التشكيلية الحية داخل كادرات أفلامه, التي خطفت الأبصار, وغمرت القلوب والعقول بحالةٍ من الشغف المشبعة المحفزة, بالرغم من صعوبته, ألهمت وحفزت العديد من المخرجين والكتاب والموسيقيين, الأدباء, الشعراء, الفنانين التشكيليين, الغارقين بحب السينما وغيرهم في العالم العربي والغربي حتى هذه اللحظة .


لا تخلوا بيوت المولعين بالسينما من أفيشات أفلام شاهين طوال مسيرته الإخراجية منذ عام 1950 حتى 2007, مَن مِن هؤلاء المولعين لا يعرف أفيشات أفلامه عندما يراه ولو بمحض الصدفة؟! من منهم لا يحتفظ بها بين أوراق كتبه؟ من منهم لم يلصقها على جدران غرفته ويراها بأحلامه؟!! من منهم تعلق بالأفيش قبل مشاهدة الفيلم؟

أفيشات أفلامه التي كانت مرسومة على قماشٍ أو ورقٍ بجميع ألوان التمرد على الواقع بدأت رحلتها المجنونة الممتعة من أفيش أول فيلم لشاهين ((بابا أمين )) عام 1950، الذي تم لصقه على أبواب وجدران العديد من السينمات المصرية مثل ردسي, أويدون وغيرها، وعلى جدران شوارع القاهرة وخارجها، أفيش ((بابا أمين )) سافر خارج مصر إلى جدران وأبواب صالة سينما ريفولي في بيروت، وثم صالة سينما البتراء في الأردن، و صالة سينما ((روكسي)) في فلسطين , وغيرها من صالات السينما في الوطن العربي .

طموح شاهين وأفيشات أفلامه سافرت خارج حدود الشرق الأوسط عندما شارك بفيلمه الثاني ((ابن النيل)) بمهرجان كان السينمائي عام 1951 ,وعاد وشارك بتسع أفلام أخرى هي: صراع في الوادي1954, الأرض 1969, العصفور 1972, وداعا بونابرت1985, اليوم السادس 1986, إسكندرية كمان وكمان1990 ,المصير1997, الآخر 1999, إسكندرية نيويورك العام 2004, ويذكر أن فيلم المصير رشح للسفعة الذهبية عام 1997 وألصق أفيش فيلمه (( المصير )) في أكثر من 550 دار عرض سينما في فرنسا. أفلام شاهين وأفيشاته جابت بلدان العالم, حتى بعد وفاته ما زالت رحلة أفلامه وأفيشاته مستمرةً وحاضرةً تحيط بأعين الجماهير والنقاد بأشكالها المختلفة وألوانها التي كونت علاقةً حميميةً بينهم وبينها.

شاهين حالةٌ فريدةٌ من نوعها، المخرج المشاكس, الموهوب في التمثيل قبل الإخراج, الذي كان يهتم بكل التفاصيل، أي فيلم له كان قطعة فنية يجب الاهتمام بها لكي تشد وتجذب النظر والقلب قبل الأذن، هذا الاهتمام ترك بصمة إيجابية على مسيرة شاهين المخرج العالمي، بصمةً خاصةً على أعماله، فريدةً من نوعها مجنونةً متنوعةً، منها الفكرية, والسياسية والغنائية، والذاتية، ما تكون هذه البصمة فقط على أفلامه إنما على أفيشات أفلامه, لتكون أفيشات شاهينية تحمل بصمته، سواءٌ في الأفلام التي أخرجها قبل تأسس شركة مصر العالمية للأفلام الخاصة به أو بعدها.


فيلم الارض عام 1969، العمل الحادي والعشرون لشاهين، أفيش الفيلم مرسوم يدوي توضيحي , ترتيب الأسماء على الأفيش نفس ترتيب الأسماء على تريلر الفيلم, يظهر على الأفيش صورة الفنانة نجوى إبراهيم ذات العيون الجميلة بالزي التقليدي الصعيدي التي قامت بدور (وصيفة )) ابنة محمد أبو سويلم الذي قام بدوره الفنان ( محمود المليجي ) لم يتم وضع وصيفة على أفيش الفيلم لتكون عنصرًا لجذب الجمهور !! بل لأن وصيفة والأرض محوران حقيقيان في الفيلم، وصيفة جميلة ورجال القرية يتمنوها , والأرض شيء لا يقدر بثمن عند محمد أبو سويلم و عند أهل القرية, أبو سويلم الفلاح الفقير لا يملك إلا ابنته وصفية وزوجته وأرضه التي أحبته، وامتزج لحمه بترابها عندما تم أخذها منه بالقوة من نظام الإقطاع الذي كان هدفه العبودية .

الوداع يا بونابرت عام 1984 العمل الثلاثون لشاهين, أفيش الفيلم مرسومٌ يدويًا توضيحيًا، عنوان الفيلم على الأفيش نفس لون وخط عنوان على تريلر الفيلم , أفيش فيلم كولاج غريبٌ يظهر في أسفل الأفيش صورة علي الذي قام بدوره الفنان ( محسن محيى الدين) على اليمين بزي الإسكندراني وكافرلي الذي قام بدوره الفنان (ميشيل بيكولي )على اليسار مبتسم بزي القائد الفرنسي ، ويظهر فوق صورة بونابرت الذي قام بدوره (باتريس شيرو ) ممزوجة باللون الذهبي، ويظهر ساحة الحرب جنود ومدافع, وجود كل من علي الذي يمثل ابن الخباز الذي يجيد اللغة الفرنسية و كافرلي المسؤول عن سلاح المهندسين لحملة نابليون على مماليك 1798 أطلق عليه المصريين أبو خشبة لأنه فقد ساقه في إحدى المعارك قبل الحملة على مصر بثلاثة سنواتٍ علاقة صداقة جمعت بين كفارلي و علي وأخيه يحيى وعملوا معه , تخللها حوارٌ سياسيٌ لم يكن متكافئًا بين الطرفين ,علي وأهله الطرف المصري الضعيف الهش, كفارلي الطرف الفرنسي القوي الذي جاء بحملته النابليونية وقائدها بونابرت للغزو فقط .

إسكندرية ليه ؟ عام (1979) العمل الثامن و العشرون لشاهين أول جزءٍ من رباعيته الذاتية, أفيش فيلم مرسومٌ يدويًا توضيحيًا, معمولًا بشكلٍ احترافيٍ عبقريٍ ، طريقةُ مزج الألوان المتداخلة مع مشاهد متعددة , لكي تظهر لنا لوحةً فنيةً تبوح بأحلام وأفكار ونشوة شاهين، اختيار المشاهد من فيلم ووضعها على الأفيش لم تكن بطريقةٍ عبثيةٍ أعطى الفيلم قيمةً جماليةً، لو أمعنّا النظر في الأفيش لرأينا ستة مشاهدٍ من الفيلم لا يمكن حذف أو تجاهل أي مشهدٍ منهم، من أعلى الأفيش مشهد يحيى الذي قام بدوره (محسن محيى الدين) مع والده المحامي شكري الذي قام بدوره (محمود المليجي )على شاطئ الإسكندرية وحديثه معه عن رغبته في دراسة التمثيل في الخارج، لكن والده يريده أن يصبح مهندسًا , ومن ثم مشهد رومانسي يجمع سارة سورال اليهودية التي قامت بدورها الفنانة ( نجلاء فتحي ) مع إبراهيم الذي قام بدوره الفنان ( أحمد زكي ) ، طالبٌ جامعيٌ بسيطٌ ثوريٌ جمعتهم علاقة حبٍ قويةٍ , من ثم مشهد عادل الشاب المصري الثري الذي قام بدوره الفنان (أحمد محرز )أمام قبر تومي حبيبه العسكري الإنجليزي بعد ما لقي حتفه في معركة , ومن ثم مشهد لعادل ولقطة close up على عيونه , عادل من الطبقة كان يدفع فلوس لمرسي البلطجي لكي يأتي بالعساكر الإنجليز يقتلهم نوعٌ من أنوع وطنيته لكن على طريقته، لكن هذه المرة وقع في حب تومي , وثم مشهد لتومي وهو خائفٌ وثملٌ عندما تهاجم عليه مرسي وخطفه ليلقى نفسه بسيارة وثم بسرير عادل, من ثم مشهد من مسرحية قدمها يحيى وأصدقاؤه في مدرسةٍ عن هتلر أمام السفير البريطاني , نلاحظ أول مشهدٍ وأخر مشهدٍ في أفيش عبروا عن حب يحيى للتمثل ابن العائلة البسيطة الذي كان يضحى برغباته من أجل احتياجات أهله, برغم كل هذا استطاع يحيى إثبات موهبته.

إسكندرية كمان وكمان عام 1990، العمل الثالث والثلاثون لشاهين, كما أنه الجزء الثالث من رباعيته الذاتية، يعد أفيش فيلم من أهم أفيشات السينما المصرية , مرسومٌ يدويًا كاركتيريًا, للفنان التشكيلي صلاح عناني الذي صمم العديد من أغلفة الكتب المصرية والعربية والأجنبية، وعدد من لوحات التذكارية منها اللوحة التذكارية بمناسبة حصول ( نجيب محفوظ ) على جائزة نوبل عام 1988 , تشتهر أعمال عناني أنها قريبة من الواقع وتمثله, بالنظر إلى أفيش عناني حاول برسم كاريكاتيري التعبير عن مجريات الفيلم القريب من شخصية شاهين وسخريته من نفسه, (يحيى ) الذي قام بدوره (شاهين )بالزي الروماني الذي ارتداه في أحد المشاهد فانتازيا تاريخية في الفيلم حامل نصف شعلته الشاهينية على منصة يعيش نجاحه الإخراجي من جهة و ديكتاتورية من جهة أخرى, من جهة أخرى فشل علاقته مع عمر والذي قام بدوره الفنان ( عمرو عبد الجليل )الذي يصعد على سلم بزي الروماني أيضا ارتداه بأحد المشاهد في الفيلم عمرو أهم ممثل بالنسبة ليحيى الذي كان يصر عليه لكي يلعب دور ((هاملت)) لكنه رفض وانفصل كليًا عنه , ونرى أيضًا في أفيش فنانين من قلب اعتصام نقابة الفنانين لرفض نظامٍ يفرض عليهم شخصًا لكي يكون نقيبًا لعدة سنواتٍ متتاليةٍ من بينهم هشام سليم, تحية كاريوكا, علي بدرخان, حسين فهمي , يسرا الشابة الممثلة المتمردة شدت انتباه(( يحيى )) رأى أنها كليوباترا حسب أحلامه وليس أحلامها، والبحر في الأفيش يرمز إلى شاطئ الإسكندرية حيث بداية أحلام شاهين .

عودة الابن الضال عام 1976, العمل السابع والعشرون لشاهين , أفيش الفيلم مرسومٌ يدويًا توضحيًا, طريقة رسم الشخصيات على أفيش وتركيز على عيونهم, لكي يعبر عن مراد شاهين من الفيلم، الصراع في عائلة مدبولي هو نفس الصراع بين الخير والشر , بين قابيل وهابيل, الصراع والتخبط داخل الدولة الواحدة تماما كما حدث في لبنان عام 1975 وما يحدث حاليا في سوريا , ب طُلبة الذي قام بدوره الفنان( شكري سرحان ) يمثل الشر, والفساد والقمع , حب السيطرة , تحجيم أحلام ابنة (إبرهيم) , فاطمة التي قامت بدورها الفنانة ( رجاء حسين ) ركنت نفسها في بيت عائلة المدبولي تنتظر عودة ابنهم الضال ((علي)) , إبراهيم الذي قام بدوره الفنان (هشام سيلم ) كان يعشق تفيدة ويريد التخلص من حكم ونظام أبيه القمعي بالسفر للخارج لكي يدرس ,تفيدة التي قامت بدورها الفنانة ( ماجدة الرومي ) بنت حسون ونواحض العائلة البسيطة يعملون عند طلبة وأهله , تفيدة هي عاشقة إبراهيم، وكانوا يدرسون في نفس المدرسة, تفيدة الغنوة الحلوة بوسط الجحيم في عائلة المدبولي, الجميلة والمستقبل بالنسبة لإبرهيم، علي الذي قام بدور الفنان ( أحمد محرز ) الذي ضل عن أهله وقريته عشرين عامًا، وعاد ليكون بصيص الأمل لدى أهل القرية وأهله، لكنه أصبح تحت جناح طلبة.

المصير عام 1999العمل التاسع والثلاثون لشاهين, من الأفلام الفكرية لشاهين, جاء كرد على الهجوم الذي وقع على فيلمه المهاجر، أفيش فيلم مرسومٌ يدويًا توضيحيًا , من أعمال مصمم العرائس وديكور المبدع ناجي شاكر , الأفيش يحتوى على ثلاثة محاور تناولها الفيلم : المحور الأول: النيران التي تلتهم كتب العلامة الاندلسي ابن رشد الذي قام بدوره الفنان ( نور الشريف ) عندما أحرقوا مكتبته , اللون الأسود في الأفيش، المحور الثاني: هي لجماعات تكفيرية داخلة إلى الاندلس تماما مثل الغيمة السوداء في السماء , المحور الثالث: الرجال الواقفون الذين ينظرون إلى سماء كأنهم كلهم ابن رشد رغم كل شي ظل كنخيل واقف ناظر للسماء .

هي فوضى عام 2007 أخر أعمال شاهين العمل مشترك مع المخرج خالد يوسف , أفيش معمول على الطريقة الحديثة (الجرافيك ) ,نرى أكثر من صورة في الأفيش ، الأولى وطاغية على الأفيش صورة رجل الأمن من الخلف وهو حامل مسدس، رجل الأمن هذا رمز من رموز السلطة في البلد التي هدفها, قمع أفكار الأفراد وتسكيتهم بالقوة, وحبسهم وتعذيبهم وأخذ الأموال منهم بالقوة, ومن ثم نرى خمس صورٍ مصغرةٍ
حاتم الذي قام بدور الفنان( خالد صالح ) رجل الأمن, الذي يمارس فساده وقوته على من هم داخل سلطته وخارجها, وغضبه أيضًا عندما تصدت نور بنت جيرانه التي يعشقها بجنون ولا تبادله أي نوع من المشاعر ولا الحديث، شريف الذي يقوم بدوره الفنان (يوسف الشريف) وكيل نيابة في محافظة شبرا كان مرتبطًا بفتاة وتركها لأنه لم ينسجم معها , وثم قرر الارتباط بنور, الناظرة وداد التي قامت بدوره الفنانة (هالة صدقي ) أم يوسف التى كانت تسعى دائما إلى زواج يوسف بنور, بهية أم نور التي قامت بدوره الفنانة (هالة فخري ) الأم البسيطة كل همها بنتها نور, نور التي قامت بدورها الفنانة ( منه شلبي ) الفتاة الجميلة مُدرّسة اللغة الإنجليزي التي تعشق يوسف وكل حلمها الزواج منه لكن يوم تحديد زواجهم خطفها حاتم بحيلة واغتصبها , كل هذه الصور في الأفيش كان لها دورٌ أساسيٌ في الصورة الرأسية لأفيش صورة الثورة ضد النظام الفاسد والانقلاب عليه الذي يدعم حاتم وغيرها ويسكت عن فساده.


العصفور عام 1974العمل السادس والعشرون لشاهين, أفيش فيلم مرسومٌ يدويًا توضيحيًا, لون عنوان الفيلم نفس لونه على تيلر, ترتيب الأسماء الممثلين على التريلر نفس ترتيبه على الأفيش, طريقة رسم الأفيش رمزية للأحداث السياسية التي حدثت في نكسة 1967, الجرائد المكتوبة عليها عناوين الأخبار هي الأوضاع المنتشرة في مصر أثناء حرب 1967 من فساد وسرق وخلل في نظامٍ لا يمكن مواجهة العدو الخارجي إلا إذا تم القضاء على العدو الداخلي , رمز لها شاهين ( أبو حضر ) الذي كان يسرق المصانع كان يطارده يوسف الصحفي الذي قام بدوره الفنان ( صلاح قابيل ), ومن جهة أخرى يطارده ضابط الشرطة رؤوف الذي قام بدوره الفنان (سيف عبدالرحمن), أما المرأة على الأفيش هي بهية التي قامت بدوره الفنانة (محسنة توفيق ) بهية كانت رمزًا من رموز الوطنية الذي ذكره الشيخ إمام في أغنيته ( العصفور ) التي بدأ بها الفيلم (مصر يامّة يا بهية) بهية كانت تحب الصحفي يوسف وتجمعها علاقة صداقة مع والد رؤوف, بهية على الأفيش غاضبة بعد خسارة حرب 1967 وكانت تصرخ هنحارب هنحارب , وراءها صورة الناس الذين حشدوا إلى الشارع, الآن الشارع صوت الحرية وتخلص من الاحتلال.

باب الحديد عام 1958العمل الحادي عشر لشاهين , أفيش الفيلم مرسومٌ يدويًا توضيحيًا , ترتيب الأسماء على الأفيش نفس ترتيب الأسماء على تريلر الفيلم, في الأفيش نرى ثلاث شخصيات رئيسية في فيلم اجتمعوا في مكان واحد محطة مصر التي فيها بداية ونهاية، الفيلم وحكايات الناس الذين يأتون ويغادرون منها, وكل واحد يقوم بعملٍ مختلفٍ على محطة لجنى رزقه , قناوي الذي قام بدوره ( يوسف شاهين ) الشاب الأعرج المسكين الذي عثر عليه العم مدبولي الذي قام بدوره الفنان (حسن البارودي) في المحطة وأخده لكي يعمل معه بائع جرائد, واكتشف أنه محرومٌ ومهووسٌ بصور الفتيات العاريات التي كان يقصقصها من الجرائد التي يتجول بها كل يوم في المحطة ويلصقها داخل غرفته, أبو سريع الذي قام بدوره الفنان ( فريد شوقي ) الشاب الذي يعمل حمالًا لحقائب المسافرين من وإلى المحطة الذي دعى إلى تشكيل نقابةٍ للعمال المحطة وخطيب هنومة, هنومة التي قامت بدورها الفنانة( هند رستم ) الفتاة الجميلة التي تبيع مياهًا غازيةً في المحطة, التي كانت مثيرةً بالنسبة لقناوي وكان يعشقها لحد الجنون والمرض, ولكنها لا تحبه تحب أبو سريع الذي قرر الزواج منها وعندما علم قناوي جن جنونه وخطف هنومة وكان يريد قتلها على سكة الحديد.

ابن النيل عام 1952 هو ثاني أعمال شاهين وأول بطولة مطلقة للفنان شكري سرحان, أفيش مرسوم يدويا توضيحيا يوضح العلاقة بين حميدة الذي قام بدوره الفنان (شكري سرحان ) وزبيدة التي قامت بدورها الفنانة(فاتن حمامة ) في الأفيش، زبيدة تنظر إلى حميدة وهو لا ينظر إليها، العلاقة بينهما غير منسجمة المشاعر، و طموحات حميدة الذي كان يرغب في السفر إلى مصر والعمل هناك ، لكن أخاها إبراهيم أجبره على الزواج من زبيدة الفتاة اليتيمة، لأنه أقام معها علاقة شرعية، زبيدة التي تعشق حميدة ولكنه لا يعجبه شيء حملت منه ، ويوم ولدتها أغمي عليها ، ومن شدة صدمة حميدة ظن أنها توفيت , وهرب باتجاه مصر التي أوهمتها أنه سوف يعمل ويكسب المال، ولكنه خسر نفسه وأهله ودخل السجن بتهمة قتل وعندما خرج من السجن حدث طوفان نهر النيل الموجود خلف حميدة وزبيدة في الأفيش الذي قضى على قريته لكنه لم شمل حميدة وزبيدة وابنهم سالم.

اسم يوسف شاهين الذي رسم بجميع الألوان وجميع الأحجام وتم وضعه على أفيشات أفلام , في الأسفل والأعلى و الوسط وعلى اليسار وعلى اليمين, هذا الاسم الذي تنقل بين ورشات مختلفة لصناعة الأفيش وبين أشهر المصممين في داخل مصر وخارجها ؛ لكي تنبض بها شوارع مصر والسينمات والمهرجانات العربية والأجنبية، هذا الاسم لذلك الطفل المرتبك الذي يخفي موهبته بسرعة كلامه، جعل كل العالم يتحدث عنه.

التعليقات :

قد تعجبك هذه المواضيع أيضاً

أحدث المقالات